السديس يرفض الصلاة على السيد المالكي

لم يسع إمام الحرم الوهابي المتطرف الشيخ السديس، صاحب الصوت الجميل، والمشاعر المتدفقة التي لا تظهر إلا على الميكرفونات.. لم يسعه ما وسع أولياءه من آل سعود، الذين ما إن رأوا السيول الهادرة المشيّعة للفقيد الراحل السيد محمد علوي مالكي الى مثواه الأخير في مقبرة المعلاة، حتى بادروا مرغمين مهرولين الى دارة العزاء مجاملة للمشاعر العامة الناقمة على المؤسسة الوهابية وآل سعود الذين اضطهدوا الراحل وآذوه في نفسه وشوهوا سمعته الى أبعد الحدود، بل منعوه حتى من إلقاء محاضرة كانت مقررة قبل بضعة أشهر، ألغاها الأمير الألمعي ولي العهد الذي كان أول المهرولين وتبعه أخوه سلطان!

أما السديس فشأنه شأن بقية أعضاء (حزب الليكود) الصربي الذي فرح بموت المالكي، فهؤلاء لا تنتهي معاركهم بالموت، ولا ينقض تكفيرهم فوت. مشايخ المؤسسة الدينية ومنهم السديس، لا يستطيعون التعزية في رجل دين ميت يختلفون معه، وكيف يكون ذلك، وقد نعتوه بالكفر والإلحاد والزندقة والمروق من الدين ـ أي دين؟! والسديس حينما وضعت أمامه الجنازة للصلاة على السيد محمد في الحرم، كما يفعل عادة، سأل عن صاحب الجنازة، فقيل له إنه السيد محمد علوي مالكي، فارتدّ على عقبه واستعاذ بالله أن يصلي على كافر! قد أراحه الله من بدعته كما يقول! هذا وهو أمام الكعبة المشرفة، بين يدي الله، وأمام الملايين من المسلمين الذين جاؤوا من كل فج عميق في أيام رمضان المبارك. والمفارقة أنه بعد أيام من الحدث الجلل، انكبّ هذا السديس على كتف أوليائه يبارك لهم العيد الوطني، وهو يعلم من هم وماذا يفعلون من كفر بواح!

ولو كان بيد هؤلاء الوهابيين كامل الأمر، لمنعوا الصلاة عليه أصلاً فضلاً عن أن يدخل جثمانه الحرم المبارك، ولربما منعوا دفنه في مدافن المسلمين، فضلاً عن أن تكون في المعلاة الى جانب قبر أبي طالب وخديجة رضوان الله عليها. عجائب الوهابيين وصفاقتهم كثيرة، وهذا أحد مصاديقها، نسأل الله أن يعيننا على بلواهم!

الصفحة السابقة