إذا كان الأمراء أكبر اللصوص فماذا تنتظر؟

سـارقـو جسـر المسجـد الحـرام!

من طرائف (الحرامية والسارقين) ما قرأته في الزميلة الاقتصادية من أن أمانة العاصمة المقدسة قد سجلت نجاحاً باهراً وهي ولله الحمد والمنة تكتشف العصابة التي سرقت الجسر الحديدي (الأخضر) الذي كان قابعاً يسند سقف المسعى بالمسجد الحرام، وكم مرت تحته هرولة الملايين من مسلمي مشارق الأرض والمغارب.

وقصة الجسر الأخضر، كما أنقلها لكم، بدأت عندما تمت إزالته مؤخرا ضمن مشروع التوسعة وسحب جانباً في أرض تملكها الأمانة، وهناك فقد الجسر حتى تم العثور عليه في إحدى "برحات" حراج الخردة وقد استولت عليه عصابة من جنسية البلد الذي لم يعد يخفى على أحد.

على مرأى العيون ومسمع الأذن، وصلوا حتى لأنقاض المسجد الحرام وصاروا بكل الخشوع والطمأنينة يسرقون جسراً تاريخياً وزنه كما قالت المصادر فوق الأطنان العشرة. عقدة المقال، أننا عثرنا على الجسر وأعدناه سالما غانما لحوش البلدية ولكن: أين مصير هؤلاء الذين حملوا في وضح النهار قطعة حديد تكفي لحمولة شاحنة؟ والجواب بالتأكيد، هم إلى مصير أولئك الذين سرقوا بالسطو المسلح سوق الذهب الشهير في قلب مدينتي واستولوا عليه بالسلاح الناري جهاراً وظهراً أمام طوابير السوق من الباعة والمشترين.

هم إلى مصير أولئك الذين قبض عليهم في مسقط رأسي واكتشفتهم شرطة محافظتي فاعترفوا بسرقة ما يربو على ستين منزلا في العام الفائت. هم الآن مثلنا يقرؤون الصحف أحراراً طلقاء وهم مثلنا يقرؤون عشرات القصص اليومية، ولكنا نستعيد بعض الخردة ولا نسمع عن مصير حراجاتها وأباطرتها. لم نقف على حكم قضائي في أحدهم في سوق مثلما كان (لسلمان) الذي سرق في طفولتي عصا خيزران من دكان شعبي فضرب بذات العصا خمسة أسواط أمام مدرستي الثانوية.

كان خطأ سلمان الوحيد أنه استعجل السرقة ثلاثة عقود، ولو أنه تأخر اليوم لكان من أولئك المحظوظين الذين يسرقون أثاث المساجد ثم يصلون فيها ولكن: بعد ثلاثة أسابيع أو حتى أقل من يوم السرقة!

علي سعد الموسى، الوطن 13/9/2008

الصفحة السابقة