سيئو النية وراء هجوم مفتعل

أحمد زكي يماني

من قال بأن المصحف الذي بين أيدينا ناقص لا يشمل جميع ما نزل من الآيات على رسوله صلى الله عليه وسلم فقد كفر بقوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). وبالنسبة لبعض الكتاب الذين تقولوا علي بما لم أقله فأكلُ أمرهم الى الله، فقد يكون منهم سيئو النية تبعهم بعض حسني النية ممن لم يقرأوا ما كتبت في مقالتي عن زيارة الفاتيكان، ودفعتهم غيرتهم على كتاب الله الى كتابة ما نشر دون معرفة الحقيقة، والله يغفر لهم.

إذا ادّعى القائمون على مكتبة الفاتيكان الخاصة أن القطع الجلدية التي وصلتهم من الأندلس (وعمرها يقارب العهد النبوي) هي من القطع التي احتفظ بها أصحابها ولم يسلموها لحرقها، فليس في ذلك حرج يسبب الضجة المفتعلة لأنها آيات موجودة كلها دون استثناء في كتاب الله الذي بين أيدينا وإن كانت بدون تنقيط، فذلك يؤيد ما قالوه لأن تنقيط القرآن لم يتم إلا في العهد الأموي. كل هذه أمور يعلمها من نوّر الله بصيرته ودرس كتابة المصحف؛ وهناك الكثير من التفصيل الذي لا أريد التطرق إليه حتى لا يدفع الوهم أحدهم فيجد في ذلك وسيلة لهجوم مفتعل؛ ولعل كتاب المصاحف للإمام أبي بكر السجستاني المتوفى سنة 316 هـ من خير ما يمكن الرجوع إليه.

الصفحة السابقة