إضحك أو ابكِ فهذه مملكة الإنسانية!

يستحيل أن تجمع حكايات الألم وغرائب الحوادث في مملكة الوهابية وآل سعود.

في كل يوم هناك قضية ومشكلة او حادثة تجعل الحليم حيراناً، أو حتى تحوّله حيوانا!

الشيخ محمد العريفي، اعتقلته السلطات السعودية بعد عودته من الحج، لا لأنه حرّض على القتال في سوريا ومؤخراً اليمن، ولا لأنه حرّض على الكراهية والتطرّف وحتى العنف.. بل لأنه انتقد في تغريدة (صغيرة) أداء الحكومة الخدمي في الحج، وتحديداً قطار الحج! فما كان من المفتي إلا أن شتمه وشتم كل من ينتقد السلطة وخدماتها في الحج، وقال ان في نفوسهم مرض!

آل سعود ومشايخ الوهابية يعتقدون بأن نقد أدائهم في الحج، بعد مائة عام من احتلال الحجاز، وفشلهم في إدارة الأماكن المقدسة، يؤيد الدعاوى بتدويل الأماكن المقدسة وإخراجها من يد آل سعود وسلطة الوهابية. لهذا كان الغضب والألم على مجرد تغريدة (صغيرة)!!

الشيخ حسن فرحان المالكي، داعية عرف عنه ضد التطرف والعنف، وتفكيك الخطاب الوهابي العنفي، أودع في السجن مؤخراً.. فكيف تحارب الرياض داعش، وتعتقل بعض دواعشها، دون أن تضرب في الجهة المقابلة كيما تستقرّ نفوس الدواعش، فالظلم بالسويّة عدلٌ بين الرعيّة!

خبر ثالث نشرته صحيفة عكاظ عن رجال هيئة المنكر، فقد اقتحموا منزل رجل في حي السويدي بالرياض واعتقلوه، لأنه اختلى بامرأة في منزله. أقسم لهم بأن المرأة هي زوجته وهي في بيته وبيتها، فلم يصدّقوا واقتادوهما الى مركز الهيئة، وهناك جيئ بأب الفتاة، فأكّد ان المرأة هي ابنته وهي متزوجة من الرجل! فانظر الى مملكة الإنسانية: يُقتحم منزلك، وتعتقل وزوجك بحجّة الخلوة غير الشرعية، فيالإسلامكم العجيب، ويا لأنسانيتكم الداعشية!

ومن غرائب مملكة الإنسانية، أنه لا يكاد يمضي يوم إلا وهناك شخص منتحر، وإلا هناك شخص مقتول، مواطناً أو عاملاً أجنبياً، اهتضم حقّه ورأى (أو رأت) المخرج في الإنتحار. عاملة اجنبية متزوجة ولها اولاد، اختفت لستة عشر عاماً في بلد الأمن والأمان، لم يعرف أهلها عنها شيئاً. تزوج أولادها، واحدهم اشتغل في السعودية؛ ثم بعد البحث اكتشفوا انها شبه معتقلة وخادمة بالمجان في منزل مواطن موحّد سعودي مؤمن! كل الذي طُلب منه حينها اعطاؤها رواتبها لستة عشر عاماً فقط!

طلبة سعوديون مبتعثون في الخارج ينضمون الى داعش! كلهم ينتمون الى المذهب الوهابي، وكلهم من منطقة نجد! حتى الآن؛ أحدهم ذهب من استراليا الى سوريا فالعراق، وآخر من الولايات المتحدة، والملحق التعليمي السعودي هناك يحذر الطلاب من الإنترنت وتويتر! ومع هذا تقول الرياض انها بريئة من دعم داعش مالا ورجالا وفكراً، براءة الذئب من دم يوسف. لا أحد اليوم يصدّقهم حتى المواطن نفسه يرى ان منطلق الشرّ هو من (نجد) معقل الوهابية والتطرف والعنف.

وفي مملكة الإنسانية كانت الأسواق تغلق بوجه الشباب (الذكور) والسعوديين منهم دون الأجانب، ما لم يصطحبوا عوائلهم، حتى لا تتم المعاكسات، الآن افتتحت اول حديقة نسائية خاصة بالنساء ولكن العجيب فيها أنها (حديقة مغلقة) لها أبواب وشبابيك!

داعشي قطع رأس شابّة كردية كانت تقاتل قواتهم في كوباني، وقد نُشرت صورة رأسها القطيع فيما تدلّت خصلة شعرها من يد الداعشي القاتل؛ فاستبشر دواعش الوهابية خيراً من الصورة: (الله أكبر، الله أكبر، لقد تمّ قتل المرتدّة المنتمية الى بي كي كي!). لكن أحدهم سأل ذاك الداعشي الممسك برأسها القطيع عما اذا كان هناك إشكال شرعي من جهة لمس شعر المرأة! بمعنى ان القتل وإسالة الدم بالباطل وسبي النساء وتفجير الآمنين كلّه حلال، ولكن لمس شعر امرأة قطيعة الرأس، حرام!

يذكرنا هذا بالخوارج الذين قتلوا الصحابي الخباب بن الأرت، وبقروا بطن زوجته، لأنه لا يميل لمعتقدهم، ولكنهم كانوا يتجادلون حول تمرة سقطت من بستان في الشارع، هل كان أكلها حلالاً أم حراماً؟!

بلد الدواعش والقواعد والوهابية والهيئة ومشايخ الجهل والتطرف، وأمراء الرذيلة والفساد والظلم.. لم يعد بلداً قابلاً للسكنى، إلا للمضطر! مئات الألوف من السعوديين غادروا وحصلوا على جنسيات أخرى، او إقامات سواء في امريكا او كندا او استراليا أو حتى في الإمارات، وقد صارت الهجرة منية كثير من المواطنين.

الا ينطبق على آل سعود قول الرب جلّ وعلا: (واذا تولّى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد).

الصفحة السابقة