معزوفة (النقد الهادف البناء)

صالح الشهوان

النقد هو ميدان التغيير والتطوير والاكتشاف وصراحة الوعي والذائقة ورغم أننا نزعم حب الصراحة إلا أننا غالبا نكره الصرحاء. وبالتالي نَصِم كل قول أو رأي لا يتطابق مع وعينا وذائقتنا باعتباره ليس من فئة النقد الهادف البناء. حتى لو كان هادفاً وبناءً!!

إن التمترس خلف (النقد الهادف البناء) يفضح الولع بالحصانة الذاتية وخلع الأهمية القصوى على ما نقول أو ما نفعل أو ما نقوم به باعتباره إنجازاً معجزاً يتطلب فقط الإشادة والتصفيق..

ها إننا نتحدث عن (الحوار مع الآخر) فيما نحن نطابق بشكل حاد بين ذواتنا وبين ما نقوم به، (نشخصن) الرأي أو النقد، نعتبره موجها لشخصياتنا ولا غير.. وأحسب ذلك عرضا من أعراض ثقافة الصحراء سواء في كون الصحراء بيئة طاردة وليست جاذبة أو في كونها تدجج إنسانها بالريبة والشك والحذر واللا ثقة، وبالتالي التحفز لرد الفعل عند أدنى بادرة.. وهو نسق أو سلوك إن كان مقبولا عند أجدادنا، فما أظنه يستحق مساحة له في الوجود بيننا، وقد قطعنا من المدنية أشواطاً.

الاقتصادية 31 مارس 2009

الصفحة السابقة