العدد 10


ولماذا السلطة الاعلامية بهذا الضعف؟!

لايوجد دائماً علاقة وثيقة بين الصحافة والعلاقات العامة، العلاقة فيها شك وريبة في معلومة مرسلة، وشك في اخرى مستقبلية، علاقة حذر ومجاملة فقط. لكن ان يغزو موظفو العلاقات العامة الرسميون الصحافة في دارها، ويمارسوا دور صحفي مشوه ومختطف عن مؤسساتهم والتطبيل لها وانجازاتها واعادة نشر تقاريرها السنوية. وكل شاردة وواردة ايجابية فقط للادارة العليا، فهذا مالا يتفق مع الصحافة ومع المهنة، بل هذا ما يدمر دورها وقيمتها خصوصاً وان ذلك كله يعنى بالشؤون المحلية الوطنية من خدمات مختلفة ومؤسسات.

لايمكن ان نتفق على ان هذا الغزو في صالح احد، ليس في صالح مهنة الصحافة ولا الوطن ولا المعلومة، ولاتخدم ولي الامر وتعينه على اداء مسؤوليته.. هو ما يتطلب فصل حقيقي ين مهنة ووظيفة الصحافة ومسؤولياتها وواجباتها تجاه الوطن والناس والادارة العليا في البلاد، وبين العلاقات العامة ومهامها الحثيثة للتأثير الايجابي وعملها الجاد لتحقيق اهداف الادارة العليا داخل مؤسساتهم.. واي خلل بذلك التسلسل المفترض في ايصال المعلومة مثل ان يمرر موظفو العلاقات العامة باسمائهم اخبارا تنشر في الصحف المحلية.. او حتى باسم (مندوب جريدة...) هو حرق وخرق لمهنة الصحافة في ابسط اشيائها.. وقيمتها.

ناصر صالح الصرامي

الرياض، 28/7/2003

* * *

أين يكمن العفن؟!

تعلو صيحات هؤلاء المتشنجين معبرة عن مرضهم الاجتماعي العضال إزاء مفردات العمل والفعل التي تشعرهم بالإعاقة. يتواصون فيما بينهم بمقاطعة تلك المطبوعة، وينادون بالإنكار على المجلة الفلانية، ويدعون بالهلاك والثبور على كاتب ذلك العمود. ألم تسمعوا بـ(خضراء الدمن). رأيت صوتاً ينادي مريديه بمقاطعة صحيفة معينة، ودار الزمن دورته لأراه وهو يوثق معلومة رقمية من أوراق تلك المطبوعة الرجيمة على مريدين آخرين... لا تعجبوا، فطبقات الصوت تريد استقطاب أكبر عدد من الجمهور، حيث يحل العمل هنا، ويحرم هناك. أيها العدلانيون: قولوا لنا بالله عليكم... أين يكمن العفن؟.

علي سعد الموسى

الوطن 15/7/2003

* * *

حملة عالمية ولكن دون مخالب

هناك اليوم ما يسمى بـ''حملة عالمية لمقاومة العدوان'' وقد انضم إلى هذه الحملة مجموعة من الفضلاء الذين يبدو أنهم متفائلون كثيراً بهذه الحملة التي أعدوها لمقاومة العدوان بالطرق السلمية كما يقولون. هل ستتمكن هذه الحملة التي سمعنا عنها من القيام بمثل هذا العمل أم إنها هي الأخرى ستحتاج إلى حماية شأنها شأن العالم الضعيف الذي تعيش فيه وتستمد قوتها منه؟ الطريف والمحير في الوقت نفسه أن هذه الحملة قررت أن تقوم بهذا العمل بالطرق السلمية وحدها وحسب الاتفاقات والمواثيق الدولية كما قال أمينها العام ونائبه، ولست أفهم كيف يمكن لأمة ـ مهما كانت ـ أن تقاوم العدوان عليها بطرق سلمية، ولست أفهم كذلك كيف تكون الطرق السلمية هذه متفقة مع القوانين والأعراف الدولية.

محمد علي الهرفي

الوطن 15/7/2003

* * *

إلى من يهمه الأمر

إن لم نستطع استيعاب هؤلاء الشباب على الأقل في الإجازات الصيفية وإعطاءهم فرصة للعمل التطوعي أو المأجور، وتوجيههم نحو خدمة الجماعة، حتما سنرى كثيراً منهم يتحول إلى صناعة العنف وإعطاء دورات على الإنترنت في صناعة السلاح كما رأينا. وبعد ذلك ليأتي من يقول بأن الشباب لا يتحمل مسؤولية وغير قادر على الإنتاج. عفوا نحن كمسؤولين ورجال أعمال العاجزون والراغبون في راحة البال على طريقة ''شراية العبد ولا تربايته''.

أسماء محمد باهرمز

الوطن 23/7/2003

* * *

إعادة إنتاج الفكر التقليدي

المقصود بالفكر الإسلامي التقليدي هنا تحديداً ذلك الفهم المعيّن للإسلام الذي يركّز على الجزئيات دون الكليات، وعلى المظاهر والقوالب والأشكال دون المقاصد والغايات، ويغفل أثناء محاولته لتنزيل الدين على الواقع عن فقه هذا الواقع بشكل شمولي، وعن المستتبعات الفكرية والعملية لذلك التفاعل الحيّ والحيوي المطلوب بين النص ومتغيرات الزمان والمكان. وهو أيضاً ذلك الفهم الذي ينطلق من عقلية التعميم والاجتزاء والتسطيح في التعامل مع التنوع البشري ومع الآخر أياً كان، داخل دوائر الانتماء الوطنية والإقليمية والقومية والدينية والإنسانية العامة، ويتعامل مع العالم من حوله إجمالاً بناءً على مسلّمات فكرية وعَقدية ثابتة، لا تنبثق من تفاعلٍ حيويٍ مباشر مع النص ومقاصده، بقدر ما تنبثق من تبنّي محاولات تاريخية كان أصحابها يحاولون ممارسة ذلك التفاعل بشكلٍ ينسجم مع خصوصية زمانهم ومكانهم المعيّنين. وأخيراً، فهو الفهم الذي يعطي مكانةً هامشيةً لدور العقل الإنساني، ولدور العلم، ولدور التجربة البشرية، في فهم الدين وفي فقه الواقع، وفي محاولات تنزيل الدين على الواقع.

من تحريم لعبة أطفال إلى تحريم أغنية معينة وكتابٍ محدد ومن تكفير مطربٍ هنا إلى الحكم بردّة أديبٍ أو مفكرٍ هناك.. تنتشر منهاجية التحريم والتكفير شيئاً فشيئاً وتحاول تنزيل ملامح ومنطلقات الفكر التقليدي على وقائع الحياة المعاصرة على شكل ممارساتٍ ظاهرها الحفاظ على الدين وقيمته ودوره في تلك الحياة، بينما هي في حقيقتها تعبر عن محاولاتٍ مستميتة للحفاظ على الدور والوظيفة.. وهي محاولات تنبع في أحسن الأحوال من سوء ظنٍ بالغ بحقيقة الكمون الموجود في الإسلام ومن جهلٍ مريع بطبيعة الواقع المعاصر، وتنبع في أسوأ الأحوال من حرصٍ شديد على المصالح الشخصية والذاتية، المادية منها والمعنوية، والتي تترتب على استمرارية دور ووظيفة الفكر التقليدي المتشدد.

وائل مرزا

الوطن 25/7/2003

* * *

الخدمة العسكرية حلٌّ للعنف

ما الذي حدث لهذا الشعب الودود وكيف تغيرت الرؤية العالمية للسعوديين وأصبحوا يعاملون بطريقة غير إنسانية وينتظرون أسابيع للحصول على تأشيرة من أي دولة وخاصة أمريكا وأوروبا وكأنهم يبحثون عن عقد عمل في تلك الدول؟ كيف انقلبت كل تلك الموازين وصنفت السعودية على أنها من دول الإرهاب؟ ما لمسناه في شبابنا اتجاهين مختلفين إما اتجاه متطرف باسم الدين يحرم ويكفر ويأمر بالعنف على المجتمع والحكومة ويفسر الدين كما يحلو له. وإما اتجاه آخر ليس له علاقة بشيء يبحث عن الأغاني والفيديو كليب والأفلام الغربية والملابس الغريبة وقصة الشعر والتسكع في المراكز التجارية. ما أفسده المنزل وأفسدته المدرسة والجامعة والمجتمع لن يصلحه إلا الخدمة العسكرية الإجبارية.

أسامة التركي

الوطن 27/7/2003

* * *

تجارة الكاسيت وتزييف الوعي

لربما أن الأمة لم تشهد جرم جنايات التصنيف كما شهدتها في علو شأن الكاسيت في عصرنا هذا ولا أحد سواهم (تجار الكاسيت) من شب أوار ناره المستعرة بصورة مقرفة! وهل أن أحدا حينها لم يطله أذى ابتداع موبقات التصنيف؟! تلك التي أتت حتى على الأخضر من التدين الصادق ولعمري... كيف ننسى مشتغلا في شرح متن في العقيدة لا يحفل السوق بكاسيتاته العلمية دون أن ترتفق بأسئلة عامة؟! ابتدعت ممارسة النهي عن المنكر في افتضاح علني ليس به شيء من سمت النبوة وأحسب أن أعلى رقم توزيعي لذات الشيخ الفاضل كان من نصيب كاسيت اشتغل فيه على توصيف جملة من كتاب إسلاميين بالعلمنة نتيجة دراسته الأكاديمية التي تأسست على فهوم مغلوطة لمصطلح العلمنة يدركها النابهون!

خالد السيف

الوطن 28/7/2003

* * *

لغة الحوار... إلى أين؟!

في هذه الأيام نحن بحاجة إلى لغة الحوار الصريح الواضح الذي يضمن الشفافية والبعيد كل البعد عن الأساليب التقليدية والظن بأن ما يقوله الشخص أو يطرحه من آراء يمثل هجوماً شخصياً على الآخرين ويجب الدفاع وبكل ما نملكه من قوى ومهارات في الكتابة واستخدام العبارات التي يمكن من خلالها الرد بلغة يتضح منها الاستياء، والامتعاض، والسخط حيال الآراء أو ما يطرحه الآخرون. الأساس هنا هو أن يكون هناك حوار هادئ ومنطقي يتم من خلاله التوصل إلى اتفاق يؤدي في النهاية إلى تطوير، أو تعديل، أو تحسين موضوع النقاش والوصول به إلى المستوى المطلوب الذي يضمن قدراً من النجاح ويحقق الأهداف المخطط لها. ومن يقوم بالرد بعنف وقسوة على هذه المقالات ويصر على عدم تقبل آراء الآخرين، يحتاج إلى بعض المهارات التي من أهمها مهارات الاتصال مع الآخرين وإلى اكتساب مهارات تقبل الرأي الآخر والحوار المنطقي.

عامر عبد الله الشهراني

الوطن 31/7/2003

* * *

.. من أجل الوفاء للحقيقة!!

هل ما يجري من نقد، يصل أحياناً للتحامل، وحتى التسفيه بأخلاق ومشاعر الآخرين، نموذج لانفجار مكبوت، يريد أن يعبر عن مخزون الغضب بين فئات من مجتمعنا، سواء كان ذلك على موقع الإنترنت، أو الفضائيات، والصحف العربية المهاجرة؟

إننا بحاجة أن لا نكون معلمين وحكماء، ندين، ونكفر، ونرهب من يختلفون، أو يتعارضون مع طروحاتنا، لأن النضج الثقافي، والوعي المتطور، يأتيان من خلال الممارسة دون القطع بالأحكام على الأشخاص أو شرائح المجتمع، وحتى نتعلم كيف نجادل ليس المطلوب محاكمة التاريخ، ونشر معلومات صحف السوابق وملاحقة كل بريء بتهمة غير صحيحة، بل بالقبول بأننا نتساوى بالمسؤولية تجاه الوطن، حتى لو اختلفنا بالأفكار والمذاهب، وحتى الأصول والفروع القبلية والمناطقية.

كلمة الرياض

الرياض، 13/7/2003

* * *

اليد الواحدة لا تصفق

الخطاب الفكري من خلال الإعلام الرسمي و حتى الشعبي ضعيف و يعتمد على الخطوط العامة ولا يصل إلى تفنيد أسانيد الفكر الإرهابي، باختصار هولا يرقى لمستوى الخطر، والتحسن فيه خاصة من ناحية وضوح الطرح مقارنة بأول أيام تفجيرات الرياض كبير لكنه لم يتطور وينمو كما يفترض بل بقي حبيساً يعلن عن مواجهة توجهات فكرية عامه متفق على غلوها وتطرفها، لكنه لا يتطرق إلى التفاصيل كما لا يضرب الأسانيد والأدلة التي يدعي منظّرو الإرهاب الاستناد عليها شرعياً، وهذا خطر مستقبلي كبير.

عبدالعزيز السويد

الرياض، 27/7/2003

* * *

سعودة.. آخر كلام

رأت الجهات المشرفة أن تعطي تجار الذهب مهلة ثلاث سنوات تنتهي بغرة 1424هـ تكون خلالها جميع محلات بيع الذهب قد شُغلت بباعة من المواطنين، وقد جعل هذا القرار بعض باعة الذهب يتخلون عن محلاتهم ويُقبِّلونها لغيرهم لعدم قدرتهم على إحلال المواطنين أو لعدم قناعتهم بالخطوة! ولكن الذي حصل أن المهلة مُددت إلى غرة عام 1425هـ، مما جعل بعض الذين أقفلوا محلاتهم يعودون مرة أخرى إلى الساحة بعمالتهم الوافدة وكأن شيئاً لم يكن!

محمد أحمد الحساني

عكاظ 15/7/2003

* * *

وزارة التربية تعدل الكتب

أوصت لجنة فحص الكتب الثقافية الموجودة في مكتبات المدارس بسحب 12 كتاباً وتعديل 5 كتب.. ومن هذه الكتب كتاب نهج البلاغة وكتاب الأمثال الشعبية لمؤلفه عبدالكريم الجهيمان.. وهذا المنع يدل على أن الوزارة تؤمن بأن طلابها لم يبلغوا الحلم، ولابد من فرض وصاية عليهم وتقرير ما يمكن أن يقرأوه، وما لا يمكن قراءته، وهذا في الحقيقة اعتراف من الوزارة بأن طلبتهم وطالباتهم ليسوا مسلحين بسلاح النقد، وأن العملية التعليمية لم تستطع تعليم الطلبة علم قراءة النصوص أو علم نقد النصوص.

عابد خزندار

عكاظ 15/7/2003

* * *

مدينة الاشلاء

يكثر الحديث هذه الايام عن أوبئة او امراض جديدة في منطقة جيزان.. تماماً.. كما تواتر طويلاً الحديث خلال السنتين الماضيتين عن مرض الوادي المتصدع وامثاله من الامراض والمشاكل.. سواء الصحية منها او البيئية المستوطنة. لا اكاد اشعر بأن احداً من المسؤولين يتصدى لهذه المسؤولية والا لما استمر هذا الحال سنوات طويلة ولما اصبحت المنطقة اقرب منها الى الاشباح منها الى المنطقة التي تنعم في طياتها الكثير من اوجه الخير والثروات الطبيعية النائمة.

هاشم عبده هاشم

عكاظ 19/7/2003

* * *

المزايدون الضالون

لعله من الصواب ومن أجل الصالح العام أن نتوجه بالدعاء الخالص إلى الله تعالى أن يمنح الأمريكان الكثير من الصبر والتحمل للبقاء في العراق فترة كافية لترسية وتثبيت التوجه الديمقراطي والتنمية الاقتصادية الاجتماعية، فلو قَصُر بال الأمريكان وضاقوا ذرعاً بهذه الحرتقات والمضايقات والتجاوزات والضوضاء المفتعلة وقرروا الانسحاب الكلي أو الجزئي وتدويل إدارته فإن حرباً شعواء أهلية ستقوم بين كل الأطراف لا تبقي ولا تذر. إن إزاحة حكومة صدام غير المسبوقة في دمويتها وقسوتها وظلمها وعدوانها على شعبها وعلى جيرانها كانت إزاحة مباركة وضرورية وتحريراً لوطن مستعبد، إن ما قام به الأمريكان هو في الواقع وفي ميزان الإنصاف حرب لتحرير العراق مما هو أشد من الاستعمار وهو الاستعباد المهين لإنسانية الناس.

عبد الله ابو السمح

عكاظ 19/7/2003

* * *

التعليم وحرية القرار

قرر مجلس الشورى عدم جواز قبول الطلاب السعوديين بالمدارس الأجنبية في المملكة، جاء مخيباً للآمال وغير مبني على الواقع، تسيّره نفس العواطف التي جعلتنا نحجم عن اتخاذ الكثير من المبادرات انطلاقاً من تفكير عاطفي. هناك حوالي 1200 مدرسة أجنبية في المملكة يدرس فيها حوالي 81000 طالب وطالبة، ولا يشكل السعوديون سوى حوالى (سبعة من ألف) من عدد هؤلاء حيث لا يتجاوز عددهم 572 طالباً. إن رفض مجلس الشورى الموقر فتح باب التعليم الأجنبي للراغبين من المواطنين لتعليم أبنائهم وفقاً لمناهج أكثر تواؤماً مع متطلبات العصر دون الإخلال بالحد المناسب من العلوم الدينية واللغة العربية وتاريخ البلاد، الذي تفرضه وزارة التربية والتعليم على تلك المدارس هو، في اعتقادنا، وقوفاً أمام (حرية الاختيار) التي يجب أن تكون في يد صاحب الأمر، وهم هنا أولياء أمور الطلاب، فهم أكثر حرصاً على مصلحة أبنائهم من غيرهم.

عبد العزيز حسين الصويغ

عكاظ، 20/7/2003

* * *

العيب فينا وفي أهالينا

ألم يكن مدير عام الشؤون الصحية وطاقمه الإداري من حوله جيزانيي الجذور، يشمون هواء المدينة الحالمة؟ ألم تكن كوادر المسؤولين بتلك الإدارة بالتحديد ضاربة بجذورها في تراب هذه المنطقة الزكية؟ وألم يكونوا هناك على كراسيهم قبل المتصدع وبعده، قبل التدويد وبعده فلماذا لا يستيقظ فيهم الضمير فيعملوا على ''الثغرة'' التي أؤتمنوا عليها بذات الإخلاص ولماذا لم يشتغلوا بهمهم اليومي بدلاً من عبارات ''النفي''؟ ولماذا لا تأخذهم ولو مجرد الغيرة من أبناء المناطق الأخرى ولماذا أخيراً لا يتركون سرج الحصان لمن هو قادر على ترويضه؟ ألم يكن مدير الزراعة والمياه بهذه المنطقة ابناً من أبناء جازان الحبيبة قبل المتصدع والتدويد فلماذا لا يتقدم بمشروعه المتكامل لكي يشخص العلة والحالة ثم يتبع المشروع بالجهد والعرق؟ ألم يكن مدير صحة البيئة وطاقمه في البلدية الموقرة سليلي أسر جازانية فلماذا يعجزون عن تشغيل الحد الأدنى من سيارات الديزل الرخيص لمحاربة الذباب الأزرق الذي يرقد على مكاتب الجميع؟ ألم يكن مديرو التعليم والمواصلات والضمان والعمل وبقية الطابور من أهل هذه المنطقة؟

علي سعد الموسى

الوطن 17/7/2003

* * *

الخوف والتهديد إلى أين يسوقنا؟

تحت الخوف تنفجر الفوضى. أو تُصنع تحت الخوف وفيه أقسى القوانين. أظلمها أنه أداة عنيفة، كافية لفرض إرادة الأقوى، والأقوى هنا هو الأكثر قدرة على إنتاج الخوف. ''مونتسكيو'' وضع الخوف كضد للاعتدال في تصنيفه لأنظمة الحكم. وربط الاعتدال بأنظمة التعدد والحرية، والخوف بأنظمة الاستبداد، الطغيان، والتسلط. إذا رأيت مبشرا، ينادي في الناس بدعوته، يمكنك أن تتنبأ بما في قلب الدعوة، من منهجه في التبشير: بالاعتدال أم بالتخويف؟

بدأ الأمر عندما نُشر خبر في موقع إخباري إلكتروني يتضمن معلومات ''من مصادر لا يرقى إليها الشك'' عن وجود برنامج إرهابي لاغتيال عدد من الكتاب السعوديين. بعدها بأيام نُشرت في موقع آخر فتوى عن حد الردة، تضمنت إشارة إلى عدد من الكتاب تصنفهم كمرتدين ومفسدين في الأرض. والفتوى كانت مذيلة باسم رجل معروف نسبيا على الشبكة. ثم نُشر بيان قصير مذيل بذات الاسم ينفي كاتبه أنه أصدر الفتوى. هذا النفي تضمن العبارة التالية: (الفتوى المزعومة ليست لي ولم أحبرها ولم آذن بها، على الرغم من أنها لم تقل شيئا سوى ما أقره الله سبحانه في كتابه... إلا أن الصدق يلزم أن ننبه إلى أننا لم نُفت بها). ثم نشرت عكاظ مقالة حسين شبكشي المعنونة (إنهم يرونه بعيدا) وصفت بأنها تسويق للانحلال والترذل. أخيرا، صرح شبكشي لوكالة الأسوشيتد برس أنه تلقى رسالة إلكترونية تهدده بالاغتيال. القصة الصغيرة أعلاه، ليست إلا قصة عن تجارة الخوف والتلاعب بالمشاعر. عن تضخيم الأشياء عمدا إلى حدودها الأقصى والأكثر إرهابا. عن صناعة شيء يشبه العصا التي يحشد بها الراعي قطيعه من البهائم، ليُحشد بها قطيع من البشر. يصير الاطمئنان نوعا من السذاجة. أما تصديق هذا الخوف، طاعة هذه العصا، فتكون تعقلا. هكذا ننتهي لأن يكون الخوف هو القانون الوحيد الذي يحكمنا، ونتحاكم إليه.

إيمان القويفلي

الوطن 24/7/2003

* * *

هل هي عنصرية جديدة؟

فضيلة الشيخ عبد الله المطلق: تابعت حلقة (فتاوى على الهواء)، وفوجئت ببعض الملاحظات؛ الأولى، وقوفك الطويل وتركيزك غير المبرر حول مسألة (الصوت والريح).. وسؤالك للمرأة المتصلة هل خرج منها ريح.. هل شمت ريحاً.. هل سمعت صوتاً.. أوَ لم يكن من الممكن اختصار الإجابة بدلا من تكرار الصوت والريح فترة طويلة؟! أمر آخر، حول المتصلة الأخرى، صاحبة الشعر (الأشقر) والتي حاورتك حول صبغ شعرها، والتي قلت لها: (أنت شاذة)! ألا ترى معي يا فضيلة الشيخ أنك قسوت عليها بهذه الكلمة، أليس في القاموس كلمة ألطف من هذه الكلمة؟! أمر ثالث، وهو قولك في ذات السياق أنك لا تخاطب الشقراوات! عذراً مرة أخرى صاحب الفضيلة؛ أوَ ليس من المسلمات من هن شقراوات؟!

صالح الشيحي

الوطن 26/7/2003

* * *

العود في أرضه قد يصبح حطبا!

ما الذي يجعل هذه الوزارة تفضل غير المواطنين على المواطنين وتجعل لهم ميزات خاصة دون أن يكون لهم أي مميزات بل إنهم أحياناً يكونون أقل مؤهلات من المواطنين ومع هذا كله يفوقونهم في المميزات المادية. أدركت بعد فترة من الزمن أنها ليست كذلك وأن هناك بعض الدوائر الحكومية وغيرها تمارس مثل هذا الدور. شركة أرامكو السعودية وضعت سلما لرواتب موظفيها يجعل الأمريكان على قمة هذا السلم من حيث الامتيازات المادية بكل أنواعها يليهم السعوديون - مع الفارق الكبير - ثم الجنسيات الأخرى. وبطبيعة الحال لا نجد تفسيراً لمثل هذا العمل، ولا أظن أن هذا الأمر يحصل في أي بلد على وجه الأرض ولا أظن كذلك أن أي عاقل سيجد له تفسيراً مقبولاً. وإذا تركت هذه الشركة إلى القطاع الصحي في بلادنا فسأجد أن هذه الصورة البغيضة تتكرر في هذا القطاع خارج إطار وزارة الصحة في القطاعات الصحية الأخرى في بلادنا وهي كثيرة.

محمد علي الهرفي

الوطن 29/7/2003

* * *

الصندوق اللبناني.. عفواً السعودي للتنمية

الذي أعرفه جيداً أن الصندوق السعودي للتنمية يقبع الآن في بناية ضخمة بأحد شوارع الرياض والذي أنا متأكد منه أنه يصرف موازنته ''المليارية'' من أحد البنود الرئيسية في الموازنة العامة للدولة. أكثر من هذا، أظن والعلم عند الله، أن هذا الصندوق المحترم ليس إلا مؤسسة عامة غير ربحية هدفه الأساسي تمويل مشروعات التنمية الوطنية.

على طرفي مدينة بيروت ومن مدخليها الشمالي والجنوبي ترحب بكم لافتات الصندوق السعودي للتنمية. فهنا قرب مطار بيروت نفق يقام بتمويل الصندوق، وهناك على مشارف جونيه في بوابة الشمال يتبرع صندوقنا الهمام الكريم المحترم بإقامة مبنى عملاق لدار المعلمين اللبنانيين. بدءاً من يوم العودة للوطن الحبيب سأتجول في ربوعه علّني أنعم باصطياد لوحة مشابهة تتحدث عن دور الصندوق السعودي للتنمية في شوارع بلدي وفيافيه وأزقته.

علي سعد الموسى

الوطن 30/7/2003

* * *

سيناريو ملاحقة الإرهابيين!

بدون شك أن كشف مسلسل الإرهابيين إنجاز كبير، لكن ما يخيفنا أن هذه العناصر استطاعت أن تنوع بأساليبها، حتى أن حجم المتفجرات والأسلحة التي عثر عليها أخيراً يضعنا أمام قضايا معقدة مع دول المصدر، أو عصابات التهريب لهذه الأسلحة، وقد لا يكون بمقدور القوة أياً كان حجمها مراقبة حدود المملكة البرية والبحرية. الأمر الآخر، وهو تقصي العناصر التي جندت تلك الفئات سواء بواسطة المساجد، أو الاستراحات التي تحولت إلى معامل تفريخ، ومستودعات للأسلحة أن لا تكون بعيدة عن المراقبة والمساءلة، وأن يعمل بنظام الفنادق سواء للاستراحات، أو الشقق المفروشة، بأن تكون المراقبة للمستأجر سريعة وفعالة.

كلمة الرياض

الرياض، 23/7/2003

* * *

نختلف في الإدراك فنحتاج للحوار

وعندما يقوم حوار أو اتصال إنساني فإنه يستند على قضية الإدراك، فإذا كان الإدراك مشوهاً فهذا يقود إلى نفس النتيجة بالنسبة للحوار والاتصال. النقطة الجوهرية هي مدى صحة ادراكنا وتفسيرنا للاشياء المحيطة بنا، فسلوكنا يعتمد عليها وهنا تكمن الأهمية، فقد يستمع شخصان الى نفس المحاضرة ثم يختلفان حولها، فأحدهما يرى ان المحاضر مبالغ في النقد، والآخر يرى انه صريح وصادق. عندما نختلف بسبب ادراكنا المختلف للأشياء، فإن السبيل المناسب للوصول الى فهم مشترك، وقرار يحظى بالأغلبية، هو الحوار، وطرح الاسئلة، أما أن نصدر الأحكام القاطعة، والآراء المؤكدة غير القابلة للنقاش فهذا سلوك يؤدي الى التنافر، والبغضاء، والعمل الفردي، والتقييم غير الموضوعي لآراء الناس، فكيف سيكون حال المجتمع إذا كانت هذه الصفات هي سمات أفراده!

يوسف القبلان

الرياض، 9/7/2003

* * *

أصبحنا ظاهرة صوتية

اليوم كلما فتحت محطة فضائية عربية وجدت رجلا سعوديا يتكلم عن الإصلاح السعودي القادم، وآخر يتكلم بكل تجل عن حقوق المرأة السعودية الضائعة وثالث يتكلم عن بطالة الشباب السعودي ورابع يناقش ضعف خدمات الانترنت وغلاء خدمات شبكة الاتصالات الهاتفية وآخرون يناقشون اسباب عدم نجاح السعودة. والملفت لاتساع تلك الظاهرة الصوتية الفضائية ان المرأة السعودية ايضا دخلت في اللعبة ورأينا الكاتبة والطبيبة تناقشان قضايانا فضائيا. لنفتح الحوار وبشكل اكثر دقة واكثر مواجهة ولكن ليكن كل ذلك في بيتنا وليس بيوت الجيران. أعتقد ان إكثارنا من اللقاءات الفضائية وطرح مشاكلنا بالشكل الحالي لها بعد نفسي حيث جاءت كرد فعل طبيعي على طول صمتنا غير الصحيح. علينا ان نفتح كل ابواب الحوار والنقاش ولكن عبر قنواتنا المحلية وان نكسر كل الحواجز النفسية والرقابية التي تحد من وضوح طرحنا وان لا يكون هناك ما يمنع من طرح كل القضايا وان تقام مناظرات بين المفكرين وبين اصحاب القرار بشكل عام.

هيا المنيع

الرياض 7/7/2003

* * *

محمد بن عبدالوهاب والإرهاب

سبحان الله يتحدثون الآن عن (الإرهاب الديني) وكأنه لم يولد إلا اليوم في قلب الجزيرة العربية.. وينسبون هذا الإرهاب إلى مناهج فقهية لعلماء ماتوا منذ أكثر من ثلاثة قرون! هل كان الإرهاب الديني المتطرف الذي ولد في مصر والجزائر وأفغانستان وباكستان على صلة بالدعوة الإصلاحية في نجد؟! وهل كان منظرو وعرابو هذا الإرهاب من تلاميذ الشيخ محمد بن عبدالوهاب؟! أم أن البعض وجد في الأحداث الجارية الفرصة الذهبية للانقضاض على منهج دعوي تعايش مع الإنسانية بكل سلام لأكثر من 300 سنة دون أن يهدد سلامة أحد أو يزرع قنبلة في دار أحد! ابحثوا عن أسباب هذا الإرهاب حيث زرعت بذوره في (بيشاور) وغيرها وابحثوا عمن سقا هذه البذور وتعهدها بالرعاية!

خالد حمد السليمان

عكاظ، 22/7/2003

* * *

المجالس البلدية

من مجلة اليمامة العدد الصادر في 26/6/1964م جاء هذا النص: (سيدلي المواطنون في الرياض عصر غد وعصر اليوم الذي يليه بأصواتهم لانتخاب أعضاء المجلس البلدي لمدينة الرياض واليمامة تحث المواطنين على الحضور لأماكن الانتخاب للإدلاء بأصواتهم كما تحثهم على اختيار الأكفاء الذين يضعون المصلحة العامة فوق كل اعتبار) ولعل هذا آخر مجلس تم انتخابه في مدينة الرياض، وربما في بقية المدن الأخرى، وقد جمدت هذه المجالس كما حدث لمجلس الشورى في ذلك العهد إذ كل ما مات عضو من أعضائهما لم يجر انتخاب عضو آخر مكانه، ومع تقلص الأعضاء تقلصت صلاحيات المجلسين، وتقلصت الاجتماعات، وفي النهاية كما قلت جمد المجلسان، ولا أدري من بقي من أعضاء كل مجلس يشرحون لنا السبب في تجميد المجالس مع أنها كانت تؤدي دوراً مهماً في خدمة المدن، وأحسب أن كل العشوائيات التي نمت كالفطر في كل مدينة كانت بسبب غيابها، ونفس الشيء يقال عن التجاوزات والتعديات على المال العام والحدائق وغيرها من المرافق.

عابد خزندار

عكاظ، 25/7/2003

* * *

البطانة السيئة

إنهم البطانة السيئة الذين يزينون للحاكم سوء عمله، ويحشدون التصفيق المطرب لكلماته، ولا ينقلون له إلى ما يبعث الأسارير في نفسه، ويوصدون عليه الأبواب فلا يقرأ سوى تقاريرهم المنمقة، ولا يطرب إلا لألحانهم المزيفة، فيخونون الأمانة بداية؛ ثم هم يستمرئونها حتى النهاية. وهكذا قاومت الأطراف البعيدة ـ في العراق ـ بصدق، وانسحب الأقربون الانتفاعيون بسرعة. إن الولاء الحقيقي والوطنية الرفيعة هما في النقل الأمين للواقع، والنصيحة المخلصة النزيهة، التي تجنب البلدان العربية الأخطار المدلهمة، وتحمي النظم السياسية من أخطائها، وتدفعها إلى التطور المستمر مع العصر. وليس في تقارير المطربين الذين يعزفون الألحان المسكرة التي تغيِّب الحكام عن أحوال شعوبهم، ومطالبهم في الحرية والعدالة والمساواة. والذي يريده المخلصون: صحافة حرة منفتحة على أوجاع الناس، وتنظيم الاجتماعي الأهلي الحقيقي الفعال الذي يؤسس لشراكة حقيقية مع القيادة السياسية.

سليمان العقيلي

الوطن، 19/7/2003

* * *

السعوديون.. والوعي المنقوص بالتاريخ والعصر والعالم !

نحن ولله الحمد أزهد خلق الله في الثقافة، وفي عقول المثقفين، وأفكار المفكرين. الثقافة كانت مستبعدة، فمراحل التنمية التي قطعناها كانت مادية صرفة، لم تساوقها نهضة ثقافية معرفية. ولا يعسر علينا تلمّس ذلك، فالسعوديون أقل خلق الله معرفة بالعصر والعالم والتاريخ، وأكثر المجتمعات توجسا وحذرا من الآخر. وأقلها تفاعلا مع الجديد من الرؤى والأفكار والمعارف. ثمة إشكالية حقيقية في مجتمعنا المحلي يمكن تسميتها (الوعي الزائف) بالحياة المعاصرة، وبالعصر الحديث من جهة، ومن جهة أخرى التاريخ القديم والمعاصر. ذلك أن الرؤية التي تعطينا تصورا متكاملا للعالم الجديد أو رؤية عقلانية للعصر شبه معدومة. إذا ما علمنا أن نسبة ما درسناه عن العالم في مدارسنا النظامية لا تتجاوز (14) ورقة كما دلت على ذلك إحدى الإحصائيات التي نشرت أخيرا في بعض وسائل الإعلام، وأن مصادر التثقيف المحلية الأخرى محدودة جدا - أدركنا - مقدار الفجوة الثقافية العميقة التي تفصل بيننا وبين العالم والعصر.

غازي المغلوث

الوطن 19/7/2003

* * *

مواسم الإحصاء

ظهرت في الأعوام الثلاثة الأخيرة نسب إحصائية يمكن أن يطلق عليها في أحسن الأحوال أنها نسب اجتهادية، حيث قيل إن نسبة الشباب دون العشرين في المملكة تتجاوز 75%، وقيل تتجاوز 80%، كما قيل إن نسبة البطالة نحو 8%، وقيل 30% وقيل أكثر من 45%، ولا أحد يعلم الحقيقة، لأنه لا يوجد إحصاء دقيق للسكان يمكن من خلاله الوصول إلى إحصاءات أخرى أهمها عدد العاملين وعدد العاطلين، وعدد مستوري الحال، وعدد الفقراء والمعوزين وهذان الأمران ـ أقصد العاطلين، والفقراء ـ هما أهم وأخطر مشكلتين تواجهان بلادنا، ولا بد لمواجهتهما من التسلح بالمعلومات الدقيقة والإمكانات الجيدة.

قينان الغامدي

الوطن، 30/7/2003

* * *

الصفحة السابقة