داعية سلفي ولائحة إتهامات ضد الخصوم

ما كان يخشى من وقوعه خلال فعاليات المخيمات الشبابية الصيفية، أن يتم تحويلها الى مناسبة لتصفية حسابات فكرية أو سياسية، فالمساجلات الفكرية الممتدة بين التيارين السلفي والليبرالي خلال العام الفائت بين المزيني والفوزان وقينان الغامدي وسعد البريك والتي عكست حالة التجاذب السياسي على قاعدة فكرية تترشح للتصاعد تدريجياً مع دخول موضوعات جديدة الى ساحة الجدل السياسي.

في المخيمات الصيفية هذا العام، أفاد الشيخ الداعية سعد البريك، أحد أقطاب الصحوة السلفية في استكمال السجال من جانب واحد، فقدّم لائحة اتهامات جماعية ضد المحسوبين على التيار الليبرالي، في محاضرة ألقاها في 25 جمادى الآخرة الماضي ـ الموافق 21 يوليو في المخيم الشبابي الصيفي الخاضع لاشراف وزارة الشؤون الاسلامية.

الشيخ المحامي والداعية سعد البريك إتهم مجموعة من الكتاب والصحافيين بالانتماء الى تنظيم سري له قيادة، وتمويل، وموازنات وعلاقات مشبوهة مع سفارات أجنبية، وأنهم يعملون وفق استراتيجية واحدة في استهداف المؤسسات الإسلامية. هذه الاتهامات التي مضى عليها نحو شهرين، أحدثت ردود فعل غاضبة وسط من شملتهم لائحة اتهامات البريك، الأمر الذي دفع وزير الشؤون الاسلامية الشيخ صالح آل الشيخ الى تحميل البريك شخصياً مسؤولية كلامه وأن ما قاله لا يعبّر عن وجهة نظر الوزارة. وكان آل الشيخ رفض الرد على سؤال لصحيفة الحياة في الثالث عشر من سبتمبر حول الانتقادات التي وجهها العديد من الكتاب الى وزارته بالصمت وإزاء استغلال البريك المخيم الصيفي التابع لوزارة لتصفية حساباته ضد من يصنّفهم بالخصوم، الذين طعن البريك في وطنيتهم، وأنهم كمن يكيد للوطن وأهله.

هذه المحاضرة التحريضية فتحت باب الجدل مجدداً على قضية المخيمات الصيفية الدعوية التي كثر الحديث حول دورها في تنمية وتطوير أفكار متطرفة يغرسها الدعاة وسط جيل من الشباب المرتادين لها، بالرغم من أن وزارة الداخلية زعمت قبل عدة أشهر بأنها قدّمت توجيهات الى وزارة التربية ووزارة الشؤون الاسلامية بفرض ضوابط صارمة على النشاطات الصيفية كيما لا تكون مرتعاً لأفكار التشدد والاستغلال من قبل الجماعات المتطرفة!!

الصفحة السابقة