ألا نخاف اللهَ في مالِنا العام؟

نجيب الزامل

المالُ العام مثل الماءِ تحت الأرض، ومثل البترول، متى أسرفنا فيه، أو أهملنا باستخدامه واستنزفناه، فإننا نُشهِرُ سلاحاً فتـّاكاً يقضي على نموّ وازدهار الأجيال القادمة والحاضرة أيضا. ولا بد أن نصارحَ أنفسَنا بأننا حتى الآن لا نحترم قيمةَ المال العام لا اعتبارياً ولا أخلاقياً، وتجدُ في كل مِرفقٍ صرفاً باذخاً أو استيلاءً مكشوفا.. وللأسفِ العميق حتى على مستوى الأفراد تجد ثقافة – إن استسغتَ أن تسميها ثقافة - "حلال الحكومة"، أي ذلك الحلال الذي يجب ألا نترفق به أو نخاف عليه كأنه لا ينضب. هذه النظرةُ العامة هي التي سهّلَتْ غيابَ ثرواتٍ من أمام أعيننا كان يمكن أن نغير بها مصيرَ البلاد وأهلها، لنبني أمّةً مزدهرة ومكتفية في كل مجال.. وإني أتمنى من كل قلبي أن يُحسَب ولو واحد من عشرة من نسبة المال العام المُهدَر إهمالاً، أو فسادا، أو ضعف مراقبة، أو ممارسة عامة، صدقوني.. سنحزن كثيرا، وسنعضّ على أصابعنا حتى تـَدْمى تحَسّرا، ولكن سيكون أمامنا درسٌ شاهقٌ للآن والمستقبل.. درسٌ دفـَعْنا (حرفيا) ثمناً باهظاً لنتعلـّمِهِ.. المهم أن نتعلمه!

الاقتصادية 3 إبريل 2009

الصفحة السابقة