العدد 3


عورة الفقر وتكريم الفقراء

هل حقاً صعق الإعلام المحلي لهول المفاجأة باكتشاف عورة الفقر ولوعة الفقراء في ''الرياض'' الغالية. إذا كان قد تفاجأ إلى هذا الحد المذهل الذي ظهر إعلامياً فذلك يعني ان صحفنا كانت تصدر في ''بروناي'' أو ''جزر القمر'' أو في ''المريخ''، ولم تكن معنا في كل سنواتها تلك الطوال!! الصحف المحلية المرفهة طباعياً بورقها الصقيل، وألوانها الفاقعة، وحروفها اللامعة، وكتّابها وكاتباتها المميزين هي صحف مدن وعواصم، مثلها مثل الاسفلت المزبرق الغائب عن معظم شوارع المحافظات والقرى والهجر.. ومثل الجسر الممدود وأضواء النيون الملونة المبهرة. ان مناطق (نائية) فيها سكان أفقر من سكان المدن والعاصمة المذهولين بفقرهم الآن! سكان لا يعرفون بعد شكل ''اللمبة'' حين تضيء فما بالك ان يعرفوا ما هو النجف والثريا؟! سكان كرام يحفظون طعامهم بلا ''ثلاجة'' وينامون بلا أسرّة من خشب أو حتى حديد! أما الأعشاش فهي سقوفهم والألحفة المرقعة هي أغطيتهم.. ويأكلون عن جوع لا عن ترف وإذا أكلوا ما شبعوا. في مناطق المملكة سكان يعيشون تحت خط الفقر الذي يتدارسون الآن تحديده! وفقراء الرياض وجدة والظهران والمدن البارزة هم الصورة المُحسَّنة.. المدللة للفقراء الآخرين!

جهير المساعيد

الرياض 25/12/2002

* * *

عمّم فقد تسلم

لإرضاء الرقيب الاعلامي ـ السياسي ـ الأمني يقترح ''التعميم'' كأن تقول مثلاً: ''لدينا نحن شعوب العالم الثالث قدرة خارقة على الاستدارة في مساحة ضيقة جدا لسرقة المال العام''.

ولا تخف بعد هذا، فالكاتب في مأمن! عبارة سكّن تسلم قالها سعد زغلول، والنزاع حول النحو أقل حدة من إحضار الكاتب أو الخطيب الى وزارة الاعلام ـ ان بسط الأمر ـ أو إلى الداخلية ان عظم الأمر.. وسؤاله تحريرياً عن المقصود بهذه العبارة أو تلك، أو محاولة إيجاد القرائن الكافية للتحفظ عليك رهن التحقيق الى أن تثبت أنك لا تقصد كذا، بل قصدت كذا.. والنجاة ليس دائما مضمونة حتى لو اعتمدت ''التعميم من أجل السلامة''.

عبد العزيز الذكير

الرياض 21/12/2002

* * *

المرأة وحق الشورى

اذا كانت المملكة قد تأخرت فيما يتعلق بحق المرأة في الشورى ومشاركتها الفعلية في المجلس فان ذلك لا يعني انكار هذا الحق لها وانما هو نتيجة لواقع مرحلي اقتضى التدرج في مسيرة مجلس الشورى السعودي. إنني اطرح هذا الموضوع دون تردد لما اعتقده يقينا بان اصحاب القرار على درجة من الاقتناع بان الشورى حق للرجل والمرأة على السواء وان اختيار كفاءات نسائية على غرار ما تم بالنسبة لاختيار اعضاء مجلس الشورى من الرجال من ذوي الكفاءات والخبرات والعقول النيرة ومشاركتهن الفاعلة في المجلس من خلال شبكة (التليفزيون والكمبيوتر والمايكرفون) في مناقشة الانظمة والقوانين، سيكون قرارا حكيما. كما انه سيضع حدا للادعاءات المضادة الباطلة، وسيتيح فرصة امام نصف المجتمع من النساء ان يسهمن في تطوير الانظمة الاجتماعية والاقتصادية.

د. علي العبد القادر

اليوم 22/12/2002

* * *

علمني كيف أصطاد سمكة

سأتجاوز الأسباب الشخصية للفقر إلى أحد أهم مسببات الفقر المتمثل في انعدام تكافؤ الفرص بين المواطنين حيث تحصل النخبة ومن يدور في فلكهم ونزر يسير من العامة على أغلب فرص التدريب والتعليم والوظائف. ولكي نقضي على هذه الظاهرة المرضية فلابد من الحد من نفوذ الواسطة ولا بد من محاربة الفساد الإداري.

د. محمد القويز

الرياض 16/12/2002

* * *

قرارات بلا معنى!

أصدر وزير العمل قراراً يقضي بحصر 22 مهنة ووظيفة على السعوديين فقط، وشدد على مكاتب العمل بأهمية ترشيد وتوجيه المنشآت الخاصة وتعريفهم بهذه الوظائف والتأكيد عليهم بقصرها على السعوديين فقط، وفي حالة مخالفتهم سوف يعرضون منشآتهم للعقوبة. ما هي العقوبة؟ لا ندري! أما الوظائف فهي كتابية وإدارية في معظمها، وهي قديمة يجري تكرار التأكيد عليها بين الحين والآخر دون أن تحمل إضافة لمهن جديدة يمكن شغلها بسعوديين.

قينان الغامدي

الوطن 27/12/2002

* * *

المحظورات في وسائل الإعلام

نظام المطبوعات والنشر يحظر طبع اية مطبوعة مخلة بالنظام او الاداب العامة في المملكة. كما ينص على حظر نشر (كل ما يخالف اصلا وشرعا او يمس قداسة الاسلام وشريعته السمحة او يخدش الاداب العامة). ومصطلح (الاداب العامة) من المصطلحات المرنة القابلة للظهور باشكال مختلفة وآماد متباينة حسب ما تقتضيه الحالة او تستوجبه الراهنية. رجاء نرفعه الى اصحاب القرار ان يتم اصدار قائمة توضيحية للمحظورات في نظام المطبوعات بما يتواكب مع المرحلة التي يعيشها الاعلام العالمي.

د. أنمار حامد مطاوع

عكاظ 16/12/2002

* * *

شرعنة الحقوق مقدمة لحماية الوطن

الاشكالية تكمن في غياب شرعنة اي اسس عامة ومعلنة لهذه الحقوق بما يرسخ روح المساواة والعدالة، وكرامة الانسان، ويكفل خروجها من بطون الكتب والخطب المنبرية الى ارض الواقع.. المملكة واحدة من تلك الدول التي وقعت على اربع اتفاقيات خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك في اطار سلسلة متطلبات عضويتها في منظمة التجارة العالمية: حقوق الطفل، القضاء على اشكال التمييز ضد المرأة، القضاء على اشكال التمييز العنصري، مناهضة التعذيب. ان التطورات تثبت ان الانسان لن يتحول الى عنصر فاعل ومؤثر، ذي قوى ابداعية وخلاقة الا بقدر ما يستكمل من حقوقه الانسانية، ولن يستطيع اي مجتمع صد محاولات الهيمنة الخارجية قبل اطلاق العنان لكرامة افراده ليستشعروا قيمة وجودهم ومسؤولياتهم الوطنية.

عيسى الحليان

عكاظ 16/12/2002

* * *

وافد حتى للإمامة

صعقت كثيراً من مهمته الخاصة التي ذهب إليها خارج الحدود يبحث عمن يأتي إلينا ليعلِّمنا كيف نقرأ القرآن الكريم ونحن الذين نمتلك ست كليات للشريعة ونحتفل باليوبيل الماسي والفضي والذهبي لأكثر من ثلاث جامعات إسلامية متخصصة تخرج فيها حتى اليوم ما يربو على نصف المليون من طلاب العلم الشرعي وتضم في جنباتها اليوم مجتمعة ما يزيد على مئة ألف طالب، بل يوجد في سوق ''البطالة'' من خريجي هذه الجامعات أرقام خرافية ومع هذا ما زلنا نبحث عن قارئ متخصص، نسوق له كامل الإغراءات ونطلب منه التوقيع على عقد بياض فلا نجده، وهنا المفارقة. قضيت أسبوعين في مدينة سعودية كبرى ولم يكن من شيء أكثر من دهشتي وأنا أصلي مأموماً خلف ''أئمة وافدين'' واستمع إلى خطب الجمعة والعيد بلهجة غريبة، بل سأقول بالإجماع مطمئناً إنني لم أدخل مسجداً واحداً فيه إمام سعودي. مساء البارحة فقط قابلت ''معرفة سابقة'' في أحد مكاتب الاستقدام يبحث بالتحايل عن إمام لمسجد كبير في الحي الذي يقطن فيه بعد أن استخرج له تأشيرة عمل على وظيفة لا علاقة لها بالإمامة والخطابة.

علي سعد الموسى

الوطن 20/12/2002

* * *

الإستعداد للحرب بالتحصين الداخلي

كيف يمكن لدول المنطقة المهددة في ترابها وتراثها ومصالحها وعلاقاتها بعد عراق صدام حسين ان تلتفت لما تملك من مصادر قوة فتوظفها لخدمة مشروع وطن بدلاً من الاستئثار القديم بخدمة مشروع نظام او جماعة حاكمة او حزب مهيمن. هل يمكن اكتشاف القوى الوطنية الكامنة التي تعزز حماية الأوطان من عوامل التفتيت والتي لا تتيح أصلاً للأجنبي امكانية التدخل او على الأقل تملك الحصانة الداخلية ضد وسائل الضغط والإخضاع وإملاء الشروط.. او هل يمكن ان يحدث ذلك دون العمل الجاد للبحث عن صيغة سياسية أكثر تقدماً وأكثر اقتراباً من الشعوب وأكثر عدالة في اقرار حقها في المشاركة في صناعة مستقبلها.. بدلاً عن الوصاية الدائمة التي تملكها الخاصة الحاكمة وتملك بموجبها حق التفكير والتقرير والتدبير بمعزل عن الناس وتطلعاتهم. هل يمكن ان يحدث ذلك دون اجتراح صيغة ادارية أكثر تقدماً تحارب الفساد وأكل المال العام والمحسوبية وتشيع روح المواطنة وتجعلها العقد الاجتماعي الواسطة بين المواطن والدولة بعيداً عن الاستحواذ القميء للسلطة والثروة وصياغات القرون الوسطى في الادارة والسياسة بأي اسم جاءت وتحت أي يافطة يتم تعميمها. هل يمكن اشاعة ثقافة وطنية أكثر تقدماً تقر التعددية وتعلي قيم الحرية وتتيح المجال واسعاً لاجتهادات الشعوب وتجعل البوتقة التي تنصهر فيها تلك الاجتهادات والخبرات والأفكار مهما بدأ اختلافها وتعارضها المخبر الأهم لصياغة الحق الإنساني في التفكير والتعبير.. بدلاً من المصادرة والقمع والتخويف. أم نترك المجال لأساطين السياسية الأمريكية اليوم التي تقدم ذرائع اخفاقنا في تقرير حق إنساننا وتنمية قدراته. لم يعد هناك سوى خيارين أما استباق العبث الأمريكي الذي لا يمكن الوثوق بمشروعه بالبحث عن كل مايعزز الحضور الوطني ويحصن الأوطان من الداخل أو الاستسلام لعاصفة التغيير الكبير الذي لا أحد يستطيع أن يقدر إلى أين ستمضي بنا.

عبد الله القفاري

الرياض16/12/2002

* * *

وزارني الرقيب بليل

الرقابة بحر متلاطم تتقلب رياحه كتقلب قصاصات أوراق عبثت بها ريح عاصف. أرى مقالاتي التي رفضها رقيبهم بدأت تتراكم كتراكم ديون العالم الثالث. وعندما يستوجب الوضع السياسي والاجتماعي أن تغرد خارج السرب مع بعض الكتاب المغردين فعليك أن تتوقع أن يكون مقالك مرتعاً خصباً لعيون الرقيب يقلب الكلام المرمد ليتأكد أن لا جمر تحته. بعد أن كتبت مقالة سابقة عن الاتصالات السعودية وشبكتها المتهتكة، وشبهت شريحتها بشيك من غير رصيد.. اتصل بي الرقيب متوشحاً مقصه وسكينه وحاملاً بيده ''سطلاً'' من الطامس الأبيض. قال الرقيب: ألا ترى بأن مقولة شيك من غير رصيد مبالغة في غير محلها.. عليك أن تغير العنوان وتوجد بديلاً أقل إحراجاً لنا ولك.

د محمد القويز

الرياض 12/12/2002

* * *

الجيل الجديد ورياح التغيير

نجد ان كماً كبيراً من الموضوعات التي رفضنا إلى وقت قريب جداً إثارتها في الداخل لأسباب تتفاوت بين الثقافي والاجتماعي والتقليد.. أصبحت مثار حوار على الشبكة العالمية ومن مواقع مختلفة أو حتى من قبل القنوات الفضائية. أصبحت المواضيع خارج السيطرة والرقابة، خارج القدرة على الحجب أو المنع، خصوصاً تلك التي لا تلامس الثوابت، بقدرما تلامس تحفظات اجتماعية سابقة وعادات وتقاليد لا يفترض فيها التقديس! الكثير من مواضيعنا وقضايانا الداخلية التي واجهناها بالتحفظ إلى فترة قريبة، واخترنا ثباتها والصمت عنها واعتبرناها نوعاً من المنوعات، أصبحت الآن عرضة للبحث والتنقيب والاكتشاف والتعليق من قبل الاعلام الدولي بشكل أكثر مباشرة. الاهتمام الدولي يتداخل مع مواضيعنا الاجتماعية المحلية بكل خصوصيتها، وهي الخصوصية التي بقينا نرددها بشكل تلقائي أمام أي موضوع جديد أو قديم كان يمكن ان يطرح للحوار الاجتماعي، لتكون الخصوصية هنا مجرد معارض للتعددية - حتى تعددية الفهم! - في مجتمعنا المحلي الكبير والمتنوع العادات والتقاليد والمشارب..

نحن نفترض أن الاتجاه الآن هو إلى مؤسسات المجتمع المدني وتكريس سلطة القانون ومبدأ الثواب والعقاب على كل المستويات ومحاربة الفساد والتسلط ومنح المزيد من الصلاحيات لمجلس الشورى، وتوسيع المشاركة والانفتاح، والمزيد من فرص العمل والحركة للمرأة السعودية وتحقيق فرص العمل بكثافة للشباب.

ناصر صالح الصرامي

الرياض 16/12/2002

* * *

النزاهة عملة نادرة

السلامة من الفساد المالي مطلب هام، لكنه ليس منتهى الطموح أو أقصاه ولا يجب أن تتوقف كل القناعات أو جلها عند حد نظافة اليد! نأمل أن تصبح النزاهة أمراً مفروغاً منه وصفة عامة لا عملة نادرة وأن تفرضها قوة وجدية وحزم محاربة الفساد. النزاهة ونظافة اليد واحدة من البدهيات ويجب أن تبقى كذلك، والبدهيات أو المسلّمات لا يمكن أن تعد ضمن المتطلبات ناهيك عن أن تكون أقصى الطموح.

محمد الأحيدب

الرياض ـ 16/12/2002

* * *

أشركوا الشعب ليتحمل مسؤوليته

لا يحتاج المرء لكثير من العناء لتأكيد التحديات الجدية التي باتت تواجهها المملكة، مما يفرض الاعتراف بها والسماح بمناقشتها بين كافة شرائح المجتمع السعودي لدرء المخاطر التي قد تنجم عنها، خاصة وان السعوديين يحتاجون في هذا الوقت لسبر أغوار مستقبل بلادهم، والالتفات للمرئيات المختلفة حيال المستقبل السعودي بحوارات مستفيضة لبلورة رؤية استراتيجية. الاعتراف بطبيعة هذه التحديات ومناقشة العوامل الداخلية المؤدية لتكريس مفاهيم تعطل التطور هما سبيلان جديان لتجاوز الأزمة. ان نفي وجود بعض الاشكالات في حياتنا المعاصرة لن يجدي نفعاً، كما ان مسايرة الرغبة الغربية في التغيير ستكون نوعا من التبعية العمياء التي ستفضي إلى حلول ومعالجات مستوردة بما يهدد اللحمة المعرفية وضرورات الحراك الطبيعي والتطور لكل مجتمع. ان رغبة التغيير هي رغبة عامة، وهم مشترك بين المسؤولين والمفكرين والشعوب، لكنها تحتاج لتحديد آليات واستشراف المستقبل وفق جهود جماعية تحتضنها هيئات متخصصة، وفوق هذا فإن التحديات المطروحة تحتاج قياس رأي الشارع السعودي بناء على آليات استطلاع الرأي العام وتجنيد الوسائل الإعلامية لمواجهة الأزمة والمشاركة في إدارتها.

زياد الصالح

الجزيرة 25/12/2002

* * *

المصالحة مع النقد

النقد أوله قلق، وآخره أفق، وما بينهما جدل مشرع للمبدعين، ومنافع يستطيب بها الحائرون، ونحن تعوزنا ممارسة النقد كمنهج تقويمي، ونفتقر إلى التناقد وحرية النقاش، نفتقرها منذ الطفولة، حين كنا نغني كما ينبغي للأطفال أن يتخيلوا.. وحين كان الأب مستبداً برأيه في المنزل، والمدرس وحشاً في الفصل، وعلينا أبناء وتلاميذ أن ننصاع للأوامر دون مناقشة أو اقتناع أو إعمال الفكر والنقد. هنا تُبنى اللبنة الأولى لضيق الأفق والتعصب وكره النقد، لبنة قد يستعصي اقتلاعها فيما بعد.. سيكون من اليسير على الاستبداد أن ينمو، وسيغدو من السهل إقصاء الآخر وتثبيط الملكات والمواهب، سيكون من العسير الاعتراف بالأخطاء أو اكتشافها، ناهيك عن استشرافها وإبداع الحلول.

د. محمد الحبيب

الجزيرة 23/12/2002

* * *

من داخل السعودية

لو كانت موسوعة غينيس للارقام القياسية تعترف بقيمة ''الكلام'' لأعطت هذه العبارة ''من داخل السعودية'' رقماً قياسياً في عدد مرات تكرارها على لسان المذيعين والمذيعات خاصة في البرامج التي تبث على الهواء مباشرة من الاذاعات والمحطات الفضائية العربية على وجه التحديد. ''من داخل السعودية'' بوابة يعبر منها الكثير والكثير للدخول الى سوق المستمع والمشاهد السعودي الذي اصبح مستهدفاً فضائياً، لدرجة ان الكثير من المحطات الفضائية والاذاعات العربية تعتمد التوقيت السعودي في عرض برامجها، كل ذلك من اجل سواد عيون شبابنا وفتياتنا الذين حققوا أرقاماً قياسية في التواصل والاتصال والتفاعل والمشاركة في اي برنامج فضائي بغض النظر عن قيمته المعرفية او الفنية مما يزرع الكثير من علامات الاستفهام في ارض المعنى!.

الجزيرة 25/12/2002

* * *

بدوقراطية

مكث أساطين السياسة في الغرب ردحاً طويلاً من الزمن وهم يفاضلون بين أنواع الديمقراطيات، وأيها يكون صالحاً للعرب؟ استبشروا يا أحفاد عدنان وقحطان فقد لاحت تباشير الفرج ولمعت بروقه من ناصية باول المفلطحة، وبدأت نسماتها تتهادى إليكم من منخريه الواسعين، إنها الديمقراطية التي رصد لها (تسعة وعشرين مليون دولار) بالتمام والكمال (يا بلاش) وستنعمون بها عن طريق ملائكة الرحمة التابعين للبنتاجون فهاهم قد اتخذوا مواقعهم براً وبحراً وجواً لتلقين الشرق الأوسط دروس الديمقراطية السوداء.

سلمان جابر العبدلي

المدينة 25/12/2002

* * *

ثمانية أعوام بدون راتب

لا يمكن ان يكون ما اشار اليه المواطن/ سلمان عبدالله العبود في السطور التالية صحيحا. دعونا نقرأ ما يقول: يوجد موظف بأحد مراكز الرعاية الصحية الأولية بمحافظة الاحساء لم يتسلم راتبه منذ ثمانية اعوام تقريبا وربما تزيد.. الموظف المذكور كان يعمل بالشؤون الصحية بالرياض ومن ثم تم نقله للعمل بصحة الاحساء، وحاليا يعمل بأحد المراكز الصحية التابعة لقطاع العمران. ولمزيد من المعلومات هو يعمل بمركز صحي الحليلة ويعمل بوظيفة كاتب ملفات بالمرتبة الثالثة.. والله حالة؟!

اليوم 23/12/2002

* * *

الرقيب

موضوع كتابتي اليوم هو ظاهرة الرقيب والحارس الجديد الذي يتواجد في كل مكان وزمان، فهو يبدو في كثير من الاحيان اشد ضراوة من الحارس العربي القديم ذي الصفة الرسمية لانه، اي الرقيب الجديد، يخضع خضوعا فاضحا للعاطفة والافق الضيق ويبالغ في الادعاء انه يعرف ما يصب في مصلحة الجماعة، انه يملك قدرة لا تتوافر لغيره على تمييز ما هو نافع مما هو غير نافع، غير عابئ بحقيقة ان النافع ونقيضه شيئان يخضعان للنسبية، وغير مدرك تماما ان ما قد يعتبره نافعا قد لا يكون كذلك في نظر الآخرين، او قد يتفقون معه على ضرر شيء ما، ولكن ضرره يأتي بدرجات متفاوتة ومختلفة مما يترتب عليه اختلاف تعاملهم معه. واساس الخلاف مع هذا الحارس الجديد هو محاولته فرض قناعاته وآرائه على الآخرين بطريقة تنتهك حرياتهم الشخصية وتنفي عنهم الوعي والمعرفة بمصلحتهم وبكل ما يمثل هدرا او صونا لها.

د. مبارك الخالدي

اليوم 22/12/2002

* * *

معالي الوزير: نريد كهرباء

إن منطقة جازان، وهي تضم في جنباتها الفسيحة 4000 قرية ومدينة يسكنها ما يقرب من المليون ونصف المليون نسمة، إن لم يكن أكثر، لا تشكو لمعاليكم تأخر وصول تيار الشركة السعودية للكهرباء إلى ما تبقى من قراها وهجرها، فحماسة أهلها المحرومين من أبسط متطلبات الحياة المعاصرة قد خفت وتلاشى تعلقهم بما يسمونه (الكهرب)!. جازان أدركت أخيرا أن اليأس هو الحياة! لم تعد تفكر في المستقبل ولا يعنيها يوم غد، طالما أن حاضرها منفوخ بالهشاشة والهزال! ما تبقى على موعد الصيف المقبل يكفي لأن (نتعشم) فيك ونطلب صيفاً واحداً فقط، نريده هانئاً خالياً من التوترات والتنغيصات (والتنكيدات) الكهربائية! صيفاً واحداً فقط، نشعر فيه بقيمتنا وأهميتنا كباقي البشر من خلق الله، ولنقوم بتسديد فواتيركم الباهظة دون أن نتأفف أو نتظلم، فاعلين ذلك عن رضا وطمأنينة، ومبدين استعداداً بدفع (البخشيش) أيضاً!

علي مكي

الوطن 23-24/12/2002

* * *

مجلس التعاون: الى الخلف در!

إن مجلس التعاون بصراحة شديدة لم يتوقف في مسيرته فقط بل تراجع عن النقطة التي وصل إليها في يوم من الأيام، ومن الصعب أن نلقي اللوم على دولة بعينها بل لا بد من أن نلقيه على الهشاشة نفسها التي ستجعل كل دولة من دول المجلس يمكن أن تجر حبل المسيرة إلى الخلف في أية لحظة تجد أن مصلحتها تقتضي ذلك.

عبد الله ناصر الفوزان

الوطن 23/12/2002

* * *

مجلس التعاون: إنجازات وهمية

المشكلة الحقيقية في المجلس تتمثل في السرية المفرطة التي تحيط أعماله، واجتماعاته، وخلافاته. البيانات الختامية لاجتماعات المجلس سواء على مستوى القمة أو على مستوى الوزراء كلها تقول: ''كل شيء تمام''، وتتحدث عن إنجازات لم تحدث، ووعود لا تحدث، لكنها لم تقل مرة واحدة إن هناك خلافات داخل المجلس أو هناك اختلافات في وجهات النظر حول هذه القضية أو تلك، بينما كل هذه الأمور واضحة للعيان.

قينان الغامدي

الوطن 22/12/2002

* * *

الإخوان المسلمون: بردعة جديدة للضرب؟

كان بودي لو كان حديث الأمير نايف بن عبدالعزيز لصحيفة ''السياسة'' الكويتية منشورا للعبرة والتأمل في صحيفة سعودية ليقرأه كل مواطن ما زال مغيبا عن بذور المشكلة التي حيكت بدهاء لشعب كامل وقع ضحية الأفكار المستوردة، تلك التي أحالتنا إلى مختبر للتجارب من قبل ''الإخوان المسلمين'' حين فشلوا في تطبيقها في بلدانهم الأصلية. لا ينكر دور السعودية الحاضن الأمين لكل الذين لفظتهم بلدانهم وأخرجتهم مجتمعاتهم بالإكراه فمنحهم هذا البلد فرصا هائلة للعيش الكريم وفتح لهم منابره وجامعاته مؤملا في كثير منهم أن يحفظوا هذا الجميل، ومع هذا تبرز المحصلة اللافتة. السعودية وحدها هي التي هرب إليها عمر عبدالرحمن وكافأته بالوظيفة، وهي التي أعطت تأشيرة للحياة لأيمن الظواهري ليمارس مهنته ومعتقده ونمط حياته، وهي التي حتى فتحت جامعتها للشيخ محمد قطب هاربا من مجتمعات تحاربه بتهمة تاريخ عائلي، وهي التي أيضا عمل فيها عبدالله عزام لسنوات طويلة وبالتأكيد معهم عشرات الرموز التي قلبت ظهر المجن للجميل المتواصل. هذه هي جماعات الإخوان المسلمين تتفرج علينا بعد أن صرنا وحدنا داخل ''التهمة'' التي خرجت منها بكل دهاء وهكذا نحن وحدنا نعيش نتيجة التجربة بعد أن صرنا لوحدنا نتحمل تهمة ''الإرهاب'' وفق المجتمع السلفي الذي لا علاقة له في الأصل بهذه التهم والأفكار.

علي سعد الموسى

الوطن 21/12/2002

* * *

المواطنة والوحدة الوطنية قبل الطوفان

التهيؤ لمتطلبات المرحلة القادمة يأتي في مقدمته البحث عن عوامل القوة والوحدة والتماسك والصمود بين أبناء المجتمع الواحد، واستنفار روح الانتماء والهوية واستحضار المحفز من التاريخ ومختلف مقاومات الأمة وحيلها الدفاعية في نفس كل فرد.. وصولا إلى الارتقاء بمفهوم الوحدة الوطنية إلى مستوى الانصهار والتوحد. يجب ألا يغيب عن الذهن أن تحقيق الوحدة الوطنية ليس تجميعا لكم مهمل وراكد، لا ينتج عنه أي فعل إيجابي، بل هو انصهار حقيقي وتفاعل خلاق ومبدع بين إخوة تجمعهم رابطة الانتماء إلى بلد ولغة ودين وهوية وقضية وآمال مشتركة، تجعل من وحدتهم سدا منيعا عصيا على الاختراق. ومن المؤكد أن ترسيخ الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد يتطلب أولا التسليم بمفهوم المواطنة، تتحقق فيه المساواة بين البشر، وينال فيه الفرد موقعه الاجتماعي ووظيفته عن طريق كفاءته وقدراته ونزاهته، وليس عن طريق موقعه في السلم المناطقي والعشائري والطائفي. لا بد من تأسيس مفهوم جديد للمواطنة يقوم على أساس استكمال بناء مؤسسات المجتمع المدني، والاعتراف بأهمية دور الفرد، واحترام الرأي والرأي الآخر. وأن يصار إلى ترسيخ قيم التسامح والتكافؤ والتكافل بين الجميع.

د. يوسف مكي

الوطن 25/12/2002

* * *

الموتى

أسمعهم جيداً، إنهم الآن يتحدثون بشكل واضح، من قبورهم تأتي الأصوات بحريتها الكاملة، إنهم الموتى يتأوهون! ما زالوا يتذكرون لحظاتهم الأخيرة على (طريق الجنوب)، إنهم قادرون على وصفها بدقة، لحظة تلاشي الأجساد والحديد والأحلام! بالطبع، نتذكرهم جيدا، نعرف أسماءهم واحدا واحدا، نعرف وجوههم ووجهاتهم، نعرف ملابسهم على الدم والإسفلت! كانوا بيننا لولا أن أخذتهم الخطى من (الطائف) حتى (أبها)، تلك الخطى التي خانتهم تماما كوعود وزراء المواصلات. أكثر من تصريح، لأكثر من وزير مواصلات، كانت كلها تعد بتوسعة الطريق واعتماد تنفيذه في الميزانية القادمة (أي ميزانية قادمة يقصدون؟!). وزراء المواصلات يعرفون (طريق الجنوب) من خلال الخرائط ورسومات الكتب الإحصائية، كذلك فهم يعرفون إحصائية عدد الموتى من خلال الجداول المزينة بالألوان والنسب المئوية والحبر الفاخر، لكن البسطاء يعرفون الطريق بأسماء موتاهم وخرائط الدم التي لا تزول، كما أنهم يعرفون موتاهم دون جداول توضيحية، إنهم يشمونهم في الإسفلت واليتم والثلاجات!.

عبد المجيد الزهراني

الوطن 23/12/2002

* * *

الفقر ينذر بسوء العاقبة

قطاع كبير من المجتمع يُعاني ويلات الفقر والحرمان. يردد (المطبلون) في مجالس الحكام بأن الأمور على ما يرام وأن الدنيا بخير وأن المواطنين يعيشون في رغد من العيش. الفقر في كل زمان ومكان أصل كل بلاء، ومنبع كل مشكلة للأفراد. وتضخم طبقة الأغنياء، هو ما يُعانيه مجتمعنا في العصر الراهن. أثبتت الإحصائيات تدني متوسط دخل المواطن السعودي منذ عشرين عاماً على الأقل إلى درجة توحي بالخطورة وتنذر بسوء العواقب ما لم يتم تدارك الوضع بإصلاح جذري يقضي على المشكلة من جذورها.

محمد الحميد

الوطن 22/12/2002

* * *

حرب الخليج الثالثة: الخسارة قادمة

زوال الحكم العراقي وشيك. إن لحرب الخليج الثالثة من الآثار والانعكاسات متعددة الأبعاد ما يصعب حصرها، فمع أن حرب الخليج الثانية وقعت في ظروف كانت دول الخليج أفضل حالا سياسيا واقتصاديا، فإن الحرب الثالثة تقترب في ظل تداعيات هجمات سبتمبر الانتحارية وإرهاصات الحرب على الإرهاب وظروف اقتصادية متردية وتقلبات سوق النفط معا. الغرب الآن يرى الدول العربية وطيدة بالإرهاب وتصديره وتمويله وأن على العالم المدني بقيادة أمريكا غرس الحريات والديمقراطية في أوساط شعوب هذه الدول للنهوض بها من قمقم التخلف الذي يولد الإرهاب. إذا كان لنا من فعل مضاد فإن أهم استراتيجياته أن نقوم من الآن بتقدير آثار الحرب القادمة واستشراف تبعاتها ومآلاتها من أجل وضع حدود أمام تداعياتها لنخرج بأقل الخسائر الممكنة فطوفان الحرب هائل والنجاة منه تمثل أولوية لأن الخسارة حاصلة مهما حاولنا تفاديها.

علي بن سعيد الغامدي

الوطن 25/12/2002

* * *

منخنقات المعية والضدية وتفخيخ الأسئلة

عندما تتأزم الأمور، وتزلق المشاهد، يرتبك خطاب النخب والمتنخوبين والعلماء والمتعالمين، وتدخل الأمة في نفق الشك وجنون الارتياب، وتستفحل ظاهرة الأسئلة المريبة، أسئلة الاستكشاف والتصنيف، لا أسئلة الاستعلام والتعلم، ومثل ذلك عرض لمرض، ومؤشر على خلل في البنية الفكرية واستفحال للمراء العقيم باسم الجدل والمنطق. والخلي من هذه الريب تنتابه غفلة المؤمن، فلا يقيم وزنا للتحفظات ولا للمراجعات، قبل التفوه بأي اجابة، ومن ثم يبادر السائل بالجواب. والجواب الآمن يتعرض لأكثر من علامة استفهام، ويؤخذ بأكثر من مدخل، ويخضع لأكثر من تفسير. ومثلما يختل الأمن النفسي، يختل الأمن الفكري، مما يدفع بالمفكر الى كتم تفكيره ومسايرة الآخرين حبا للسلامة وايثارا للعافية، اذ هناك فتن يجسدها ''الهرج'' وأخرى تتبدى في ''التهريج'' واللسان آلية الحرب الباردة المحفزة والمنشطة لخلايا الحرب الساخنة. والمشاهد العربية تتصدع عن أسئلة مفخخة، تستدرج الشجي والخلي. وحين يعيش العالم والأديب والمفكر في حالة من الخوف والترقب، يتصوح نبت المعارف، ثم لا يكون عالماً بصيراً، ولا ناصحاً خبيراً، ولا قدوة حسنة. ووابل الأسئلة التربصية تعمق الخيفة والتردد، وتحبس القول السديد في الحناجر. والرقابة غير المشروعة، وغير المؤسساتية، وغير المنظورة رقابة غوغائية، وهي أخطر على الفكر من أي رقابة، يتحرك ذووها وفق أصول وضوابط وصلاحيات مستمدة من شرعية السلطة، ومتطلبات الحرية المنضبطة.

د. حسن بن فهد الهويمل

الجزيرة 24/12/2002

* * *

لماذا صافرات الإنذار؟

أطلقت صافرات الإنذار وسمع السكان أصواتها كفحيح الشر القادم. إنني حال سماع زئيرها الكريه ابتسمت من سخرية العبث الذي نمارسه بعلم أو بغير علم، فصافرات الإنذار تطلق لقرب وقوع الخطر حتى يتم إنذار الناس بذلك لاتخاذ احتياطات الحماية ومنها اللجوء لأقرب ملاذ آمن وهي في هذه الحالة الملاجئ العامة أو الخاصة والتي من المفترض أن يتوفر فيها الغذاء والدواء والاحساس بالأمن. فهل يوجد لدينا مثل تلك الملاجئ؟ بالطبع الجميع يعرف بأنه لا يوجد لدينا ملاجئ عامة، لهذا أسألكم بالله من أجل ماذا إذاً تطلق صفارات الإنذار، وماذا نعمل في حالة معرفتنا بقرب وقوع الخطر وإلى أين نلجأ والملتجأ لله عز وجل؟

عبد الله الكعيد

الرياض 24/12/2002

* * *

لماذا لا نرد على قطر

دأب بعض الإخوة القطريين على التعريض بنا كلما سئلوا عن الاتفاقية الأمنية التي وقعوها أخيرا مع أميركا، وكلما عوتبوا من أجل ذلك يقولون إنه ليس لديهم ما يخفونه ولذلك فهم يعلنون ما يفعلونه أما، غيرهم (ويقصدوننا بدلالة بعض الإيحاءات الأخرى وحديثهم عن الدول الصغيرة والكبيرة) فيفعلون ولا يعلنون، وهم بهذا يقصدون القول إن ما يفعلونه فضيلة وما يفعله غيرهم رذيلة لأنهم يعلنون وغيرهم يتسترون. لماذا يظل من يعنيهم الأمر عندنا في المملكة صامتين ولا يردون على ذلك الغمز واللمز الذي دأب عليه وزير الخارجية القطري... صحيح أنه لا يذكر المملكة صراحة ولكن كل الذين يسمعونه يدركون من خلال ما يقوله أنه يقصدنا بالدرجة الأولى.

عبد الله الفوزان

الوطن 25/12/2002

* * *

إعلام بائس وسياسة (إدفع) بالتي هي أحسن

أتفق مع الكثير بأن الاثنتين وعشرين وزارة إعلام لم تؤت أكلها لا في زمن الخصب ولا في زمن الجدب. سمعت عن صحافة في بعض البلدان الآسيوية الفقيرة تتلقى عوناً نقدياً من وزارة أو وزارتي إعلام عربية. وهو شيء مقطوع أو ''عادة'' كما تقول مفردات عرب الجزيرة. وسواء جاءت تلك الصحافة بالمطلوب أو لم تأت - فالموضوع ماشي. وفي الستينيات من القرن الماضي أثرت شخصيات لبنانية من بيع الحكي. وبدلاً من أن نسعى لإنشاء وسائل إعلامية تخاطب القوم هناك، صرفنا أموالا فلكية لإنشاء صحافة وإذاعة وتلفاز ينطلق من أوروبا ليخاطب المستمع والمشاهد العربي هنا.. داخل الوطن.. ليتسلى بها.. كأنه طفل مدلل لا يتحمل أهله بكاءه.

عبد العزيز الذكير

الرياض 25/12/2002

* * *

الثقة لا تتجزأ

حين نولي فرداً ما مسؤوليات جسيمة وخطيرة ثم ننزع منه في ذات الوقت أبسط قواعد الثقة، أليس في هذا تناقض عجيب؟ ما أود قوله اليوم هو التناقض في التعليمات الصادرة بشأن سفر الضباط والأفراد العاملين بالقطاعات الأمنية والعسكرية الأخرى حيث يحظر النظام سفر أولئك ''الرجال'' للخارج إلا بإذن وبنص يحدد الجهة التي يرغب بالسفر إليها ولا يسمح له السفر كمحطة أولى لغير تلك التي نص عليها قرار الإجازة ولا أعلم الحكمة في ذلك؟.

عبد الله الكعيد

الرياض 22/12/2002

* * *

الفروق والحقوق: زوجة بريال واحد

هناك خيط رفيع يباعد بين حقوق المرأة في الإسلام وحقوق المرأة الممارسة على أرض الواقع. المفروض مناقشة الثاني لا الاول أي الواقع وليس غيره.. فهو الذي يضعه الآخرون تحت المجهر وليس غيره ونحن نراه ولا نطبقه!! أو نصر أن لا نراه ونرى غيره!! وكذلك حقوق الإنسان بينها في الإسلام وبين الواقع المعاش خيط رفيع والمفروض أن تتم مناقشة هذا الفصل وتسمية الاشياء بمسمياتها الحقيقية.. فما لا نختلف عليه أو فيه هو كمال الحقوق التي أوجدها الإسلام ووفرها لكل الأطراف، لكن الاختلاف الذي يجب أن يُناقش بوضوح هو الواقع الفعلي وكيف يتم التعايش بتلك الحقوق؟! تنشر الصحف المحلية في كثير من الأحيان أنباء عن أب قام بتزويج ابنته بريال واحد فقط. وسؤالي من الذي أعطاكم هذا الحق؟! بأي حق ينوب كائناً من كان على تحديد مهر حتى لو ابنته بريال واحد؟! الملاحظ فيما تنشره الصحف أن الآباء يقومون بتحديد المهر الذي يريدون ويعلنون التنزيلات المنافسة بين فرد وآخر أو مجموعة وآخرين.. والبنات من واجبهن الانقياد للسعر المحدد بريال واحد في زمن بلغ فيه سعر تيس من التيوس ثلاثمائة ألف ووجد من يشتريه! والوانيت ابو غمارة واحدة سعره فوق المائة ألف ولم يعلن أحد من أصحاب الشأن التنزيلات عليه!

جهير المساعيد

الرياض 21/12/2002

* * *

مواطن درجة أولى وحزين

الذين يرون المواطن الخليجي العادي نجماً بين المواطنين العرب، أطمئنهم أن هذا النجم حزين. لقد ظل الآخرون يصفون الخليجيين جميعاً بصفة مواطن من الدرجة الأولى خرج إليهم مطوقاً بآبار النفط.. تمشي أقدامه على ثرى من الذهب! وما من أحد كان يصدق أن في أرض الجزيرة العربية مواطناً خليجياً جائعاً أو محروماً أو فقيراً أو معدماً.. كلنا في نظرهم مرفهون من الدرجة الأولى نهبط على مواطني الدرجة الثانية والأخيرة من الجنسيات الأخرى الذين يتراكمون أسفل السلم النحاسي والخشبي دون أن يمروا بسلم المواطن الخليجي السلم الذهبي أو الماسي!

جهير المساعيد

الرياض 23/200212

* * *

ثورة ''الحثالة!''

لا شك عندي ان زميلنا مشعل السديري لم يكن محيطا بالمقال الذي أثار زوبعة دامية حطمت مسابقة ملكات جمال العالم على رؤوس منظميها واضطرتهم الى نقلها من نيجيريا الى بريطانيا! والمقال الذي كتبته كاتبة مسيحية تنتقد اعتراضات المسلمين على تنظيم المسابقة في بلادهم اعتبره زميلنا تافها احتوى على فقرة أثارت حفيظة المسلمين اعتبرهم السديري من (حثالة الرجال ومجانينهم)! ولو كان مشعل محيطا بالمقال لما تجرأ على وصف من يثور دمه لكرامة نبيه بالحثالة او المجنون ولا تجرأ على وصف مقالة تحط من قدر نبيه بأنها مقالة تافهة لا تعني شيئا.

خالد السليمان

عكاظ 26/12/2002

* * *

الأطلسيون يريدون ديمقراطية منقوصة

الأطلسيون يريدوننا صورة مشوّهة للغساسنة والمناذرة.. يريدوننا دكتاتوريين عندما نكون ديمقراطيين وتسلطيين إذا تنامت لدينا المؤسسات الدستورية، ويريدون فصل الشعوب عن الحكومات وجعلنا متباعدين ومتقاربين حسب مصالحهم، فعندما تكون الشعوب العربية والإسلامية تنادي بالدستور والمؤسسات التشريعية والمجالس الاستشارية يزيد الأطلسيون من تصلب الحكومات بل تُدعم الحكومات المتفردة والسلطوية.. (الأطلسيون) ينادون الآن بضرورة ان تتحول المنطقة العربية والإسلامية إلى الديمقراطية في حين أنهم دعموا الحكومات العسكرية والحزب الواحد والحاكم المتفرد لأكثر من قرن من الزمان دعماً لوجستياً وعسكرياً واستخباراتياً. انتقلت اللعبة من أوراق في مكاتب الاستخبارات الغربية إلى بنود سرية وعلنية على أرض الواقع، فتغازل الشعوب بالديمقراطية والإصلاح السياسي والاداري وتغازل الحاكم بتشابك الأيدي معاً لمحاربة التطرف والجماعات الإرهابية.

عبد العزيز الجار الله

الرياض 25/12/2002

* * *

رحم الله صالح العزاز

كان صالح يغذينا بالكتب والدراسات والأبحاث ودواوين الشعر والقصائد المهربة.. كنا نتبادل الممنوعات المعرفية والفكرية: الدواوين والكتب ولم نكن نعرف تحديداً في ذلك الزمن (الطافر) بالمتغيرات المحلية والدولية الاقتصادي منها والسياسي أن صالح العزاز أحد مصادر الوعي والمحرّض لقراءاتنا في تلك المرحلة العمرية ونحن طلاب في المراحل الأولى على مقاعد الجامعة فكان بنجوميته المبكرة محرضاً لنا للوعي ورافضاً للمألوف وكاسراً لحاجز النمطية البليدة.. واستمر بتغذيته يمدنا بما لا يتوافق مع مزاج الرقيب ونحن في الأساس لم نكن نقرأ ما يفسحه الرقيب أو ما يتوفر على رفوف مكتباتنا. تكشف لنا أن العزاز صاحب الوجه ''الصبوحي'' وصاحب العينين القلقتين كان أحد روافد الوعي في حينا وانه مر بتجارب صعبة وعاش حياة قاسية فيها الكثير من المرارة والإحباط.

عبد العزيز الجار الله

الرياض 18/12/2002

* * *

لماذا يتمرد المواطن؟

ظاهرة الاضطرابات السياسية قد يكون سببها اقتصادي، أو ثقافي متعلق بمعنى مفاهيم معينة. الأهم من الأسباب العميقة للأضطراب السياسي هو تلك الأمور أو المتغيرات أو العوامل أو المستجدات التي ''تعجل'' العملية، أو تسارع في انفجارها، وتحدد حجمها، أي تمرد عابر أو هو ثورة شاملة. هنالك عدة معجلات أهمها: الهزيمة العسكرية، الأزمة الاقتصادية، العنف الحكومي أو الرسمي، تمزق النخب، الإصلاح السياسي، والمحاكاة.

الدولة يفترض أن تستخدم العنف لضبط المجتمع وتنظيمه، ولكن عندما يتجاوز هذا العنف درجة معينة، يصبح عنفاً غير شرعي، وتتساوى الدولة في ذلك مع بقية مصادر العنف الأخرى، ويصبح المنافس الأقوى في ممارسة العنف، هو المالك للشرعية السياسية في النهاية. وعندما يقل عنف الدولة عن درجة معينة، فإنها تفقد شرعيتها بنفس القدر السابق، إذ تبدو والحالة هذه وكأنها غير قادرة ولا مؤهلة لضبط المجتمع وتنظيمه.

ولكن كيف يكون الإصلاح السياسي وغيره من معجلات عدم الاستقرار، مع أنه هو المطلوب والمرفوع شعاراً من قبل فئات مختلفة، بعضها معارض، والبعض الآخر يود الإصلاح من الداخل؟ التوقيت مهم هنا وليس مجرد العملية. على الدولة أن تحدد بدقة أيضاً النقطة التي عندها يتوجب الإصلاح، وإلا فإنه لن يكون مجدياً بعد ذلك.

تركي الحمد

الشرق الأوسط 15/12/2002

* * *

تفكيك وزارة المعارف

إن أبرز ما نحتاجه، بالذات في التعليم العام قبل الجامعي، هو أن نبدأ في (تفكيك) وزارة المعارف، فهذه الوزارة أصبحت (مثقلة) بالكثير من الجوانب التي لا تتيح لها التفرغ لمهمتها الأساسية، والهدف من تفكيك الوزارة موضوعي ومنطقي وهو: يفترض أن لا تكون الوزارة هي الخصم والحكم في عملها بالذات في المناهج مثلاً، فالواقع الجديد والتحديات القادمة تستدعي أن تتفرغ الوزارة للتنفيذ وتترك قضايا التفكير والبحث والتطوير لمؤسسات خاصة وعامة خارج الوزارة، ويضاف إلى ذلك ضرورة قصر مهمتها على التعليم دون الجامعي. إن (إدارة التعليم) هي محور التطوير لقطاع التعليم وهو الذي يجب أن نتصارح حوله، لأن التعليم هو رأس المال الذي لا يحتمل (التضحية) به إطلاقاً، والآن نعرف أهميته لمستقبلنا في هذه الأجواء الدولية الجديدة التي نرى في بوادرها ما يخيف.. ولا يسر!!

عبد الوهاب الفائز

الرياض 24/12/2002

* * *

من يعتذر للمواطن؟

خطر علي بالي حالات الاخفاق الاداري المختلفة التي نعاني منها في بلادنا بمختلف صورها وغياب المكاشفة عن الاسباب واعلان الخلل واسلوب العلاج وعقاب المتسبب منعا للتكرار. فبدءا من السياسة المأساوية للزراعة والمياه التي دمرت المخزون الاستراتيجي للمياه الجوفية الصالحة للشرب، الى الاسلوب الذي اتبعته وزارة المالية في التعامل مع المقاولين المتعاقدين مع الدولة بعدم الوضوح والشفافية معهم وبناء خطط العمل على اوهام ووعود ومواعيد سداد لا تنفذ .. ولا يخفي ايضا ذكر (أم المهازل) الصرف الصحي بالمنطقة الغربية والمسؤولين عنها الذين عبثوا بمصالح الناس وتسببوا في الضرر البليغ للعامة. أستغرب متعجبا لماذا لا يبادر المخطئ هنا في الاعتذار عما فعل؟ هل لأن المواطن لا قيمة له؟ أم لان الخطأ أصبح معتادا؟

حسن شبكشي

عكاظ 24/12/2002

إطبع الصفحة الصفحة السابقة