الجيش السعودي «وهمي» والناتو العربي «خرافة»

مجلة «فيترينز توداي الأمريكية» المتخصصة في نشر تحليلات وآراء النخب من أفراد الجيش والمجتمع الأمريكي فيما يخص مجالات الأمن القومي والاستقرار الجيوسياسي والسياسة المحلية نشرت في 28 مايو الماضي مقالاً لمدير تحرير المجلة الكاتب «جيم دين» تحت عنوان (قوات الاحتياط التي ستشكّل حلف «الناتو العربي» لمكافحة الإرهاب خرافة ودعاية إعلامية).

«بيتر فورد» السفير البريطاني السابق في سوريا والبحرين يعود الى الواجهة مجدداً، ساخراً هذه المرة من الأخبار الجيوسياسية الوهمية التي تنشرها وسائل الإعلام حول تشكيل «ناتو عربي» بقيادة السعودية، حيث أن محاولة القيام بشيء كهذا – خصوصاً في الوقت الذي مات فيه التحالف العربي في اليمن – يظهر حقيقة الضياع التي يعيشونها.

ولأن مصر كان لها الجيش الأكبر والأكثر فاعلية في المنطقة، فقد كان من المقرر أن تأخذ بزمام المبادرة في اليمن، ولكن «السيسي» لعب اللعبة السعودية - ووافق على المشاركة ومن ثم لم يفعل شيئاً. «السيسي» كان يعلم أن إرسال قواته لمحاربة الشعب اليمني الفقير سيثير المعنويات السيئة والمحبطة داخل الجيش، بالإضافة إلى أنه يريد التركيز على محاربة مشكلة «القاعدة» في سيناء.

لفت فورد الى أن الجيش السعودي، وبرغم من التمويل الضخم الذي يتلقاه إضافة الى القوى العاملة والمدرّبة تدريباً مهنياً عالياً فيه، الا أنه في الحقيقية «وهمي»، إذ ليس هناك من أفراد الجيش من لديه نية القتال حقاً. وعندما يعمل الموظفون الحكوميون في العادة لمدة ساعة واحدة في اليوم، معتمدين على جيش من المهاجرين والمتعاقدين والعاملين والعبيد للقيام بما تصل نسبته الى 95 في المائة من العمل، فلماذا يتوقعون أن يختار العسكريون أن يصبحوا عبيداً في الوقت الذي يستطيعون فيه بأن يتظاهروا بأنهم جنود وأن يحصلوا على مرتباتهم مثل أي شخص آخر في المملكة.

وقال بيتر فورد إن السعوديين والإماراتيين لن يجرؤوا أبداً على وضع قوّاتهم على أرض الميدان في سوريا أو العراق خوفاً من تمرد تلك القوات وانضمامها إلى «داعش». وتحدّث عن القوة العسكرية المؤلفة من 34 ألف جندي المقترحة من قمة الرياض التي جمع ترامب مع قادة عرب ومسلمين. شبكة روسيا اليوم الإخبارية سئلت المحللين عن الكيفية التي سيتم بها استخدام «قوة الاحتياط». «فورد» قال «انها أسطورة وخرافة»، وفي رأيه، فإن السعوديين والإماراتيين «لا يمكن أن يعتمدوا على ولاء قواتهم الخاصة لأنها قد تتمرد ضدهم في أي لحظة»، مضيفاً «إن قمة الرياض كانت عبارة عن لفتة رمزية حتى يتمكّن «ترامب» من الظهور بصورة جيدة في نظر الأمريكيين ووسائل الإعلام الغربية على نطاق أوسع».

وعلّق فورد على زيارة ترامب بالقول: «دعونا نكون واقعيين هنا، هذه الزيارة برمتها لم تكن حول تعزيز الجهود ضد الإرهاب، أو تعزيز السلام في الشرق الأوسط، بل كانت وببساطة محاولة من «ترامب» لاستعادة بعض من الهيبة الأمريكية بعد توليه الحكم، ومن ثم فإن كل تلك الصور له وهو يؤدي الرقصة السعودية بالسيف هي عبارة عن إيماءات رمزية».

وأضاف فورد: «إذا كان «ترامب» جاداً، فمن المفترض أن نسمع في خطابه الكبير اعترافاً بفضل البلدين اللذين يبذلان جهوداً كبيرة لمقاومة داعش، وهما حكومة العراق وحكومة سوريا».

الصفحة السابقة