الجهاد في سوريا والتصييف في لندن

مضتْ أيام فقط على سياحته في تركيا، حيث تناوله المواطنون وزملاءه كمجاهدي مخدّة، ثم حلّ في مصر محرّضاً مرّة أخرى على الجهاد في سوريا ضمن اتحاد العلماء المسلمين، وليخطب بعدها في عشرات الألوف في جامع عمرو بن العاص بالقاهرة داعياً الى النفرة الى أرض الجهاد، حيث ازدحم المجاهدون على السلاح كما يقول. وبعدها بيوم واحد فقط، يحلّ العريفي في لندن مصطافاً بحقائبه الكثيرة، وتصطاده عدسة أحد المريدين أمام أفخم فنادق لندن، فيكتب: (مصادفة ولا أروع، جمعتني بالشيخ العريفي في فندق واحد بلندن حال نزوله الى الفندق) ولتظهر صور سواحته اكثر لاحقا.

كانت تلك شرارة جديدة ألهبت تويتر، وتناقلتها المواقع، وقد افتتح الكاتب والمغرد طراد الأسمري هاشتاقاً (وسماً) سماه (العريفي مصيّف في لندن) وبدأ أول تغريدة: (بعد أن وجّه الدعوة لجهاد في سوريا، ولتأكيد وقت "نفرته" وصل على الرحلة رقم ١٠٩ للخطوط السعودية من الرياض ـ لندن).

لم يصدّق البعض الأمر، فللتوّ كان النقد حادّا تجاهه بسبب سواحة تركيا، وهو للتو يدعو للجهاد في سوريا، وطفق مريدو العريفي يقولون بان الخبر مكذوب وشتموا من كتب! بقي العريفي ساكتاً لم ينف الخبر. ولكنه فاجأهم بتسجيل فيديو صغير يقول فيه بأنه جاء للندن من اجل القاء محاضرة. أحد من شتمهم مريدو الشيخ تمنى بعد ظهور الفيديو أن يرى جباه من كانوا يلعنون من يقول انه سافر لندن البارحة!

بالطبع هناك من لم يعبأ بقضية المحاضرة، ورأى انه جاء بالفيديو اللندني بعدما تمّ كشف سفرته. وتساءل آخر: (بالطبع سيقول عندي محاضرة في لندن. يعني صيف وبزنس. لماذا لم تكن المحاضرة في دمشق).

السخرية كانت طابع التعليقات العام، والسبب ان من يدعو الى الجهاد ليس كفؤا له، حسب تعليقهم. مغردة تعلق على الحقائب الضخمة بالقول: (ونعم الجهاد في لندن). ورفيقتها المغردة الثائرة خشيت على نفسها من غضب الجمهور: (الله لا يجعلنا مكروهين. راح مصر يدعوهم للجهاد بسوريا، وهو راح لندن).

وتحدث منصور السبيعي على لسان العريفي مخاطباً جمهوره: (يا قرّة عيني. لم أحتمل حرّ الرياض، ولم أستطع مقاومة جو لندن. وأبشركم أني اشتريت منتجات اسلامية من هارودز). وبنفس الطريقة وعلى لسان الشيخ قال المحامي يوسف الخليوي: (على الشباب ان يذهب لسوريا لجهاد الطاغية، وسأتابع أخبار نصرهم او شهادتهم ان شاء الله من الغروفنر هاوس بلندن).

(الدعاة في الفنادق، والمغرّر بهم في المحارق).. هذه هي الخلاصة حسب حسين آل زايد؛ واضاف: (لو كان بطلاً لصيّف في سوح الجهاد مع المقاتلين). والدكتور بادي، قال: (دعا للنفير. حثّ المصريين على الجهاد بضمانته. ركب سيارته الفارهة وذهب بالدرجة الأولى الى لندن). ليكمل عبدالله بن عباد: (في مصر كان ينام في أفخم جناح في الفيرمونت). اما عبدالعزيز العتيبي فرأى ان الطيار أخطأ: (الله يسامح الطيار، كان رماه في سوريا وهم في طريقهم الى لندن).

لكن لمَ هذه القسوة والسخرية الفاقعة؟ هل سببها فقط ان العريفي يصيّف في لندن ويدعو الشباب للجهاد في نار سوريا، كما يقول مصعب الحمد.

ربما، ولكن مصعب يؤكد: (يموّتون عيالنا بسوريا: عادي! بسّ حرّ الرياض ما يقدر يتحمّله). المغرد التنويري رأى في زيارة الشيخ العريفي الى لندن في هذا الظرف وبعد دعوة الجهاد احتقاراً للجمهور المُريد: (حتى في زمن الطبقات بين النبلاء والعبيد لم يحدث هذا الإحتقار. نراهم مع عبيدهم في ميدان القتال).

مغرد رأى أن الشيخ العريفي بحثه على الجهاد، أراد من الشباب أن يصيّفوا في الجنّة! وأنه (رضي بالأدنى، أن يصيّف في لندن). قال البعض لو كانت دعوة الجهاد ضد اسرائيل لما سُمح لقدمه بأن تطأ لندن، وقالت مغردة: (ايها الحمقى لو كان العريفي يهدد أمن بريطانيا، ولو لم يكن جزءً من مخططهم، هل كانوا يسمحون له بدخول لندن؟).

الصفحة السابقة