العدد 8

صناعة التطرّف في السعودية: الأسباب والنتائج


دعوا المجتمع يتحاور

تراكم الأزمات التي تمر بالبلاد كان من أسباب استمرارها عدم وجود حوار حقيقي داخل المجتمع، فكل أزمة نسكت عنها، ونشتري الوقت لتأجيل الحديث فيها وعنها وعن أسبابها ووسائل علاجها. وكانت النظرة الأحادية لطبائع الأمور، وعدم إتاحة الفرصة لنقد الذات بمختلف الرؤى والأفكار ووجهات النظر من أسباب استمرار الأزمات واستفحالها. وعلينا اليوم ونحن نقف في مفترق طرق تاريخي، أن نقرر بكل جلاء إذا كان بإمكاننا أن نحل مشكلاتنا بأنفسنا من خلال حوار وطني شامل، لا تفرض فيه القيود ولا الإطارات المفترضة، أو نواجه مستقبلاً وخيماً قد لا نستطيع تقريره بأنفسنا! إن الجدل العام الذي يسود المجتمع ليس أداة فرقة و لا طريق افتراق، إنما هو دليل تعافينا من أوهام الفكرة الواحدة التي لم تنجح في مواجهة التحديات.

سليمان العقيلي

الوطن 19/5/2003

* * *

أخرجوا «الإرهابيين».. من «جزيرة العرب»..؟!!

هل بقي من صبر، نتقوت به نحن أبناء دول الجزيرة العربية والخليج..؟! لقد طفح الكيل حقاً، وبلغ السيل الزبى، وأصبحنا حكاماً ومحكومين في هذه المنطقة، أمام خطر حقيقي لا مراء فيه، ولدرء هذا الخطر عنا، ودفعه عن حياضنا، واجتثاث جذوره من أرضنا، لابد من التكاتف والتعاون بين الجميع، ليس فقط لنبذ الارهاب وأهله، وإنما وقبل كل شيء، لمعاقبة المجرمين، من القتلة والمخربين، جزاء لهم، وردعاً لأمثالهم. نقول لأبناء الجزيرة العربية والخليج، ولكافة حكامها: اخرجوا الإرهابيين من «بينكم».. اخرجوهم من جزيرة العرب..! اخرجوهم.. لم نعد نصبر على أذاهم، ولا نحتمل هذا السلوك الشيطاني منهم.

حماد بن حامد السالمي

الجزيرة 25/5/2003

* * *

المجتمع السعودي.. وثقافة العنف

لا استطيع ان أسلّم بمقولة أن ثقافة العنف وافدة. صحيح ان الصياغة المسوغة لفكر العنف كانت وافدة.. إلا ان الأصح انها استوطنت في المجتمع السعودي ووجدت البيئة المناسبة لبقائها ونموها وتكاثرها. لا شك ان لبعض من يعرفون بقيادات الصحوة الاسلامية دورا رئيسيا في ضخ هذا الفكر الدخيل.. ولا شك ايضا ان لبعض علماء أهل السنة دورا بارزا في بقاء ومن ثم شيوع الفكر الخارجي.. القائم على العنف. لا اتردد في القول ان اخطر ما استوطن الثقافة السنية المعاصرة هي ثقافة الخروج على الحاكم والمفتي الذي يعينه الحاكم.. وهي عندي اهم الابواب التي يلج منها اهل العنف. الا ان القليل للأسف وخصوصا الحركيين يدرك مدى خطورة هذا الباب. لعل من الاسباب ان كثيرا ممن يتسنم الدعوة.. اليوم يأخذه همُّ اقامة الدولة الاسلامية النقية بعيدا عن الوعي بالخطورة التي يمثلها.. يزين تسفيه الحاكم والمفتي.. والعلماء الرسميين. بمعنى آخر يجد العمل على التشكيك بشرعية المجتمع.. اعلانا عن شرعيته هو.. ويؤسس لشرعية الخروج في ثقافة المجتمع.

عبدالله بن محمد الرفاعي

الشرق الأوسط، 19/5/2003

* * *

هكذا يكون التجفيف!

الحزم في قضايا الأمن الوطني هام جدا لحماية المجتمع وحماية الحريات في ان واحد، من المهم مراقبة ما يكتب وينشر ويذاع ويدرس ويمرر في الإعلام المحلي ووسائل النشر والوسائط المتعددة كالشريط مثلا وكذا المحاضرات والخطب. من المهم مراقبة المحتوى الموجه للناس وللجماهير، مراقبة المحرضين للفكر الاجتماعي والراغبين في كسب شعبية ما على حساب الوطن والأمن والاستقرار. ليست المراقبة هنا بدواعي تقليص الحرية ومساحة النشر وحق التعبير، ولكن مراقبة التوجهات التي تريد اختطاف المجتمع وفرض رأي واحد لن يقودنا إلا إلى المزيد من النكسات. قضية الأمن الوطني يجب ان تكون الأولوية، أن تكون مرحليا موضوع الحسم مع أي فكرة أو مذهب أو تطرف، ان تكون مرجعية للاختلاف حول الخطاب الوطني، داخل الوطن أو من اجل الوطن أو ضد أي مساومة أو إعاقة للتطوير والتحديث، في ذات الوقت الذي يفترض ان يرحب فيه الوطن بالمزيد من الإصلاحات والتطوير وحرية التعبير والفكر والاعتقاد، واحترام الحريات العامة والخاصة بإثراء وتنوع في الرؤية للناس والأشياء، دون عنف أو تطرف أو إجبار على شكل أو لبس أو نوع.يجب أن تفتح كل القضايا المعلقة، وكل التشوهات المخبأة، وكل القصور الخامل، يجب ان تعاد صياغة الكلمات والحروف، ومراقبة كل الفتاوى التي تتلاعب بالنصوص وبالناس وتوضع على محك الأمن الوطني.

ناصر الصرامي

الرياض 19/5/2003

* * *

جاء وقت المصارحة

كل ما يطلبه المواطن في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ المملكة هو ان لايتشاطر علينا البعض ويدينوا ماحدث مع كلمة (لكن) وهي المبرر الشرعي لمن يضع يده مع الارهاب والفكر التكفيري و(اليد) الثانية مع الحكومة والمجتمع. لا نريد في وطننا سوى ان تكون اراء ومواقف الجميع معلنة على رؤوس الاشهاد وان لاتتم مصادرة الرأي الصالح بحجة عدم اثارة الشعور الديني لهؤلاء الارهابيين وكلنا يعلم وأول من يعلم المسئولون في الدولة ان الكتاب والمثقفين هم من تلقوا الضربة الاولى من اصحاب الفكر المنحرف وتم تكفير الكثير منهم وتم التعريض بسلامتهم الشخصية وسلامة عائلاتهم ومع ذلك وقف الجميع متفرجين.

عبد الرؤوف الغزال

اليوم 17/5/2003

* * *

أخرجوه من القمقم ولم يستطيعوا إعادته

وقد جرب العالم حتى الآن مقابلة العنف بعنف مضاد، ولكنه كان ذات يوم يُحارب عنفاً بسيطاً فأصبح اليوم يُحارب عنفاً مركّباً. وكان العنف لا يتعدى الاغتيال بالرصاص أو زرع قنبلة قبل التواري عن الأنظار، ثم تطور الأمر إلى حد (التطييح) بالطائرات وتفجير الأجساد من قبل المُضحّي بنفسه في سبيل هدف آمن به. لسنا أمام بقالة يمكن إغلاقها بأمر البلدية، ولكننا أمام فكر يعتقد أصحابه أن عليهم واجباً يجب أداؤه وقد فهم بعضهم أن تضحياتهم جهاد يقودهم إلى الجنة. وهذه المفاهيم تم تلقيها تحت السمع والبصر ووُظّفت في مرحلة من المراحل لمناسبتها لتلك المرحلة، ولكن الذي أخرج المارد من القمقم نسي طريقة إعادته إليه سلمياً. فحاول قسره على دخول القمقم، ولكن المارد كان له رأي آخر عبّر عنه فيما بعد أعنف تعبير!

محمد أحمد الحساني

عكاظ 20/5/2003

* * *

وأد التساؤلات في مهدها: حانت مواجهة الحقيقة

من ينكر أن غالبية الخاطفين هم من السعوديين؟ أو أن بن لادن كان يحمل الجنسية السعودية؟.. لدى الفرد السعودي توضيحه في هذا الشأن ولكن ذلك لا يكفي. هناك من سيطالبه بأكثر من الإنكار. عليك إعداد مرافعة مدروسة بعمق وألا تلجأ للضجيج الخطابي والشعاراتي الذي سيؤول صالحه لخصمك بالتأكيد. وعليك في الوقت ذاته إعداد خطة عمل لتجاوز الأزمة تقدر فيها الخسائر باختيارك قبل أن تبتلعك هي. ليس هناك مفر من تقديم التنازلات. السعودية تحاول إقناع المفكرين والصحفيين الأمريكيين والأجانب عبر دعوتهم والحفاوة بهم إنها لا تستحق كل هذه التهم المطلقة عليها. هذه الزيارات لم تعكس شيئا ولم تأت بالثمرة المرجوة. لقد اكتفى السعوديون بالتذمر من الهجوم الموجه ضدهم. ويظن السعوديون إن بإمكانهم اجتياز أزمة سبتمبر دون أن يطرأ عليهم أي تغيير.

في رسائل متبادلة بيني وبين كلوديا وانكلر رئيسة تحرير ''ويكلي ستاندرد'' الأمريكية المحافظة حول الوهابية ومسؤولية الفكر السلفي عما حدث. قالت لي: (تخيل لو أن سكان الرياض استيقظوا على مقتل الآلاف من مواطنيهم. أي غضب سيجتاحهم؟ إن بن لادن وتلك الجماعات الجهادية تعتبر نفسها الممثل الشرعي الصادق للمذهب السلفي. كيف يمكن شرح الأمر؟). نعم، لا يمكن فهم الأمر إذا كنا لا نزال نرفض مواجهة الحقيقة. الحقيقة التي تقول: بأن ما حدث ليس فكرا وافدا. وبأن التعاطف الشعبي مع بن لادن ومجاهديه بعد سبتمبر لم يكن قليلا.

المجتمع السعودي قبل عشرين عاما في تدينه، وفهمه للدين ليس هو المجتمع السعودي كما نراه اليوم. فبالإضافة إلى المذهبية الضيقة في القديم فإننا نواجه أدلجة إسلامية عامة استطاعت أن تصل بخطابها المتشدد إلى كثير من مؤسساتنا التربوية والدينية. وجيل الصحوة كما نراه اليوم هو حشد كبير من المتعلمين والشباب المتأثرين يملؤون منابر المساجد ودروسها، كما يملؤون المدارس والجامعات. هذا الحشد الكبير لا يؤمن بالتعددية، ولا بالديموقراطية، والرأي الآخر لديه تضليل أو علمانية.

هناك محاولات مكثفة عبر هذه الأعمال لوأد التساؤلات التي أصبحت تثار بعد الحدث، عن صحة فهمنا للدين، وعن حقيقة الاعتدال. وهناك أسئلة تدور في أذهان العامة من الناس حول مسؤولية الأيدلوجيا الصحوية في تشدد المجتمع، والكراهية التي بلغت أوجها تجاه الآخر. ولذلك فإن هناك أصواتاً تطالب بعدم دفع البعض تجاه المواجهة، وأصواتا أخرى تحذر من النموذج الذي اتبعته بعض الدول المجاورة في معالجة أزمة كهذه. هذه الأصوات في الحقيقة لا تدرك أننا بلغنا ذروة المواجهة. نحن نمر الآن في منعطف خطير و(الصدمة بحاجة إلى صدمة).

عادل الطريفي

الوطن 21/5/2003

* * *

ظاهرة التطرف والعنف والإرهاب: حجمها وأسبابها

عندما نبدأ بتحديد حجم المشكلة نجد انفسنا مضطرين الى التمييز بين اربعة اوجه أو اربع مراحل للمشكلة وهي: 1 ـ ثقافة عدم التسامح، 2 ـ التطرف، 3 ـ العنف، 4 ـ الارهاب. هذه الأوجه هي مراحل متدرجة. فثقافة عدم التسامح تولد التطرف والتطرف يولد العنف، وفي قمة العنف يأتي الارهاب. هذا الربط يعني ان احتمال انتشار التطرف وتبني العنف في ظل ثقافة عدم التسامح هو اكثر بكثير من احتمال انتشاره في ظل هيمنة ثقافة التسامح. ان اسباب مشكلة التطرف والارهاب هي اسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية وفكرية وايديولوجية. اعداد كبيرة من الشباب هم فقراء عاطلون عن العمل يعيشون في فراغ كبير ويتعرضون لخطاب ديني متطرف ولثقافة ترفض التسامح فيجدون انفسهم في حالة تدفعهم دفعا نحو التطرف والعنف. فثقافة عدم التسامح التي يتم اكتسابها في المنزل والمدرسة واجهزة الاعلام والمسجد والشلة تتفاعل مع وجود خطاب ديني مسيس ومتطرف يقدمه بعض الوسطاء في المجتمع ويتبنى رؤية خاصة وتفسيرا خاصا للمشاكل الداخلية والخارجية ويساعد على تنمية التطرف والعنف والارهاب بين الشباب. والوسطاء الذين يقومون بنشر الخطاب الايديولوجي والديني المسيس عديدون ويوجدون في مواقع كثيرة في المجتمع. ومن امثلتهم بعض العلماء وأئمة المساجد، وبعض الاساتذة والاداريين ومسؤولي النشاط الرياضي والاجتماعي والثقافي في المدارس. هؤلاء الوسطاء وغيرهم هم الذين يتولون تفسير السياسات والاوضاع الداخلية والخارجية ويساهمون في تنمية العنف والتطرف. بعضهم منظمون ومسيسون ويعملون ضمن برنامج محدد وبعضهم يقدمون آراءهم المضرة انطلاقا من قناعاتهم واحتسابا للأجر.

عثمان الروّاف

الشرق الأوسط 19/5/2003

* * *

الإصلاح والتعبير ولجم العنف

المؤسسات الدينية الرسمية لم تكن في يوم من الايام طرفاً مشاركاً في العنف، فيما العنف يأخذ بعد القبيلة احياناً أو الجماعة الخارجة احياناً اخرى قد يكون التقصير احيانا في استقصائه، أو منح البعض فرصة لتسويق رسالتهم التي تمرر فيها مضامين تلتقي على نفس الارضية والمرجعية لكنها تختلف في النظر الى النص والواقع، وهو ما أحدث لبساً. العنف ظل دائماً رفيقاً للتمرد وللمعارضة العنيفة دائماً والباحثة عن السلطة أو المشاركة الحاسمة فيها، وفرض اسلوب الحياة والفكر وحتى صيغ العلاقات الاجتماعية والعائلية على الناس؟ هذا التطرف الذي قاد الى العنف هو دخيل مع فكر صحوة التطرف! الأهم تطوير واصلاح وتدعيم هذا الكيان وضخ روح جديدة ولغة جديدة وخطاب جديد. بناء دولة حديثة قدرها ان تبقى حديثة ومتطورة لا بد لها أن تنفض الركود والغبار وتكون أكثر جرأة في افكار الاصلاح والتطوير ذاتها، اكثر جرأة في فتح مساحات التعبير، واتاحة الفرصة للتعددية والتنوع الفكري والمذهبي واطلاق الحريات العامة والخاصة، وتوسيع المشاركة الشعبية.

ناصر الصرامي

الرياض، 21/5/2003

* * *

اجتثاث الرؤوس أولاً!

نحن أمام ولادة جديدة لفكر خوارجي يمارس نفس المنهج في تكفير كل من يخالف نهجهم، وجولة واحدة على بيانات وكتابات منتدياتهم في الانترنت تكشف لك أن اتهام العلماء بالكفر والانحراف بات مقدما عندهم على اتهام كل طبقات المجتمع.. وهنا ينبع الخطر الكبير حيث لا يصبح نافعاً مع هؤلاء حوار يقوم به العلماء ولا جدل يقوم به المفكرون لأن هذا الفكر قد حزم أمره وأصم أذنه عن السماع ولم يعد يبصر إلا جموعاً من الكفار لا يميز فيهم بين المسلم وغير المسلم حتى ولو كان فيهم أجل العلماء وأخْيَر الصالحين وأَصْفَى المفكرين! لا أظننا اليوم بحاجة إلى حوار مع هذا الفكر بقدر ما نحن بحاجة إلى اجتثاثه بالقوة. إنه فكر مريض لا علاج له إلا بالاستئصال الجراحي، أما العقول المتأثرة فقط فيجدي معها حوار ولكن ليس قبل اجتثاث الرؤوس الكبيرة!

خالد حمد السليمان

عكاظ 23/5/2003

* * *

ثقافة ترحيل الأزمات

الإشكالية المزمنة في فكرنا السياسي والاجتماعي تكمن في محاولة قراءة الأحداث خارج سياقها التاريخي عبر مُقولات اجترارية مُعلّبة مُمثلة بالفكر الدخيل أو المستورد.. الخ. وهو الطرح الذي دَرَجنا عليه طويلاً في محاولة إسقاطية تستهدف تبرئة الذات وتجريم الغير. وهو ما ساهم في رسم رؤية ضبابية تحول دائماً دون رؤية أزماتنا في جذورها الحقيقية. لقد شكّل الاستبداد الفكري حجاباً كثيفاً وسياجاً منيعاً على كل العلل والاحتقانات، وهيأ الساحة لنمو خطاب تكفيري تحريضي ما فتئ يُعبئ اتباعه بركام ايديولوجي يهدف إلى (إعادة أَسْلَمة) المجتمع عبر اطروحات راديكالية شديدة الغلو والتطرف. ان التنديد بالقتلة ومحاولة تعقّب فلولهم عن طريق الأجهزة الاستخبارية لا يحل أزمة تجذّرت في نفوس البعض منذ سنين طويلة. هنا ينبغي محاكمة (الحالة) التي أفرزت هذا الواقع من خلال تشريح واقعنا الثقافي المُتصحّر وحَرْث قاعنا الفكرية الجرداء وفتح الطريق الموصد أمام حوار سلمي عقلاني حضاري يتسع للجميع ويُلامس بؤر الاحتقان، وان نعود قليلاً إلى الوراء لمراجعة الذات وتحديد المسؤوليات. في نظري أن الإرهاب الفكري الذي شكّل خزان بؤسنا الحضاري كان أكبر خطراً وأفدح ضرراً من هذا الإرهاب المسلح. هناك جملة من الأخطاء التاريخية أفرزتها حالة العجز العام ومنها استشراء ثقافة ترحيل الأزمات إلى أن تتورّم وتصل إلى مرحلة الانفجار.. وهي أخطاء لابد من مراجعتها والاعتراف بها كمدخل حقيقي لعلاج هذه الأزمة وغيرها. الحقبة الراهنة تعد واحدة من الفرص التاريخية لمراجعة حساباتنا الاستراتيجية وفقاً لثقافة معيارية يتم ضبط إيقاعها على حوار وطني حضاري في الشأن السياسي والديني لا يخضع للغة التوجّس أو الإقصاء.

عيسى الحليان

الوطن 19/5/2003

* * *

في الرياض!! السيكوباتية في التفجيرات الإرهابية

أسباب ماحدث شاخصة امام الأعين في كل عطفة وطريق، في المساجد والجامعات والمدارس ومعسكرات الكشافة والجوالة وفي البيوت. كل مافي الأمر، انه تم تجاهلها وعدم التفكير فيما قد تؤدي إليه من نتائج وأثار، الى ان وقعت الكارثة. ماحدث في الرياض، والخوف ان يكون قمة جبل الجليد، هو نتيجة نشوء وشيوع تيار فكري متزمت متطرف يؤمن أصحابه انهم الوحيدون السائرون على الصراط المستقيم. استطاع هذا التيار الانتشار وفرض وجوده على ارض الواقع لاسباب منها الاعتقاد بأنه سيكون وقاء ودرعا يحمي الشباب في الوطن من الغزو الفكري.

د. مبارك الخالدي

اليوم 18/5/2003

* * *

الشخصية المتطرفة

أولى دلائل التطرف هي التعصب للرأي تعصبا لا يعترف معه للآخرين بوجود، وجمود الشخص على فهمه جمودا لا يسمح له برؤية واضحة، والعجيب أن المتطرف يجيز لنفسه أن يجتهد في أعوص المسائل وأغمض القضايا، ويفتي فيها بما يلوح له من رأي، وافق فيه أوخالف، ولكنه لا يجيز لعلماء العصر المتخصصين، منفردين أو مجتمعين، أن يجتهدوا في رأي يخالف ما ذهب إليه. تفكير المتطرف تفكير ذري فرعي جزئي تحقيري لعقول الآخرين، والمتطرف يحمل معه سمة التفكير الذري، فهو يدور ويدور عند مسألة جزئية تتحاقر أمام المسائل الكبرى التي تحتاجها الأمة في عصره وزمانه، ويظل المتطرف يلوك ويجتر تلك المسائل الفرعية الجزئية، ويشغل الأمة بها في كل مكان.

عائض بن سعد الدوسري

الجزيرة 31/5/2003

* * *

الانتهازيون وجذور الانغلاق

من تقليل حجم المشكلة إبرازها على أنها ظاهرة عارضة والقول بأنهم واقعون تحت تأثير من الخارج وأن هناك قوى توجههم، أو محاولة تضييق حجم وجودهم بادعاء أنهم مغرَّر بهم. الأمر ليس هذا ولا ذاك، فهؤلاء الشباب نبتوا محلياً وترعرعوا داخل بنية اجتماعية خاصة سريعة الاستجابة لأي مؤثر انغلاق بسبب وجود خلل اجتماعي فاضح في تواؤم القناعات الاجتماعية وفي مدى مستوى استيعابها للنمو الحضاري الذي لا يمكن التخلف عنه مرحلياً. تاريخياً هؤلاء لم يولدوا فجأة وليسوا أداة التدمير الأولى، ولكنهم المرحلة الرابعة في مسلسل الرفض للحياة المعاصرة وتكفير من يبيحها والإلزام بالجهاد ضد من يريد فرضها.. أي الدولة.. هذه هي الحقيقة. الأجنبي ستار أول.. مرحلة ميدانية ليس إلا. ليس مقنعاً أن نقول عن أفغانستان بأنها الحضن الذي رضعوا فيه التطرف، لأنهم لو لم يكونوا أساساً مهيّأين ذهنياً لما سافروا إلى هناك. ما يحدث ليس إلا جزءاً من مسلسل طويل غايته تقويض الدولة ثم إعادة تشكيل المجتمع.

تركي السديري

الرياض، 19/5/2003

* * *

الإصلاح والعنف

الاصلاحات تعطل ثقافة العنف وتنأى بالاخطار الخارجية، والرؤية المؤطرة بالحس الوطني النابض لا بد وان تحتل حيزا كبيرا في مساحة توجهنا نحو الافق القادم. وكلما انبثقت تلك الرؤية من فهم موضوعي وطبيعي لحاجتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كان ذلك اقرب الى تناغم مفهوم وحدتنا الوطنية. اذا كنا نملك كل هذا الحب للوطن والحرص عليه.. والخوف من أجله، فلا بدّ ان تكون مشاركتنا حقيقية وفاعلة ومجسدة لتلك الانفعالات الصادقة.

أيمن محمد حبيب

عكاظ 19/5/2003

* * *

في مواجهة فكر التطرف والإرهاب

ما حدث في الرياض يضعنا اليوم ظاهرة أعمق من أن تكون سلوكاً فردياً عدوانياً ظهر بين يوم وليلة ولذلك فإن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب أكثر من مجرد الإدانة والردع، بل الأمر يتطلب استكمال البحث والمعالجة لتطويق هذه الظاهرة ونزع فتيلها الذي قد يشتعل مجدداً. الإرهاب فكر منحرف وليس مجرد سلوك عدواني فهو ثقافة متكاملة حتى إن كانت مخالفة للمنطق والشريعة. إن جذور الفكر الجهادي المتطرف لا يمكن معالجتها إلا بفكر شمولي عقلاني حكيم يفكك خلاياها ويعالج البؤرة التي نبعت منها. جذور هذا الفكر استطاعت التغلغل إلى البيئة التعليمية عبر أشكال مختلفة من الخطاب التكفيري الذي يرى في التسامح والوسطية تفريطاً وتساهلاً بينما ينظر إلى الغلو والتشدد باعتبارهما التزاماً وتديُّناً. (هناك) ضرورة مواجهة جذور الإرهاب عن طريق زرع ثقافة الحوار والتسامح مع الآخر التي يجب أن تبنى عليها العلاقة بين الفرد ومجتمعه بالإضافة إلى الوضوح والشفافية وعدم إقصاء الرأي الآخر وإعادة تأهيل الخطاب الفكري لكي يكون خطاباً قابلاً للتعدد والاختلاف والحوار وزرع التربية الاجتماعية في موازاة التربية الدينية وتطويق ثقافة التكفير والتضليل.

أميرة كشغري

الوطن 20/5/2003

* * *

اغتيال العقل منذ جهيمان

لاتصدقوا بان الهدف من العمل الإجرامي الذي قامت به مؤخراً (في العاصمة الرياض) فئة من المخربين المسمومين في عقولهم هو قتل الامريكان أو رفض وجودهم في بلادنا أو مقاومة السلطة أو الجهاد.. انما المقصود به اغتيال عقل الوطن. كان الإعلان الأول لمصادرة واغتيال عقل الأمة قد صدر بتوقيع من أطلق الرصاصة الأولى من الارهابيين فجر احتلال الحرم المكي الشريف ليبدأ بعده مسلسل قاتم في عنوانه قاتم فيما يحويه، قاتم في اداء ممثليه. المفاجأة كانت في ان يتبنى هذا الفكر المعتم جمعٌ كبير من افراد المجتمع تغلغل في بعض مؤسسات الدولة واجهزتها وبالذات في مصانع العقول، في دور العلم والمعاهد والجامعات ليتم صياغة فكر احادي لايقبل الا بما يؤمن به ويعتقده فقط.. من هنا بدأت الأزمة ولم تنته بعد. ما احوجنا الى رحلة عودة حقيقية للعقل الذي همشناه.. وللبراءة القتيلة، لثقافة التسامح، للمجتمع الطيب ذي الوجه السمح.. لفضاء المعرفة النقية، لزمن ما قبل احتلال الحرم حتى نبدأ من هناك نقطة انطلاق سباق.

عبد الله الكعيد

الرياض، 18/5/203

* * *

مجلس الشورى لا بد أن يكون منتخباً

أننا نعاني من تحديين خطيرين، الأول داخلي، ويتمثل في انتقال فكر الإرهاب من مرحلة التبشير إلى العمل، متسترا بواجهات جهادية ودينية بالتوازي مع تسعير مقيت للمسألة الطائفية والمناطقية بما يهدد تفتيت دعائم الوحدة الوطنية. والثاني خارجي، وخلاصته أن هناك جملة من المتغيرات السياسية على الساحة الدولية، أخذت مكانها بعد الاحتلال الأمريكي للعراق.

أولى المهام التي يجب أن تتحقق وطنيا فيما يتعلق بمجلس الشورى، هي أن ينتقل دوره من مؤسسة استشارية إلى مؤسسة تشريعية، وأن تكون هذه المؤسسة ممثلة بصدق، قولا وفعلا نبض الشارع السعودي وحركته. وذلك لن يتم إلا باعتماد الانتخاب الحر لأعضاء المجلس، حتى إن تم ذلك بشكل تدريجي، وإعادة النظر في هيكلته وبنيانه وطريقة تشكيله.

بمعنى آخر، لا بد من أن يكون للجمهور قول في تشكيل هذا المجلس، وأن يضم نخبة مقتدرة من الكفاءات ممن يتمتعون بالجسارة في الصدق وممن هم موضع ثقة وقبول من الجميع، وينبغي أن يكون المجلس معبرا في تكوينه وطروحاته عن الإرادة الوطنية. وفي هذا الاتجاه، فإن من المهام الرئيسة التي يجب أن يضطلع بها هذا المجلس، بعد الأخذ بعين الاعتبار هذه النقاط المهمة، في المرحلة المقبلة العمل على تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ ثوابتها، والتسليم بأن ذلك لن يتم ما لم يتجذر مفهوم المواطنة، بواجباتها واستحقاقاتها كافة، التي تعني التكافؤ وتحقيق المساواة في الفرص والواجبات أمام الشرع والقانون.

د. يوسف مكي

الوطن 21/5/2003

* * *

الإصلاحات وتجريم ثقافة التكفير

هؤلاء الذين يشكلون واجهة وسنداً فكريين للإرهابيين لا يقلون عنهم جرماً ولا خطورة، بل هم أخطر من الإرهابيين بدرجة كبيرة، فحقيقتهم أنهم مصانع منتجة للإرهابيين. الواجب على هيئة كبار العلماء وغيرهم، إدانةُ هذه الأفعال، وتجريم مرتكبيها بأشخاصهم، بعبارة صريحة لا تحتمل التأويل، حيث انتهى وقت المجاملات والعبارات المجملة، ثم بعد ذلك القضاء على ثقافة الكره والعنف المنتشرة بين الشباب. وكذلك فالحكومة مطالبة بتجريم (ثقافة الكره والتكفير) وسن القوانين لمواجهتها. أبلغ رد على الإرهاب والإرهابيين هو المضي قدماً في الانفتاح، ومسيرة الإصلاح السياسية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية في البلد، وإعطاء المزيد من الحريات العامة والفكرية، وترسيخ مفاهيم الحوار والتعايش والوطنية في مجتمعنا، وإنْ لزم الأمر جعل هذه المفاهيم مادة إلزامية في المدارس والجامعات، وتربية الطلاب عليها.

سعود بن صالح السرحان

الشرق الأوسط 22/5/2003

* * *

سجال الأطراف: معاً لمزيد من العنف!

أفرزت الأحداث الأخيرة لتفجيرات الرياض نمطا من السجال الجدلي المعتاد بين أطراف دينية وفكرية ولكنه اتخذ شكلا حادا يصعب على المرء ألا يلتفت إلى فحواه. نقطة الاختلاف المحورية هي: هل هذا العمل الإرهابي دخيل على بلادنا أم أنه محصلة (فكرية محلية) طبيعية؟ كثيرون كشفوا الحجاب عن معضلة الرأي الأحادي والتفكير الفردي. إن ثقافة العنف والكراهية المستشرية في مفاصل مجتمعنا ومؤسساته التعليمية آن لها أن توضع على طاولة التشريح الاجتماعي، كما آن لمروجيها أن تكبل أفواههم وأيديهم وإلا فأهلاً بمزيد من العنف.

إيمان القحطاني

الوطن 23/5/2003

* * *

حقنة الجهاد والعنف

نحن نحقن وعي الشباب كل يوم بمفاهيم الجهاد ونتوقع منهم ألا يجاهدوا وعندما تقع الانفجارات في الرياض.. فهي قد وقعت منذ زمن بعيد في الثقافة، باعتماد خلطة شديدة الانفجار في الفكر. نحن محاصرون بين أمرين: واقع شديد الانفجار، وثقافة تهيئ لهذا الانفجار دون قدرة على مناقشتها. وبين هذين الحدين تمشي أمورنا من سيئ إلى أسوأ. المشكلة عندنا أن الثقافة تعيد إنتاج نفسها على نحو أشد ضراوة فيصبح الأطفال أشد تشددا من الأجداد.

خالص جلبي

الوطن 23/5/2003

* * *

افتحوا الباب أدامكم الله!

الطريق السليم لمواجهة هذا الخطر (الإرهاب) الذي يتهدّدنا جميعاً هو طريق الصراحة والشفافية ومواجهة الحقائق مهما تكن مرّة أو أليمة أو محظورة. لابد أن نُواجه الأمر بصدق وشجاعة، أما المُواربة والمجاملة وعدم المواجهة والتبرير والتبسيط والتسطيح.. وهي جميعاً صفات مُورست في الماضي تجاه حوادث عنف وإرهاب فانتهت بنا إلى هذه الكارثة الإرهابية. الآن لم تعد الظروف المحلية والدولية تسمح بالإغضاء. هذا الإغضاء أو عدم الاكتراث وعدم تشجيع الرأي الآخر هو الذي هيأ بيئة صالحة لفكر التكفير. كانت كل المؤشرات تنذر بالخطر القادم وهي تمر أمام أعيننا على شكل أشرطة ونشرات وكتب وتجمعات، ولم نحس بالخطر. أما وقد اتضحت الرؤية الآن، فمن المفيد أن تفتح كل النوافذ وكل الوسائل للرأي الآخر لمناقشة كل المواضيع. وفتح أبواب الحوار هو العلاج الناجع وهو المنهج الوقائي السليم، افتحوه أدامكم الله فإنه جرعة للتحصين من كل الاتجاهات المنحرفة.

عبدالله أبوالسمح

عكاظ 24/5/2003

* * *

الثقافة المسؤولة

لماذا لا نعترف بأن ثقافتنا وحدها هي المسؤولة عن كل هذه الإفرازات ولماذا لا نعترف أيضاً بأننا نقتل في أجيالنا ثقافة الحوار وتعدد الآراء ولماذا لا نعترف في نهاية الأمر بأننا نتاج ثقافة لا تحترم القانون، لا تسمع صوت الإمام العاقل ولا تعترف بالغير ولا تتسامح حتى مع ذاتها. ثقافة تمتلئ بالاستفراد وبالرأي الواحد فلماذا نزج بالدين العظيم قسراً للتبرير وهو بريء من هذه الهرطقة.

علي سعد الموسى

الوطن 25/5/2003

* * *

هامش الذات الحزبية

معضلة كبرى كحادث الاثنين الدامي يتعامل معها بخفة وبالحد الأدنى مما يلبي وضعية الضغط ويكفل عدم خسارة الحضور الاجتماعي المجيش ضد وطن رهن عبث الأفكار الراديكالية. هذه الغمغمة تتخذ أشكالاً عدة فمن إلقاء اللوم على شماعة أمريكا، وصولاً إلى استعداء الخطاب الرسمي ضد كل محاولات النقد والمراجعة للخطاب الإسلامي بطيوفه على اعتبار أن كل من ينتقدهم فهو يساهم في إخراج ''الفتية الذين آمنوا بربهم'' عن طورهم ويحفزهم على القتل والتدمير والعبث ليصبحوا ضحايا بسبب الاستفزاز! فإذن نحن بإزاء ''ترحيل'' للمشكلة يمارس عن وعي لأن أي تحليل وتفكيك للخطاب المتطرف فهو يعني مراجعة شاملة لكل جذوره ومنابعه وتمظهراته يستلزم استدعاء لكل المفاهيم والرؤى والأفكار والمواقف المتراكمة عبر عمر هذا التيار ووضعها على مشرحة النقد وهو الأمر الكفيل بسحب الشرعية والكثير من المكتسبات.

الشعور بسوداوية الغرب وقتامة الحكومات الوطنية وجهالة المجتمعات ونهاية العالم استجر كل ما في النصوص الشرعية والتراث الفقهي والتاريخ الإسلامي من شواهد أو قرائن لإحداث قطيعة مع الواقع بشكل انتقائي وربما انتهازي حيث ساهمت هذه الأدبيات التي طبخت على نار التجييش والتعبئة الجماهيرية في إعطائه المشروعية للصدام مع السلطة والتحول إلى الممثل الأبرز للمعارضة إضافة إلى الاصطدام وبشراسة مع كل التيارات الفكرية الأخرى التي تخالفهم الأفكار والنهج والرؤى مما سبب خلق أجواء نفسية مشحونة بمشاعر الاغتراب والابتلاء والخلاص وفساد الزمان والانكفاء على الذات والبحث عن مخلص عبر متاهات المنامات أو غياهب أخبار الملاحم والنبوءات.. هذه الملامح والصفات هي ما يمكن تسميته بـ ''الشخصية الصحوية'' التي تحتاج إلى مراجعات نقدية تطال جوهرها وأسسها.

يوسف عبدالله الديني

الوطن 25/5/2003

* * *

التناقض..!

يجزم بعضهم ويكاد يُقسم.. على أن «المقررات» المدرسية هي المشكلة.. وأن تغييرها هو الحل..! ويرى غيرهم أنه الفكر الموروث وليس غيره. ويتساوق آخرون بشكل ضدي فيحملون التوجهات الحداثية والعلمانية والعولمية، اشكالات «التشظي» و«التبعية»! كان حقنا كما حقهم أن ندعو إلى ندوات مفتوحة «مباحة» مُتاحة.. يحاور فيها الكل أفكار الكل. وربما انضم اليهم من اقتنع بالخلل قادماً من المؤسسات الدينية اوالمدنية، ومن رأى الخلاص بالانفتاح، واعطاء الحقوق للأقليات، والتسامح أمام الفكر المختلف، والآخر المخالف! شتات لا يلتئم.. وفيها نقاط بداية لمن أدرك أن المجتمع قد نما.. ولم يعد قابلاً للوصاية تحت مظلة.. «قل ولا تقل».. و«افعل ولا تناقش».. واستمتع بالنوم ودعنا نفكر ونقرر بالنيابة عنك!

* مرّ بنا «زمن» تهنا فيه بين «الحداثيين» و«التقليديين»، وتوالت التُهم «المرسومة» و«الجزافية»، ونال الناس منها الأذى.. وأتى «الزمن» الذي تشظت فيه الأمة بين «السلفيين» و«السروريين» و«القطبيين» و«الاخوان» و«التكفيريين» و«الجاميين» و«القبوريين» و«الصوفية».. وعشرات الفرق الأخرى.. والانتصار بفئة ضد فئة، وتقديم فئة على فئة.. سيعيدُنا الى «المربع الأول» الذي جنينا منه «فرقة» و«تأزماً» و«مشكلات»..!

إبراهيم التركي

الجزيرة 4/6/2003

* * *

تطرف ليبرالي مقابل المتزمتين

ما يحدث اليوم ليس إلا تغييبا لصوت العقل الراشد يعتسف فيها البعض فرصة سانحة لزيادة الفرقة والاختلاف بين أصحاب السفينة الواحدة. هذا لا يمكن أن يؤسس لحوار اجتماعي متسامح علاوة على أنه يذهب بالتهم إلى مكانها غير الصحيح ويشيع لغة التعميم وجر الأغلبية الساحقة بخطأ الأقلية لمجرد تشابه في السنحة والملامح. أقدر أن مثل هذا الاندفاع قد يحدث كردة فعل لمشانق فكر الغلو على أصحاب الرأي المختلف وتوزيعهم للتهم أيضا فيما مضى وإلى اليوم. الآراء الشاذة ستبقى على الدوام أقلية. المشكلة أن هذه الأقلية من دعاة التحرر المفرط أو الغلو والتزمت الفارط يبقى صوتها قويا لأن الجمهور في أي مكان يميل إلى سماع الخطاب النشاز.

علي سعد الموسى

الوطن 19/5/2003

* * *

حتى لا نُقْتَلْ كل يوم

الذيـن يريدون أن يقفزوا من الجريمة إما إلى ما ورائها من نتائج أو إلى ما سبقها من أسباب دون أي سند من منطق أو أساس من عقل إنما هم انتقائيون يبحثون عن فرصة مواتية لإخراج ما في نفوسهم مستغلين بذلك ظرفاً قاسياً غير عادي ليعبروا من خلاله عن رأيهم المنتقى أو ليعبروا إلى مـا يريدون أن يحصلوا عليه أو يصلوا إليه، وهم بذلك أشبه بذلك الذي تضطره عملية جراحية إلى تناول المخدر فيخرج عقله الباطن مكنونه من أخبار ورغبات ونداءات كان يختزنها سنيّ عمره كلها.

سعيد عطية الغامدي

الوطن 19/5/2003

* * *

لم يعد هناك وقت: لنبدأ الإصلاح

الإصلاح استجابة لحاجات داخلية وتفاعل مع واقع لا بد أن ينهض وينمو ويتطور. الخطوط العريضة لمسيرة الإصلاح التي نحتاج إلى البدء في بعضها ونحتاج إلى المواصلة الفاعلة في بعضها الأخرى تمثلت في التطوير السياسي والإداري، وتوسيع المشاركة الشعبية، وحقوق الإنسان، والإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد المالي والإداري، وإصلاح الخلل في التعليم، ومحاربة الفقر والبطالة، وإصلاح أوضاع الثقافة والإعلام، وفتح آفاق أوسع لعمل المرأة، وتكريس الوحدة الوطنية. هذه أبرز عناوين الإصلاح التي تناولها خطاب (الملك)، ويبقى على الجهات المعنية في الدولة وضع الآليات الكفيلة بالتطبيق الدقيق. وسأكرر هنا هذه الجملة الرائعة (تجنبوا البطء القاتل).

قينان الغامدي

الوطن 19/5/2003

* * *

أزمة ولا كل الأزمات

الحالة التي نعيش فيها تتسم بالتوتر الشديد، وتكاد حالة الاستنفار الأمني تصل إلى أعلى الدرجات، ناهيك عن الاستنفار الاجتماعي، والتي جعلت من كل بيت محاطاً بالخوف والقلق والاسئلة التي لا تنتهي، حول: لماذا يحصل لنا ما يحصل؟ لماذا التخوف شديد هذه المرة؟ الإجابة معروفة للجميع، فهذه الأزمة تختلف عن أي ازمة سابقة. صحيح ان هناك عوامل مشتركة، وصحيح ان ابطال الأزمة الحالية، يشبهون ابطال بعض الأزمات السابقة، لكن العوامل الخارجية تختلف. نحن اليوم لسنا مهددين داخليا فقط. نحن مهددون خارجيا.

سعد الدوسري

الرياض، 24/5/2003

* * *

صناعة الموت

يأتي التفجير مخاض مكونات: ثقافة الموت! ذلك أن مقدمات القطيعة مع الحياة الدنيا بالضرورة ستفرز فقها مأزوما ما من شيء إلا هو فيه! باستثناء عقل راشد! يحسن قراءة النصوص، يفجر فيها حالة نفسية قلقة تتشوف الموت! احتفالا باختصار خارطة طريق تنتهي به إلى الجنة بحسبان النصوص حمالة أوجه. لم تكن التفجيرات هذه والتي قبلها لتقع لولا أن ثقافة/ فكراً/ فقها سبقها ـ لربما بحقب ـ ليس في سبيل التسويغ لذات الفعل المشين وحسب! وإنما جاء بصورة التشريع المتماهي مع الترغيب انتظم مدرسة كاملة يسوسها أساتذة يبشرون بصناعة الموت! فهل أن أحداً يستغرب على تلامذة هذه المدرسة، لما أن يتخرجوا عقب مضي ما ينوف على العشرين عاماً! من أن يمارسوا تجاوز امتحاناتهم ليتمحض الولاء موتا فاجعا في مربعات البراء! وفق قراءات مغلوطة لنصوص في شأن التوحيد ونواقض الإيمان!

خالد سيف

الوطن، 19/5/2003

* * *

شراكة المسؤولية

نحن فعلا اليوم امام تحد لا يقل عن تحدي تأسيس هذا الكيان قبل قرن ونيف من الزمان يتطلب وعيا مسؤولا في ولادة حوار وطني بحجم ما نواجهه اليوم من مأزق وبحجم تطلعاتنا لمستقبل واعد. مواجهتنا اليوم يجب ان تكون شراكة في المسؤولية مع الدولة لانه وطننا جميعا ان نحن اردنا لابنائنا مجتمعا محررا من الشرور والتجزؤ.

عبد الله الطويرقي

اليوم 18/5/2003

* * *

الإصلاحات مفتاح الحل

إن إشراك المواطن في أدوات السلطة وإدماجه في مؤسسات الحكم، يجعله يقدم بروح المسؤولية الاجتماعية على مواجهة التحديات الصعبة التي تواجه البلاد. أو على الأقل يتقبل ويصبر مقتنعاً على آثارها القاسية. المهم أن تتم المباشرة الفعلية في تحقيق ما أعلن عنه الملك (في خطابه للشورى) وصونه من البيروقراطية الحكومية، كيما تشعر قطاعات المجتمع بجدية هذا التوجه، وتلمسه حقيقة واقعة على الأرض، وتنهض بشكل حاسم لتقاسم المسؤولية مع الدولة. إن إشراك المواطنين في صياغة مستقبل بلادهم من خلال ممثليهم في المجالس الدستورية، يحملهم بشكل رئيس تبعات التطورات الداخلية في البلاد على مختلف الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، و ينزع عن كاهل الحكومة مسؤولية تراكم الأزمات، التي ما فتئت الاتهامات توجه لها وتشكك في عدم قدرتها على معالجتها بشكل حاسم.

سليمان العقيلي

الوطن 20/5/2003

* * *

أحداث الرياض بين التعقل والاندفاع

الأحداث التي جرت في الرياض قبل بضعة أيام أحدثت هزة عنيفة في نفوس الناس. شريحة من المجتمع تعاملت مع هذا الحدث على أنه حدث إجرامي وطالبت بإيقاع عقاب شديد على مرتكبيه ومن يقف وراءهم ومضت هذه الشريحة في هذا المضمار إلى حد بعيد بحيث رأت أن المهادنة أو المصالحة وأي شيء في حكمهما لا يمكن أن تنفع مع أولئك الناس وأن زمن التهادن قد ولى إلى غير رجعة وحلّ مكانه زمن العصا الغليظة وما في حكمها... شريحة قليلة رأت فيه عملاً إجرامياً يستحق العقاب لكنها كانت ترى أن هناك عملاً آخر يجب أن يعمل وبسرعة وهو العمل الإصلاحي وفي جميع الاتجاهات بغية القضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها على أقل تقدير... نظرة فاحصة إلى الحدث تجعلنا ندرك أن الحكم المتسرع لن يوصلنا إلى نتيجة بل إنه قد يزيد الأمر سوءاً.

محمد علي الهرفي

الوطن 20/5/2003

* * *

الإنسان والوطن أهم من ابن تيمية

لنقلها بصراحة مشكلتنا اليوم مع ابن تيمية نفسه. لقد صنع بعض فقهائنا من ابن تيمية الحنبلي الحراني سقفا لا يجوز تجاوزه بحال، جعلوا له في زمننا هذا، في بلدنا هذا مكانة لم يعرفها في بلده في زمانه، حتى إن بعضهم يساوي دون أن يشعر بين نصوص ابن تيمية ونصوص الشرع. يقولون لك إن ابن تيمية غير معصوم.. لكن أكثرهم لا يقبل منك تخطئته. ابن تيمية رائع وبراق ومذهل، ومما يزيد الناس استلابا له هو ذلك النفس التقريري الحاسم الواثق من نفسه المسفه لمن خالفه، فهو إقصائي أحادي لا مكان للرأي الآخر عنده. هـو يختلف عن الفقهاء الذين ينقلون الأقوال المختلفة دون ترجيح، أو مع ترجيح فيه تردد ونسبية. لذلك لم نجد لأحد مثل ماله من الحضور في فكر المنظرين الإسلاميين اليوم. أعتقد أنه يجب علينا كمثقفين يعلمون علم اليقين أين تكمن المشكلة أن نظهر وجوهنا ونرفع أصواتنا جميعا بالقول: الإنسان (مسلم أو غير مسلم) أهم عندنا من نقد فقيه أو حتى سقوطه و الوطـن الذي نضع أيدينا على قلوبنا خوفا عليه من حال جزائريـة أخرى أهم وأغلى مليون مرة من ابن تيميّة.

خالد الغانمي

الوطن 22/5/2003

* * *

حل سياسي وتعليمي للإرهاب

الحلول (للإرهاب): 1 ـ الإصلاح الاقتصادي والسياسي الداخلي الذي يسمح للمواطن بالمشاركة السياسية الفعالة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياته ومعيشته وانتمائه إلى الوطن. واقتصاديا لا بد من الشفافية المالية التي تمنع الصرف غير المعتمد في الميزانية وهدر المال العام بسبب أجهزة حكومية لا تحسن الإنفاق من المال العام أو الفساد داخل وخارج الدولة. 2 ـ الإصلاح الحقيقي للنظام التعليمي في المملكة ليعكس أفكارا اجتماعية ودينية وتاريخية وسياسية غير أحادية.

أحمد المحمد الخريجي

الوطن 23/5/2003

* * *

الفكر الوهابي ليس بريئاً

ما نزال نصر على ترديد القول إن فكر الإرهاب والتدمير فكر دخيل، وغريب على مجتمعنا وعلى الثقافة الدينية السائدة في ساحتنا. ويصر أكثر أصحاب الفضيلة المشايخ على تبرئة مجتمعنا السعودي، وتبرئة الفكر الوهابي، من هذه الانحرافات الخطيرة. وإن هذه التبرئة وهذا الدفاع ليس إلا من قبيل حيل التبرير الدفاعية الواهمة الموهمة. يجب أن نعترف اليوم بكل صراحة، وأن نعلن اليوم بملء أفواهنا: نعم، فكرنا الديني السائد، وما نسمعه فوق المنابر معلنًا بأعلى صوت، وفي المواعظ والحلق وعبر الإنترنت، صريح أشدّ الصراحة في نفي الآخر المختلف عنا، صريح في الدعوة إلى محوه وإزالته عن الوجود. نحن ندعو على الآخر في صلواتنا وفي دعاء القنوت بالهلاك والموت والزلازل والحرائق والطاعون والأمراض المهلكة وقطع النسل، ولا نخص ذلك بمن اعتدى علينا أو بمن نحن معه في حرب أو مواجهة، بل هو لعموم المختلف الذي نسميه (الكافر) مطلقًا. ونحن أيضًا لا تتسع صدورنا للمختلف عنا رأيًا أو عقيدة أو اجتهادًا أو طريقةَ عبادةٍ من المسلمين، فتعامل الطوائف الأخرى على أنها أشد خطرًا من الكفار. بل لا يتسامح المختلف مع المختلف عنه في داخل المذهب الواحد، فيصنف الناس بعضهم داخل المذهب إلى منافق، وفاسق، وعلماني، وليبرالي، وعقلاني، وملتزم، وغير ملتزم، وطالب علم رباني، وعلماء سلطة،..إلخ، ولا يتقبل الواحد منا الآخر كائنًا من كان. أما آن لنا أن نعترف بشجاعة أن لدينا وبين أظهرنا البيئة الخصبة لتفريخ الإرهاب؟ أما آن لنا أن نقلع عن تجاهل النظر إلى مشكلاتنا الحقيقية، وعن دفن رؤوسنا في الرمال؟.

محمد ربيع الغامدي

الوطن 24/5/2003

* * *

ثقافة الفتنة

تكررت حالات التفجير والتدمير خلال السنوات الأخيرة في بلادنا، بل يمكن التأريخ لها من حادثة الحرم حتى الآن، وكان العلاج في الغالب أمنيا، وظلت الثقافة التي تنتج هذه الدمار من قبيل المسكوت عنه، أو اللامفكر فيه، أو المهمش، أو المقصي أو المكبوت، ولم تخرج دراسة محلية تتناول هذه الظاهرة، ولم تناقش في وسائل إعلامنا المحلية على نحو عميق ومركّز. من ارتكبوا الأحداث الأخيرة نتاج فكر إسلامي شئنا أم أبينا، وخطاب ديني بعضه ظاهر في كتب وكتيبات، وبعضه مستتر وراء الستار، ينتظر أي فرصة سانحة لينقض على خصومه في الداخل والخارج. يتكئ على مادة من النصوص الشرعية، وفهوم فقهية قديمة ومعاصرة وموجودة في الساحة، وبعضها يدعي أنها على منهج السلف، على نحو السلفية القتالية.. والجهادية.. والتكفيرية. لعلنا لا نغالي إذا قلنا إن التفجيرات الأخيرة لا تفتقد المشروعية الدينية، ما إذا تم توظيف النصوص الشرعية وأقوال أهل العلم، وإسقاطها على واقعنا المعقد والمركب، فالأمة تمر بمرحلة الهزيمة، والأنظمة السياسية في مرحلة فقدان البوصلة.. وعمليات الإصلاح الإداري والسياسي بطيئة، وهذه فرصة سانحة لكل طامح في التغيير والتبديل، وشقلبة الأوضاع في المنطقة، من خلال توظيف المخزون الديني والنفسي عند الشباب، واللعب عليه، وصياغتهم صياغة حدية.

غازي المغلوث

الوطن 24/5/2003

* * *

فتاوى بالكيلو!

أصبح كل من هب ودب في هذه البلد مُفتياً! خريج الشريعة يُفتي، وخريج الهندسة يُفتي، وحامل الثانوية يفتي، وسائق التاكسي يفتي، ومضيف الطائرة يفتي، وبائع العود يفتي.. والحلاّق يفتي! بل إنني أعرف زميلا خريج (تربية فنية) أصبح مفتياً لا يشق له غُبار؛ يُكفِّر هذا ويدخله الدرك الأسفل من النار، ويُزكِّي هذا ويدخله الفردوس الأعلى! المصيبة أن القضية ليست فتيا في العبادات والطهارة حتى نغض الطرف عنها؛ الأمر أدهى وأَمَر.. القضية: حلال وحرام! يحدث ذلك؛ على الرغم من وجود عالم فاضل في البلد يحمل اسم (المفتي العام)! يحدث ذلك على الرغم من وجود هيئة كبار علماء رسمية تتولى الإفتاء في البلد!

صالح الشيحي

الوطن 24/5/2003

* * *

الصفحة السابقة