في مملكة الإستبداد: الزواج بتصريح!

لا نعلم على وجه الدقّة إن كانت هناك دولة في هذا العالم الفسيح، تمنع أبناءها من الزواج من خارج الدولة، عدا السعودية.

هذا الإستبداد الذي وصل الى أعماق المسائل الشخصية أنتج عوائل متناثرة في أكثر الأقطار العربية، وأبناء سعوديين، يتسكعون شوارع القاهرة والرباط ودمشق وعمان وصنعاء وغيرها!

هل هذا إسلام في مملكة الإسلام؟!

أم هي عروبة سعودية خاصة لا تفعّل إلا ضد (الفرس المجوس) حسب التعبير السعودي المستقى من الإرث الثقافي الصدامي؟!

أم هو استعلاء مسيطر على عقول حفنة من المتحكمين النجديين، الذين يرون أنهم أنقى عنصراً، وأطهر ديناً من غيرهم، وأنهم يشرفون الكون كله ولا يشرّفهم أحد؟!

الزواج من الخارج ممنوع، ويعاقب عليه بأن لا يسمح للمتزوج بإدخال زوجته ولا يعترف بأبنائه ولا يمكن إدخالهم الى السعودية، بل أن وزارة الداخلية هددت بعقوبات أخرى!

فلو أن مواطناً تزوج من مصرية مثلاً، قبل أن يأخذ إجازة من وزارة الداخلية، وحتى لو أبقى زوجته وأولاده في الخارج، وحتى لو لم تعترف الحكومة بالزواج ولا بما يترتب عليه من مسائل قانونية أو تسجيل الأبناء كسعوديين.. فإن ذلك المواطن عرضة للعقاب أيضاً!

قد يكون حبساً في زنازن (أهل التوحيد النجدي)، أو غرامات مالية تسحق من لم يسحق بعد بسياسات النظام الإقتصادية!

حاول مجلس الشورى (المعيّن) أن يخفّف من تداعيات الإستمرار في هذه السياسة التي لا يقرها عقل أو دين، ولكن نايف رفض.

وحتى سمعة المهلكة السعودية في الخارج التي تشوهت بوجود عوائل سعودية لا والٍ لهم في اكثر العواصم العربية فضلا عن الإسلامية وغيرها، غير قادرة على العودة الى ديارها، ولا الحصول على جنسية البلد التي هي فيه.. حتى هذه رفض نايف التزحزح عن قراره القراقوشي بشأنها.

بالأمس القريب، وحسب الصحف المحلية (28/3/09)، بشرنا مسؤول في الداخلية (عبدالله ناصر الحمود) وهو نجدي أصلي ينتمي الى العرق الصافي والى (أهل التوحيد) الوهابي بأنه تم منح قرابة 4 آلاف ســعودي وسعودية تصريح زواج شملت جميع الدول العربية والإسلامية خلال العام المنصرم 1429هـ. وكأن ما قاله مفخرة من مفاخر الإسلام وبلاد التوحيد!، مذكراً بأن هناك شروطا للحصول على تصاريح الزواج من أجنبية، وأن لكل حالة وضعا خاصا يدرس من قبل الجهة المختصة.

ألا تعست بلاد يكون (الزواج) فيها بـ (إجازة) من وزارة القمع (الداخلية)!

مثل هذه الدول يستحب أن يقرأ عليها (الفاتحة)!

فتخلفها مرض سرطاني لا يمكن شفاؤه!

الصفحة السابقة