العدد 5


متفقون الى درجة الإستنساخ

لماذا نحرص على «الاتفاق» إلى درجة التشابه، كحرصنا على التوافق إلى حد الاستنساخ للرؤى والأفكار الذي سيقودنا - بلا شك إلى نموذج «السرب»، ولماذا نحارب «الاختلاف» رغم أننا نمارسه سلوكاً من خلال دوائرنا الاجتماعية المختلفة، إنها دعوة إلى «الاختلاف» الذي يقود إلى تنوع الرؤى المتفقة في «الجذور» و«الأصول»، ثم إنه ليس المهم وقوع «الاختلاف» بيننا بل كيف نختلف؟ وأخيراً، الاختلاف أفضل من الحياة برأي واحد أو رؤية واحدة فقط!!، إنها دعوة إلى إعمار «العقل»، وليس دعاية ل«الخلاف».

سهم الدعجاني

الجزيرة 3/3/2003

* * *

العقل العربي الجمعي عاجز

حتما انها لن تكون حربا كغيرها مما سبقها من الحروب. إنها التحول الأكثر خطورة على مستوى تقرير مصير الانسان في هذه المنطقة. ثمة خلط في الأوراق تمارسه اليوم الفضائيات العربية الرئيسية الفاعلة في توجيه الرأي العام العربي كالجزيرة وندتها الجديدة العربية.. وهي تستجيش مشاعر العرب لمواجهة العدوان الامريكي حينا أو تعيد الكرة على نظام صدام لتسحب البساط من كل محاولات الادانة الكاملة لصالح إغراق العقل الجمعي بقدر من الضبابية والرمادية المقصودة.

ما الفارق بين نظام صدام القمعي وبين النظام الامريكي الذي يريد الاستحواذ على المقدرات العربية وترتيب المنطقة وفقا لأجندته الجديدة وتحوطا لمستقبل يريد أن يهيمن فيه على وقود العالم ومفاصله الحساسة. هل العقل العربي جاهز لتحمل تبعات المقاومة.. وهل لو قدر لمقاومة الغزو الامريكي أن تنجح داخل العراق او تأجيل الغزو أو تحييده بشكل أو بآخر.. هل ثمة أمل في نظام عربي يحاول استعادة انسانه من براثن آليات القمع والاقصاء والتخويف ومن عوامل الافقار المادي والهزيمة النفسية. لو أن هذا المواطن العربي البسيط، الذي تجيش مشاعره بكل السخط والكراهية للأمريكان تصور ان بمقدوره وتضحياته الكبرى أن يوقف أو يرد الغزو الأمريكي.. هل يتصور انه قادر على مقاومة شهوة السلطة العربية المبدعة في خنقه وتركيعه وهو المتعملق في أساليب المقاومة حد التضحية بالنفس والنفيس.

عبد الله القفاري

الرياض 3/3/2003

* * *

الغربال والحجب

تقول الكاتبة القديرة الزميلة شريفة الشملان انه يجب الاعتراف فوراً بوفاة الرقابة خاصة حين فُقدت تماماً امكانية السيطرة عليها ويجب استغلال وظائف المراقبين بشيء انفع واجدى. واشارت الزميلة الى الخجل حين تعلن الخطوط الأجنبية عند اقترابها من مشارف اي من مطاراتنا ضرورة التخلص قبل النزول من المجلات والكتب والخمور وتتساءل كيف نمنع في آن واحد شيئاً يسلب العقل( الخمر) وآخر ينميه ( الكتاب) او الحرف؟

في الوقت الذي تشجع فيه المجتمعات افرادها على استخدام( النت) وفتح آفاق المعرفة على مصراعيها نجد بعض المجتمعات الاخرى ومنها مجتمعنا مازال يعتقد بسياسة المنع والحجب اعتقاداً من الجهات المختصة انهم بذلك يسدون باباً للذرائع في الوقت الذي تتناسل فيه الوسائل كتناسل( الأرانب) فأي الأبواب ياترى سيسدون؟ فلو منع الكتاب والمجلة يوجد الفاكس الذي ليس بالامكان منعه ولو منع الصوت فهناك المحطات الاذاعية يستحيل منعها ولو منعت الصورة فالفضاء يعج بالأقمار( تستحلب) اللاقطات المنزلية كل مافيها من غث وسمين، ولو منع كل هذا فالإنترنت كفيلة بهدم كل الحواجز، فصغار المستخدمين لها (اي النت) قبل الكبار قادرون على فك شفرة كل محجوب وجعله متداولاً مع رسالة تدلع اللسان مفادها:( وفروا عليكم جهدكم ايها الحاجبون فإننا الى اي موقع لواصلون)!

عبد الله الكعيد

الرياض 25/2/2003

* * *

أهلاً بالعربية

اشرقت شمس «العربية» لتبدد باحترافها الدافئ جزءاً من سحاب الزيف الذي يُهيمن على بعض الأجواء الاعلامية ظلاً وتظليلاً!أقول هذا رغم التسليم المطلق بأن الوقت لم يحن بعد للحكم على هذا المولود الاعلامي الجديد، فمشوار طموحه طويل وقاسٍ ومكلف، لكنني رغم هذا، متفائل بما هو آتٍ، لأن « العربية» دخلت الساحة بقوة مهنية لم تخف اشاراتها على فهم اللبيب من الناس! وسيمنحها هذا الأداء المبارك موقع الصّدارة الاعلامية قريباً بإذن الله، ولعلَّ هذه القناة تسهم في تصحيح الأداء الاعلامي، فتعيد للكلمة الحرّة هيبتها واعتبارها وكرامتها، وتمنح الإنسان العربي، في الوطن والمهجر، الفرصة لتنقية رئته الاعلامية مما تتلقّفه من غثاء صبحاً وعشياً عبر بعض القنوات «المشبوهة» غايةً وأداءً وتمويلاً!

عبد الرحمن السدحان

الجزيرة 3/3/2003

* * *

ديكتاتورية النخبة وديمقراطية الشعوب

ليقدِّر العرب تلك الأصوات الصادقة التي لم يطلبوا منها أن تندفع في مظاهرات لمنع الحرب، وليصفعوا بني جلدتهم الذين يضعون أيديهم في يدي المحارب الأمريكي والبريطاني والإسباني والإيطالي لإعادة احتلال، فالعميل أشد بلاءً من الظالم المستبد.

شتان بين ديموقراطية الشعوب التي عَبَّرت عن رأيها في سلامة شعب العراق وديموقراطية النخبة التي تكتنفها المصالح لتحورها حسب ما يخدمها، وشتان بين أصوات الشعوب عندما تُطلب من أجل الوصول للحكم وركلها عندما تدعو للسلام، فالأولى ديموقراطية والثانية ديكتاتورية حتى لو سُميِت ديموقراطية.

وإلى إخوتنا الذين يعتلون المنابر ويوسعون شعوب العالم دعاءً عليهم، ليفرقوا بين الدعاء على المحارب القاتل بالهلاك والدعاء للداعي للسلام بالهداية والسلام كما أحبه لغيره.

عائض الردادي

الجزيرة 3/3/2003

* * *

ضرورة المشاركة السياسية

إن أكثر من 70% من سكان السعودية هم من الشباب، ربما دون سن العشرين، ومن الخطأ الكبير أن تضيق أمامهم الفرص أو تغلق الأبواب، فلا وظيفة ولا عمل ولا دراسة و لا ترفيه ولا مجال لممارسة بعض التجارب أو التعود على الأعمال أو محاولة الإبداع. فهذه قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر وتتشظى في هذا الاتجاه أو ذاك.

)يجب) الانهماك في حركة تصحيح واسعة النطاق، تستثمر الزلزال الذي تحدثه الأزمات، ليس لتصفية الحسابات مع هذا الطرف أو ذاك، ولكن لتصفية الحساب مع سلبياتنا وأمراضنا ومعايبنا التي بها هزمنا. يتمسك الفرد والجماعة، والمجتمع، والدولة بمألوفات معينة غير قادرين على اكتشاف خللها، وهي بحكم الإلفة تمر عبر قنوات التفتيش دون اهتمام ويتقبلها الجميع رغم أنها لا تنسجم مع أصولنا ومصالحنا الشرعية. وفي فترات الأزمات يبدو قدر من الاستعداد للاستدراك والتصحيح، فجدير بنا استثماره وتطويره، لا ليكون أسلوباً مؤقتاً في تجاوز المشكلة، بل ليكون أداة لتحويل الأزمة إلى فرصة. الكل يعترف بالخلل، فلنحوّل هذه القناعة النظرية الذهنية إلى برنامج تفصيلي نتعرف بواسطته على مفردات عيوبنا الشعبية والرسمية، والعلمية والعملية، الدعوية والاجتماعية... ونتعاون في الخلاص منها، والتأسيس لمستقبل أفضل. وقوام ذلك أن نتحدث بالصراحة والصدق فيما بيننا بعيداً عن أجواء التصنع والتملق والرياء والتغرير.

في ظني أن ثمة قدراً من الحرية يتاح الآن في قنوات الإنترنت أو الفضائيات أو غيرها... ومن المهم أن نتعلم كيف نستخدم هذه الحرية لا لنظهر مساوئنا وقلة أدبنا وضيق صدورنا بالحوار، بل لنتدرب على الهدوء في معالجة الاختلاف وسعة الصدر والأفق، ولعل من أهم المهمات في هذه المرحلة تمكين أفراد الأمة من المشاركة في القرار السياسي، لأن هذا يعمق شعورهم بالانتماء ويجعلهم في موقع المسؤولية، ويحفظ الأمة من التلاوم والتمزق.

سلمان العودة

الجزيرة 2/3/2003

* * *

الصحافة

الصحافة شهدت تطورا في مستوى الحرية وسقفها، وهو سقف يرتفع بشكل ملحوظ ويأمل منه الكثير خلال الفترة القادمة. أما المرئي فلا يزال بذات التقليدية وبذات الوجوه والالوان والارتجالية والملل ومحدودية الابداع في ظل ضعف مساحاته المتاحة حتى في فترات الربط...؟

علينا ان نتذكر ان الصحافة غير مطالبة بتجميل الواقع وكيل قصائد المدح مثل ديوان شعر شعبي، كما انها لا تنقل بالضرورة الواقع الجميل، لكنها تحرض على واقع اجمل من خلال اظهار العيوب والجروح المتعفنة في جسد الوطن، ووضعها تحت نظر الجراح والمعالج ليمارس دوره التنفيذي في تتبع مصادرها واثاره.. نحو تطبيب الوطن من عيوبه من بثور تشوه جماله..

ناصر الصرامي

الرياض 3/3/2003

* * *

حماية

لم يتبدل الناس.. بل تبدل الزمن..!

اختفت ثقافة «الممنوع» و«المسكوت عنه».. «فالخبر» يسبقُ «النظر».. و«التحليل» يتجاوزُ «التعليل»..!

توارى «المجهول».. وتعلم «الجاهل».. وشبَّ «القاصر» عن الطوق..!

لم يعد «للأبواب» أسوار.. و«للحكايات» أستار.. و«اتسع الخرْقُ على الراقع».. ولم يعدْ أحد يحتكر مفاتيح «الحقيقة».. سوى مدينة «التقنية».. (يا للمفارقات).. التي لا تزال تتوهم (ربما من أجل إبراء الذمة) أن «الوصول إلى هذه الصفحة غير مسموح به»..!

ودون إذنها وصل الناس إلى الصفحات.. وطاروا في الفضاءات.. وبقوا هم يحلمون مثلما «أبي الطيب»:

وما تسعُ الأزمانُ علمي بأمرها

وما تُحسنُ الأيامُ تكتبُ ما أُملي

إبراهيم عبدالرحمن التركي

الجزيرة 1/3/2003

* * *

مثقف هارب من دوره

ظل المثقف السعودي وعبر مراحل اجتماعية مختلفة يتحاشى الدخول في الحوارات الشائكة ويحرص على عدم مجابهة الاخطاء التي يراها في الواقع المعاش .. وظلت بالمقابل ثقافة الخوف التي هي نتاج ظروف تاريخية متراكمة ويتداخل فيها البعد العائلي والعشائري ومجموعة القيم الاخرى هي التي تتدخل بوعي او بغير وعي في جعل هذا المثقف اسير خوفه واسيرثقافته واسير الخطاب التربوي والاجتماعي ايضاً.

المثقف السعودي آثر الصمت والانزواء وآمن ان هذا الصمت هو الطريقة المثلى لعدم الوقوع في المنزلقات.. التي ليس من ورائها الا المزيد من المتاعب وهذا التفكير الخاطئ.. الذي تربى عليه هذا المثقف هو الذي ادى الى هزيمته من الداخل. ما يلفت النظر ان الاغلبية من طبقة المثقفين. ظلت السياسة عندهم ولديهم على المستوى الفكري والتعاطي معها تحدثاً وحواراً لا ممارسة هي من المناطق المحرمة التي يجب ان لا يقترب منها او يتلفظ بها والا عليه ان يحترق في اتونها ويصطلي بنارها مع ان التفكير السياسي فريضة انسانية لا اظن ان احداً في الدنيا عليه ان يحجر عليك او عدم الاخذ بها كحركة وعي داخله في الوعي الشامل وفي المنظومة المعرفية الاشمل.

احمد عايل فقيهي

عكاظ 2/3/2003

* * *

المرحوم كان غلطان

ينتهي موسم الحج مودعاً دائماً بعبارة: «نجاح موسم حج هذا العام»، ويتكرر النجاح دائماً وكاملاً، وأما ما يحفل به من حوادث وأحياناً كوارث فإن التعامل الإعلامي معها يتم بطريقة غاية في الغرابة والعجب!!

إننا بحاجة إلى أن نواجه الحوادث بالبحث عن أسبابها، والحديث الصريح عن جدوى الخطط المعمول بها، وعن أخطاء التنفيذ. حادث هذا العام الذي انكشف عن وفاة أربعة عشر حاجاً، وقرأنا الحروف ونقاطها، والسطور وما بينها، نبحث عن عبارات تدل على فداحة زهوق الأرواح، وشناعة الميتة التي واجهها هؤلاء الحجاج في هذا الصعيد المعظم فلم نجد! بحثنا عن وعد بالتحقيق فيما جرى ومتابعة للأسباب، وعلاج لهذا في المستقبل فلم نجد! قرأت الخبر فإذا هو يتضمن: نعياً لأولئك الحجاج. وتحميلهم المسؤولية عما جرى، وأن السبب في ذلك الطبيعة الإنسانية التي لا يمكن التحكم فيها؟!

تساءلت: لماذا نتعامل مع هذه الحوادث الكارثية بطريقة «المرحوم كان غلطان؟». إن ضوء الشمس يقتل الجراثيم، ونور المصارحة يحجم الأخطاء، ويحاصر التجاوز، ونحن أحوج ما نكون إلى فتح القلوب والآذان لسماع المصارحة الصادقة، والنصيحة الخالصة.

الدكتور عبد الوهاب بن ناصر الطريري

الجزيرة 1/3/2003

* * *

المحرمات الثلاثة

لدى المخلصين الصادقين - وهم السواد الأعظم - في بلادنا ثلاثة أمور لا نقبل ولا نسمح أن تمس أبدا لا من قريب ولا من بعيد، فهي ليست موضع خلاف بيننا أبدا، وهي ليست موضوع نقاش لا بيننا ولا مع الآخرين نهائيا، وهي ليست مما يعاد فيه النظر مطلقا. أول هذه الأمور: عقيدتنا الإسلامية الوسطية السمحة التي لا تقبل متنطعا مكفرا، ولا متساهلا منحلا. وثانيها: قيادتنا ''أسرة آل سعود'' التي هي الضمان الوحيد المنظور لاستمرار ثالث هذه الأمور وهو: وحدتنا الوطنية ''المملكة العربية السعودية'' من ماء الخليج إلى ماء البحر الأحمر.

نحن ـ السعوديين ـ لا نقبل بواقعنا القائم ''دينا وقيادة ووحدة وطنية'' بديلا مهما تطلع الموتورون، وظن الباغون، وأشاع المختلقون. صحيح أن لدينا في بلادنا أخطاء، وهي مما نعترف به ولا بد من أن نبادر سريعاً للعمل على إصلاحه، وهي مما يمكن أن نتناقش حوله ونتحاور وننتقد ونرفع الصوت، ولدينا في بلادنا تطلعات للإصلاحات الجذرية ولكننا مع هذا ولهذا لن نسمح لأي كان أن يخلط بين الأخطاء والتطلعات، وبين المساس بتلك الأمور الثلاثة المقدسة.

قينان الغامدي

الوطن، 2/3/2003

* * *

الإزاحة بدل التعايش

نحن نريد فعلا، ولمصلحتنا الوطنية العليا، وخدمة لقضايانا المصيرية، ان يرحل هذا الرجل ويغادر الى غير رجعة، ولا نريد حلولاً تسكينية للوضع المتأزم في المنطقة.. نعم من مصلحة العراقيين قبل الخليجيين ان نتعامل مع قيادات جديدة ونظام جديد تفرضه هذه القيادات.. المنطقة الخليجية والعربية بحاجة الى فترة استقرار امني وفكري وسياسي واقتصادي واجتماعي.. ولن يكون في مصلحتنا ان نتعامل مرة اخرى مع تعقيدات الوضع الذي عايشناه خلال السنوات الماضية. المطلوب الآن هو تشجيع اي مبادرة لترحيل صدام حسين الى غير رجعة، ولن يقبل التاريخ ان يعود هذا الطاغي السياسي الى كرسي الحكم مرة اخرى.. وهو الذي اكتوى بنيرانه شعبه قبل جيرانه، وتلذذ بفكر الإزاحة بديلاً لفكر المعايشة.

رقية الهويريني

الجزيرة 1/3/2003

* * *

لماذا لا نضحي بصدام

نظام صدام يضحي بالقضايا العربية في سبيل مصلحة نظامه، بينما الانظمة السياسية العربية والمملكة في مقدمتها تضطر الى التضحية - احيانا - بمصالح وطنية راجحة في سبيل الدفاع عن القضايا العربية والاسلامية.. وخير دليل على ذلك ان فاتورة الدين العام التي تجاوزت ستمائة مليار ريال على المملكة هي أساسا فاتورة حرب تحرير الكويت.

ان مصلحتنا الاستراتيجية هو ان نسعى لإزاحة نظام صدام حسين بدون أسف او اعتذار.. وهذا - اذا وافق مصلحة امريكية او غربية - فلن يضرنا البتة.. لان مصلحتنا ينبغي ان تكون فوق كل اعتبار.. وقد توافقت مصالحنا مع مصالح الولايات المتحدة في حرب تحرير الكويت، ولم يضرنا ذلك شيئا.. ومن المهم كذلك ان نتأكد من خلال علاقاتنا السياسية الدولية ومصالحنا الاستراتيجية ان تكون هذه الخطوة التي تخطو اليها المنطقة لا تتجاوز مصالح المنطقة وثوابتها وقيمها وخصوصيتها.. وعدا ذلك فإن اي تحرك لنفي او اقصاء فخامة الرئيس لن يجد احدا يبكي عليه.

د. علي شويل القرني

الجزيرة 1/3/2003

* * *

الإنتماء الوطني والأشعبية

لا أثق في بعض الناس الذين يرون الانتماء عبارة عن تملك. أي لا أكون منتمياً ما لم أكن قد نلت من الخير العميم قسطاً عميما أيضا! الانتماء إلى الوطن أو الأمة هو بأبسط تعريف: الاستعداد للبذل والعطاء والوعي التام بالواجب المحمول.

مسألة الانتماء أو روح العطاء والبذل في عالم اليوم تكاد تكون مقتولة... أو هي حالة متقدمة لمرض يصعب علاجه، أدت إلى كوارث أكبر من أن يستوعبها عقل المواطن. الخط البياني - لو رسمناه - الذي يمثل الإيثار وإنكار الذات في مجتمع اليوم خط حاد الانحراف... ويشير إلى أكثر من إشكالية.

عبد العزيز محمد الذكير

الرياض 3/3/2003

* * *

حجب طوى: تعطيل سنة أولى حوار

إنني أعتقد أن دخول شبكة الانترنت في بلادنا لم يكن حدثاً عادياً، إنه تأريخ حقيقي مؤسس لفكرة تبادل الآراء والحوار واكتشاف الذات والآخر حول الكثير من القضايا الشائكة أو الحاجات الملحة قبولاً وانبهاراً ورفضاً واستشكالاً..المنتديات الحوارية (باروميتر) رائع لقياس الفعالية الثقافية لجيل جديد يتعرى نفسياً وذهنياً أمام الآخر ويواجه اللكمات والنقد والردود ويعاود الوقوف وممارسة الخطأ ومقاربة الصواب حتى تنضج التجربة وتفرز الأيام عناصر ضرورية لا بد منها لحوار وطني وفكري ناضج ومسؤول.

أليس ضرر الحجب أكبر بكثير من محاولة اكتشاف هذه الأفكار ومحاولة الدخول إلى البنية الذهنية لمعتنقيها وتفكيك علاقاتها وكشف ملابساتها وإدارة حوار راق حول منطلقاتها ومدى مشروعيتها وصلاحيتها. أليس الحجب بحد ذاته يعزز من فكرة قمع الآخر ويرجئ أي محاولة حقيقية لتفكيك البنية الذهنية الاجتماعية القامعة.. ويكرس الحضور السري للمجموعات التي تعتنق المبادئ والأفكار الخارجة وهو الذي يشكل بيئة مناسبة لبذور التطرف بكل اتجاهاته الخارجة ويعيد تأسيس الوعي بفكرة قمع المؤسسة الحاكمة لينتج بدوره مؤسسة سرية أخرى تعيد إنتاج القمع ولا تؤمن بفكرة الحوار أو التسامح مع المخالف. لماذا نخاف على ثقافتنا من الأسئلة الشاقة، هل هي هشة لهذه الدرجة حتى نحميها بالحجب. علينا أن نعترف بحق هذا الجيل في منابر للحوار والاستشكال والجدل والتعبير عن ذواتهم بلا خوف أو قلق.. فليس الحجب سوى وسيلة منع، قد توقف الإحساس مؤقتاً بحجم الاستشكال وقد تغطي مؤقتاً مظاهر التمرد أو الرفض.. لكنها قد تفجر تناقضات فجأة لا يمكن رصدها أو التنبؤ بخطورتها.

عبد الله القفاري

الرياض 24/2/2003

* * *

لا للانتخابات، فهي مسألة شكلية

إنها دعوة للتركيز على أولويات الإصلاح في المجتمع وتجاوز بعض الشكليات التي يمكن إرجاء التعامل معها إلى مراحل تنموية قادمة يكون المجتمع قد تهيأ لها ومثال ذلك انتخابات مجلس الشورى. إن تكوين مجلس الشورى الحالي الذي يضم 120 عضواً معيناً يحمل 65% منهم درجة الدكتوراه في تخصصات مختلفة هو شكل يتسق مع نسيجنا الاجتماعي في الوقت الحاضر. لا أفهم ما الذي يمكن أن تُغيره الانتخابات على أدائهم، ولكني أتفهم أي دعوة إلى تفعيل دور المجلس وتوسيع صلاحياته. وهذا ما طالب به بعض أعضاء المجلس في لقائهم خلال الدورة الثانية مع سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي تفهّم مطلبهم وحثهم على التروي وأن مثل هذه الأمور تتم بالتدرّج.

عبد العزيز الداغستاني

عكاظ 1/3/2003

* * *

اعتراض على حجب المنتديات

الحجب هو لغة عجز لا تتجاوب مع نفسها ولا مع العصر وسماته التقنية واتجاهاته المستقبلية!

موقع حوار متطرف ومغال في أفكاره وتفكيره يحجب بدواعي حماية المجتمع من تشوه واضح.. كان من الممكن أن يدرك الناس بعض الوعي، أبعاد جهله دون أن يتكاثر، بل سيندثر في كل يوم يزيد فيه انغلاقه في دائرته المغلقة! موقع آخر مشهور بانفتاحه وليبرالية مطلقة يحجب، وكان ممكنا أن يترك ليدرك الناس بوعي أن الواقع أكثر شجاعة من عالم افتراضي تحكمه أسماء مستعارة! ضرب مساحة حوارية هنا وأخرى هناك، حجب تلك اللغة وفتح حوار هناك، منع ذلك العنوان واباحة غيره، تكتيك اصبح قديما وعديم الجدوى في عصر مختلف ومنفتح، تكتيك لا يمكن ان يحقق، ولو الحد الأدنى من أي مكاسب ايجابية لأي طرف، فكل ذلك لا يتفق أصلاً مع المرحلة وايقاعها!

ناصر صالح الصرامي

الرياض 1/3/2003

* * *

الخوف من الحرية

الحرية، كلمة يخاف منها الكثيرون، فهي تعني بالنسبة لهم التمرد، الخروج على كل ما هو مقبول ان تقول ''لا'' بمناسبة وبدون مناسبة. وقد يؤكد البعض ان النماذج الفكرية المتطرفة نتاج الحرية، حرية الانترنت واختفاء الرقابة، لكنني لا اعتقد ان الحرية وحدها هي السبب، قد يكون السبب هو مفهومنا الخاطئ عن الحرية. انت حين تختار بكامل قواك العقلية ان تكون حرا فانك تتخذ قراراً ينبع من مسئوليتك عن نفسك عن كل تصرفاتك وافكارك. الحرية لاتعني الفساد او الانحلال، فالمرأة الحرة ليست فتاة ليل تتراقص في الحانات والرجل الحر ليس بشاب متسكع لاهم له سوى إزعاج الآخرين كما يتصور البعض حين يضيق تفكيرهم عن استيعاب هذا المفهوم. قد تتفقون معي ان الحرية والمسئولية متلازمتان، تصبح الحرية جريمة حين لا تقننها المسئولية، والمسئولية بحد ذاتها لايفهم اسرارها سوى الاحرار، وانت، انت.. وحدك تتحمل مسئولية حريتك. كلام إنشائي، لكنني اعتقد انه يمثل جانباً مهماً من حوارنا هذا لابد ان نتطرق له.

ندى الطاسان

الرياض 24/2/2003

* * *

السادرون

مثل هؤلاء السادرين خارج سياق ما يجري أراهم كالبعارين المتحيّرة ابصارها من تلاطم أمواج الاحداث فلاهم في العير ولا في النفير إذاً لابد والحال كذلك من الخروج بسياق مختلف يرونه وحدهم ويعتقدون ان الآخرين سيسيرون في ركبهم لان هناك من يؤمن برؤاهم ويعتقد بصحّة طرحهم..!! وبعد الاستعاذة من تهويمات الشياطين وما يفعلون ادعو كل ذي عقل بصير أن يُحكّم عقله ويقول الحقيقة فوقت التعمية قد ولّى مع زمن العميان وزماننا هذا وقت لا يقبل الا الحقائق المجردة وحين لا نقولها نحن سيقولها غيرنا ويقسرنا على قولها أو قبولها على مضض ثم في الختام أقول اطلعوا الناس على ما يدور قبل الاشتعال وارفعوا جاهزية المجتمع لتلقي ما سيحدث ولنكن في خندق واحد تضيئه شمس الحقيقة ولءنَسِر جميعاً على ذات السياق ومن شذّ فمصيره التلاشي..!!

عبد الله الكعيد

الرياض 2/3/2003

* * *

الى متى ستطاردون الحرف؟

من ذا الذي يدعي ان بامكانه الحجر على الحرف او الصوت والصورة..؟؟ لا اعتقد بأن اي انسان عاقل يقول بإمكانه حجز او منع الرأي المطبوع او حتى الصوت والصورة المتحركة فلماذا إذاً هذا التشدد غير المبرر في المنافذ الجمركية وتلك الريبة المشوبة بالشكوك حين يرى احد المفتشين في الجمارك كتاباً او مجلة مع احد المواطنين القادمين من الخارج فيمطرونه بألف سؤال وسؤال وكأنه مجرم قد هرّب محظوراً او محرماً مع ان الامر في كليته عبارة عن كتاب او مجموعة كتب ومجلات يمكن قراءتها عن طريق شبكة (الانترنت)! لم اقل هذا الكلام من عبث فقد فوجئت اثناء قدومي بالسيارة من منفذ جسر البحرين بأن مفتش الجمارك اعتقد بانه قد حصل على غنيمة وصيد ثمين حين عثر على مجموعة من الكتب التي اشتريتها من مكتبة في البحرين وقد وضعتها في المقعد الخلفي كما هي حتى لا يظن احد اني اخفيها سيما والبعض منها مؤلفات كتبها وزير يتربع على كرسيه بكل ثقة أليس في هذا مدعاة للضحك؟

عبد الله الكعيد

الرياض 16/2/2003

* * *

لنختلف بوعي

وحينما نتوغل في حوار ما فان سوء الفهم يتجسد ويخيم على اجواء النقاش وقد ذكر ''أفلاطون'' ثلاثة أسباب رئيسية مسؤولة عن إعاقة التفاهم بين الناس وهي: الإصرار على إثبات صواب وجهة نظرهم مهما كان الثمن.. وتغيير موضوع الحديث.. وعدم القدرة على الاستماع. ما تشهده ساحات منتديات الانترنت من افراز عدائي لرموز ثقافية لدينا هو دليل على سوء الفهم فنحن لا نستطيع ان نحترم من نختلف معه ولا حتى نقبل وجوده، كما اننا استسهلنا توزيع التهم واستغلال الوسائط الاعلامية لنشرها، وقد تورطنا في محاولة إقصاء الآخر، وقولبته ضمن الممنوع او المختلف الشاذ. والسؤال لماذا نسيء فهم الآخر؟ جزء من تفسير هذه المشكلة يعود بنا الى تاريخ التنشئة الاجتماعية في المجتمعات العربية ونظام التربية المعتمد على السلطة الابوية . ان الطفل الذي يقمع رأيه ولا تحترم رغبته لا يمكن ان يوجد لديه متسع لتفهم وجهة النظر المخالفة لوجهة نظره. نحن نسيء الفهم لاننا اصلاً لم نتعرف الى الآخر وربما اشكل علينا التعرف لانه غامض مثلاً او اننا قرأناه بشكل خاطئ. إذن فنحن المسؤولون عن سوء الفهم بما غذتنا به التربية التقليدية والآخر مسؤول حينما يكون غامضا لا يسمح بكشف رؤاه وتوجهاته.

ناهد با شطح

الرياض 2/3/2003

* * *

الإعلام السعودي ناجح

دعونا نتصارح. فإعلامنا نجح إلى حد كبير في فتح مساحات الحرية وإبداء الرأي والتسامح والوقوف على القضايا مباشرة، ونجح في تحديث آلياته في أكثر من محطة بث. ونجح في إصدار نظام للمطبوعات ونجح في إصدار ثوابت وشكل ومضمون هيئة الصحفيين وقدم لنا قناة ثالثة رياضية أرضية بالإمكان تحويلها إلى فضائية ناقلة، ونجح رغم الخوف والمحاذير والخطوط الحمراء في تقديم برامج مباشرة على الهواء، وكانت هذه التجربة يقابلها الكثير من الحواجز والتردد والترجي وتقديم الضمانات. بكل أمانة، نجح في تقديم فكر المثقف والناقد والصحفي إلى عقل القارئ وقلب المسؤول دون تجاوز، نعم وبدون أسباب أو أهداف.

ثامر محمد الميمان

المدينة 3/3/2003

* * *

دينا أوصياء كثر

أتابع بقدر المستطاع منتديات الحوار الانترنت العربية، أعتبرها تجربة مهمة، وبالنسبة لي تشكل نافذة تخبرني بما يجري حولي بدون مكياج يجمله أو يخفي عيوبه خاصة بعد اختفاء الصحفي الإلكتروني الذي أعتبره خطوة جميلة لجريدة ''الرياض'' وبعد أن هاجر المشاركون فيه إلى منتديات أخرى. الانترنت خلقت عالماً حوارياً مختلفاً، هناك مساحة الحرية التي قد لا تجدها حتى في صالون بيتك، فرصة الكتابة باسم مستعار التي قد تخلي صاحبه من المسؤولية التي تفرض على من يكتب باسمه الحقيقي وإن كان هذا لا ينفي دور الرقابة الذاتية لمن يكتبون تعبيراً عن موقف يؤمنون به، قد يعطينا الاسم المستعار شجاعة لأن نكتب ما نريد بدون تردد أو خوف أو حتى التفاتة إلى الوراء .

هل تتوقعون أنني سأطالب بحجب هذا الموقع أو ذاك؟ لست من دعاة المنع ولا أعتبره سياسة ناجحة، ولا أحب الوصاية، أظن أنه لدينا من الأوصياء ما يكفي. أعتقد أن النجاح الوحيد الذي حققته سياسة الحجب هي أنها ساعدت في تثقيفنا كومبيوتريا، فالسيدة الخمسينية التي كانت تنادي أبناءها كي يقوموا بتشغيل جهاز الفيديو أصبحت تتحدث عن البروكسي، والمراهق الذي كان يضيع وقته في غرف التشات أصبح ''هاكر'' يتجاوز كل الخطوط الحمراء.

ندى الطاسان

الرياض 22/2/2003

* * *

المرأة السعودية الغائبة

وتساءلت في نفسي كيف لا تتاح الفرصة لسيدات الأعمال السعوديات في المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى لدول الخليج...؟ ألا يوجد لدينا من الكفاءات النسائية من سيدات أعمال أو ممثلين لهن ممن يعملون في القطاع الخاص في المملكة سواء في البنوك أو قطاعات تعليمية أو طبية أو غيرها نستطيع أن نرشح إحداهن للمشاركة في المؤتمرات الدولية (بصفة رسمية) تدعمها حكومة بلادي ويرشحها مجلس الغرف السعودية لتمثل قطاع الأعمال عن سيدات الأعمال في المملكة. مع علمي أن لدينا من الكفاءات المتعلمة والمثقفة والمتميزة من سيدات الأعمال اللاتي لو شاركن في الحوار فسوف يغنينه ويثمنه وسيكون صورة مشرفة نستطيع بها أن نرد على أولئك الذين سخروا صحافتهم وإعلامهم ضد المملكة واتهامها أنها لا تُطبق (نظم حقوق الإنسان في عمل المرأة) (أو تحرم المرأة من حقوقها الإنسانية التي كفلها لها نظام العمل الدولي).

عبد الله صادق دحلان

الوطن 2/3/2003

* * *

الحجب المضر بالبلاد!

أجمع عدد من المختصين على فشل حظر المنتديات. إن عدد المواقع المحظورة على الإنترنت في المملكة وصل إلى 220 ألف موقع، وهو عدد كبير للغاية. لقد اتجه عدد متزايد من مستخدمي الإنترنت إلى اقتناء برامج كسر برنامج الحجب (البروكسي) الذي أصبح وسيلة ضعيفة في منع وصول المشتركين إلى المواقع المحظورة. وإذا كان الحظر قد بدأ لأسباب أخلاقية، إلا أنه توسع بشكل كبير أخيرا وأصبح يشمل منتديات الرأي والمواقع الصحفية. على الرغم من أننا نتفهم أسباب حجب بعض المواقع إلا أن التوسع الذي حدث أخيرا أصبح وصمة عار على البلاد، التي يجهد الكثيرون أنفسهم للتأكيد على أنها تتمتع بمزيد من الشفافية في السنوات الأخيرة، وأن الحريات فيها تتطور. إن تمطيط إطار الحجب إلى درجة من التعامل بحساسية مع كل موقع يطرح القضايا السعودية، أمر غير مفيد لسمعة البلاد ولمستقبلها، خاصة إذا علمنا أن مردود الحجب ضعيف جداً في ظل الاختراقات المنتشرة، وهو ما لا يوازي المردود السلبي.

سليمان العقيلي

الوطن 28/2/2003

* * *

هؤلاء

هؤلاء الذين يطالبون اليوم بحرية الصحافة في الأوراق المعلنة هم من كانوا بالأمس كتائب الصحافة الصفراء وهم من أسسوا فرق التلميع والدهان والأصباغ في بدايات الصحافة السعودية. هؤلاء الذين يدعون الإصلاح والتنوير هم الأسماء نفسها التي أشرعت أقلامها بالأمس مجرد مزمار للمسؤول وهم الذين تركوا صحافتنا لزمن طويل في دائرة النفاق وتلميع الأخطاء. هؤلاء الذين قادوا صحافة هذا البلد إلى مربع الشيخوخة والهرم يحاولون اليوم أن يجدوا لهم مكاناً في زمن المصارحة والبناء.

علي سعد الموسى

الوطن 28/2/2003

* * *

إطبع الصفحة الصفحة السابقة