سخاء الملك في الخارج بخل في الداخل

منذ بدأت الطفرة النفطية الثانية، والملك عبد الله يفيض سخاءً على حلفاء له في الخارج، حتى بلغ حداً محرّضاً على الجشع في شكله الإجرامي. من النتف المتداولة عن سخاء مملكة النفط: في العراق، يتداول بعض أفراد النخبة السياسية الحاكمة بأن الملك عبد الله عرض على رئيس وزراء العراق الأسبق إياد علاوي شيكاً مفتوحاً قدّر بأكثر من عشرة مليارات دولار في حال نجح في إسقاط حكومة نوري المالكي، وفي لبنان تداول المقرّبون من فريق 14 آذار أنباء عن إنفاق سعودي بلغ 12 مليار دولار خلال العامين الماضيين من أجل بناء تحالف سياسي (وأمني وعسكري) لمواجهة حزب الله وإيران في لبنان، وقال أحدهم بأن السعودية على استعداد لإنفاق كل ما تملك للحيولة دون حصول المعارضة على الثلث الضامن.

الملك عبد الله أنفق كثيراً على حلفائه لشراء مواقفهم، وضد خصومه من أجل تخريب تحالفات ضدهم أو حتى إطاحتهم. فقد تعهد الملك في زيارة له العام الماضي للأردن ببناء 70 الف وحدة سكنية. (ألم يكن هناك من المواطنين من هو أولى بهذه الوحدات السكنيّة، في بلد يعيش نحو 70 بالمئة من سكّانه في بيوت مستأجرة!). وطال السخاء السعودي دولاً عربية وغربية، ولا ضير في دعم الأشقاء من عرب ومسلمين، ولكن (الأقربون أولى بالمعروف)، ومقتضى مسؤولية الراعي عن رعيته. ولكن المصيبة تكبر حين تصدمنا أنباء عن مساعدات مالية قدّمت للدولة العبرية للتعويض عن أضرار حرب تموز 2006.

في 17 يوليو الماضي، نقلت رويترز عن صحيفة (لاريبوبليكا) الإيطالية تصريحات للملك عبد الله تحدّت فيها عن نيّة المملكة مساعدة الدول الأشد فقراً لتخفيف أزمة الغذاء. ونقلت الصحيفة بأن السعودية تبرّعت بمبلغ نصف مليار دولار لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وعلّقت الوكالة بأن ذلك (يمثل أكبر تبرع نقدي منفرد في تاريخ البرنامج).

الصفحة السابقة