الانتهازية تتلذّذ بـ (قطف الرؤوس)!

 

لاحظ الحقوقي المنفي، طه الحاجي، ان اعلام آل سعود وكتابهم (يتفاخرون بالاعتقال، وهو أبغض الأعمال، ويتذاكون برمي اتهامات تافهة على المعتقلين، وهم يعلمون ألا أحد يصدقهم الا الهمج الرعاع). وأبدى الحاجي أسفه الشديد لهذا (المستوى المنحط الذي وصلت له الحكومة السعودية وإعلامها، فما أسهل رمي التهم جزافاً). واستغرب بأن آل سعود (يسيؤون للمعتقلين قبل التحقيق معهم ومحاكمتهم، ويشوهون سمعتهم، ويحرضون عليهم، ويسمحون لاعلامهم بشن حملات التشويه لترسيخ ما يريدون في الأذهان)، ومع هذا (يتحدثون عن استقلال ونزاهة النيابة والقضاء، ويرفضون انتقادهما، في حين يتعدون على اختصاصهما باتهام الناس ومحاكمتهم).

يأتي هذا في وقت قال فيه عبداللطيف آل الشيخ ـ الرئيس السابق لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ مؤيدا الاعتقالات ومحرضاً على المزيد منها: (اللهم أعنْ ووفق الملك إجراءات الملك الصالح سلمان وولي عهده الأمين في اجتثاث الفتنة وأسبابها ومسببيها ومروجيها لتبقى المملكة الغالية آمنة مستقرة). واستعار آل الشيخ مقولة الحجاج، متلذذا بتكرارها (إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها)؛ فاستفزّ بذلك الدكتور عبدالله الدوسري الذي خاطبه: (لا عجب، فقطف الرؤوس من ثقافتكم الداعشية الدموية المجرمة، يا سليل مؤسس داعش ـ يقصد محمد بن عبدالوهاب).

من آل الشيخ أيضاً، هناك الكاتب السلطوي محمد آل الشيخ، شكر الله ان (رأيت المتأسلمين يتساقطون الواحد تلو الآخر)؛ ووصف أيام القمع ـ الحالية ـ بأنها مجيدة، فقد (انهت سياسة التسامح والتحمّل، وجاءت سياسة المواجهة والحزم والحسم. أيها الإخونج لا مكان لكم في بلادنا بعد اليوم). وحاول آل الشيخ تسويق مقولة (ان اللحى المستأجرة هي من كانت تتجسس للأجنبي، وتعمل معه لتكون أوضاعنا الأمنية مثل سوريا وليبيا)؛ وواصل آل الشيخ بأن المملكة قامت على الحزب وانه جرى التسامح مع المتأسلمين كثيراً موضحاً أن شهرة المعتقلين لن تحميهم؛ ودعا الى ضربهم (بيد من حديد واعادتهم الى حجمهم الطبيعي)؛ وختم بأن خصومه الذين وصفهم بـ (سَلَق عزمي بشارة): (يتساقطون الواحد تلو الآخر) و(ها نحن نهيل التراب على رموز الصحوة المشؤومة التي وقف أساطينها في وجه التنمية والتحضر والاعتدال، وباعوا وطنهم لقطر بثمن بخس)!

الصفحة السابقة