العدد 9

المرأة المهانة في البيت السعودي


إماء الغـربة

رنّ جرس هاتفي في ساعة متأخرة من الليل، كان المتحدث ضابطاً مناوباً من مركز شرطة المنطقة، جفلت روحي قليلا، وتصورت أن مصيبة مهولة قد حلت على الرؤوس، خاصة أننا نمر بحقبة زمنية معتمة. وقبل أن تأخذني الوساوس إلى دهاليزها، إذا بصوت الضابط الأجش، يشدني ويخبرني بنبرة حادة أنه تم القبض على المرأة التي تعمل في بيتي وهي تتمشى بصحبة رفيق لها في إحدى الأسواق. ودون أن ينتظر مني توضيحا، لأن تلك الجهات الحكومية تعلم جيدا أن (الحرمة) في هذا البلد لا تحل ولا تربط، طلب مني أن أبلغ الكفيل بالحضور حالا للمساءلة وتوقيع تعهد. عاملة بيتي لم تكن مثل ما تصور من جرجرها إلى جهات الأمن، على أنها هاربة من الأبواب الخلفية كي تلتقي بعشيقها تحت ضوء القمر، وبين سكنات المدينة، إنما كانت تمارس حقها الطبيعي في عطلتها الأسبوعية مع زوجها، الذي يعمل لدى إحدى الشركات الخاصة. لا أدري لماذا نحصر الحرام بارتكاب الزنى فقط، ونضعه نصب أعيننا حين نتعامل مع المغتربات، وننسى دائما أن الحرام هو ما نمارسه كل يوم على ضعيفات هذه الأرض، من قهر، وهضم لحقوقهن، ومصادرة لرقابتهن الذاتية. فنحن السعوديات المكنونات، نتصور أننا مصونات الأمة، ونساء الصفوة، ونؤمن أنه ليس هناك أحد سوانا يعرف ماهية الحرام والحلال. ونعتقد أن نساء العالم الأخريات، غير مهذبات، وضالات دون عفّة، ولا يميزن الخطأ من الصواب، ومن ذلك المنطلق نعطي أنفسنا الحق في أن نسلبهن كيانهن، ونسحق آدميتهن، وننـزع بوحشية حقوقهن الأساسية، حين يعملن في قطاعاتنا الخاصة والعامة. يوجد اليوم على أرض المملكة قرابة سبعة ملايين مغترب، تقريبا ثلثهم نساء ذليلات، وحبيسات خاصة في البيوت والمشاغل النسائية. كثير منهن يعاملن معاملة تعسفية، من ضرب وإهانة، وأحيانا يتعرضن للاعتداء والتحرش الجنسي. هنّ في عرفنا كالسجينات ذوات السوابق ومرتكبات الجنح الكبرى، لا يسمح لهن بالمرافعة للمطالبة بأبسط مستحقاتهن. بعضهن لا تتخطّى أقدامها عتبة المكان الذي تعمل فيه لسنتين كاملتين، أو طوال مدة عقد عملها، تُحرم من التحدث بلغتها، وتُـمنع من التواصل مع بنات جنسها حتى عبر الهاتف. تدور الواحدة منهن في المنزل كعقارب الساعة، دون توقف طوال النهار وبعض أطراف الليل، دون أن تُـمنح إجازة أسبوعية أو سنوية أو حتى مرضية، وحين تشد رحالها لبلدها أحيانا كثيرة لا تدفع لها أجورها كاملة. كل ذلك بحجة المحافظة على هذا المجتمع (الطاهر النقي) وصيانته من الزلل! نعامل المغتربات كالإماء ومن ثم نتشدق بملء أفواهنا بعبارة عمر رضي الله عنه ''متى استعبدتم الناس...''.

وجيهة الحويدر

الوطن 8/6/2003

* * *

بداية وليست نهاية

الحوار الوطني ينبغي أن يخرج من الدوائر المغلقة إلى التداول العام. لا ينبغي أن نخجل من اختلافنا سواء كان هذا التنوع دينياً أو فكرياً أو حتى سياسياً، فالوطن يستوعب فكر جميع أبنائه، حتى وإن كان هناك جنوح في فكر ما فإن ما يقومه ويصوبه هو الحوار العلني المتأدب بآداب الحوار .

سليمان العقيلي

الوطن 25/6/2003

* * *

الشجرة الجرداء

في هذه الايام، اينما وجهت سمعك وبصرك واجهتك مفردات مشرقة وعبارات رنانة مثل: التسامح، الاعتراف بالآخر، الحقيقة المشاعة، ذبول اليقين، ثقافة الاختلاف، حق الجهر بالرأي.. الخ. تعبيرات كثيرة يشكل تراكمها شجرة ضخمة، ولكنها شجرة جرداء، تمر عليها الطيور دون اي التفات.. ترى لماذا؟ ببساطة ودقة.. لان من يرفعون اصواتهم عالية بها، لا يؤمنون بها في داخلهم، ولذلك لا ينعكس على سلوكهم في الرؤية، وان انعكس على سلوكهم اللفظي. هل هذه المفردات والعبارات جاءتنا من بيئة اخرى، اي من ثقافة الآخر ولذا فهي تحتاج الى فترة حضانة طويلة حتى تستقر في تربتنا وتصبح داخلة في نسيج ثقافتنا وبالتالي في وعينا وفي سلوكنا الذهني والعملي؟ اعتقد ذلك جازما: فنحن قبل تفجيرات القاعدة في امريكا لم نسمع بهذه المفردات الا من قلة نادرة وعلى استحياء. القيم التي كان يكثر الحديث حولها وعنها قبل التفجيرات تختلف عن القيم التي يكثر الحديث حولها وعنها بعد التفجيرات. التسامح او الاعتراف بالرأي الاخر او الحق في الاختلاف تبقى الفاظا جوفاء ما لم تنغرس في السلوك. والانغراس في السلوك ليس سهلا انه يحتاج الى قناعة تامة. والقناعة لا تأتي الا بعد جدل متواصل مع النفس. الا بعد تغيير الرؤية، وتغيير الرؤية هذه معناه ان ثقافة كاملة انزاحت وحلت محلها ثقافة اخرى. فهل حدث هذا؟

محمد العلي

اليوم 15/6/2003

* * *

كبر مقتاً عند الله

خطب فينا خطيب الجمعة خطبة عصماء أبكت الجميع عن الأخوة في الله وأنه لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى. وأشار في خطبته إلى أن الإسلام جاء ليجفف منابع العصبية على اختلاف أنواعها وصورها. توارد في ذهني وأنا في طريقي للسلام عليه أن أختبر متانة البناء القيمي عند هذا الخطيب، وبالفعل نهض الرجل واحتفى بي وقدمت له التهنئة والشكر. سألته إن كانت لديه ابنة في سن الزواج فأجاب بالإيجاب. قلت هل تنوي تزويجها حاليا؟ فردّ قائلا: بالتأكيد كل أب يتمنى لابنته الزوج الصالح. قلت إذن هناك شاب مشهود له بالصلاح وفي مركز وظيفي مرموق يبحث عن زوجة فهل تقبل به خطيباً لابنتك؟ أجاب بالإيجاب ثم استدرك فقال: من هو ومن أي قبيلة؟ قلت هو فلان بن فلان مشهود له بالصلاح وعمره كذا ويحمل شهادة جامعية في الشريعة ويتبوأ الآن مركزاً وظيفياً ممتازاً لكنه لا ينتمي إلى قبيلة (أي خضيري حسب التعبير السائد في المجتمع). أصيب خطيبنا بالحرج وربما أدرك خبثي فقال: أنت أستاذ جامعي ومن المؤكد أنك تعرف العرف القبلي الذي لا يسمح بزواج الفتاة القبلية من الشاب الخضيري. قلت نعم أعرف ذلك ولكنه عرف يتناقض مع ما ذكرته في خطبتك؟ قال: يا أخي خذ كلامي واترك أفعالي. قلت إذن ما الفائدة من خطبتك إذا كنت أنت أول من ينتهك ما جاء فيها؟ أخذ يتمتم بانفعال فقال: يا أخي أنا حر في ابنتي وأزوجها لمن أشاء فما دخلك أنت؟ قلت لا دخل لي بالفعل ولكن أردت اختبار متانة البناء القيمي لديك وهل تطبق أنت ما تدعو الآخرين إليه؟ استشاط الخطيب غضباً فقال: مؤكد أنك خضيري ولذلك ضقت ذرعاً بما قلت.

عبد الله محمد الفوزان

عكاظ 28/6/2003

* * *

من يميز وجه المثقف الحر؟

بين آونة واخرى، تظهر أسماء ثقافية وتختفي أخرى. والمراقب للشأن الوطني ربما يلمح ان ثمة اسماء تمارس حراكا ثقافيا جميلا، واسماء لم يعرف لها اسهام وطني حقيقي واحد أكثر من حضورها الاعلامي وصوتها المرتفع، وكل مشروعيتها...انها عاشت على وتائر تحولات ربما استفادت منها اكثر من غيرها.. لكنها وجدت ايضا ان ثمة فرصة أخرى متاحة للبحث عن الذات وسط طوفان الاسئلة الحارقة حول الدور والانتماء والهوية.. وقد يكون كل هذا من باب الترف الفكري والرغبة في الحضور والتمسك بالتوجه الوطني الوسطي الذي يضبط ايقاع اللعبة الثقافية في مجتمع لا يتميز بشيء كما يتميز بذاكرة سريعة العطب والنسيان. ثمة من يركب موجة العمل الوطني.. وهو بتاريخ مثقل بصنوف من التجاوزات الوطنية، وسجله الاداري او الثقافي غير مشرف، وعلاقاته بالمجتمع والسلطة بكل انواعها تعتريها الشبهات وتزيدها غموضا التناقضات. يبدو لي ان المجتمعات المغلقة، التي تحرج من نشر بعض غسيل افرادها ممن ارتكبوا بعض المخالفات، وعاشوا على التناقضات، واستفادوا من كل الفرص المباحة وغير المباحة ليكونوا في واجهة المجتمع ومن اثريائه ومن متنفذيه.. واليوم من منظريه ومن متصدري المطالبة بمشروع وطني يتجاوز حلقات الاخفاق.. بينما هم كانوا جزءا من حلقات الاخفاق. هذه المجتمعات هي التي يسهل فيها الاختراق، وتضعف فيها القدرة على اكتشاف وجه المثقف الحر من وجه المثقف الانتهازي.

عبد الله القفاري

الرياض 14/6/2003

* * *

احتكار المناصب

وزارات تجعل الوزير محوراً رأسياً وأفقياً لأعمالها؛ فالوزير هو رئيس لجميع لجانها الحيوية وجميع مجالسها العلمية والتقنية والخدمية ورئيس نشاطاتها المساندة والفرعية ورئيس الفريق الاستشاري.. أي أن الوزير استحوذ على جميع المناصب الإدارية والفنية وربط جميع الوكالات والإدارات المالية والقانونية والإعلامية والخدمية به.. يضاف الى ذلك انه عضو في لجان وهيئات ومجالس خارج قطاع وزارته إذن ماذا نتوقع من إنتاجية هذا الوزير اذا كان يرأس قطاعاً خدماتياً وعلاقته مباشرة بالناس ومصالحهم وهو يترأس تلك اللجان وعضو في لجان خارجية؟! بعض وزراء الخدمات يقوم بصياغة سياسات وأهداف الوزارة وفق توجهه الشخصي ويربط جميع القطاعات بمكتبه ليحول الوكلاء والوكلاء المساعدين ومديري العموم الى طرفيات غير فاعلة، مجرد موزعي وحاملي أوراق ومعاملات الوزير. هذا النمط من الوزراء ذوي الاتجاه الواحد وذوي القرار الأوحد يحب ان يضع يده على كل شيء بالوزارة وكأنها أملاك خاصة ويعطل جميع القدرات الإدارية ويعيق العمل اليومي.

عبدالعزيز الجارالله

الرياض 21/6/2003

* * *

المؤتمر الوطني ناقص

لا بد أن يكون مؤتمر الحوار الوطني معبرا حقيقيا عن مكونات النسيج الاجتماعي لهذا البلد وممثلا لتطلعات وأماني مختلف الفعاليات والأطياف فيه. ويجب أن يجري التركيز، بشكل أفقي ومتساو، على مختلف المشكلات التي يمر بها مجتمعنا، دون تغليب موضوع على آخر أو مشكلة على أخرى، إلا بالقدر الذي يكتسب فيه هذا الموضوع أو المشكلة أهمية خاصة. ومما لا شك فيه أن حوارا بناء وهادفا يجب أن ينطلق من فهم مشترك، وأرضية يدور حولها الحوار. وأعتقد أن الظروف مواتية لصدور مسودة ميثاق وطني، يطرح من أعلى الجهات المخولة، وقد يكون مفيدا أن يكون ذلك بإرادة ملكية، بعد الاستئناس بآراء النخب الفاعلة في المجتمع والمعبرة عن آماله وتطلعاته، وأن يجري بعد ذلك حوار وطني معمق لا يستثني أحدا من الأطياف الاجتماعية والسياسية، ويتم في نهاية المطاف اقتراع شعبي على نصوصه.

يوسف مكي

الوطن 25/6/2003

* * *

مافيا الأدوية!

فجعني أكاديمي كبير في مجال الصيدلة بقوله إن طبيبا قد حصل على ثلاثمئة ألف ريال من أحد شركات الأدوية نظير موضوع كتبه في الصفحة الطبية بصحيفة محلية حول أحدى الأمراض الشائعة وأشار فيه إلى أن علاج هذا المرض يكمن في الدواء الذي تسوقه هذه الشركة! تجارة الأدوية تحتل المرتبة الثانية في العالم بعد تجارة الأسلحة ولكنا لم نتوقع أن يشتري بعض الأطباء و يبيعوا في صحتنا بهذا الشكل. هناك شرهات وهدايا.. فهذا الطبيب يرفع السماعة ليطلب تذاكر سفر له ولعائلته لسنغافورة ويشتكي مندوب شركة الأدوية أنه دفع لذاك الطبيب 83000 ريالاً! و طبيب آخر يجد 4000 ريالاً نقدا على طاولته.

محمد المنصور

الوطن 24/6/2003

* * *

المجتمع تطور بأسرع من أجهزة الدولة

الحراك الاجتماعي او التغير الاجتماعي في المملكة كان اكبر واسرع بكثير من التغير والتطور في مؤسسات الدولة والمجتمع وفي مقدمتها قطاع التعليم والمؤسسات الدينية والاعلام وغيرها من المؤسسات المعنية بتثقيف وتأهيل وتوظيف فئات المجتمع السعودي.. اي ان هذه المؤسسات لم تلاحق التغير السريع والكبير الذي حدث في المجتمع السعودي فاصبحت هناك فجوة كبيرة نتج عنها ما اسميه (بثقافة الفراغ) او (ثقافة البطالة). هذه الثقافة انتجت أنماط سلوك جديدة ومتسارعة في المجتمع مثل: الغلو والتشدد، الانحراف وازدياد معدلات الجريمة، ونمط اللامبالاة واخيرا انتشار الفساد الاداري، هذه الانماط السلوكية الخطيرة كلها تشكلت نتيجة قصورالمؤسسات المختلفة عن احتوائها وادراكها لحقيقة ما يحدث في الواقع الاجتماعي وكأنها تعيش حالة غيبوبة مزمنة لا تستيقظ الا على قرعات اجراس الخطر المحدق.

د. سلطان بن حثلين

اليوم، 15/6/2003

* * *

غابات مدارسنا

وتتوالى الأنباء عن حوادث العنف في المدارس والتي لم تقتصر على الأيدي بل أصبحت تمتد إلى استخدام السكاكين والمسدسات، وقد نشرت الصحف مؤخرا خبراً عن طالب تشاجر عند خروجه مع طلاب آخرين مستخدما مسدسه، وهذا يعني ببساطة أن هناك خللا في العملية التعليمية، وأن العلة ليست في المناهج فحسب كما يقال بل في الكيان التعليمي وأن الأمر يقتضي إعادة بناء هذا الكيان من جديد، وذلك لأن العنف في المدارس امتد إلى المجتمع نفسه، وأصبح يشكل خطراً يهدده بالدمار ويقضي على الأمن والأمان في البلاد، وأنا لا أبالغ فقد أثبتت حوادث الإرهاب الأخيرة أن جميع أعمار الذين قاموا بها واشتركوا فيها لا يزيد عن عشرين عاماً، بل قبض في أحداث مكة المكرمة على مجموعة من المراهقين، وهذا يعني أن ليس كل الإرهابيين تدربوا في أفغانستان وتم غسيل دماغهم هناك، كما كنا نحسب، بل أن بعضهم وربما الكثير ممن لم يقبض عليهم بعد تدربوا في المملكة وتم غسيل دماغهم فيها، وهؤلاء جندوا بالطبع من طلبة المدارس.

عابد خزندار

عكاظ 28/6/2003

* * *

البحث عن عقل في حمولة السفينة

يهرب الفكر المهزوم إلى أمجاد الماضي، ويهرب العقل المهزوم إلى اعتقاد أسطورة الماضي متخطياً صيغة الواقع وشكل الحياة في مجتمع لم يتحد الفكر فيه مع عقله إلا في زمن ماض عندما حرَكتَه أيديولوجيا محددة أعادت بنود هذا الاتحاد كلما أبعد عن واقعه الاجتماعي . لقد مارس العقل العربي المسلم انفصاماً عن ذاته وانفصالاً عن واقعه فهرب وكان هروبه اختلالاً في المعايير والموازين وبقي الواقع متعطشاً لصوت الوسطية وبرزت الحاجة إلى البحث عن الحقيقة وانتهاج العقلنة التي بقي التفتيش عنها في حمولة السفينة . إن هزيمة الفكر وهروب العقل واختفاءه لم يكن عملاً حملته الصدفة إلى أرض الواقع ولكنه ترتيب أعد لهزيمة هذا الفكر ليس بحربه وإنما بتحويله إلى فكر من نوع آخر يحمل نفس الصفات والخصائص ولكنه يحول الفكر والعقل من حالة المرونة إلى الصلابة أو التجمد أحياناً. هكذا تمت هزيمة فكرنا وهكذا اختفى العقل في حمولة المركب الذي يبحر بنا، لقد اختفى العقل تلك الأداة التي تضع الفكر في وسط صندوق في حمولة السفينة تحت حراسة بدت وكأنها أزلية أو تم تعريفها كذلك وهي في الواقع أزلية في مدلولها الظاهري ولكنها هشة في محتواها الحالي فهي سهلة التطويع والانقياد ولكنها لم تدرك أن ذلك العقل الذي تسجنه ما هو إلا أداة لشفائها من أمراض كثيرة ومعضلات أزلية .

علي الخشيبان

الوطن 20/6/2003

* * *

أسباب التطرف السعودي

إذا أردنا استقصاء أسباب التطرف في مجتمعنا العوامل التالية:

1ـ وفود أعداد كبيرة من الحزبيين ''الإسلاميين'' من مختلف البلاد العربية والإسلامية؛ وكانت لهم حظوة سهلت لهم التمكن من توجيه التعليم. فقد تولوا رسم خطط التعليم العام ووضعوا مناهجه، وتجاوزوا ذلك إلى الجامعات والكليات فوضعوا كثيرا من مناهجها بحسب توجهاتهم الحركية.

2ـ ازدياد التركيز على المظاهر الخارجية للتدين: قضية المرأة، وتقصير الثياب والسواك ووضع اليدين في الصلاة والمسح على الخفين، وتحريم الغناء والموسيقى والتصوير، والتطيب والتداوي بالعسل، والرقى والكلام عن الحسد والسحر والعين والأحلام والرؤى. ونتج عن ذلك إصابة المجتمع بما يشبه ''الوسوسة'' عن كثير من هذه القضايا.

3ـ الهجمة الشرسة على ما كان يسمى بـ''الحداثة''؛ وقد استخدم في التشنيع على من صنفوا بـ ''الحداثيين'' خطابا ''إسلاميا'' يتسم بالقسوة ويمتلئ بالاتهامات التي تكاد تخرج أولئك من الإسلام.

4ـ التوسع المفرط في الحديث عن ''أسلمة العلوم'' وكان أكثره حديثا إيديولوجيا تعبويا.

5ـ سيادة الخطاب الجهادي، خاصة بعد الغزو السوفييتي لأفغانستان.

6ـ ما يسمى بـ ''الشريط الإسلامي'' الذي صار الأداة الأولى للتهييج والأدلجة. 7ـ المراكز الصيفية التي تحولت إلى مخيمات ''دعوية'' خالصة.

حمزة قبلان المزيني

الوطن 19/6/2003

* * *

من يكافح الفساد؟

إن محاربة الفساد المالي لم تطرح لدينا بقوة وبشكل جاد كأحد عوائق التنمية في المملكة وبخاصة في المؤسسات المتخصصة مثل مجلس الشورى والمجلس الاقتصادي الأعلى ومجالس المناطق ومجالس ادارات الغرف التجارية الصناعية. كما أن ثقافة محاربة الفساد لم تناقش بشكل واضح في وسائل الإعلام ووسائل التوجيه والتربية في المساجد والدروس العلمية والمحاضرات العامة، فالبعض يتحرج من طرح القضية لأن العلاقات الاجتماعية والمجاملات الشخصية تحول كثيراً دون فتح مثل هذه القضية على الملأ. ويبتعد كثير من الموجهين عن إثارة مثل هذه القضية لأن هناك شكوكاً وشائعات ولغطاً كبيراً حول مستوى انتشار الفساد ومستوى عمق هذا الفساد في بعض القطاعات وبخاصة القطاعات الخدمية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، فالبعض يبالغ في هذه القضية، والبعض يقلل من أهميتها، والحقيقة بين هذا وذاك.

أحمد بن محمد العيسى

الرياض 1/7/2003

* * *

العنف ودور الأسرة

نحن بحاجة إلى تفعيل الحوار في كل الهيئات الاجتماعية، إن هذه الخلايا الفتاكة نمت وترعرعت في صناديق مغلقة من الصمت والغموض. فالاسرة لا تسأل الفتى عن طبيعة الجماعة التي يلتقي بها فالثقة انها جماعة ملتزمة يكفي؟ وانهم يدعون الى الدرس والتثقيف؟ وكل يوم يخرج الشاب من المنزل مع الجماعة؟ ويغيب عن اسرته أياما وليال في رحلة جماعية والاسرة مغيبة تحت ستار من الاطمئنان الغافل عن طبيعة الامور وحقيقتها، بل ان بعض الاسر لا تعرف ماهية الجماعات التي تتلقف ابناءها وتثق الى ان تستفحل الامور وتتلظى بنيران العنف فتفجع الاسرة باسم وليدها يتردد في الاعلام ويصنف في قوائم الارهابيين.

د. وسمية المنصور

اليوم 19/6/2003

* * *

حوار الوطن: هل يفضي الى انتخابات؟

مبادرة ولي العهد خلال السنة الماضية والحالية في فتح حوار ديمقراطي مع فئات مختلفة من شرائح المجتمع كانت بمثابة نقطة تحول في تاريخ الديمقراطية في بلادنا وهذا لا يعني بأنه لم يكن هناك حوار سابق... لكنه لم يكن حوارا بمعنى الحوار الوطني، وإن كنا نعتبرها الخطوة الأولى في طريق الحوار المنظم. إن أساس الحوار الديمقراطي ينبغي أن يكون من خلال مؤسسات المجتمع المدني باعتبارها الممثل الرسمي لفئات المجتمع بتخصصاته. إن أساس الديمقراطية هو التمثيل الشعبي في إبداء الرأي، وأساس التمثيل الشعبي يأتي من قبل ممثلي الشعب في البرلمان أو مجلس الشورى أو مجالس المناطق، وشرعية ممثلي الشعب تأتي من خلال (الانتخاب) ولهذا فإنني أتمنى على قيادة المملكة أن تضع خطة مستقبلية قصيرة المدى لتحقيق هذا التوجه الانتخابي ولو تدريجيا.

عبد الله صادق دحلان

الوطن 29/6/2003

* * *

تيار الإصلاح السعودي

مؤتمر الحوار الوطني خط طريقا لتيار وطني معتدل ووسطي، يمثل كل فئات الشعب وطبقاته ومذاهبه واتجاهاته، يحده الولاء لله والوطن ويفخر بتعدديته ومواطنته معا. أخبرني الصديق الدكتور إحسان أبو حليقة عضو مجلس الشورى أن أصعب جلسات المؤتمر كانت جلسته الأولى عندما وجد سعوديين من مدارس شتى بعضهم يحمل أفكارا مسبقة واعتقادات عنيدة قديمة في مكان واحد فكان أول لقاء بينهم، ولكن فجاءة وبعد ساعة أو نحوها من الحوار والتعارف المتردد شعر الجميع كما يقول الدكتور إحسان أن الذي (يجمعنا أكثر مما يفرقنا).

جمال خاشقجي

الوطن 30/6/2003

* * *

هامش حرية غير مأمون

في الأسبوع الأخير من مهمته القصيرة جداً كرئيس للتحرير، ذهبت لمقابلة الأستاذ جمال خاشقجي عارضاً عليه أن يكون في حل من قلمي فيما لو قرر الاستغناء عن الحرس القديم. ابتسمت عيناه خلف نظارته السميكة متسائلاً عما إذا كنت أحمل في الجيب عرضاً جديداً من مطبوعة أخرى. جاملني كثيراً وهو يؤكد لي أنني لن أكون في قوائم (الاستغناء) بل دعاني أيضاً مازحاً لكتابة عقد جديد وهو لا يدرك أنني أكتب هنا طوال الفترة السابقة ودون عقد كتابي أو شفهي. لكنه عالم الصحافة المضطرب ذلك الذي لا يعترف بحزام الأمان. سويعات قليلة تمر وإذا بالأخبار تتناقل رئيس التحرير وهو يحزم أوراقه مودعاً لينضم إلى طوابير المغادرين الكُثر لهذا المبنى العملاق: ألم أقل إنه عالم الصحافة، تلك المهنة الغادرة التي لا تسمح لأحد بالاتكاء أو مجرد التخطيط للمنظور من المستقبل.

علي سعد الموسى

الوطن 29/6/2003

* * *

أصولية (جديدة) وذهنية (قديمة)

الملفت ان هؤلاء الناشطين يستخدمون احدث التقنيات الحديثة -وكما يقول الباحث هاشم صالح- ان اسامة بن لادن وجميع الأرهابيين اكثر اتصالاً بوسائل المعلوماتية والانترنت والهاتف الجوّال الذي يشتغل على الاقمار الصناعية (أي أنهم افضل من كل مثقف) يدعي بأنه اكثر حداثة وفهماً لثقافة العصر. ولكن.. وبالرغم من انهم على صلة يومية بثقافة العصر - على المستوى العملي- وأكثر تنظيماً وهنا تكمن خطورتهم- إلا انهم أكثر ظلامية على المستوى الذهني- فهم يستخدمون هذه تقنيات العصرية -من خارج هذا العصر- من خلال ذهنية قديمة - في فهمها للحداثة.. وما بعد الحداثة- اي انها جماعات متطرفة بلا مشروع حضاري حديث ولا تحمل خطابا تنويريا حقيقيا عن اسلام نقي.

أحمد عايل فقيهي

عكاظ، 1/7/2003

* * *

أصفار من البدو

(...) لا تسألوني ما هذه النقاط؟! إنها نحن... مجرد نقاط كالصفر تماماً... هل نعني شيئاً؟ أنا لا أكره الحضارة، لكنني أكره من يرتديها وبداخله ذلك البدوي الجلف، لأنني مازلت أسمع بعضهم يفاخر ببداوته... عجيب أمر هذه البداوة التي نكذب ألف مرة لو قلنا إننا نريد العيش تحت ظلالها مرة أخرى. أنا بدوي بكل ما في البداوة من قيم عالية فقط أما ما عداها فأنا أخجل من بداوتي، التي لا تدرك التعامل مع وسائل الحضارة، أخجل من بداوتي التي تفترض أن التسامح جبن وخنوع، أخجل من بداوتي التي تفترض اللجوء لقانون الغابة دون اللجوء لقانون الدولة، أخجل من بداوتي التي تعني إعانة أخي على الظلم لا إعانته على التوقف عنه، أخجل من بداوة لا تدرك سوى المفاخرة بامتلاك الدواب بأنواعها ولا تفاخر بامتلاك العقول، كم بداوتي هشة وبربرية بلا عقل! نحن تعلمنا، قرأنا وكتبنا، ورجعنا بشهادات الدنيا، سعدنا بأننا مبصرون، نرى كل الأشياء نعرف كل الأسرار، لكننا مشلولون، جيل أعمى يلد جيلاً مشلولاً، فهل بلدي وطن للعاهات؟

مجاهد عبد المتعال

الوطن 26/6/2003

* * *

ثقافة الانغلاق.. ثقافة الموت

نحن أبناء ثقافة الانغلاق، ومن ثم فنحن مجتمع مغلق على نفسه، ولا يهون من هذه الحقيقة ما نراه من مظاهر الانفتاح، خاصة الاتصالي منها، بل هذه المظاهر ليست انفتاحاً بمقدار ما هي تحدّ للأنا، تكشف عن مدى سيطرة أنساق الانغلاق، وتغلغلها في الوجدان العام، وتماهي الاجتماعي بتنويعاته معها. ليس المراد بالانغلاق قطع وسائل الاتصال بالآخر، وعدم سماعه أو تجنب مخالطته، فهذا لا يقول به المجنون فضلاً عن غيره، وإنما المراد هنا الفكرة ذات البعد التربوي الواضح، التي ترفض الآخر المختلف، وتستريب به، وتقيم حاجزاً وجدانياً بين ذويها وبينه، فلا تنخرط معه في علاقة تفاعلية حقيقية على المستوى الثقافي والاجتماعي، ومن ثم فهي تتوهم الغزو الفكري وتتلبسها خيالات المؤامرة، فتبقى - وإن اختلطت بالآخر - في حالة استنفار وتحفز للدفاع عما تتوهمه خصوصية، أو ما تظنه قيماً، وبها يحال بينها وبين الاستفادة من الآخر، لأنها تأخذ منه - هذا في حالة قبولها الأخذ منه ابتداء - وهي قد افترضته عدواً، فأي تأثير يمكن أن يحدث بعد ذلك؟ الإنسان المنغلق ليس هو اللا متواصل فحسب، بل هو في الحقيقة ذلك الإنسان الخاضع لايديولوجيا الفكرة الانغلاقية ذاتها، فهو يحمل انغلاقيته معه في كل بقعة يحل بها.

محمد بن علي المحمود

الرياض 13/6/2003

* * *

نحن وهُم.. وبيننا نافذة

يشكل الإبداع الأدبي والفني أحد العناصر المشتركة في معادلة التعايش بين مختلف الثقافات التي تتلاشى عند تخومها ثنائية (نحن وهم). واذا كان الابداع الفني والادبي خارقا للعادة فان الرطانة لا تعدو كونها افرازا لزجا للعادة. العادة فريدة لا تعلل ولا تشرح. انها، كما يعبر احد الفلاسفة، التسوية التي يحققها الفرد مع محيطه بكل معاييره وقيمه التي لا تناقش. قلة اولئك الذين يخضعونها للنقد والتمحيص والمساءلة. وقلة هم الذين يتحررون من اسرها فيجتازون حدود الالوان والاعراق والخصوصيات الثقافية اجتياز الطائر او السحابة للفضاء، او اجتياز النهر للحدود الجغرافية والاثنية وليس في ذاكرته الا العطاء دون تمييز او استثناء. لكن ثنائية (نحن وهم) لا تخفف من سطوتها بلاغة الخطب ولا قوة التنظير، فهي متأصلة في بنية النظام التربوي والاجتماعي الشفوي منه والمكتوب، وترافق المرء كظله منذ مرحلة التلقين الاولى، لذلك قد يكون الابداع الفني والادبي اقدر من كل تلك المبادرات والاجتهادات على تذويب المسافات والتقريب بين مختلف الثقافات، اذا ما اتيحت لذلك الابداع القنوات اللازمة للانتشار والوصول الى الآخر.

حسن السبع

اليوم 22/6/2003

* * *

مراجعة خطابنا الديني

ترشيد خطابنا الديني المعاصر مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى، فقد ساقنا الحماس والفورة العاطفية إلى مهالك لا نكاد نخرج من واحدة منها حتى نقع فيما هو أكبر منها وأشد ضررا. إن من المؤسف إنه لا يزال قسم كبير من خطابنا الديني مغرقا في الإنشائية الجوفاء التي لا تقدم ولا تؤخر ومثقلا باللغة التحريضية والشحن العاطفي ومشغولا باستعداء الآخرين وإقامة السدود بيننا وبين التفاعل مع الإنجازات الحضارية الكبرى. إن العمل على ترشيد خطابنا الديني بتخليصه من هذه العيوب التي كبلناه بها، وبفتح آفاق جديدة أمامه ليتواصل مع التقدم العلمي الهائل الذي وصلت إليه الإنسانية اليوم سيعيد إلى هذا الخطاب مصداقيته، ويحقق له التوازن الذي فقده منذ وقت طويل.

عبد القادر طاش

الوطن 24/6/2003

* * *

مليار ريال لكورنيش أم للجيب؟

لماذا تُرك أمين مدينة الدمام يُغني على ليلاه، وعندما زاره رئيس برنامج تطوير البيئة والسلامة والصحة المهنية في أرامكو وفي جيبه (مليار ريال) لم يضعها في موضعها الصحيح؟! لماذا وافقه على تخصيص هذا الـ(مليار) لمشروع تحسين كورنيش الخفجي؟! لماذا لا تشكو ميزانية الحكومة من العجز .. لماذا لا ترتفع البطالة .. لماذا لا يزداد الفقر .. طالما أن هناك من يصرف ( مليار ريال) على تحسين كورنيش؟!

صالح الشيحي

الوطن 23/6/2003

* * *

بين شقة الحرية... وشقة الخالدية

بين رومانسية (شقة الحرية) التي حدثنا عنها الوزير غازي القصيبي، في الستينيات، وبين إرهابية (شقة الخالدية) في الألفية الجديدة، بون شاسع، بون زمني يصل إلى قرابة نصف قرن، وبون فكري يمثل جيلين، وتيارين، وثقافتين، الأولى قمة الحرية، والانفتاح، والليبرالية، والثانية قمة التزمت، والانغلاق، والكراهية، و مع ذلك، بينهما عوامل مشتركة، تتجاوز الفروق الزمنية، والفروق الفكرية، فالاثنتان كان يعيش فيهما مواطنون، والاثنتان كانت الحياة فيهما بسيطة، وصغيرة جداً، داخل شقة، داخل عمارة، داخل حي سكني، ومع ذلك كانت الاثنتان تمثلان ثورة هائلة، على النفس، وعلى المجتمع، وعلى القيم، وعلى التقاليد المتعارف عليها. ثورة (شقة الحرية) انعكست على سلوكيات ذلك المواطن، البسيط، الذي خرج من بيئة مغلقة، ومحافظة جداً، بيئة جافة، وصحراوية، إلى بيئة مفتوحة، فيها طراوة الحياة، ذات المتعة الساخنة، والإيقاعات السريعة، والروح الشبابية المنطلقة، في شكل شخصي، بينما الثانية تمثل لنا بكل بشاعة، الانفلات الأمني الذي يستوجب القتل والدمار والحرب بلا هوادة.

مازن عبد الرزاق بليلة

الوطن 21/6/2003

* * *

السعوديون في الصيف: سلّم لي على الخصوصية!

منذ كنا صغارا، ونحن نرضع حليبنا من ثدي الخصوصية المحلية وإننا شعب - سوبر - حبانا الباري جلّ وعلا بأطهر البقاع، والموقع الاستراتيجي، والنفط يسير تحت أقدامنا - رائحا وغاديا- ونحن الذين في داخل القلاع والحصون، وبقية خلق الله على الأطراف والتخوم، ونحن الفرقة الناجية، والفرق الأخرى - هالكة، ونحن أهل الأصالة - العادات والتقاليد والأصول- والبقية خارجون عن العضوية... إلى غير ذلك من المفاهيم الاصطفائية، والطروحات النرجسية، والنحنية المتضخمة، مما يلهج بذكره المتحدثون في منابرنا الإعلامية والتعليمية والثقافية. هذه الخلطة السرية من الحمولة المفاهيمية الثقيلة (الخصوصة المحلية) جعلت مواطن هذه البلاد يرزح تحت نير مسبّقات مثالية جعلته كالطاووس يتظاهر بالمحافظة عليها في كثير من الأحيان داخل حدودنا المحلية، وما قبل ركوب الطائرة المقلة له، وأنه من أهل السمت والوقار، والخير والصلاح، في اللباس والمظهر والتصرفات، وما إن يأتي الصيف، حتى يضع عصاه على ظهره ميمما شطر دول جنوب شرق آسيا، أو إحدى الدول العربية السياحية المشهورة. السمة الغالبة على كثير من أهل هذه البلاد عندما يلقي برحله في ديار العربان أو الآسيويين، ينقلب رأسا على عقب، ويستحيل إلى إنسان آخر، ليس له أي علاقة بالقيم والمفاهيم والأنساق التي نشأ عليها، ومارسها أمام الناس.. ولسنا في حاجة إلى القول إن غسيلنا ينشر على سطوح تلك الدول، فتظهر السيئات والسوءات، لاحياء.. لا خجل.. لا دين.. لا أدب.. لا سمت، صاحبنا مسرف في ماله بما يتعدى السفه .. متطرف في التعامل مع غرائزه حتى الحيوانية .. راقص من الدرجة الأولى ..فوضوي إلى أبعد الحدود، لا يؤمن بنظام .. ولا يلتزم بضوابط... ولايقف عند حدود... عنتر في الملاهي الليلية... وحاتم في جلسات المدام... وفحل الميدان، والديك الأوحد بين الدجاج.

غازي المغلوث

الوطن 21/6/2003

* * *

شرطة نسائية

المجتمع يرفض أن يتدخل رجل أجنبي في توجيه زوجة رجل آخر أو أخت رجل آخر. والملاحظ هو أن معظم توجيهات الهيئة للنساء تكون متعلقة بالشكل والملبس.. أي أنها ملاحظات لا تحتاج إلى عالم أو فقيه.. ويمكن أن تقوم بها سيدة أخرى.. المطلوب هو أن يتم إنشاء (شرطة نسائية) مهمتها التوجيه وإبداء الملاحظات للسيدات والعوائل في الأماكن العامة.

أنمار مطاوع

عكاظ 30/6/2003

* * *

شرطة نسائية

المجتمع يرفض أن يتدخل رجل أجنبي في توجيه زوجة رجل آخر أو أخت رجل آخر. والملاحظ هو أن معظم توجيهات الهيئة للنساء تكون متعلقة بالشكل والملبس.. أي أنها ملاحظات لا تحتاج إلى عالم أو فقيه.. ويمكن أن تقوم بها سيدة أخرى.. المطلوب هو أن يتم إنشاء (شرطة نسائية) مهمتها التوجيه وإبداء الملاحظات للسيدات والعوائل في الأماكن العامة.

أنمار مطاوع

عكاظ 30/6/2003

* * *

حوار الإنترنت

صوت ينطلق بمساحات الفضاء.. يتجاوز حدود القلم والورق.. والبيانات والإعلانات والخطب والوعظ والإرشاد إلى الحوار بين أفراد المجتمع بين أبناء الثقافة الواحدة.. يصل إلى تفاصيل لم نعتدها أو لم نتمرن عليها كثيراً، في عصر ووقت الإعلام المحلي الراكد، بصوت ولحن منفردين حين لم يكن متوفراً إلا هو.. وما يحدث على الانترنت من نقاشات وقت الأحداث والأزمات ومن عرض لآراء متباينة يشعر المختلفون براحة بعد التنفس في مساحة للتعبير، ناهيك عن خلق الحوار نفسه لأسئلة.. من تائه متحمس.. إلى مختلف لدرجة الاشمئزار من كل هذا الذي يحدث! ومهما يكن.. فإن المنتديات والحوارات على الانترنت بمساحة طرحها التي تفوق كل وسائل الإعلام، بما فيها تلك التي نجدها متفردة في حريتها - أوجدت لكل الآراء المتطرفة والمتشددة إن جاز التعبير مساحة ووسيلة غير مسبوقة للتعبير.. للصراع العلني.. لحرية التعبير والتفكير والاختلاف والحوار؟؟ من المهم التأكيد اليوم على أن التعبير الإلكتروني والمختلف عما قد تطرحه القنوات الرسمية هو أمر متوقع بعد رحيل - ولو جزئيا - لذاك الصمت المطبق للأصوات المتعددة، قد يأخذ بعضهم هذا الصراخ والتناقض والفوضى الإلكترونية بحساسية، لكنه التطور الطبيعي عند التحولات أو مفترق الطرق، وحين تتصاعد الأسئلة الكبرى؟

ناصر الصرامي

الرياض 16/6/2003

* * *

أي نوع من الاستقرار نريد؟

أصبح الاستقرار الأمني وتفادي الهزات والخضات الاجتماعية الهاجس الأول لكل الحكومات العربية. لكن الاستقرار مفهوم هلامي أو سلاح ذو حدين قد يحصل بسببه الافتراق أحيانا بين الحكومات والمواطنين. حتى الآن، نرى أن الاستقرار بالمفهوم الحكومي يعني فرض النظام والطاعة بالقوة والتخويف، وتجنيد نوع معين وعتيق من الإعلام لتلميع صورة السلطات وإبراز محاسنها وأفضالها، ووضع ذلك مقابلا مضادا لما سوف يحدث على يد الإرهاب والتخريب وضياع الأمن والنظام. الافتراق بين السلطات والشعوب يأتي حين يكون هم السلطة الأول هو المحافظة على الأمر الواقع كما هو، دون نقلات نوعية وشجاعة في المفاهيم الثقافية والاجتماعية فعلا لا قولا. الآن، وبعد كل هذه النوازل تحاول الحكومات العربية أو بعضها إنقاذ ما يمكن إنقاذه... أي محاولة إنقاذ نفسها كحكومات ودول ومحاولة إنقاذ الوطن والمواطن من أن يفتك بهما الإرهاب والعصبيات والمذهبيات والفوارق الكبيرة في مستويات المعيشة. بدأت الأنظمة تتحدث علنا عن الانفتاح الفكري وعن الحريات الشخصية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الأقليات.. إلى آخر ما في القائمة من أمور هامة للعالم الخارجي ووسائل ضغط، أي إن الحديث العلن في هذه الأمور بدأ يخرج من ظلام المحظور إلى نور المباح استجابة لضغوط خارجية يستحيل الدخول معها في مجابهة مفتوحة.

جاسر الحربش

الوطن 21/6/2003

* * *

صحفي سابق!

الصحفي لا يمكنه الإساءة للدولة، أو التعرض لرموزها أو أيّ من أجهزتها السيادية المختلفة!، فهو يدرك تماما ما ينتظره من مصير، قبل انفلات أيّ محاولة ساذجة منه للقيام بذلك العمل!. والمشكلة لا تكمن بالإساءة - فهي ليست هدفاً صحفياً- بل هي في شكلها وتفسيراتها المتخلفة، والتي تترك للبعض (كالعجينة) في يده، يطوّعها ويشكّلها حسبما يشاء!، وهنا تكمن الأزمة.. أزمة الفهم والتفسيرات المغلوطة، وفتح الباب واسعاً لتمرير ما لا يجب أن يُمرّر! لكن (الثابت) و (المخلص) لمهنته اليوم، يظل عاجزاً عن الصمت (أحياناً)- حتى في ظل التشكيك- حيال ما يصدر عن أجهزة الدولة من ممارسات أو تشريعات خاطئة - وهو ألطف ما يمكن أن توصف به!

علي الظفيري

الوطن 14/6/2003

* * *

مأزق أبناء القبائل

يشكو أبناء القبائل في المملكة ممن تورط أفراد منهم في أعمال إرهابية دولية. إنهم أصبحوا يعانون الآن في إجراءات السفر إلى الخارج، بسبب تشابه اسم القبيلة بين الأبرياء من شباب القبيلة مع اسم العائلة الأخير من المتورطين. ويقول هؤلاء إن قبائلهم تتكون من عشرات الآلاف من الأفراد الذين يشتركون في اسم العائلة الأخير، وإنه لا يمكن تعميم خطأ فرد أو عدة أفراد على جميع أبناء القبيلة، وليس من حل لهذا الإشكال الذي يأخذ الأغلبية بجريرة أفراد معدودين، إلا أن تتفق القبيلة على عدم حمل رجالها وأبنائها لاسم القبيلة الذي أصبح حمله يرتب مشكلات أمنية واجتماعية لحامله، حيث تجد اسماً من الأسماء يحمله عشرات أو مئات من أبناء القبيلة ممن اختاروا الاسم الأول وفرض عليهم اسم القبيلة الأخير. وفي هذا تبعات خطيرة لحاملي اسم واحد من قبيلة واحدة، سواء تعلق الأمر بالحقوق الخاصة أو العامة.

سليمان العقيلي

الوطن 14/6/2003

* * *

القابلية للعنف

لماذا نحن فقط نحرق أوطاننا ونفجر وحدتنا ونفرق كلمتنا ونمنح الذرائع تلو الذرائع لكل غريب قوي متربص بنا؟ أحسب أن شيئاً من تلمس الجواب يكمن في ''القابلية للعنف'' في ثقافتنا المحلية، حيث تختلط الأفكار الصحيحة بالسقيمة ببعض الموروثات الشعبية اضافة لبعض المعطيات السياسية لتعطينا مزيجاً متداخلاً وغريباً يمتلك أكثر من غيره مكان الصدارة في قيادة أفكارنا وتحركاتنا ومواقفنا. إن مثل هذا الخليط الفكري مع غيره من الأفكار الموازية والمساندة يشكل الماء الذي يلين عجينة شباب الأمة حتى تتشكل لديهم بشكل خطير (القابلية للعنف) خصوصاً في ظل انسداد الأفق السياسي عن أي مجال للمشاركة الشعبية.

عبد الله بن بجاد العتيبي

الرياض 13/6/2003

* * *

زرع.. حصد! واحتفالية التربية

... زرع ... حصد... كلمات لم تكن تعني سوى اختصار مسافة زمنية لم يتعلم المجتمع أن يقطعها، كما أن الحصاد لم يكن سوى نتيجة أولية لاستثمار المجتمع في بيئته، فلقد كانت العقول تنشد شيئاً يدفع هذا المجتمع خطوة إلى الأمام ولكن المعضلة بأن ما لا تتناوله الأيدي أو تراه العيون أو يلمسه الواقع ليس سوى آمال وهيام في الأفق البعيد. إن زمن الاستثمار في إنسان هذا المجتمع ما زال مفتوحا على مصراعيه ولكنه بدأ يتقلص مع تقلص الفرص وتزاحم هذا الإنسان على أبواب المجتمع وميادينه وفق قائمة طويلة من المجالات الحيوية. لقد تجاوز المجتمع زمن الزراعة في الأرض البكر إلى تحسين هذه الأرض. إن الحصاد الذي بدأ يلوح في الأفق يكاد يعبر عن زراعة لم توفق في بعضها وكان المنتج شيئاً لم يكن متوقعاً فهل غاب المجتمع عن بعض حقوله في زمن اللهو في أمور أخرى. لقد تشكلت أبعاد ثقافية وفكرية لم تكن متوقعة وانتهى الأمر إلى رفع الأصوات في زوايا المجتمع معبرة عن ثغرات في أروقته لتعلن احتفالية صامتة بموسم الحصاد القادم. لقد كان الجميع في هذا الحقل ينتظرون حصادا اجتماعيا متميزاً ولم يكن في حساباتهم أن يختلف المنتج عن أصل البذرة الاجتماعية.

علي الخشيبان

الوطن 13/6/2003

* * *

الخوف من التغيير

الفرق علمياً بين التغيّر والتغيير أن الأول يكون تلقائياً وعشوائياً بينما المصطلح الثاني فنتيجه لعملية تخطيطية. اليوم تتعالى أصوات تطالب بتوسيع مساحة التغيير والتعديل على كافة المستويات، وفكرة التغيير أو لنقل المطالبة بالتغيير ليست جديدة ولكن الجديد أن صوت المطالبة بها أصبح أكثر ارتفاعاً وقوة وفي المقابل هناك أيضاً اتساع في مساحة الشك والريبة بمعطيات المطالبة بالتغيير أو لنقل بشكل أكثر وضوحاً عدم ثقة في دوافع تلك المطالبة. صوت التغيير ليس جديداً في انطلاقه ولكن الجديد قوته وعلو صوته وهذا بحد ذاته سبب كاف للاهتمام به والعمل على تحقيقه على جميع الأصعدة دون أن نعتبر فكرة التغيير فكرة هدامة أو فكرة قادمة من رأس الآخر وتخدم مصالحه لأن ذلك النوع من التفكير هو أخطر شيء يهدد المجتمع الإنساني خاصة في مرحلة النمو كحال مجتمعنا.

هيا المنيع

الرياض 16/6/2003

* * *

خطاب ما قبل الدولة

لا تزال بنية الخطاب السياسي الإسلامي بعيدة عن المصطلحات التي تحدد مفهوم الدولة الحديثة، وتشكيل الرؤى الشرعية من خلالها، فالتنظير والفتوى والبيانات الصادرة عند الأزمات للتفاعل مع قضايا المسلمين توضع في سياق عصر ما قبل الدولة الحديثة، فالدولة التي ينتمي لها الفرد ويحمل جنسيتها ليس لها حضور بارز في صناعة التصورات الفقهية. جمال مبدأ وشعار التفاعل مع قضايا المسلمين شجع على التساهل مع هذا الخطاب وتركه يعزز مفاهيم ليس لها واقع حقيقي، وجعل المجتمع يعيش بعقل متداخل في أزمنته التاريخية، ونتيجة لذلك نشهد حالة العجز عن الحوار والتفاهم، وتحديد صحة الموقف وخطئه. خطاب ما قبل الدولة في الشأن السياسي ليس مختصا بفقهاء المعارضة أو التيارات المتطرفة، وإنما لم تستطع تجاوزه حتى التيارات المعتدلة والرسمية في خطابها، نعترف أنها تجاوزته عبر القناعة الصامتة لكنها لم يصاحبها تنظير علمي لتأسيس هذا الواقع معرفيا وضبطه شرعيا، بسبب العجز عن التعامل فقهيا ومباشرة مع المصطلحات في السياسة الدولية المعاصرة.

عبد العزيز الخضر

الوطن 11/6/2003

* * *

فتّش عن الإستبداد: مقتل الإبداع!

ليس من المعقول أن بلداً في مساحة قارة وبتراث حضاري عميق وإمكانات متنوعة - مثل السعودية - يكون بيئة غير مهيئة لصناعة النجوم المبدعة. منذ عقود والأسماء هي نفسها الأسماء في الثقافة والفن والإعلام وحتى الاقتصاد، وكأن هذا الوطن المعطاء الزاخر بكافة المعطيات، أصبح عقيماً عن استيلاد أسماء بارزة جديدة في مختلف قطاعات الإبداع والمعرفة والاستثمار الاقتصادي والبشري. فعندما يدقق المرء في الساحة يجد أن بلادنا وكأنها توقفت عند مرحلة السبعينيات والثمانينيات، وهو أمر مخيب للآمال حقاً. ولا بد من وقفة متأنية لتلمس الأسباب.

سليمان العقيلي

الوطن 9/6/2003

* * *

الصفحة السابقة