عفواً رئيس سابك.. عجزت أبلعها!

محمد الرطبان

منذ أيام، أجرت صحيفة (عكاظ) حواراً مع رئيس مجلس إدارة سابك الأمير سعود بن عبدالله آل سعود، وممّا قاله في هذا الحوار:

(كشف أن منزله الذي يقوم ببنائه حاليا توقفت عملية الإنشاءات فيه لأنه لم يتم العثور على حديد منذ 40 يوما، مما يؤكد أن المشكلة يعاني منها الجميع. وقال إن الأسعار في المملكة تعتبر أقل الأسعار على المستوى الخليجي والإقليمي، وألقى باللائمة على وزارة التجارة في مراقبة الأسعار وأنها يجب أن تقوم بدورها في ثبات الأسعار).

ولا بد أن رئيس مجلس إدارة سابك عندما أدلى بهذه التصريحات للزملاء في (عكاظ) يعلم أن كلماته ستمر على أطياف مختلفة من المواطنين، وهناك من سيقبلها، وهناك من سيرفضها، وهناك من سيصدّق، وهناك من سيختلف ويشكّك، وهناك من سيبتسم بصمت (خاصة على حكاية الأربعين يوماً)! وأجزم أنه سيتعامل برحابة صدر مع كل ردود الفعل الشعبية على حواره.. وإلا لما قبل بإجرائه من الأساس.

هذه بعض ردود الفعل (المتخيّلة) على هذا التصريح:

(1) رئيس مجلس إدارة سابك، ورئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ويتوقف بناء منزله 40 يوماً بسبب نقص الحديد.. إذن أنا كـ (مواطن) من الطبيعي أن يتوقف بناء منزلي 40 سنة!

(2) مشكلة بيت رئيس مجلس إدارة سابك عدم توفر الحديد.. مشكلة بيتي عدم توفر السيولة!

(3) (الأسعار في المملكة تعتبر أقل الأسعار على المستوى الخليجي والإقليمي)! لماذا هذا الإصرار على أن أشياءنا هي الأفضل والأجمل والأطول.. وكل ما يأتي على وزن (أفعل).. ألا ننظر حولنا؟ أم أننا ننظر ونرى ونظن أن (المتلقي/ المواطن) لا يرى ما نراه؟.. وأنه ما يزال يتلقى المعلومة من القناة الأولى والصحيفة الرسمية؟!

(4) المسؤولون ـ حفظهم الله ورعاهم ووسع صدورهم علينا ـ كيف يتخيلون (المتلقي) عندما يقدمون مثل هذه التصريحات؟!

(5) أعلن أمام الملأ وأنا بكامل قواي العقلية بأنني أتعهد لرئيس مجلس إدارة سابك بتوفير ما يحتاجه منزله بنصف مدة انتظاره (20 يوما على أبعد تقدير) وذلك لأنني أعرف (واحد من الشباب) يعرف واحد ثاني، إبن خالته موزع حديد.

(6) ما علاقة وزارة التجارة برفعكم للأسعار؟ أم أنكم في (سابك) منزعجون لرفعكم للأسعار دون أن تنتبه لكم وزارة التجارة؟ ثم إنني كمواطن (غاسل يدي) من هذه الوزارة منذ تصريحها الشهير، والذي طالبتني فيه كمواطن بأن (أغيّر عاداتي الغذائية) ومن يومها وأسعار (التبن) بارتفاع مستمر. ثم يا سيدي أنتم في (سابك) رأس مالكم 9 مليارات. كيف استطعتم خلال عام أن تصل أرباحكم إلى 27 مليار؟! ومن جيب من أخذت هذه المليارات؟ هذا قبل ارتفاع الأسعار.. تُرى كم ستصبح أرباحكم خلال هذا العام؟

(7) أخطاء مطبعية: هذا الكلام (سابك) لأوانه.. ويقول المثل: الدنيا (سابك) ولاحق.

(8) أشكر رئيس مجلس إدارة سابك لسعة صدره، وتقبله للرأي المختلف معه: (يعني أني ذكي وأريد أن أمرر المقال بالسطر السابق)!

صحيفة (الوطن) ـ 31 مايو 2008

الصفحة السابقة