مطالب دول الخليج من ترامب

كتب الصحفي الاميركي المعرف ديفيد اغناتيوس مقالة في صحيفة (واشنطن بوست) في 22 نوفمبر الماضي أشار فيها الى أن عدداً من وزراء الخارجية والخبراء اجتمعوا لمناقشة تداعيات انتخاب دونالد ترامب على الشرق الاوسط، وذلك خلال منتدى سنوي في العاصمة الاماراتية، أبو ظبي.

وأشار الكاتب الذي حضر المنتدى إلى أن ممثلين عن كل دولة عربية تقريباً شاركوا فيه، إضافة الى ممثلين عن الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين والأمم المتحدة.

وكشف الكاتب بأن أحد المشاركين الكبار، قال إن ترامب على الأقل سيكون «معادياً للشيعة والسنة على حد سواء»، فيما كان أوباما معادياً للسنة، حسب قوله.

وقال الكاتب أن المجتمعين بحثوا موضوع إيران وأنه كان هناك شبه إجماع بأن على ترامب القبول بالإتفاق النووي وعدم تمزيقه، مضيفاً بنفس الوقت أن الحاضرين شدّدوا في المقابل على ضرورة أن يركز ترامب على ما أسماه «سلوك إيران العدائي في المنطقة». وبحسب الكاتب فإن الإجماع حول عدم تمزيق الإتفاق مع ايران تضمن بعض المسؤولين الذين كانوا من أشد المنتقدين للاتفاق. كذلك تابع بأن العديد من الحاضرين أعربوا عن أملهم بأن يتخذ ترامب موقف صارم أكثر بالتصدي لما أسماه «الاستفزازات الايرانية».

اما الموضوع الثاني البارز الذي نوقش بحسب الكاتب، فكان استعداد ترامب للتحالف مع روسيا في سوريا، كاشفاً عن أن عدداً من المشاركين اعتبروا ان الحوار الاميركي الروسي الجديد قد يجلب الاستقرار الى المنطقة، وذلك من خلال جر ايران وتركيا والسعودية ودول إقليمية أخرى إلى الحوار فيما بينهم.

وتابع الكاتب بأن عدداً من الحاضرين العرب والأجانب طرح أفكاراً مختلفة لانعقاد مؤتمر يضم جميع هذه الدول المذكورة.

من جهته، كتب الباحث الاميركي المعروف «بروس ريدل» مقالة نشرت على موقع “Al-Monitor” أشار فيها الى أن العديد من المراقبين السعوديين يحاولون تقييم السياسة الخارجية التي سيتبعها الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب وما ستعنيه هذه السياسات بالنسبة الى الرياض.

الكاتب قال أن السعوديين مسرورون باللغة العدائية التي يستخدمها ترامب ومعاونوه تجاه ايران، مضيفاً أن المقالات التي كتبتها شخصيات مثل مايكل فلين الذي عينه ترامب مستشار الامن القومي ومايك بومبيو الذي عينه ترامب مدير السي آي أيه حول ضرورة الرد بقوة اكثر على ما أسماه «التخريب والإرهاب الايراني» لقيت ترحيباً في الرياض. وتابع بأن السعوديين سيكونوا على استعداد للمزيد من التعاون الامني مع واشنطن ضد ما أسماه «إيران ووكلائها».

كذلك شدّد الكاتب على أن الرياض تريد أن ترى خطوات تصعيدية ضد طهران وأن اولوية الرياض ليست الإتفاق النووي، بل أنها تريد فرض عقوبات دولية وتركيز دولي على ما أسماه «التخريب الإيراني». ولفت الى أن السعوديين سيرحبون بالدعوات لتغيير النظام في ايران وكذلك بمساعي «نزع شرعية الجمهورية الاسلامية»، بحسب تعبير الكاتب.

الكاتب نبّه في الوقت نفسه الى أن الرياض قلقة من مواقف ترامب حيال الرئيس السوري بشار الاسد، وقال ان الملك سلمان سيضغط على الادارة الاميركية المقبلة من أجل لعب دور أكبر بغية الإطاحة بالرئيس بشار الاسد، مشدداً على أن السعودية تعتبر إزاحة الأسد الأولوية و ليس داعش.

هذا فيما رأى الكاتب أن المشكلة الملحة التي يواجهها الملك سلمان هي اليمن، اذ أن سلمان و نجله محمد باتا يدركان أن الحرب على اليمن أصبحت مكلفة أكثر فأكثر. وحذّر من أن الرياض تنفق المليارات على الحرب في الوقت الذي تحتاج فيه الى تقليص الانفاق العسكري من أجل إنجاح خطة محمد ابن سلمان الاقتصادية التي تحمل إسم «رؤية عام 2030”.

كما حذّر الكاتب من أن الحرب على اليمن تزداد خطورة، وقال إن اي أزمة مفاجئة في الحرب قد تكون بمثابة اختبار مبكر للإدارة الأميركية الجديدة. واعتبر أن وزير الدفاع (وولي ولي العهد) محمد بن سلمان سيكون الخاسر الأكبر في حال كانت الحرب على اليمن عبارة عن «مستنقع لا نهاية له»، مشيراً الى دراسة حديثة أجراها مركز دراسات بريطاني حول تكلفة الحرب على اليمن خلص الى ان محمد بن سلمان على الارجح سيتحمل مسؤولية هذا النزاع.

الكاتب جزم ايضاً بأن السعوديين ومجموعات الضغط التابعة لهم في واشنطن سيضغطون على ترامب من أجل تعديل قانون جاستا الذي يجيز لعائلات ضحايا الحادي عشر من سبتمبر بمقاضاة مسؤولين حكوميين سعوديين.

الصفحة السابقة