مزايين الإبل تهدد الوحدة الوطنية!

الوحدة السعودية تهددها القنوات الفضائية

تواجه الوحدة الوطنية في السعودية تحديين جديدين يمكن أن يؤديا في حال استمرارهما إلى تهديد حقيقي لوحدتها وسلمها الداخلي في بلدٍ هو عبارة عن خليط متعدد من القبائل والأعراق ونزرٍ يسير من الطوائف الفرعية. وهذان التهديدان هما القنوات التلفزيونية المناطقية، وما قد يرتبط بها من نشاط إقليمي، إضافة إلى مهرجانات ملكات جمال الإبل التي تنظمها قبائل المملكة.

هنالك تحرك كبير بين الرياض وعواصم الخليج الخمس بغية وضع حدٍ لهذه القنوات التي أصبحت تعيش بتركيز مبالغ فيه على الترويج لأقاليم بعينها في السعودية، على الرغم من أنها تبث في دولٍ من الجوار الخليجي وتحمل أسماء مدن داخلية. إن أوساطًا خليجية حاكمة تراقب بدقة وضع القنوات الفضائية المنفلتة ليس من الجهة السياسية فحسب، بل من ناحية خروجها لتمثيل فئات مناطقية وقبلية بعد أن أصبح الفضاء التلفزيوني مزروعا بأطياف القبائل والفئات والطوائف والمناطق. الموضوع الآن يعالج على أعلى المستويات لما يعتبر شكلاً من أشكال الخطر على الوضع الاجتماعي والسياسي في المنطقة، وهنالك لجان عليا من المقرر تشكيلها لمواجهة هذه المحطات الخارجة عن الأعراف.

إلا أن حفلات اختيار ملكات جمال الإبل القبلية فتعتبر مشكلة سعودية بامتياز تختص بها عما جاورها من دول الخليج بسبب أنها مفرخة للقبائل وقبلييها الذين انتشروا في سائر أرجاء الجزيرة العربية منذ مئات السنين وأصبحوا في مراكز عملية عالية جديا، ليس أقلها رأس الهرم في كراسي حكم أغلب الدول الخليجية.

وشهدت السعودية خلال العامين الأخيرين تزايدًا واضحًا في نشاط القبائل التي أصبحت تضع ملتقياتها في جوف الصحراء على الأراضي التي كانت تعتبر ملكًا تاريخيًا لها قبيل توحيد البلاد وانصهار قبائلها تحت علم واحد في إطار مهرجان تنفق عليها ملايين الدولارات بغية اختيار ملكة جمال أبل القبيلة. واللافت هنا أن مهرجانات قبائل الإبل هذه أصبحت عامل جذب لسياسيين آخرين في الخليج، لن يكون آخرهم رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي الذي تبرّع بأكثر من مليون دولار لأحد مزاين قبيلة، يعتقد أن أصوله تعود إليها، فضلاً عن ملايين الدولارات التي سبق وأن تبرعت بها شخصيات اعتبارية أخرى في البلاد.

وهددت السعودية عددًا من القنوات التي تحمل أسماء مدنها بأنها ستمنع عنها الاتصالات الهاتفية من المملكة، التي تعتبر سوقاً استهلاكيا ضخماً في العالم العربي، إن لم تشرع فعليًا في تغيير أسمائها إلى أسماء أخرى لا تحمل أي دلالات إقليمية، أو ترويجية لقبائل معينة. وتستطيع دول المنطقة ضبط هذه المحطات عبر التأثير على مزوديها الرئيسيين بالبث مثل (عرب سات) و (نايل سات) وإيقاف مواردها، ومنع تحركاتها، والضغط عليها، وقطع كل سبل الإعلان عنها. كما أن الحكومة السعودية تنظر جديًا إلى ما تمثله (مزايين الإبل) من تهديدٍ حقيقي للوحدة الوطنية، وسوف تصدر تشريعًا جديدًا يمنع إقامة هذه المهرجانات القبلية مستقبلاً. وتقول مصادر رسمية حادثتها 'إيلافب، إن كل قبيلة سيسمح لها بمهرجان واحد قبيل إلغاء هذه المهرجانات جميعها وجعلها منضوية تحت لواء مهرجان سنوي واحد ترعاه الدولة على غرار سباقات الخيل الرسمية.

عن إيلاف، 18/10/2007

الصفحة السابقة