العدد 14


متى تفجّر نفسك هذا المساء؟

ليل الدم في الرياض


محاسبة المسؤولين

لم يسبق أن حدث مثل هذا التجانس بين الصحافة والمواطنين. أصبحت الصحافة تنشر وتكتب دون تجميل أو تزييف وهناك من المواطنين الشرفاء الغيورين لديهم من الأسرار والتجاوزات التي ضربت مصلحة الوطن وهم على استعداد لتقديم تلك المستندات لكشفها على الرأي العام ومحاسبة المتسببين. يجب أن يحاسب كل مسؤول في قطاعه مهما كان منصبه فإنه ليس فوق النظام. يجب أن ننشئ محاكم مختصة بمحاكمة المسؤولين الذين تسببوا في هدر المال العام أو عرقلوا مسيرة الوطن وكانوا ضد أي تطوير كان لخدمة البلاد أو اتخذوا قرارات ضد مصلحة البلاد.. ومن هنا سوف يحاسب كل مسؤول ألف حساب قبل أن يتخذ أي قرار أو يجامل أي شخص على حساب المصلحة العامة.

أسامة جمال التركي

الوطن 3/11/2003

* * *

الرقابة الإعلامية

الصحافة المحلية لا تواجه النظام المحلي المكتوب فقط وإنما تواجه شبكة معقدة من العقبات التي لها بداية وليست لها نهاية، حيث تواجه نظاماً رقابياً اجتماعياً مزاجياً تقوده قوى اجتماعية محلية مختلفة يصعب التنبؤ برأيها وردود فعلها، وهي رقابة غير نظامية لكن قوتها في هذا الفراغ حيث تستطيع قلة محدودة توتير الأجواء وصناعة معارك داخلية كبرى من أجل موضوعات تافهة أو متناقضة مع معطيات الواقع ومنطقيته، ويبدو رئيس التحرير للصحيفة المحلية أمام مهمات خارقة لاكتشاف الأمزجة الاجتماعية المختلفة المتغيرة بين زمن وآخر مع التقيد بالبروتوكولات الرسمية التي تحد من مساحة حركة أي مطبوعة محلية. لهذا تموت الصحيفة المؤدبة والتي لا تريد أن تعكر مزاج أحد، وتنجح الأخرى وهي مهارة في معركة تعتمد على عوامل مختلفة تبدأ من مقدرة التحرير على قراءة الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي المتغير دائما ليعرف مقدار الحراك الإعلامي المتاح في كل لحظة، تضاف إلى ذلك موازين أخرى تتعلق بقوة ووجاهة هذه المؤسسة أو تلك لتتمكن من الوقوف أمام بعض القوى الداخلية التي لا تفقه ماذا يعني العمل الإعلامي وضروراته.

عبد العزيز الخضر

الوطن 5/11/2003

* * *

السعوديون: 60 % تحت خط الفقر

علينا أن نعرف ولو على وجه التقريب كم عدد الفقراء في بلادنا لنعرف هل نستطيع أن نجد لهم أعمالاً أم لا. الزميل حاسن البنيان في مقاله المنشور في صحيفة الرياض في 9/10/2003 نقل عن أستاذ جامعي أجرى دراسة بحثية عن الفقر في بلادنا توصل فيها إلى أن 60% من السعوديين يعيشون تحت خط الفقر، أي إن حوالي ثلاثة عشر مليون سعودي فقراء. علينا أن ندرك أن تزايد أعداد الفقراء والعاطلين عن العمل ليس في مصلحة مجتمعنا فهؤلاء قد يكونون قنابل موقوتة تنفجر في أية لحظة ويومها قد تغرق السفينة.

محمد الهرفي

الوطن 4/11/2003

* * *

مسخرة الهيئة

كان مقال الأمير عمرو طافحا بالمرارة والسخرية لحد أنه جعل عنوانه (حرب صليبية) وملخصه أنه تقدم منذ فترة لوزارة التجارة بطلب تسجيل منتج إحدى شركاته بغرض الحماية الفكرية لهذا المنتج الذي كان اسمه المستكشف (EXPLORER) ويقول الأمير عمرو إنه لم يتلق الرد إلا بعد عام بالتمام والكمال وكان برفض الطلب! أتدرون لماذا؟! وزارة التجارة قالت إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طلبت عدم الموافقة لأن الحرف الثاني للمنتج (EXPLORER) وهو الإكس على شكل صليب وقد استفز هذا مشاعرهم الإسلامية... إي والله هذا ما رواه الأمير، فأكمل بكلام يفيض بالمرارة والسخرية، وانتهى به الأمر محتجا على ما حصل له ومطالبا بمعاملة الحالات الأخرى المشابهة بالمثل ومن ضمن تلك الحالات علامات الضرب والجمع في العمليات الحسابية وفي كتب الرياضيات التي طالب بإلغائها حتى لا يكون هو المتضرر الوحيد.

عبدالله ناصر الفوزان

الوطن 5/11/2003

* * *

نمو السكان.. وسؤال التنمية

تشير التقديرات السكانية إلى ان تعداد سكان المملكة سيصل في عام 2025م إلى قرابة 40 مليون نسمة.. أكثر من نصفهم سيكونون من القصر أو ممن تجاوزوا الستين وهو ما يعرف وفق تخريجات المشتغلين بقضايا السكان بالمستهلكين للخدمات لا للمنتجين لها. هذه الزيادة السكانية المضطردة ( 3.6- 4%) باعثة على الاستشكال والقلق حول مدى القدرة التي يمكن ان يواجه بها المجتمع متطلبات هذه الزيادة.. ومدى القدرة على وفاء الدولة باستحقاقات اجتماعية متنامية من خدمات صحية واجتماعية وتعليم بالاضافة إلى المعضلة الكبرى وهي تأمين سبل العمل والعيش الكريم في ظل أرقام متنامية للبطالة. إن قضية تنظيم الأسرة ليس بالتأكيد حلاً.. إلا ان التفكير فيه ربما كان جزءاً طبيعياً من جدلية سؤال الأزمة.. فماذا يعني أمام اخفاق الدولة في تحقيق شروط الكفاية لمواطنيها؟ ليس هناك ضمانة حقيقة بأن التكاثر السريع قادر على لجم مسارب الفساد.

عبد الله القفاري

الرياض، 24/11/2003

* * *

الحوار مع أشباح العنف

مع شناعة هذه الجريمة وما سبقها.. نجد بعض الأشخاص الذين يلتمسون أعذاراً أو مسوغات لعقد (حوارات) مع هؤلاء البغاة.. يا للعجب..! لا أدري كيف يكون الحوار مع (أشباح).! لم تتحدد لهم رؤية معينة ولا هدف واضح.. وليست لهم قيادة ظاهرة فوق الأرض.. يمكن التحادث معها على افتراض موافقة الحكومة على إجراء حوار كهذا وهو ما لاتحبذه أكثرية المجتمع السعودي.. لأن إجراء حوار مع هذه الفئة التي تجاوزت الخطوط الحمراء لكيان الدولة والمجتمع سوف يعتبر دليل ضعف في الحكومة، وعدم قدرة لقيادة البلاد إلى بر السلام والأمان والأستقرار. واذا ثبت ضعف الحكومة في معالجة هذه القضية لا قدر الله فحدث عن التداعيات الرهيبة ولا حرج!

عبد الله بن إدريس

الجزيرة 18/11/2003

* * *

محاصرة العنف بالحوار

اجتثاث الارهاب يجب ألا يصرفنا لحظة واحدة عن الاستمرار في الاصلاحات التي أعلنت على كافة الأصعدة مع العمل على فتح قنوات جديدة، لدراسة وعمل شبابنا من الجنسين، ومع بناء قاعدة دائمة للحوار، من خلال كافة المنابر المتاحة وأبرزها الصحافة والتلفزيون والاذاعة ومثل ذلك كله المسجد، إن هذا من شأنه تعويد الناس وتربيتهم على القبول بالآخر وطرح ما لديه من أسئلة بكثير من الحرية، إن بناء الأمم إنما يقوم بالحوار، فالحوار الحر والمتدفق، هو الطريق لخلق أمة خالية من العقد والتطرف، ومحاربة الآخر في بدنه ورزقه.

حسين علي حسين

الجزيرة 12/11/2003

* * *

سقوط الأقنعة!

المجتمع السعودي في أمس الحاجة لإعادة التعرف على الوجه الحقيقي لمن يعتلون المنابر ويتحدثون بالنيابة عن غيرهم تحت قناع الإصلاح. بعض التمريرات للمبررات التي تبيح للقتلة أن يستمروا في غيهم تحتاج الى توقف منعاً لاستمرار مسلسل التمويه ومنعاً أيضاً لمزيد من العنف الدموي مادام جهابذة المنابر الإعلامية يجرمون الفعل ويطبطبون على الفاعلين.. مثل الأب الحنون الذي كل ما يفعله لابنه المذنب.. أن يقول له عيب وأنا أبوك! فيقولون للقتلة فعلكم مشين ومرفوض ثم يسمونهم (الجهاديون) وشباب الجهاد! والمنتظر بدلاً من تمادي هذه الرموز في طلب ود القتلة أن تسعى مخلصة إلى التكفير عن مرحلة كان لها فيها قصب السبق والريادة حين مررت العنف اللفظي في الأشرطة السمعية المسجلة.. وخرج التلاميذ من مدارسهم يجترئون على الناس بالقول الجارح الذي أدى في النهاية إلى تبني العنف المسلح.

عكاظ 13/11/2003

جهير المساعد

* * *

الخضير.. والفهد بين المحكم والمتشابه!

كنت أنتظر، وأنا أتابع الحوار التلفازي، أن يسأل الشيخ الدكتور/ عايض القرني ضيفه الشيخ ناصر الفهد هذا السؤال أو نحوه: ما دمت بهذا الاطلاع الواسع من الكتاب والسُنَّة والتاريخ في تحريم تكفير المجتمع وعلمائه وقادته، فلماذا أخذت بنصوص (المتشابه) وتركت الأخذ بنصوص (المحكم) إلا بعد أن وقع الفأس على الرأس؟ وبين تفجيري الرياض مسافة نصف السنة.. وبإمكانهما الاتّعاظ بما حصل في حي اشبيليا لمنع ما حصل مؤخراً في مجمِّع المحيَّا!

عبد الله بن إدريس

الجزيرة 25/11/2003

* * *

مستويات إدانة الإرهاب

مما يؤسف له أن كثيراً من النخب والمثقفين والفعاليات والتيارات السياسية والفكرية تتردد في إصدار إدانة قطعية واضحة لكارثة 11 سبتمبر، وهي جريمة نكراء لا يمكن تبريرها وفقاً لأي دين أو منطق أو مبدأ أو عرف. وبدلاً من أن نقدم اعتذاراً عما فعله أبناؤنا، قام البعض من المثقفين بالشماتة أو بتوجيه اللوم إلى أمريكا نفسها خالطاً أموراً سياسية بطريقة عاطفية. الذين يدينون الإرهاب وقتل المسلمين، ويصمتون عن قتل غير المسلمين أو يدينون برقة ولا يستفظعون قتل غير المسلمين فهم في تقديري ينهلون من نفس المنهل الفكري الذي ينهل منه الإرهابيون، ولكنهم يختلفون معهم في التكتيك.

عبد الرحمن الحبيب

الجزيرة 24/11/2003

* * *

مزرعة الإرهاب

إن هناك خللاً، ومن أوجب الواجبات أن نتجاوز الإدعاء والاتكالية، وأن نعترف بتقصيرنا مواطنين ومسؤولين، وعلينا أن نملك الشجاعة في الاعتراف، فكل مريض ينكر مرضه لا يمكن أن يشفى، وكل جاهل ينكر جهله لا يمكن أن يتعلم، وكل عاجز ينكر عجزه لا يمكن أن يحقق شيئاً. ليس عيباً أن نخطئ، وإنما العيب أن ننكر الخطأ، أو أن نصر عليه، البلاد مزروعة بالإرهابيين، ومليئة بأسلحة الدمار، فكيف غزيت الأرض والأدمغة؟ هل واطأ المواطن أو غفل المسؤول؟

حسن الهويمل

الجزيرة 18/11/2003

* * *

الإصلاح مشروع ولا علاقة له بالعنف!!

هناك من يحاول، القفز على الحدث، وتجييره لـ «اجندة» خاصة به، تحت غطاءات ذكية، وشعارات ماكرة. وهناك من يجد في الظروف الطارئة، فرصة، لإثارة، قضايا ليست لها علاقة بالاحداث.. بعض هذه القضايا حقيقي ومشروع، ولا تحتاج إلى احداث دامية لاثارته، وهي قيد البحث في اطار الحوار الوطني الاصلاحي ولكننا يجب ان نحفظ لهذه القضايا، شرفها، وكرامتها، ومشروعيتها ولا نسمح لها، أبداً ان تختلط من قريب، او بعيد، بهذا العمل، الاجرامي الذي يقتل البراءة، والابرياء.

أنور الجبرتي

الجزيرة 18/1/2003

* * *

فتنة المثالية والعنف

المثالية هي رفض الاعتراف بالواقع ورفض التعامل مع حقائقه وآلياته وسننه للوصول للمثال المنشود، وفي ظل تجاوز كل أدوات الواقع ماذا يبقى غير العنف وسيلة للفعل؟ لكن العنف كوسيلة قادر على أن يكسب أصحابه موطئ قدم لكنه ليس قادراً أبداً على أن يحفظ لهم ذلك الموطئ مهما كانت دعواهم. لكن المثالية لا تمثل فقط جزءاً من تركيب الشعارات الايديولوجية، بل أيضاً من التركيب النفسي للقائمين بها، وإن كان من المعروف أن الشباب هم عصب تلك الدعاوى فذلك لأمر أبعد من مجرد حماسة الشباب، فالشباب يتمتعون بمنظور مثالي فطري للحياة لأنهم لم يستهلكوا بعد في دوائرها الضيقة، والعلاج الناجع لمركب المثالية فيهم يكمن في أسلوب تنصيب المعلم للطالب المشاغب كعريف للفصل، فجعله ينخرط في دوائر المسؤولية ومباشرة واقع الأمور تجعله أقل غلواً في مسلكه.

بشرى السباعي

عكاظ 13/11/2003

* * *

ترحيل الأزمات

هل تكفي عمليات الإدانة والاستنكار لوقف عمليات القتل والعنف المسلح؟.. وهل تكفي الاحترازات الأمنية لوقف هذا المسلسل الخطير؟ الإشكالية المزمنة تكمن دوماً في محاولة قراءة الأحداث خارج سياقها التاريخي وهو الطرح الذي درجنا عليه حقبة طويلة من الزمن.. مما ساهم في خلق كل هذه الصورة الضبابية التي كانت تحول دون رؤية أزماتنا في جذورها الحقيقة ومواجهتها. هناك (حالة) ساهمت في خلق هذا الواقع بكل تراكماتها.. وأبعادها السياسية والأيدولوجية.. كانت الأحادية الفكرية دعامتها الرئيسية لتشكل حجاباً منيعاً أمام رؤية كل العلل والاحتقانات. وهناك.. جملة من الأخطاء التاريخية أبرزها استشراء ثقافة ترحيل الأزمات حتى تصل إلى درجة الانفجار.

عيسى الحليان

عكاظ 12/11/2003

* * *

ليل الدم في الرياض

صناعة العنف خطوتها الأولى محلية من خلال إشاعة العنف اللفظي بين الناس قبل العنف المسلح.. يوم كانت الأشرطة السمعية المسجلة هي السلاح المرخص الذي يدخل كل بيت بلا تفتيش ولا استئذان في التسعينيات الميلادية، وكان الشباب يقبلون على هذه الأشرطة المشهورة والتي تحمل أصوات خمسة دعاة كل واحد منهم يضاهي الآخر في القدرة على تصدير الألفاظ الملغمة المشحونة بأسماء تم التعرض لها والاعتداء عليها بقوة السباب والتحريض والتشكيك والطعون اللفظية الجارحة!. من هنا تعلم الشباب المبتدئ الخروج عن الطاعة والاستقواء على الناس! وانتقل الشباب المبتدئ من مرحلة التدرب على العنف اللفظي إلى مرحلة التدرب على العنف المسلح.

جهير المساعد

عكاظ 12/11/2003

* * *

حتى لا تكون فتنة

فجيعة بكل معنى الكلمة ما يحدثه الإرهابيون المتطرفون في الرياض من تفجيرات. السؤال الضخم الذي يتردد على كل الأفواه لماذا؟ قال الدكتور تركي الحمد (إن المسألة أصبحت تهدد وجود الدولة والمجتمع معاً وليست قضية معارضين لسياسة الحكومة وانما هو نشاط لنسف الدولة من أساسها وهدم المجتمع على رؤوس من يعيشون فيه.. وإن ظاهرة العنف والإرهاب تشكل تحدياً في الوجود بالنسبة للكيان السعودي كله مجتمعاً ودولة ولا وسط بين الوجود والعدم). لقد أضر بنا السكوت والمجاراة، ولو التفتنا إلى الصرخة المخلصة التي أطلقها د. غازي القصيبي قبل خمسة عشر عاماً تقريباً (حتى لا تكون فتنة) بدلاً من كبتها لكُنّا في غير حال.

عبدالله ابو السمح

عكاظ 11/11/2003

* * *

جرد خسائر وأخطاء الخطاب السلفي

خسر الخطاب الديني بإقصائه الحوار والنقد لأنه فقد أداته الأولى للتقييم والاستفادة من التجربة. خسر لأنه اعتمد على الآذان المستقبلة حين مارس الإقصاء على الأفواه بالتكتيم والتكميم. خسر لأنه حاد عن مقولة (كل يؤخذ برأيه ويرد إلا صاحب هذا القبر). خسر لأنه استغرق في وصف ناقديه بألفاظ النفاق وتهم العلمنة والتغريب وخسر لأنه يصم الذين يعيدون قراءته من الداخل بالإرجاء والتثبيط. خسر حين دخل في تفسيرات النوايا والاستغراق في الشك والظنون، وخسر لأنه يريد الجميع مجرد آلات تسجيل تردد فقراته وجمله ولأنه يريدهم أيضا مجرد كفوف للتصفيق وأصابع لبصمة الموافقة.

علي سعد الموسى

الوطن 21/11/2003

* * *

نريد حلاً للعنف!

نعم.. نريد حلاً لهذا البركان قبل أن تحرقنا جميعاً حممه ونيرانه، نريد حلاً؟ قبل أن يحطمنا هذا الزلزال أياً كانت مراكز قواه، نريد حلاً.. ليس فقط بالصوت ورفع الشكوى عبر البرامج المفتوحة في وسائل الإعلام. إننا نحتاج إلى تأسيس مراكز متخصصة لدراسة الذات بأيدٍ وطنية صادقة، لنخلص إلى رسم خارطة الخروج الحضاري من هذا المأزق الخطير. الكل يعلم أن العديد من المراكز الغربية تخضع مجتمعنا السعودي وتحولاته إلى دراسات عميقة، نفرح بها ونتلقفها ونترجمها فلماذا لا ندرس أنفسنا؟ قبل أن يفاجئنا الآخرون بخرائط ذواتنا ملونة بتحولاتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

سهام الدعجاني

الجزيرة 26/11/2003

* * *

وحدة الرأي تضليل

من أهم مسؤوليات الوسائل والنخب في هذه المرحلة عدم تأسيس خطابها على التسليم بوجود وحدة رأي، فمثل هذا العمل يدخلنا في متاهات الوهم، لأن افتراض التماسك أو الوحدة الوهمية أحد أشكال التضليل الإعلامي في محاولات تهيئة الوعي العام، سوف تقودنا إلى ما هو أسوأ، أي إن المصلحة العامة تقتضي التعايش مع التعددية وتشجيعها وتوفير البيئة المناسبة لها، فهي الأفضل لمختلف التوجهات والآراء، وهي بلا شك أفضل بكثير من أن نتصور أننا نعيش وحدة وطنية سرعان ما تكشف لنا الحقائق أنها وهم.

عبدالرحمن العناد

الوطن 25/11/2003

* * *

ثقات الرجال

يتجمهر حول مشايخنا اليوم، كثير من الناس الذين ينقلون لهم وقائع وصوراً مختلفة عن الواقع ويبادرون بفبركة القصص وتحوير القضايا ويحشرون لها الجمل الساخنة التي تحاصر الشيخ نفسه في زاوية حادة لا يعود له معها إلا الفتوى بأقسى وأقصى ما يستطيع من قاموس الحلال والحرام. يتجمهر حول بعض المشايخ اليوم شباب متحمس اندفاعي يبادرون ببتر النصوص عن سياقها العام ليصبوها في أذن شيخهم. معلوم بالظاهر ماذا سيكون جواب هذا الشيخ. ابتعدوا عن مقولة: حدثنا بعض الثقات. فكم قرأنا وسمعنا من هؤلاء الثقات وكم عشنا وشاهدنا من الصور المؤلمة بفضل بعض (الثقات). نحن في القرن الرابع عشر بعد الهجرة ولم نعد نعيش اليوم في عصر علم الرجال.

علي سعد الموسى

الوطن 20/11/2003

* * *

لماذا لا يعتذر منظرو العنف؟

إذا لم يكن ثمة عيب في الخطأ فلم لا نعلن قبالة الملأ، أننا تغيرنا وعفا الله عما سلف؟ آذاننا للتو لم يبرحها بعد ندى أصواتكم كما أننا لسنا مغفلين بالقدر الذي يضطركم إلى التذاكي لن يغفر لكم من لدن الأجيال دون شفافية تبوحون فيها بأن ثمة فهوما خاطئة كانت قد اعتورت خطاباتكم وقد آن التبرؤ منها فهل إننا سنظفر بشيء من هذا؟!

خالد السيف

الوطن 24/11/2003

* * *

الرسميون والعنفيون سواء

الإرهاب لم يخرج من قمقمه فجأة بلا مقدمات بل كانت هناك جملة من المقدمات والإرهاصات، وكان من أبسط أبجديات المنطق السليم أن تؤدي إلى هذا العنف الأعمى الذي لا يبقي ولا يذر حيث كان العنف الفكري بأشكاله كافة (التكفير ـ والتضليل ـ والتفسيق ـ والتبديع) يمارس تحت الشمس وفي وضح النهار عبر المنابر وفي المدارس وعبر المنشورات دون تدخل من القيادات الدينية أو السياسية، وظلت الرموز الدينية التي تصنف نفسها بأنها معتدلة ملتزمة الصمت فيما يتعلق بهذا العنف ومصادرة حريات الناس وتفخيخ المجتمع بأفكار متطرفة تكون قابلة للانفجار في أية لحظة، وانشغلت تلك القيادات الفكرية برصد الآثار العقدية والفكرية لدمج رئاسة تعليم البنات فأصبحت بكائية دينية تماماً مثل بكائية كربلاء. على الصعيد الرسمي نجد أن المؤسسة الدينية الرسمية سرعان ما تندد بالتكفير السياسي تكفير الدولة، ويثب رموزها في وسائل الإعلام المختلفة للتنديد به وبمن أصدره ليس دفعا للغلو والعنف الفكري بقدر ما هو أداء واجب وحسب، بدليل أن معظم من انتقد فتاوى التكفير السياسي لم يتخلص من لوثة العنف في خطابه. فتجدهم فرقاء فيما يخص بعض الممارسات السياسية من قريب إلى المؤسسة السياسية الرسمية، ونافر عنها لكن مع هذا جمعتهم لغة العنف لأنهم ببساطة نهلوا من المعين نفسه؛ ثقافة دينية ملغمة.

عبد الرحمن اللاحم

الوطن 13/11/2003

* * *

ثقافة التطرف والغلو مستوطنة

نصف عام لنا في مواجهة الإرهاب سقط خلاله كثير من الضحايا، واكتشفنا أن طبيعة الحياة الاجتماعية التي كنا نتصور المجتمع عليها قد ولتّ إلى غير رجعة. الأمن والأمان الذي كان يتم التباهي به في الماضي أصبح اليوم مطلباً يُسعى للوصول إليه. نتأمل اليوم الصورة التي كان يُنظر بها إلى هذا البلد حول العالم بوصفه بلداً مسالماً. اليوم يتصدر بعض أفراده قوائم أخطر المطلوبين في لائحة الإرهاب، وتذيع نشرات التلفزة العالمية البثّ المباشر للعمليات الإرهابية التي تجري على أرضه. ما الذي يغذي التشدد الديني المستشري في بلدنا؟ لا شيء يغذيه لأنه هو في الأصل موجود، وغير دخيل، انظر للغالبية، هل لديهم القدرة على القبول أو الاعتراف بأن ثقافتهم الدينية لم تكن متسامحة أو معترفة بالآخر الديني أو المذهبي حتى داخل البلد الواحد؟

عادل بن زيد الطريفي

الوطن 12/11/2003

* * *

مجتمع الشكائين

مشكلة المجتمع انه اعتاد على الشكوى. الحديث عن الشكوى لا يقترن بتقديم الحلول. واذا كان الأمير والوزير والمدير والمواطن والمستثمر والمسؤول.. يجأرون بالشكوى.. فمن الذي سيقدم الحل.. ومن سيقود القاطرة إلى بر الأمان؟! الحديث عن وجود مشاكل لا يزعج.. فهو دليل صحة وعافية ودليل احساس بوجود امر لا يعجب.. ولا يسر. لكن اذا تحول الجميع الى (شكائين).. فمن الذي سيبادر الى معالجة هذا الوضع النفسي.. قبل الاقتصادي.. والأمني.. والأخلاقي؟

هاشم عبدة هاشم

عكاظ 26/11/2003

* * *

على المجتمع أن يكفّر عن أخطائه

يلفت النظر ويثير التساؤل كمية الأسلحة المصادرة من خلايا المتطرفين الإرهابيين، فهي بكل المقاييس كثيرة جداً ومكلفة جداً، السؤال الأهم هو كيف تمكنوا من دفع ثمنها، من هي جهة التمويل ذات الموارد الكبيرة التي تغطي قيمة الأسلحة؟ من حسن الحظ أنها لم تصدر إشارة أو شبهة ضد بلد خارجي، والثابت أن ثمن الأسلحة من تمويل ذاتي داخلي، وهذه هي المأساة المؤلمة. على الشعب السعودي جميعه أن يكفر عن غفلته وقبوله لتيارات التعصب والعنف ودعاوى الجهاد اللامعقول وكراهية الآخرين.

عبد الله ابو السمح

عكاظ 15/11/2003

* * *

لنتجاوز الوهابية

لعل أكثر المفاجآت الأخيرة أهمية خروج محسن العواجي، على قناة الجزيرة يدعو إلى تجاوز الدعوة الوهابية، وأنها طريقة ليست ملزمة لنا في شيء، وأن الإسلام أوسع منها، وفي نصوص الشريعة وسعتها ما يغني عن دعوة فلان أو علان، وأكد ذلك بقراءته نصاً لأحد مشايخ الدعوة في كتاب الدرر السنية، يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى إقليمية الدعوة وظرفيتها، والاجتهادات الخاطئة التي علقت بها. إن صاحبنا يعد أول من دعا إلى تخطي تراث الدعوة الإصلاحية، وتشخيصه بأنه من كوابح الإصلاح والنهوض في مجتمعنا المحلي. غير أننا نلحظ أن هذا الطرح لا يقدم ولا يؤخر، لأن الفكر الديني الرسمي هو امتداد لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومن ثم الحكم على الدعوة بهذه الطريقة لا يجدي. لا يمكن إزاحة تراث الوهابية الطويل بجرة قلم، أو بكلمة في حوار تلفزيوني، أو صحفي.

غازي المغلوث

الوطن 22/11/2003

* * *

نقد الرموز الدينية

مع غياب النقد وغربته عند التيار الديني، أصبح اللاوعي الشعبي يظن أن هذه الرموز فوق النقد، وأي محاولة ينظر لها على أنها ممارسة مشبوهة، أو حقد على أهل الدين، وانتشار الخير. ومع شعار (لحوم العلماء مسمومة) المرهب للعامة أغلقت أي بادرة أو تساؤلات نقدية. فإذا تجاوزنا مبدأ (اللحم المسموم) الخاص بهم! تأتي عبارة من أنت حتى تنتقد هذا العالم أو ذاك الرمز!؟ ليس سراً أن الصحوة الدينية لم تخرج أي رموز فكرية نقدية من داخلها، ومع تدشين عصر الإنترنت، أصبحت الرموز الدينية الرسمية وغيرها أمام عهد غريب من النقد الموجه لها بمختلف أنماطه، بعد أن مضى زمن طويل لا تسأل عما تقول وما تفتي به. وما نشهده أخيراً من عمل نقدي ضد هذه الرموز ظاهرة صحية، ترفع من مستوى الوعي الجماعي، وتضع الجميع أمام فرص متساوية من أجل الحقيقة.

عبد العزيز الخضر

الوطن 19/11/2003

* * *

إعلامنا والمرونة

الحرية الإعلامية لدينا الآن في وضع أفضل مما كانت عليه قبل عدة سنوات، بل إن الإعلام عاش مرونة في متابعة انفجار مجمع المحيا أفضل مما حصل في حادث الحمراء مع أن الفاصل لا يتجاوز أشهراً، اتساع هامش الحرية بتلك السرعة يكشف اننا استفدنا من خبرات الأمس، ولكن للاسف مازال هامش الحرية المتاح للإعلامي السعودي أقل من المتاح لغيره، مع أنه من الأفضل أن يحدث العكس لأن إظهار الحقيقة الآن شيء لابد منه، وإظهارها من خلال إعلامنا أفضل من إعلام الآخر الذي يضخم الحدث. نقل التلفاز السعودي لبعض تلك الأحداث يعتبر تحولاً ونرجو أن يكون بداية لانطلاقة أكثر وأقوى ولكن نريد أيضاً نفس المرونة وأكثر للصحافة.

هيا المنيع

الرياض 12/11/2003

* * *

المعارضة، العنف، والإصلاح

التسليم بوجود معارضة سياسية لأي نظام قائم هو قانون طبيعي، ومن المستحيل تجنبه، وأن ذلك وضع صحي إذا ما تم التعامل معه بطرق حضارية ومشروعة. ليس من المنطقي أبدا، أن تستعدي المعارضة القوى الأجنبية وتشجعها على التدخل في شؤون أوطانها، وبالمثل، لا يجوز للحاكم أن يتقوى بالأجنبي على أبناء شعبه. لا بد من تنظيم للعلاقة وأن يتم حسم الخلافات بين الحاكم والمحكوم، وتؤمن حقوق الجميع. الذين يرون في العنف وسيلة لتحقيق أهدافهم هم قلة قليلة في هذا الوطن. الغالبية ترى أن طريق الإصلاح السياسي والانطلاق في عملية البناء لن تتحقق إلا من خلال التفاعل والحوار الهادف والبناء. هناك حِراك اجتماعي واسع تشارك فيه النخب الفكرية والقيادات الثقافية والمسؤولون في الدولة، والقناعة لدى الغالبية أصبحت راسخة بأن الوقت حان لإحداث تغييرات رئيسة وجوهرية على طريق الإصلاح وتوسيع دائرة المشاركة السياسية، إيمانا من الجميع بأن سنة الكون تقتضي التطوير. ولعل من إيجابيات الإحساس بالمرارة وغزارة الدم المسكوب من الضحايا الأبرياء، أن يكون دافعا لتعزيز الثقة وترسيخ الوحدة الوطنية، وتفعيل المبادئ التي أضحت موضع إجماع المجتمع كله.

يوسف مكي

الوطن 12/11/2003

* * *

صياغة العنف

العنف يعيد تشكيل نفسه وصياغة مواده وأدواته. قد يهادن لكنه لا يتوقف عن البحث عن أي تحالف أو فرصة أو إمكانية للنهوض من جديد والتهديد لكل ما حوله. فهو ظل إلى وقت طويل يعمل بتنظيم دقيق مكنه من اختراق التعليم والإعلام واستغلال المنابر والمساجد واستثمار كل أنواع التعاطف الاجتماعي. وتظهر دقة تنظيمه المبكرة من خلال الإنترنت والتي استطاع ان يخلق فيها منابره الإلكترونية بأسماء متعددة.

ناصر الصرامي

الرياض، 22/11/2003

* * *

أزمة الإفتاء والرؤية الضيقة

يبدو جليا أن بعض المجتهدين في مسائل الافتاء يختار التوجه الذي يتفق ورؤيته الشخصية.. وفقاً لتجربته.. أما انتقاء الأدلة والأسانيد التي تتفق مع طروحاته فتأتي كخطوة لاحقة.. ولن تعدمه الحجة في ذلك. فيمكن اعتبار القتل عملاً جهادياً من خلال قراءته النصية الخاطئة. ويمكن اعتباره (إفساداً في الأرض) وفق قراءة أخرى أكثر رسوخاً.. يمكن القول بإخراج الكفار من جزيرة العرب وفق بعض النصوص.. ويمكن اعتبار قتل المعاهد كقتل المسلم تماماً.. يمكن تكفير شخص لم تسمعه أو تَرَه.. ويمكن قراءة النص في سياق اخر.. وان تكفير المسلم إهدار لدمه.. وهكذا لم نتتبع مزالق تأويل النصوص لأسباب غرضية.. انتقائية الا على أصوات المتفجرات ورائحة البارود.

عيسى الحليان

عكاظ 26/11/2003

* * *

الفرحة بعودة الإبن الضال

خرج الاعلام السعودي المقروء عن بكرة ابيه بعناوين وموضوعات تزف الخضير زفاً امام الجماهير المحتشدة. يحرضني المنشور في صحافتنا ان اعلن فرحاً لايضاهى بعودة الخضير التي قال عنها بعض من يكتبون (شجاعة نادرة في زمن يندر فيه الشجعان) وآخر يقول (عودة ميمونة لرجل من رجال الدعوة الافذاذ).. (حسبه اليوم انه ساهم بقدر وافر في اطفاء فتنة مشتعلة) مَنْ الخضير؟! ساهم وبقدر وافر.. متى؟.. واطفاء فتنة مشتعلة.. من اشعلها يا اخي الكاتب اليقظ! اما آخر فيقول (الشيخ علي الخضير قامة سامقة عند كثير من الشباب.. الجهاديين).. قامة وسامقة.. وجهاديين! لم يكن الخضير لا قامة ولا عالما مع العلماء البارزين ولا معروفاً ولا فقيهاً خبيراً. اما المبهر حقاً فعنوان رئيسي قالته صحيفة شهيرة (السعوديون يستقبلون عودة الخضير بالتهليل والتكبير) يا الهي السعوديون كلهم!.

جهير المساعد

عكاظ 23/11/2003

* * *

العنف سيقضي على الإرهاب!

أيّ حوار يمكن أن يجري مع القَتَلة؟ وأية مبادرة عفو تُطرح؟ وأي تفاهم يتمّ؟ بعد أن سَلُّوا سيوف البغي. هؤلاء لا ينبغي أن يُرحموا، وليس صحيحاً في كل الأحوال أن العنف يُولد العنف، فمقاومة العنف بالعنف كفيلة بالقضاء عليه من جذوره، وهذا ما أثبتته تجارب بعض المجتمعات، التي تعاملت قبلنا مع الإرهاب والإرهابيين.

بدر كريم

عكاظ 21/11/2003

* * *

الغلو لا يتجزأ

الغلو فكر اكتسبوه في وسطنا، واعتنقوه تحت سمعنا وبصرنا. حين ابتدأ الغلو في الظهور في الأمور الصغيرة والثانوية، لم يأبه له أحد، فمضى المغالون يحرمون بعض الأمور الخلافية، وينكرون العمل بمذهب غير المذهب الذي اقتنعوا به، ويطعنون في دين كل من يخالفهم في اتجاههم، وانساقوا في ذلك آمنين، فالعامة لا يجرؤون على مناقشتهم بعد أن اتخذوا من شعار (لحوم العلماء مسمومة) درعاً واقياً ضد المناقشة. لكن الفكر لا يتجزأ، وفكر الغلو هو كذلك، فلما ترك المغالون يمارسون غلوهم في الأمور الثانوية دون تصحيح أو تقويم، نما معهم الغلو وتطور وتعمق فكان أن تغلغل إلى نطاق أمور أكبر وأخطر.

عزيزة المانع

عكاظ 25/11/2003

* * *

التفجيرات.. والكاميرا المحلية

ما حدث في تفجير غرب الرياض أظهر أهمية التغطية المباشرة على الهواء لقطع الطريق أمام المغرضين والذين يتاجرون بالمعلومات المضللة، حيث قطعت الخط أمام من يتكهن المعلومات وأصحاب التخرصات. لابد ان نتحرك إعلامياً بالطريقة الصحيحة وان نكون نحن مصدر المعلومات ولا يترك الامر برمته لمراسلي المحطات حسب خلفياتهم وتوجهاتهم او تلك الزاوية التي يرون فيها المملكة.

عبد العزيز الجار الله

الرياض، 10/11/2003

* * *

آن لنا أن نعترف بأخطائنا!

البحث عن حلول منهجية صارمة، في إطار مشروع وطني، يستدعي جملة المسائل المعلقة، التي كنا نراهن في حلها على الزمن، فهو كفيل بحلها! هذا المنطق الاتكالي لم يعد مقبولاً. هل تكمن في مشكلة الفقر التي تعانيها بلادنا، وهي تملك أكبر احتياطي نفطي في العالم؟! ولماذا نجد قصوراً في وصول التنمية الى باقي المدن والقرى، خارج (الرياض وجدة والدمام).. لماذا كل هذا الإهمال لمدن الشمال وقرى الجنوب؟ ينبغي الوقوف على ما أصبح المجتمع يلمسه من تفاوت طبقي صارخ بين قلة تملك، وأغلبية محتاجة. هذه كلها مشاكل مزمنة، أدى إهمالنا لمعالجتها الى تسربها في عقلية جيل، افتقد الإحساس بالانتماء الوطني، فطفق يبحث عن انتماء آخر! مجتمعنا اليوم يمر بكارثة محدقة، بسبب إهمالنا المزمن لمناقشة قضايا تركناها على الرف، فتقادم عليها العهد، حتى أثمرت لنا هذا الثمر المرّ.

محمد رضا نصر الله

الرياض، 17/11/2003

* * *

الدولة لم تفقد هيبتها: لا حوار مع القتلة!

ليس بين المواطنين الأسوياء والدولة تقاطع طرق، أو مناطحات جدلية خارج إطار الشرعية والهدف الوطني، وإذا كانت الدولة ليست منزهة عن الخطأ، فهل تجب إزالته بأنهر من الدماء؟ اثنان استضافتهما محطة الجزيرة بداعي التوسط للإرهابيين، وبشروط لا تفرضها إلا دولة منتصرة على أخرى مهزومة، أي إلغاء المعاهدات الدولية مع كل الدول غير الإسلامية، وجعل التعليم دينياً بحتاً، وإعادة الأئمة المفصولين، والخطباء، ليتم التشاور والتحاور مع القتلة، وهو نموذج لما تطرحه القاعدة، وصورة جديدة لرأي تعداه المنطق والعقل. وإذا كان هذا الرأي يتم الترويج له باعتقاد أن الدولة فقدت هيبتها، فهو اعتقاد خاطئ.

كلمة الرياض

الرياض، 15/11/2003

* * *

يا سفر أنت معنا أو علينا؟

ما الذي يفرق بينك وبين متشددي القاعدة إذا كنت تطالب حكومتك بإلغاء جميع العهود والمواثيق الدولية وهي نفس مطالب القاعدة. فهل أنت قاعدي الهوى والانتماء أم إنك رجل يغلب حماسه على فهمه واندفاعه على عقله؟ وبماذا اختلفت عن رموز القاعدة وأنت تتحدث عن جموع الإرهابيين بلغة (الأخوة) وتناديهم بـ(الشباب) والأخوان وكأنهم لم يفسدوا في الأرض ولم يقتلوا النفس التي حرم الله. ولماذا طالبت الحكومة بمحاورتهم وهم لا يعرفون سوى لغة القنابل والدمار والخراب.

خالد الشثري

الوطن 17/11/2003

* * *

تهديد سعودي للجزيرة: لا تحرضوا على العنف

محطة الجزيرة التي حاولنا أن نتركها لعبثها تتحول إلى أداة تحريض بعد تفجيرات الرياض الأخيرة، وتجعل من عدد لا يتجاوز أصابع اليد، تسميهم المعارضين، أوصياء يقدمون النصائح والشروط، مدركين أن قطر ليست النموذج ولا المثال حتى تقدم لوائح التغيير في المملكة وغيرها. ندرك أن قطر تؤدي دوراً فوق قدراتها، وبالتالي ليس من مصلحتها أن تنمي العداء، وهي لا تملك من الأسلحة إلا منبر الجزيرة. قطر أعلنتها حرباً بمختلف الأسلحة، تنظيم طابور خامس لبعض صحف خارجية تمولها بلا حساب، وتعيد تكرار التهم، والمقابلات ونشر ما تقبله غوغائية الشارع، ويرفضه العقل. هل نبادل العداء بعداء آخر لمن يريدون أن ينتشر مجرمو القاعدة، وحكومة طالبان، ليتأسس عليهما البناء الجديد على أرض المملكة؟ إذا كانت القضية تستهدفنا بشكل مباشر، فإننا نرجو ألا نستخدم إمكاناتنا بالدفاع عن النفس حتى لا تكون القضية حرباً عبثية تجرنا لها محطة فضاء وهواة صغار.

كلمة الرياض

الرياض، 13/11/2003

* * *

التوبة في الزمن الضائع

في مجتمع مغلق، لا يسمح بالرأي الآخر، ولم يعرف بعد معنى الحوار المفتوح، أصبح الشيخ علي الخضير بطلاً، لأنه أفتى بتكفير الدولة، ورجال الأمن. هل هذه فتاوى يعتد بها حتى تلاقي كل هذا الترحاب بتركها؟ أن تصبح هذه التوبة حديث الصحف، بدون سابق إنذار، فهي تضفي نوعاً من هالات التقديس على أقوال البشر، عندما يتطرفون. هل نكبتنا كلها مع الشيخ التائب وفتواه السابقة؟ وهل فتوى الشيوخ القديمة أو الجديدة، تصبح بكل سهولة دستور عمل لدى الشباب، وهل توبة الشيخ تعني نهاية هذا الفكر الضال، ولدينا شباب بهذه الصورة الهزيلة؟

مازن بليلة

الوطن 22/11/2003

* * *

الإنسان المهمل إنتحاري

الإنسان هو تلك الحلقة المفقودة في النزاع الأبدي بين الحق والباطل، وذلك المواطن الذي إذا لم تحترم حقوقه في التفكير والعمل والإبداع والحرية يتحول إلى كائن عاجز عن المشاركة الإيجابية والتعبير، أو إلى مجرد صيد سهل الانقياد والتجنيد في مهمات انتحارية خاسرة.

عبدالعزيز السماري

الوطن 26/11/2003

* * *

الصفحة السابقة