حماية ظالم: مآثر الشهامة السعودية

محمد منصور

وجهت السلطات السعودية صفعة مخجلة للشعور العربي المبتهج بحرية تونس، حين قبلت استضافة الديكتاتور زين العابدين بن علي في أرض الحرمين الشريفين.

قال زعيم حزب النهضة التونسي المعارض راشد الغنوشي في برنامج (حوار مفتوح) على الجزيرة: (فليذهب بن علي إلى الجحيم لكنني لا أحب أن يكون في قبلتي) أي في أرض القبلة التي يتوجه لها المسلمون خمس مرات في اليوم.

ورد الشيخ القرضاوي على سؤال وجهه له أحد مشاهدي برنامج (الشريعة والحياة): الحكم الشرعي واضح، لا يجوز تأمين الحماية والمأوى لظالم.

لن يعدم الديكتاتور المخلوع إيجاد مأوى ولو بالأجرة في النهاية... لكن رمزية استضافة السعودية له تبدو مؤلمة للشعور القومي، والمسألة لا تدخل هنا في ميزان الظروف الإنسانية أو قيم الشهامة العربية... ومن المعيب حقاً أن يقارن الصحافي السعودي جمال خاشقجي في معرض رده على هذه المسألة في برنامج (حوار مفتوح) بين استضافة السعودية لزعيم وطني عراقي هو رشيد عالي الكيلاني، الذي كان رمزاً من رموز الوطنية ومقارعة التدخل البريطاني، وبين ديكتاتور لم يذكره شعبه بكلمة خير واحدة، بل اندفع إلى الشوارع كي يمزق صوره، ويقتحم مملكاته وممتلكات أقربائه فيمعن في تخريبها للتعبير عن شعور الكراهية والألم الذي طالما امتلأ به في ظل حكمه.

لا يشرف المملكة العربية السعودية باختصار أن تكون مأوى الظالمين وسفاكي دماء شعوبهم... ولن يسجل التاريخ لحكامها هذا الأمر يوماً باعتباره من مآثر النخوة العربية بالتأكيد، مهما دافع المدافعون وبرر المبررون!

القدس العربي، 3/2/2011

الصفحة السابقة