محمد بن سلمان: جولة ترويج ذاتي!

في 26 يونيو الماضي، وفيما كان محمد بن سلمان يعقد اجتماعاته في امريكا، نشر موقع (إيلاف) الذي يملكه الإعلامي عثمان العمير، المقرّب من السلطات، كما يفترض.. نشر تقريراً، لم يلبث إلا ساعات، وتمّ حذفه، لأنه تعرّض للمنافسة بل الصراع بين المحمدين، ولي العهد، ووزير الدفاع. هذا بعضٌ من نصّ التقرير المحذوف:

 

قد يوحي برنامج جولته أنّه يعتبر نفسه رئيس دولة، فبعد انطلاقه من الرياض في 13 يونيو، وفي انتظار ذهابه إلى باريس في 27 يونيو للقاء فرانسوا هولاند، عرّج ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، حيث قابل تقريباً كل الشخصيات المهمة: من الرئيس باراك أوباما، إلى مارك زوكربيرغ رئيس شركة فيسبوك، وكذلك وزير الدفاع أشتون كارتر، وكبار المسؤولين في الكونغرس، والوكالات الاستخباراتية المركزية، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

أطلق الأمير الشاب البالغ من العمر 30 عاماً برنامج إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي الذي من شأنه تخفيف اعتماد المملكة على الذهب الأسود، ويقوم اليوم بجولة ترويجية لبلده ولنفسه. ووفقاً لما لاحظه دبلوماسي من الغرب، فهو بحاجة إلى اكتساب مكانة دولية. لقد وصل إلى السلطة منذ عام ونصف وكان غير معروف تقريباً، بينما تمتّع ولي العهد محمد بن نايف بشهرة أكبر في الخارج.

وتتزامن زيارة الأمير لفرنسا مع الاجتماع الثالث للجنة المشتركة الفرنسية – السعودية التي أسسها فرانسوا هولاند بهدف تعزيز التبادلات التجارية بين البلدين. وتجدر الإشارة إلى أنّه في الاجتماع السابق للجنة الذي أقيم في الرياض في أكتوبر 2015، نجح مانويل فالس في إبرام عقود إجمالية في هذا الإطار بلغت قيمتها قرابة 10 مليار يورو.

في الواقع، تبيّن أنّ بعض الاتفاقات المعقودة مع السلطات السعودية لم يكن سوى خطابات نوايا أو افتتاح مفاوضات. وينطبق ذلك على مشروع إدارة شبكة المياه في الرياض الذي تطمع به شركة فيوليا، ومشروع مترو مكّة الذي تتربّصه عيون شركة ألستوم، ومشروع توزيع الطاقة في مدينة جدّة الذي يهمّ شركة إنجي.

ضاعف ولي ولي العهد زياراته إلى كبار المسؤولين الأميركيين في القطاع الكنولوجي المتطور. فوقّع على بروتوكولات تدريبية مع سيسكو ومايكروسوفت، وارتدى نظارات الواقع الافتراضي في زيارته الودية إلى فايسبوك، بهدف تحسين سمعته كشخص عصري يواكب الحداثة، ويحقق تطلّعات جيل الشباب، ويكسر سمعة التصلّب الملازمة للمملكة السعودية. ووفقاً لتحليل صادر عن جهّة ضليعة في مؤامرات البلاط: (كلّما قام الأمير بن سلمان بتحسين صورة المملكة، كلما زاد من فرصة نجاح خططه الإصلاحية، وحافظ على مكانته في وجه ولي العهد محمد بن نايف).

وخير دليل على المنافسة المستترة بين ولي العهد وولي الولي، بحث مكتب هذا الأخير مع السفارة الفرنسية في الرياض احتمال حصوله على وسام جوقة الشرف، علماً أنّ ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف المسؤول عن قمع المعارضة الإسلامية والليبرالية، كان قد حصل سرّاً على هذا الوسام في مارس، ما أثار سخط منظمات حقوق الإنسان.

الصفحة السابقة