بعيداً عن الأحقاد

جاء في الحلقة الأخيرة من أطياف وطنية للحلقات التي أعدها الدكتور سعيد السريحي عن ما هو مقرر في كتاب التاريخ للصف الأول الثانوي (السيرة النبوية وتاريخ الدولة الإسلامية) والذي تناول الإسماعيلية وهي طائفة من الشيعة وصفت في المقرر الدراسي بأنهم أهل مكر ودهاء وأنهم لعبوا دوراً خطيراً ضد الخلافة الإسلامية إبان حكم العباسيين، وهو قدح مؤذ لمن لهم هذا المذهب وهم الذين نلتقي معهم في الأصول التي يقوم عليها الدين الحنيف، ولأن هناك مذاهب متعددة داخل الوطن تقتضي المواطنة احترام كل معتقد وتقديم المصلحة الوطنية في التكاتف والتعاضد فإن مثل هذا المقرر وما جاء فيه يخلق التنافر والعدائية غير المبررة، وكان من الواجب النظرة التاريخية للحركات السياسية التي كانت تمور على سطح الواقعا لاجتماعي والسياسي في زمنية الحدث لا أن تسجل الوقائع بوجهة نظر مذهبية تؤذي كثيراً من المواطنين.

ولأننا نعيش في فترة صحية نبحث فيها عن التقارب والحوار تماسك اللحمة الوطنية كان على المعدين للمقرر التنبه لخطورة مثل هذا لقول الذي تضمنه منهج التاريخ للصف الأول الثانوي.

ونقطة أخرى مضحكة ومبكية في نفس الوقت، كيف لطالب إسماعيلي أو من أي طائفة أخرى يقطن في أي رقعة في بلادنا يدرس مثل هذا القول ويتهم في معتقده ويطالب بالاقتناع بهذه التهم وكتابتها في ورقة الإجابة إذا سُئل عن الإسماعيلية؟ كيف له أن يجيب ضد معتقده؟

إن احترام معتقدات الناس الذين يشتركون معنا في الأصول والثوابت واجب وطني للابتعاد عن أي إثارة تدخلنا في مأزق الدول المجاورة وتأليب بعضنا على بعض، خاصة وأن الخلاف ليس في الأصول بل في جزئيات صغيرة.إن من أسباب الكراهية المتبادلة بين أطياف المجتمع في الدول العربية هي إثارة النعرات والمعتقدات والواجب علينا القضاء على مثل هذه الشرارات في مهدها وأن نتسامى من أجل وطن واحد جميعنا فيه يعبد الله وحده ويؤمن برسول واحد هو النبي الأمين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.

أبعدونا عن الأحقاد والفتن لنبقى جميعاً تحت لواء وطن واحد.

عبده خال

عكاظ 2/6/2005

الصفحة السابقة