تظاهرات في القطيف ضد اعتقال شيخ شيعي ينتقد هدم الوهابيين للتراث الإسلامي في الحجاز

على بعد عدة مئات من الأمتار من آبار وأنابيب النفط في مدينة العوامية في محافظة القطيف طالب متظاهرون مساء السبت 13/5/2006 السلطات الأمنية بإطلاق سراح الشيخ نمر باقر النمر الذي اعتقل في 10/5 على جسر البحرين ـ السعودية. وذكرت مصادر عليمة أن الشيخ النمر كان في البحرين للمشاركة في ملتقى دولي حول القرآن الكريم، وأن السلطات الأمنية كانت قد وجهت له استدعاءً أمنياً رفضه، وحين عاد من الملتقى اعتقل واقتيد الى سجن المباحث بالدمام.

وخرج المئات من ساكني المدينة إضافة لعدد من المدن والقرى المجاورة رافعين لافتات عبرت عن حنقهم لما حصل للشيخ النمر، وتجولوا في الشوارع متظاهرين غير آبهين بقوات الأمن، وقد تسبب تسبب الموج البشري بقلق لدى رجال أمن مركز الشرطة الوحيد في المدينة، والذين أغلقوا أبواب المركز بانتظار التعليمات، ويبدو أن السلطات الأمنية فضلت عدم المواجهة.

ونقل عن شهود عيان أن الحكومة السعودية أقامت نقاط تفتيش كثيرة في مدينة القطيف ومداخل العوامية، وأن تعزيزات أمنية وصلت إلى شرطة القطيف، في حال تطورت المواجهة مع رجال الشرطة. وتعتبر العوامية واحدة من أهم مراكز التوتر بين الشيعة والحكومة السعودية، حيث عرف أهل المدينة بشدة بأسهم، خاصة مع توفر السلاح بين يدي الجمهور. ومع أن المظاهرة ليست سابقة في تاريخ المنطقة الشرقية ولا تاريخ العوامية لكنها تعدّ مؤشراً للتوتر السائد بسبب انتهاكات حقوق المواطنين الذين تظاهروا لإيصال صوتهم الى العالم.

يذكر أن الشيخ نمر النمر هو أحد القيادات الدينية البارزة لدى الشيعة في محافظة القطيف وهو يحظى بمنزلة علمية، ويتسم موقفه بشيء من الصدامية مع السلطات السعودية. وقد دعا الشيخ النمر خلال العامين الماضيين الى تحرير الأماكن المقدسة من قبضة الوهابيين، وانتقد تسلطهم على الأماكن المقدسة والعبث بتراث المسلمين كافة، كما حاول إقامة مهرجان للإحتجاج على الممارسات الوهابية الأمر الذي أدّى الى اعتقاله في فترة سابقة. وقد درج الشيخ في خطبه في صلاة الجمعة على توجيه الانتقاد اللاذع للسلطات السياسية والأمنية.

الصفحة السابقة