عملية الخبر كما يرويها قائدها فواز بن محمد النشمي

المضامين الإجتماعية والأيديولوجية والعسكرية في هجوم الخبر

هذه المقابلة التي نشرتها معظم شبكات الإنترنت السعودية، هامة للغاية لا لأنها تكشف ضعف قوى الأمن الحكومية، وسوء أداء الإعلام السعودي، وفشل الحلول الأمنية لمواجهة العنف الديني ـ الوهابي.. بل لأنها تكشف نوعية الفكر والعقلية الإحترابية العنيفة التي تتضمنها العقيدة الوهابية. اللغة التي نقرؤها هنا، هي نسخة مكررة تكاد تكون متطابقة في كل تفاصيلها مع أوصاف الوهابيين القدامى في معاركهم وتشنيعهم بقتلاهم وتكفيرهم لغيرهم، واستباحة الدماء بسهولة ومن ثم شكر الله على ذلك. لمن تهزّه هذه العقلية والأوصاف عليه بقراءة كتب التاريخ السعودي الأولى (عنوان المجد لابن بشر، وكتاب روضة الأفكار والأفهام لحسين ابن غنام) وليقرأ السجل الوثائقي المكتوب وغير المنشور أحياناً حول حركة الإخوان، الجيش الوهابي الذي فتح الجزيرة العربية لآل سعود. سيجد ذات اللغة وذات الفعل وفوقها شكر الله على الفتح المبين والنصر العظيم وتأييد السماء، على قتل أناس كلهم من العرب والمسلمين.

أيديولوجية العنف هذه لها لغتها ومفرداتها الخاصة بها، فهذا هندوسي ذبح (ولله الحمد!) لأنه منع (اخواننا من الصلاة)، وذاك علج (سويدي أو إيطالي) يوضع رأسه عند مدخل البناية بعد ذبحه، لأن دولته كافرة تحارب المسلمين، وثالث سعودي يقتل لأنه يدافع عن الطاغوت وأميركا. وايديولوجيا العنف تطهّرية بطبعها (كان مؤيدو الوهابية يسمونها بالحركة التطهرية) تعمل على إسقاط الآيات والأحاديث على نفسها وأتباعها، وتستصحب عهد الصحابة وتقحم المعاجز والكرامات والفضل الرباني والسكينة والأمَنَة على المجاهدين الذين كانوا مجرد في نزهة وليس معركة حققوا فيها نصراً عظيماً. هذه المقابلة تكشف عن بعض مخزون أيديولوجية العنف وطرق شرعنتها له، وهي تنقلنا الى فيلم تختلط فيه الحقيقة مع المعجزة مع الكرامات مع الدم والذبح وليس مجرد القتل. التكنولوجيا تتداخل مع الفكر المتخلّف والفهم الضيّق الذي كان ولايزال سمة الوهابية واتباعها.


  • صوت الجهاد / خاص: الحمد لله حمداً حمدا، والشكر له شكراً شكراً، والصلاة والسلام على القائل عندما سئل: ما يضحك الرب من عبده، قال: غمسه يده في العدو حاسراً. معنا في هذا اللقاء قائد سرية القدس والتي قامت بعملية نوعية فريدة في شرق جزيرة العرب لنأخذ تفاصيل العملية ووقائعها. في البداية نرحب بأخينا فواز، ونرجو منه أن يعطينا نبذة عن الاستعداد لهذه العملية ومقدماتها؟
  • قائد سرية القدس: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، حياكم الله، بالنسبة لمعركة الخبر أو عملية الخبر، كان مقرر أنها عملية استشهادية لا خروج منها، والإخوة - أسأل الله أن يحفظ من بقي منهم ويتقبل من قُتل - كانوا

    واضعين في حسبانهم أن لا يرجع أحد منهم وأن يقاتلوا حتى يقتلون ويحققون معنى الانغماس في العدو وذلك لقوة الأهداف وشدة الحراسات عليها، وفي الحقيقة أن الموقع أيضاً كله مستوطنات، وكأنك في ولاية غربية، لدرجة أن الأسلحة الثقيلة والهمرات ونقاط التفتيش لا تكاد تسير 200 م إلا وتجدها، و تجد سلاح وعساكر مسلحين.

    فالحمد لله، اجتمع الإخوة ووضعوا الخطة قبلها بأيام، ومن بعد صلاة الفجر والإخوان جالسين يرتبون للأمر (المراجعة النهائية) - وأخونا أبو هاجر كلفني بإمارة المجموعة، ولست أهلاً لها ولكنها ابتلاء من الله - اجتمعتُ مع الإخوان وشرحت لهم الأهداف والخطة وأطلعتهم على الأهداف وقمنا بترصد غير الترصد السابق وحفظنا الطرق المؤدية للمواقع، وفي يوم العملية وزَّعنا الأدوار النهائية، وكنت أنا قائد السيارة، وكان أخونا (نمر البقمي) نسأل الله أن يتقبله راكباً بجواري، وأخونا حسين كان خلفي وأخونا الرابع نادر كان خلف نمر، والسيارة مكسيما، وفي ليلة العملية شرّكت السيارة ووضعت فيها المتفجرات لأن الموقع الثالث (مجمع سكني) هو أشد المواقع تحصيناً في المنطقة الشرقية كلها، وكان بينه وبين قصر محمد بن فهد 500م فقط، ومعروف أنه أكبر منتجع للعهر والدعارة، وهو كبير جداً ومليء بالفلل، وقد أسموا المجمع باسم الصانع، وفي حقيقة الأمر أنه لمحمد بن فهد، وما هذا إلا غطاء، وكانت خطتنا أننا إذا انتهينا من الموقعين الأولين (شركتي النفط) نذهب للمجمع السكني وكانت قوات الطوارئ مجتمعة، فكان مقرراً أن أدخل وأفجر السيارة فيهم بحيث أفتح الطريق للإخوة.


  • صوت الجهاد: كم تبلغ مساحة هذه المجمعات؟
  • قائد سرية القدس: هذه المجمعات لم أر مثلها في حياتي، وهي في منطقة الحزام الذهبي، وهي أفخم وأثرى منطقة في المنطقة الشرقية وكلها قصور، لدرجة أن أمير الشرقية ساكن فيها، حتى أننا كنا نرى جنود المارينز يخرجون من هذه المجمعات بالبدلة العسكرية، والمجمع تقريباً 3 كيلومتر× 3 كيلومتر، وله عدة بوابات، يعني مساحته هائلة.


  • صوت الجهاد: وماذا عن الشركات؟
  • قائد سرية القدس: الشركة الأولى: هي الشركة العربية للاستثمارات البترولية، وهي شركة تابعة لشركة هاليبرتون الأمريكية، ولها مساهمة في العراق، وهي تسمى الشركة العربية للاستثمارات البترولية وهي حقيقتها أنها في الداخل عدة شركات من كبريات شركات النفط العالمية.


  • صوت الجهاد: وكيف كانت البداية؟
  • قائد سرية القدس: خرجنا من المنزل في تمام السادسة إلا ربع، واقتربنا من الموقع وبدّلنا ملابسنا، ولبسنا الجعب والأسلحة، واستعنّا بالله عز وجل وطلبنا منه تعالى أن ييسر أمرنا، وكان للشركة بوابتين، توجهنا للأولى، ونزل أخونا نمر تقبله الله وبقية الإخوة، وأمروا الحارس أن يفتح الباب، وكان هناك شخص خلف البوابة والسياج، وهناك 2 من أفراد الأمن بالخارج وواحد في الداخل وهو من يستطيع الفتح، فالإخوة أمروا من بالداخل أن افتح الباب، فرفض، فأراد الإخوة الاقتحام ولكنه اختبأ خلف الكاونتر.

    كنا مستعجلين فلابد أن ننتهي من هذه الشركة ثم نتوجه إلى الثانية، فتوجهنا إلى البوابة الأخرى واقتحمناها وتم التعامل مع الحراسات الموجودة عليها، وفور دخولنا وإذا بسيارة البريطاني (مدير استثمارات الشركة) فساقه الله إلى أجله، وهو من كرروا عرض صورة جواله على مرتبة سيارته وعليها الدم، وتركناه في الشارع. خرجنا، وركبنا سيارتنا وربطنا العلج برجل واحدة وخرجنا من الشركة فوجدنا الدوريات، وكان أول من وصل جيب دورية كان فيه عسكري وقتلناه، واشتبكنا مع الباقين وخرجنا من وسطهم، والحمد لله أننا حفظنا أكثر من طريق للموقع الثاني، فعندما أقفلت الدوريات الطريق لم يعد هناك مجال للرجوع مع نفس الخط، فسلكنا طريقاً آخر (الطريق الساحلي ثم طريق الخبر - الدمام السريع) مسافة 4 كلم، وتقطعت ملابس العلج وأصبح عارياً في الشارع وكان الشارع مليء بالناس، فالوقت وقت دوام، والكل شاهد العلج مسحولاً فلله الحمد والمنة. لما وصلنا أحد الجسور وجدنا كميناً من دوريات **** الطواغيت وحراس الأمريكان فاشتبكنا معهم، ولما توسطنا الجسر انقطع الحبل وسقطت جثة العلج بين الإشارات الأربع وفي وسط الميدان، وأصبح كل من كان واقفاً في إحدى الإشارات يشاهد العلج يوم أن سقط من أعلى الجسر. واشتبك الإخوان مع الدوريات وكان الإخوة يكبّرون ويهللون، واكتسحنا هذا الكمين بفضل الله، وأكملنا مشوارنا وتوجهنا للشركة الثانية، وهي شركة بتروليوم سنتر (نفس الأسلوب مجمع شركات). وصلنا عند البوابة ونزلنا والحمد لله كان الإخوان فيهم سكينة وطمأنينة عجيبة، حتى أن الإخوان كانوا يتمشّون وكأنهم في نزهة. دخلنا ووجدنا شباب من شباب الجزيرة وكانوا لابسين لباس شركة أرامكو، فكانوا يتساءلون ويقولون: ما الخبر؟ وما الذي حدث؟ فكنا نقول لهم: اطمئنوا ولا تخافوا، نحن لا نريدكم وإنما نريد الأمريكان. دخلنا الشركة وكنا نحن الأربعة سويةً، ولقينا الموظفين العرب وسلّمنا عليهم، وسألناهم: أين الأمريكان؟ وكل الذين كانوا في الاستقبال من موظفين وغيرهم كانوا مندهشين ومتعجبّين أشدّ العجب، ويقولون: ماهو الخبر؟ ومن أنتم؟

    فقلنا لهم: نحن مجاهدون ونريد الأمريكان، نحن ما أتينا لكي نرفع السلاح على المسلمين، بل أتينا لتطهير جزيرة العرب من الكفار والمشركين الذي يقتلون إخواننا في أفغانستان والعراق عملاً بوصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونريدكم أن تدلوننا عليهم. وتوجهنا إلى الأعلى وكان المبنى يضم عدة شركات، وهناك عدة أبواب كلما فتحنا باباً وجدنا صالة كبيرة فيها عدد كبير من المكاتب والمكتب الرئيسي بواجهة زجاجية، ودخلنا إلى إحدى الشركات ووجدنا علجاً أمريكياً يبدو أنه مديرٌ لإحدى الشركات، دخلت عليه المكتب وناديته فلما التفت إلي أعطيته طلقةً في الرأس فانفجر رأسه، ودخلنا مكتباً آخر فوجدنا أحد العلوج ونحره أخونا حسين نسأل الله أن يتقبل منا ومنه وكان هذا هو العلج الجنوب أفريقي، خرجنا من الشركة ووجدنا أخونا البطل نمر واقف على باب الشركة يحرسنا وكان يشرب بعض الماء وكأنه في نزهة من شدة شجاعته رحمه الله، خرجنا وركبنا سيارتنا، ووجدنا قواتٍ هرعت للدفاع عن الأمريكان ولعل بعضهم من المارينز فاشتبكنا معهم وهذا ثالث اشتباك معهم، وكان الجبن العجيب واضحاً في تصرفاتهم، فهم بعيدون جداً ونحن نقترب منهم وهم يتراجعون ويبعدون.

    توجهنا للموقع الثالث - الأشد تحصيناً من بين كل المجمعات - وكانت خطتنا أن نظل في السيارة حتى نحاذي سيارة الهمر الأمريكية، فلما حاذيناها ظهر الإخوة من النوافذ وبدأوا بالتكبير والرماية عليهم ورأيت جمجمة العسكري الواقف خلف الرشاش تتفجر أمامي ولله الحمد، وأظن أن السائق قتل أيضاً، وكنا واضعين في خطتنا أن ندخل من بوابة الخروج، وأول ما ندخل أفجر السيارة فيهم والإخوة يواصلون ويقتحمون، أول ما وصلنا مررنا على الهمرات واشتبكنا معهم، وعند بعض البوابات ساق الله لنا أحد حراس الأمن (رأيناه في الشارع) فأمرناه أن يفتح البوابة، فلم نحتج لتفجير السيارة، وكان الأخ نمر يمشي متبختراً داخل المجمع وانطلقنا في الشارع العام داخل المجمع (المجمع كبير جداً مساحته بالكيلومترات وداخله عدة مجمعات) فذهبنا إلى أحد المباني وقام الأخ نمر رحمه الله بدفع الباب بقوة حتى انفتح، ودخلنا وقابلنا كثيراً من الناس، وكنا نسألهم عن دياناتهم ونطلب أوراقهم الثبوتية واستغللنا هذا في الدعوة إلى الله وتبصير الناس بهدفنا وتحدثنا مع كثيرٍ منهم، وفي هذه الأثناء وجدنا علجاً سويدياً فقطع رأسه الأخ نمر ووضعه عند البوابة لكي يراه الداخل والخارج!!

    استمرينا في عملنا هذا نبحث عن العلوج وننحر من وجدنا منهم، وكنا في هذه الأثناء نسمع صوت الدوريات والحشود بالخارج، ولم يجرؤ الجبناء على الاقتحام، وكان قد مضى على بداية العملية 45 دقيقة تقريباً أو ساعة. بدأنا نمشط الموقع ونبحث عن العلوج ووجدنا نصارى فلبينيين فنحرناهم وأهديناهم إلى إخواننا المجاهدين في الفلبين، ووجدنا مهندسين هندوس فنحرناهم أيضاً ولله الحمد، وطهّرنا أرض محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم من كثير من النصارى والمشركين، توجهنا بعد ذلك إلى الفندق، ودخلنا فوجدنا فيه مطعماً فأفطرنا فيه وارتحنا، ثم صعدنا إلى الطابق الأول ووجدنا بعض **** الهندوس فنحرناهم، وقلت للإخوة أن يضعوهم في السلالم، لكي يراهم جنود الطاغوت إذا اقتحموا فيصيبهم الرعب، ولكن يبدو أنني كنتُ محسناً الظن في هؤلاء الجبناء أكثر من اللازم، فهم لم يدخلوا إلا بعد أن خرجنا. ثم استغللنا الوقت وعملنا حلقة قرآن للمسلمين المتبقين، وعلمناهم قراءة الفاتحة قراءةً صحيحة، وكانوا مندهشين جداً منا؛ كيف تفعلون هذا وسط هذه الأجواء الملتهبة، فالحمد لله الذي وفّقنا لهذا. وأخبرنا هؤلاء الهنود المسلمين أن مديرهم هندوسي ****، وأنه لا يدعهم يصلون، وأنه سيأتي بعد قليل، فلما أتى تأكدنا من ديانته من خلال أوراقه وأبقيناه معنا قليلاً.

    بعد ذلك اتصلتُ على قناة الجزيرة وأجروا معنا لقاءً لم ينشروه، أخبرتهم بأني أكلمهم من داخل المجمع وأننا لا نستهدف إلا الكفار وتكلمت معهم، ثم ذهبت إلى إحدى الغرف وشاهدت الأخبار عبر التلفاز وشاهدت الخبر على الشاشات، وكان قد مضى تقريباً خمس ساعات على بداية العملية، وكان الخبر المعلن أن قوات الطوارئ تقتحم المجمع الآن!! فوزعت الإخوان في أماكن معيّنة من الفندق استعداداً لرد هجوم **** الدولة إذا اقتحموا علينا.

    وفي الساعة الثانية اقتحموا وكان معهم ضابط، ونحن نراهم من مكاننا، فرمينا عليهم القنابل وقُتِل الضابط ولله الحمد وأصيب جنوده، وكانوا يصرخون بإخوانهم الذين خلفهم: (نريد أن نخرج، يالله خرّجونا طلّعونا) وكنا نكبّر ونقول: الله مولانا ولا مولى لكم، إلى جهنم وبئس المصير، وكان نمر رحمه الله يقول لأحدهم اقترب يا جبان تعال، وذاك يفرّ منه.

    وبدأوا يرمون بأسلحة ثقيلة على الفندق واستمروا في ذلك حتى العصر، وفي هذه الأثناء ذبحنا ذلك الهندوسي ال**** الذي كان يمنع مرؤوسيه من الصلاة، وطلّعنا المسلمين إلى الأدوار العليا لكي لا تصيبهم رصاصات الطوارئ وقذائفهم الطائشة وبقينا في الأسفل ننتظر هؤلاء الجبناء، وفي هذه الأثناء كان الأخ حسين في الدرج فلمح العلج الإيطالي، فوجه السلاح إليه وأمره بالاقتراب، فاقترب العلج، وشاهدنا أوراقه الثبوتية فقررنا أن يتصل بقناة الجزيرة وأن يتكلم لبني قومه ويرسل لهم رسالة تحذير من حرب الإسلام وأهله ثم ننحره ونهديه للإيطاليين الذين يقاتلون إخواننا في العراق ولرئيس إيطاليا الأحمق الذي يريد أن يدخل في مواجهة مع أسود الإسلام. اتصلنا على الجزيرة وقلت للمذيع أن يكلمه، فجعل يكلمه، ويسألني المذيع: هل هو يتحدث الانجليزية؟ فقلت للمذيع: هل عندك مترجمين إيطاليين؟ فقال: نعم، فقلت: إذا دعه يتحدث بلغته، فتكلم بضع دقائق، وسألتُ المذيع هل سجّلت؟ فقال: نعم، فنحره البطل نمر.


  • صوت الجهاد: نسأل الله أن يتقبل منكم هذا القربان.. وماذا حدث بعد ذلك؟
  • قائد سرية القدس: كنا مستعدين ومنتبهين في هذه الأثناء، وأشار علينا أحد الإخوة بالاقتحام على هؤلاء الجبناء فقد طال انتظارنا لهم ولم يقتحموا فاستخرنا، وبعد صلاة المغرب استخرنا مرة أخرى، وبعد العشاء استخرنا مرةً ثالثة، وكان العجيب أننا نشعر بالنعاس، والأعجب أنه منذ بداية العملية في الصباح ونحن نشعر بالنعاس، وتذكرنا قول الله تعالى :( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً)، ذهبنا بعد العشاء واستطلعنا الوضع وتحركنا بعد التاسعة مساءً، وخرجنا منه من آخر مكان يتوقعه العدو وأعمى الله عيونهم عنّا، وصعدنا فوق أحد الشلالات الصناعية التي كانت مشرفةً على الطريق، وكانت المسافة بيننا وبين الأرض كبيرة جداً؛ ثلاثة عشر متراً، وحول هذه الشلالات كان هناك أشجار كبيرة وبعد هذه الأشجار بخمسة أمتار توجد الحواجز الإسمنتية حول المجمع، قفز الأخ حسين أولاً بعدما رمى بشنطة الذخيرة قبله، ثم ثبتَ الكلاشن (يقصد رشاش الكلاشنكوف) على ظهره وشدّ الحزام وسمى بالله وقفز، ولما وصل إلى الأرض تمدد وكان أحد الإخوة يحسب أنه قُتِل، وكان من رحمة الله أن الأرض رطبة ومبللة من آثار هذا الشلال فلم يصب الأخ حسين أي ضرر، وكنا لا نكاد نصدق أعيننا، وناديناه فرّد علينا وقال بأنه سليم معافى، أيقنّا حينها أن هذه كرامة عظيمة من الله عز وجل، فالمسافة كبيرة جداً 13 متر فاللهم لك الحمد، وقفز بعد ذلك الأخ نادر ثم قفزت أنا ثم الأخ نمر تقبله الله.


  • صوت الجهاد: الله أكبر..الحمد لله على هذه الكرامة والنعمة العظيمة.. أنتم الآن في الشارع؟
  • قائد سرية القدس: نعم، أصبحنا الآن في الشارع والأشجار تحجب أنظارهم عنّا، وجميع القوات الحاشدة في الخارج تحسبُ أننا في الفندق، وكانت الساعة قرابة العاشرة والنصف ليلاً، وكنا متعبين جداً ونشعر بالنعاس، فقررنا أن نرتاح قبل أن نهجم عليهم – ولم يكن بيننا وبينهم إلا أمتار، ولكن الله برحمته صرف أنظارهم إلى الفندق وهيأ لنا هذه الأشجار الضخمة فحجبتهم عنّا، ولم يكونوا أصلاً يتوقعون ولو بنسبة واحد في الألف أن نقفز من هذا السور الشاهق، ونام الإخوة لمدة ساعة وكنت أنا حارسهم، وكان جميع الإخوة موقنين بأنهم سيقتلون، ولكننا فضلنا أن نقاتل ونحن مرتاحين، ثم نمت نومة ما أذكر أنني نمت في حياتي مثلها راحةً وهدوءَ بال فالحمد لله، وبعد ذلك قررنا أن نبدأهم بالهجوم واجتمعنا وألححنا على الله بالدعاء وأن يمدنا بمدد من عنده وجندٍ من جنده، وكانت الخطة أن نظهر نحن الأربعة جميعاً وأول سيارة عسكرية أمامنا نوقفها، ونمر وحسين يتوجهان إلى السيارة ويقتلان من فيها من **** أمريكا، وأنا أتوجه إلى الهمر بحيث أشتبك معه وأشغله عن الإخوة، والأخ نادر يحمل باقي الذخيرة لأنها ستعيق الحركة السريعة ويحمّلها في السيارة، ثم إذا أخذنا السيارة نتوجه إلى الأطواق الأمنية ونشتبك معهم.


  • صوت الجهاد: كم كان عدد الجنود في تقديرك؟
  • قائد سرية القدس: في الحقيقة كان عدداً هائلاً من القوات والمدرعات والهمرات والآليات، ونحن أردنا أن نأخذ السيارة لأن الأطواق الأمنية كبيرة جداً بالكيلوات، ولابد لاختراقها من سيارة تقلنا وأسلحتنا، وحين ظهرنا من خلف الأشجار ذُهِل الجنود وأخذوا ينظرون لنا وكأننا أشباح، وكان أسرعنا وصولاً إليهم نمر رحمه الله، فقد جرى بسرعة هائلة رحمه الله وهو يرمي ويكبر، واشتبكنا معهم، ونصرنا الله بفضله وكرمه ورحمته ومنته عليهم، وأخذ بقية الجنود حول الموقع يرمون ولا أدري على ماذا يرمون، لعل بعضهم كان لأول مرة يجرب سلاحه!! وأعطبنا سيارتي جيب وقتل من فيها وقتلتُ سائق الجيب الثالث فانقلبت السيارة عدة قلبات، وأصبحنا الآن في وسط الشارع ولم نجد سيارة نركبها، فأردنا الدخول في إحدى الشوارع القريبة، وانطلق نمر رحمه الله بسرعة البرق واتخذ وضعاً قتالياً صعباً جداً واشتبك مع الهمر، ورأيت رصاصات الرسام التي انطلقت من سلاحه تشتعل في الجندي الذي على الرشاش، واجتزنا الشارع والرصاص كالمطر ينهمر علينا ونحن نرد عليهم وكانت معجزةً من الله وكرامةً عجيبة، فقد كنا نرى الرصاص بين أرجلنا وحولنا ومع ذلك لم يصبنا شيء فلله الحمد وحده.

    دخلنا الحارة المقصودة، واستطعنا الخروج من ذلك الطوق بحمد الله، وكان أولئك الأغبياء مازالوا يرمون!! ركبنا إحدى السيارات ثم انطلقنا ووالله إنني أتعجب مما حدث، فلمسافة كيلو ونصف أو كيلوين ونحن نمر بعشرات المصفحات والآليات والدوريات وناقلات الجنود ونشتبك مع هؤلاء جميعاً ومررنا من وسطهم جميعاً، من وسط الشارع الذي يتمركزون فيه، وكان بيننا وبين السيارةِ منهم مترٌ واحد فقط! وأقفلوا الشارع ولكن الله يسّر لنا الخروج، وكنا قد استقتلنا ونوينا الانغماس فيهم طلباً للإثخان والشهادة، ولكن صدق أبو بكرٍ رضي الله عنه حين قال: احرص على الموت توهب لك الحياة!. كان الرصاص الرسّام قد أرعب هؤلاء الجبناء كثيراً، وكنا نرميهم بالكلاشنات ونرمي عليهم قنابل صنّعها إخواننا، وكنا نكبّر ونهلل وفتح الله علينا فتحاً عظيماً، وفككنا الطوق الأول ثم الثاني ثم الثالث، وفي الطوق الثالث كان البطل الهزبر نمر رحمه الله خارجاً بجسمه من السيارة ويرمي فأتته طلقة في منتصف صدره ومع ذلك فقد واصل الرماية هذا الأسد الهزبر، وفتحنا الطوق الرابع ثم الخامس ودماء نمر تنهمر بغزارة وهو يواصل الاشتباك، وفتحنا الطوق السادس وسقط نمر في الطوق السادس داخل السيارة ورفع سبابته، وكنا نحرّكه ونهزّه فلم يتحرك فلم نشك أنه قُتِل نسأل الله أن يرفع درجته.


  • صوت الجهاد: ولكن إحدى الصحف السلولية نشرت روايةً مغايرة، وهي أنه أصيب ثم أتى أحد العساكر وأنقذه؟!
  • قائد سرية القدس: ما هذه بأول كذباتهم، ولقد كنت في الفندق أشاهد عبر التلفاز كذبهم ودجلهم وسقوط بضاعتهم الإعلامية. لما خرجنا من الطوق السادس ووصلنا إلى الطريق السريع لم نصدق أننا خرجنا من كل هذه الأطواق، وأيقنّا أن في الأمر تأييداً إلهياً وفضلاً ربّانياً، سرنا قرابة 10 كيلوات، ولازلنا نتأكد من أخينا نمر ولكنه على ما يبدو قد فارق الحياة، فدعونا له أن يتقبله الله شهيداً منغمساً في العدو، ووجدنا سيارة بيك أب من سيارت الحرس الوطني فأخذناها، وكان الأخ نادر في صندوق السيارة بسلاحه لكي يشتبك إذا حصل اشتباك. ونحن في الطريق السريع شاهدنا الدوريات عاكسة الطريق ومتجهة نحو الموقع، ومررنا ولله الحمد من وسطهم وهم يحسبون أننا من أصحابهم - والعياذ بالله -، وأعماهم الله عنّا، مع أن الأخ نادر كان في صندوق السيارة وحاملاً سلاحه، ولكن صدق الله القائل: (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدٌّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدٌّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ). دخلنا المدينةَ بفضل الله، وكأن ما مررنا به حلم من كثرة ما رأينا من الكرامات والتأييد؛ فاللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. ولما خرجنا اتصلنا بإخواننا وقابلناهم فالحمد لله حمداً كثيراً طيباً دائماً مباركاً فيه على هذا النصر العظيم والفتح المبين.


  • صوت الجهاد: كم كان الوقت عند خروجكم من المجمع؟
  • قائد سرية القدس: قبل أذان الفجر بقليل، والغريب أنني عندما عدت إلى الإخوة شاهدت القوات السلولية الفاشلة عبر قنواتها الأكثر فشلاً تنقل مشاهد اقتحام المجمع وإنزال الجنود على سطح الفندق في وضح النهار!! أي بعد خروجنا بساعات، وفي وقت اقتحامهم كنا قد خرجنا وابتعدنا بل لعلنا في ذلك الوقت لم نكن في المنطقة بأسرها!!.


  • صوت الجهاد: اللهم لك الحمد على هذا الفتح، لو تحدثنا بارك الله فيك عن الكرامات التي أكرمكم الله بها؟
  • قائد سرية القدس: والله يا إخوان أكبر كرامة هي السكينة والهدوء الذي أنزله الله علينا وثبّت قلوبنا به، سبحان الله تكاد تحلف بالله أننا في نزهة وليس بين أهوال تضطرم. تخيل أنَّ النعاس لم يفارقنا منذ بداية العملية، فاللهم لك الحمد، ثم الفضل الإلهي الكبير علينا بهذا الإثخان وبهذا الانتصار الذي هو من الله وحده على هذه الآلاف المؤلفة، لقد كان الإنسان يقرأ سير الصحابة والسلف فيجد مثل هذه الأخبار، ولكن لما مررنا بمثل ذلك كان وقع الأمر علينا عظيماً فاللهم لك الحمد.


  • صوت الجهاد: من حماقات الإعلام السلولي نشره لشهادات بعض العرب والمسلمين الذين كانوا في المجمع، ولم يقوموا بعمليات تحريف كبيرة عليها كما هي العادة، فسمع العالم كله أنكم لم تستهدفوا المسلمين أولم تمسوهم بأذى، حدثنا حفظك الله حول من قابلتموهم من العرب والمسلمين وكيف كان وقع الأمر عليهم؟
  • قائد سرية القدس: الحمد لله، في الحقيقة يا إخوان أن هذه العملية تُعد فتحاً عظيماً من الله عز وجل، فالعشرات من الناس علموا بمطالب المجاهدين ورأوا ذلك عياناً، وكان الكثير منهم يدعو لنا بالنصر والتوفيق، وكان بعض الهنود من المسلمين والباكستانيين يكبّرون معنا وعندما أعلمناهم باسم سريتنا (سرية القدس) أخذوا يكبّرون ويقولون: نريد أن نذهب معكم إلى القدس!! وأقمنا لبعضهم حلقة قرآن أثناء تواجدنا في الفندق، وكنا إذا واجهنا أحد العرب أو المسلمين ممن لباسه يشبه لباس الكافرين أو سيماه ليست إسلامية ننصحه باجتناب مثل هذه المجمعات التي يسكن فيها العلوج، كما كنا ننصحهم بالالتزام بالسمت الإسلامي الحسن لكي لا يضطرهم أحد فيما بعد للسؤال: هل هم مسلمون أم لا؟ ووجدنا عراقياً مسلماً يحمل الجنسية الأمريكية فارتعب منا فأخبرناه بأننا لم نأت لنقتل المسلمين.


  • صوت الجهاد: ماهي قصة الطفل المصري الذي زعموا أنكم قتلتموه؟
  • قائد سرية القدس: لما خرجنا من الشركة الأولى كان هناك سيارة واقفة – التي قالوا أن الطفل المصري قتل فيها - فأتينا إلى السيارة ووجدنا فيها رجلاً من الجزيرة (أو كما يقال: سعودي)، ففتح الباب وهرب، ولم نر فيها أحداً ولعل الطفل - إن كان كما زعموا متواجداً فيها - اختبأ تحت المقاعد، ولما تعدينا السيارة أتت الدوريات وشاهدوا جثة زميلهم فتوقعوا أن تكون هذه السيارة (التي زعموا أن الطفل بداخلها) ؛ هي سيارتنا، وأمطروها بوابل من الرصاص فقتلوا الطفل رحمه الله، ولقد علمتُ بعد ذلك لما وصلت إلى الإخوة أنهم ادّعوا أننا قتلناه وهذا ليس بمستغرب على هذا الإعلام الطاغوتي الفاشل مهنياً، وما الذي يمنعهم من الكذب؟


  • صوت الجهاد: ألم يمر بكم مواقف طريفة؟
  • قائد سرية القدس: نعم، أثناء بحثنا عن العلوج كنا نمر بمكاتب بعض المسلمين من أهل الجزيرة، فكانوا ينظرون لنا باستغراب ونحن نحدثهم قائلين: يا إخوان لا تخافون، نحن لا نقتل المسلمين، نحن نريد الحمر العلوج، يا شباب كيف حالكم، وهكذا حتى زال خوفهم وبدأ بعضهم يضحك معنا ويدلنا على مواقع العلوج.


  • صوت الجهاد: كم عدد قتلى الطوارئ والجيش؟
  • قائد سرية القدس: أنا أجزم أنه أثناء اختراق الأطواق قُتِلَ عددٌ كبير من هؤلاء المدافعين عن العلوج والأمريكان والطواغيت، ويا بئس ما اختاروا لأنفسهم أن يلقوا الله وقد قتلوا في سبيل بوش ورامسفيلد ونايف بن عبد العزيز.


  • صوت الجهاد: أشيع في الإعلام السلولي أنكم احتجزتم رهائن، وخرجتم محتمين بهم، فما حقيقة هذا الأمر؟
  • قائد سرية القدس: هذا غير صحيح على الإطلاق، والذي حدث سبق ذكره وهو أننا جمعنا من بقي من العرب والمسلمين وأمرناهم بالصعود إلى الأعلى لكي لا يصيبهم هؤلاء القتلة الذين قتلوا الطفل المصري لمجرد اشتباههم في السيارة، وبقينا نحن في الأسفل لكي نشتبك معهم عند اقتحامهم، ولقد ضحكت كثيراً على ذلك اللبناني الذي أظهروه على أنه من الرهائن، وفي نظري أن افتعال كذبة الرهائن هو لتغطية فشلهم الرهيب في القبض علينا أو حماية المجمع لكي إذا اقتحموا يظهرون أنهم حرروا الرهائن، والحقيقة أنه لا يوجد رهائن أبداً، وعلى ماذا نرهنهم؟ فنحن نريد من هؤلاء الجبناء أن يقتحموا ونحن نطلب الموت، حتى إننا نحن من اقتحمنا عليهم لما استبطأناهم كما تقدم، وهم قد وقعوا في تناقض، فقد نشروا تصريحات كثيرة عن حسن معاملتنا للعرب والمسلمين داخل المجمع، ثم قالوا: بأننا نتخذهم دروعاً بشرية!!


  • صوت الجهاد: وماذا عن الأخوين عبد الرحمن وعبد العزيز الغامدي رحمهما الله؟ فقد زعم إعلام آل سلول الأحمق أنهما معكم؟
  • قائد سرية القدس: أولاً أقول أنهم اعترفوا بأننا أربعة فقط، وأنا أحدهم وها أنا حي أرزق، والثاني الأخ نمر تقبله الله، والثالث الأخ حسين أحد الـ 26 وقد أعلنتم هذا قبل مقتل الإخوة في الطائف، ومعلوم أيضاً أن الأخوين عبدالرحمن وعبد العزيز تقبلهما ليسا من الـ 26 والرابع الأخ نادر وليس أحد الغامديين، وهم الآن يحاولون ترقيع فشلهم الذريع بأي وسيلة أو حجة، وإلا لو فكروا جيداً لعلموا أنه حتى لو كان صحيحاً أن الأخوين معنا لكان فضيحة لهم وأي فضيحة أن لا يتمكنوا منهما إلا في الطائف!! وكم بين الطائف والشرقية؟!! فالحمد لله الذي رد كيدهم إلى الوساوس، ونسأل الله أن يتقبل إخواننا في الطائف وأن يلحقنا بهم غير خزايا ولا مفتونين.


  • صوت الجهاد: هل أصيب أحدكم؟
  • قائد سرية القدس: إصابة طفيفة جداً، فقد كَسَرَ الأخ حسين إحدى الواجهات الزجاجية بيده فجُرِحت، ونحن جميعاً بخير ولله الحمد، ونحن نعاهد الله أنا وأفراد سريتي على المشاركة في مثل هذه الغزوة مرةً أخرى ولله الحمد والمنة.


  • صوت الجهاد: الحمد لله على سلامتكم، ونسأل الله أن يكتب أجركم، وأن يشفي صدوركم كما شفيتم صدور المؤمنين في بقاع العالم كله، ونسأل الله لنا ولكم الثبات على طريق الجهاد حتى نلقاه سبحانه وهو راضٍ عنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الصفحة السابقة