دولة العار.. مرة أخرى

في كل عدوان لكم عار يا آل سعود، وها نحن نرصد عاراتكم بعد كل عدوان، فقد رصدنا عاركم الأول في حرب تموز (يوليو) سنة 2006 على لبنان، حين رفعتم، وعرب الاعتلال من ورائكم، الغطاء عن المقاومة في لبنان، فاعتبرها الصهاينة غطاءً لعدوانهم الهمجي على البشر والحجر، ثم بتنا نرصد عاراتكم المتلاحقة على قطاع غزة..

في العدوان الاسرائيلي على غزّة أواخر 2008 ومطلع 2009 كان لكم عار، وكتبنا افتتاحية العدد بعنوان (دولة العار)، في تعليقنا على الصمت السعودي بطعم العار، وقلنا «ها هي تسخر آلة الدمار الصهيونية بكل تلك القيم المتعفّنة سعودياً، فليس هناك ما يتحرك الآن سوى الذل، والتخاذل، والتواطؤ.. هذا ما يعكسه آل سعود في مواقفهم، وإعلامهم المقرف، في مقابل غزة، وصمود رجالها ونسائها وأطفالها.

وكما أخطأوا الحسابات في حرب لبنان، كذلك أخطأوا الحسابات في العدوان على غزة حين «راهنوا على معركة خاطفة تنجيهم من وصمة عار تلحق بهم جراء الصمت والتواطؤ، فأوكلوا لكتيبة من الأقلام المشبوهة، والأصوات الوقحة لتزوير العدوان، وتحميل الضحية مسؤولية الدم الغزّاوي الذي يراق بفعل مؤامرة (المعتلّين العرب)، ولم يكتفوا بالعار، بل أرادوا تجميله عبر إخراجه في هيئة رواية هزيلة السبك، وكل ذلك هروباً من العقاب»..

وحين عرض وفد اتحاد علماء المسلمين على ملك الخيبة والعار فكرة قطع النفط عن الدول التي تقف الى جانب الكيان الصهيوني من أجل الضغط عليها، اكتشف الوفد بأن من يرجون منهم خيراً لا خير فيهم، فكيف يقطعون النفط عن حلفائهم وهم شركاء في العار، وتذرّع حينذاك وزير خارجية العار سعود الفيصل بأن منتجي النفط في حاجة إلى عائداتهم النفطية.. 

تعهّدنا حينذاك بأننا «لن ننسى هذه المرة ما فعلتموه في غزة، وسيبقى العار يلاحقكم أينما كنتم، ولن تنفعكم أموالكم ولا إعلامكم من العقاب، فقد ملئتم قلوب أهالي غزة والعرب والمسلمين قيحاً، وها أنتم تحصدون ما زرعتم طيلة سنوات التآمر مع الكيان الصهيوني على لبنان وفلسطين، وتأكّدوا بأن الرهان عليكم عار، وستذكرون حين يحلّ بكم العذاب أن صفقتكم كانت خائبة وستولون مدبرين».

وفي رصد لعار آخر لآل سعود  بعد العدوان الإسرائيلي على غزة العام 2012، كتبنا هنا افتتاحية العدد بعنوان (دولة العار)، وذكرنا طرفاً من أفعالهم المشينة ومن بينها قيام وزارة الخارجية الاسرائيلية «بنشر مقالات العار السعودي على صفحتها في الشبكة العنكبوتية..» وقلنا حينذاك «أن يعاد نشر مقالات ذات طبيعة عدائية ضد قوى المقاومة في وقت يذبح فيه الشعب الفلسطيني بصواريخ الطائرات الاسرائيلية، فتلك سابقة لم تحصل في أي زمن مضى من تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي». حينذاك طرح سؤال: هلا نلام إذا قلنا أن السعودية عميلة!

وكان لنا في يوليو ـ أغسطس 2014 موعد مع عار سعودي آخر، فقد اكتشف سعاة الخير وأصحاب المساعي الحميدة بأن آل سعود ليس فقط لا رجاء منهم، بل هم شركاء في العدوان وداعمون فعليون له.

في العدوان الأخير كبرت قائمة الأقلام المتصهينة، ودخل مثقفون سعوديون الى تاريخ العار من أوسخ أبوابه. لم يختلف المنطق، هو ذاته في العدوان الأول والهدف في البدء والخاتمة إلغاء خيار المقاومة في ثقافة الأمة ووعيها والقبول بالاستسلام والذل..

في العدوان الأخير صدرت الدعوات الصريحة والفاضحة للعدو الإسرائيلي بتكثيف هجماته الصاروخية على المقاومة. وكأن ما كان يقوله أمراء آل سعود وعلى رأسهم بندر بن سلطان وتركي الفيصل للإسرائيليين في السر، تكفّل بعض الكتّاب السعوديين بالبوح به علناً..

في العدوان الأخير، قادة الكيان الاسرائيلي يتحدثون بارتياح ودون مواربة عن دعم سعودي مالي وسياسي ومعه الإعلامي للعدوان على غزة. مسؤول مؤسسة الدفاع الإسرائيلية السابق، ومدير العلاقات السياسية والعسكرية الحالي في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، قال أخيراً، إنّ «تعاون إسرائيل الأمني مع مصر ودول الخليج هو فريد من نوعه، وهذه هي أفضل فترة من الأمن والعلاقات الدبلوماسية مع العالم العربي». 

وفي 20 يوليو الماضي  أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز تصريحاً لافتاً بدعوته لأن تضطلع السعودية والإمارات بدور «لنزع سلاح حماس ومجموعات المقاومة الأخرى». موفاز قال للقناة العاشرة الإسرائيلية إن بإمكان السعودية والإمارات، في الظرف الراهن، أن تلعبا دوراً هاماً في توفير التمويلات اللازمة لتنفيذ خطة نزع السلاح.

وفي 31 يوليو الماضي قال الرئيس الاسرائيلي الاسبق في مؤتمر صحفي عقده في بئر السبع نقلته الإذاعة الإسرائيلية العامة: «أن هذه هي الحرب الأولى التي تشنها تل أبيب وغالبية العرب معها»، مشيراً إلى «أن العالم العربي يمارس العزلة على المقاومة الفلسطينية». 

مصادر فلسطينية مقرّبة من حركتي (حماس) و(الجهاد) تتحدث عن عروض خليجية سخيّة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن يقوم بما يلزم لنزع سلاح المقاومة، في مقابل إعادة إعمار القطاع، إضافة الى رفع الحصار الاقتصادي ووضع خطة تنموية شاملة في الضفة والقطاع.

هل كان قادة الكيان الاسرائيلي يتحدثون من فراغ، أم أن عار ال سعود بات كافياً لتوفير قبّة سياسية تجعل قادة العدو يجهرون بتبجح بتواطؤ آل سعود وأنظمة الاعتلال العربي معهم في الحرب على الشعب الفلسطيني وعلى القضية الفلسطينية..ونقول لآل سعود ولكم مع العار عقد دائم!

الصفحة السابقة