حدث في مكة:

النادي مصدر الشيوعية!

المرحوم أحمد السباعي

في أواخر الثلاثينات الميلادية من القرن الماضي، أسس المرحوم الأديب الكبير أحمد السباعي مسرحاً في مكة، بعد أن أخذ الإذن من الجهات المسؤولة. كما قام بابتعاث عدد من الطلاب على حسابه الخاص الى مصر، لتعلم المسرح. ولكن حين اكتمل المبنى ثارت ثائرة الوهابيين، وطلبوا من الملك عبد العزيز أن يمنع المسرح، لما فيه من كفريات وزندقة، فكان لهم ما أرادوا. الأمر الذي سبب ألماً كبيراً للأديب الكبير رحمه الله. الى حد أن بعض وجهاء مكة أرادوا شراء المسرح وتحويله الى مكتبة أو أي أمر آخر، بغية تعويضه مالياً بنحو أو بآخر، لكنه رفض تلك العروض من الأساس، وبقي موضوع المسرح الى هذا اليوم ممنوعاً.

بل والأكثر من هذا، حين أسس أهالي مكة في الأربعينيات نادياً لكرة القدم، وأصبح متنفساً لمحبي كرة القدم، هرع مشايخ الوهابية الى الملك نفسه، وفي مقدمتهم كبير آل الشيخ ليقولوا له بأن الشيوعية بدأت تنتشر من مكة! وكان لهم ما أرادوا أيضاً، ما دام الأمر لا يقلص من صلاحيات آل سعود السياسية. ولم يفتتح نادي الوحدة بمكة إلا بعد سنوات من تلك الحادثة.

الصفحة السابقة