ردود فعل الإعلام الغربي على إعدام الشيخ النمر

إعدامات بربرية خصّصت للإستفزاز وجرّ واشنطن لمستنقعها

سامي فطاني

اعتبر كتاب غربيون معروفون ان السعودية تلجأ الى الطائفية للتغطية على مشاكلها الداخلية، من اقتصادية الى غيرها، بينما طالبت صحف اميركية معروفة الادارة الاميركية باخذ موقف اوضح يدين الاعدامات السعودية الاخيرة التي شملت الشيخ نمر النمر. كما اعتبر باحثون بارزون ان خطوة اعدام الشيخ النمر جاءت في سياق مساع سعودية لجر واشنطن الى الوقوف الى جانبها ضد ايران وعرقلة اي محادثات تشارك فيها طهران.

الرياض تلجأ الى الطائفية

كتب الاستاذ الجامعي الاميركي المتخصص بشؤون دول الخليج Toby Craig Jones مقالة نشرت في صحيفة نيويورك تايمز قال فيها ان القادة السعوديين كانوا يدركون مسبقاً بان اعدام الشيخ نمر النمر سيغضب ايران، معتبراً ان العائلة الحاكمة السعودية كانت تعول على ذلك حتى.

 

الكاتب رأى ان اختيار السعودية هذا التوقيت لتنفيذ الاعدام يعود الى الضغوط التي تواجهها المملكة، حيث هناك انخفاض حاد باسعار النفط وتحسن في العلاقات الايرانية الاميركية الذي يهدد بتقليص دور الرياض الخاص في السياسات الاقليمية، كما ان الجيش السعودي يفشل في الحرب على اليمن.

وعليه قال الكاتب ان الشجار مع ايران لا يشكل مشكلة بقدر ما يشكل فرصة،حيث يعتقد الحاكمون في الرياض على الارجح بان هذا سيسمح لهم باسكات المعارضة في الداخل وبحشد تأييد الغالبية السنية وضم الحلفاء الاقليميين الى جانبهم. وبينما اشار الكاتب الى ان ذلك قد يكون صحيحاً على المدى القصير، حذر من ان اذكاء الطائفية سيؤدي في النهاية الى تمكين المتطرفين وزعزعة استقرار المنطقة اكثر فاكثر.

واشار الكاتب الى ان الحكومة السعودية عززت نهجها الطائفي عام 2011 تزامناً مع التظاهرات الشعبية التي اجتاحت العالم العربي، لافتاً الى انتفاضة الغالبية الشيعية في البحرين، والاقلية الشيعية في السعودية، بغية المطالبة باصلاحات سياسية. على ضوء ذلك اضاف الكاتب، قام الحكام السعوديون باعطاء كل شيء طابع طائفي، من التظاهرات في الداخل الى التدخل في اليمن، وحاولوا من خلال ذلك ليس فقط شيطنة الاقلية، بل ايضاً تقويض المطالبة بالاصلاحات السياسية وكذلك التظاهرات.

الكاتب قال ان الشيخ النمر كان له تاريخ طويل من تحدي العائلة السعودية الحاكمة، غير انه اكد بالوقت نفسه ان نشاط الشيخ النمر ما بعد عام 2011 هو الذي ادى الى اعدامه، مرجحاً ان يكون النمر قد اعدم لانتقاده السلطة.

وحذر الكاتب من ان الخطر في التحريض الطائفي والمعادي لايران المتواصل الذي تمارسه السعودية، والذي يعتبر اعدام الشيخ النمر جزء منه، حذر من انه لا يمكن السيطرة عليه. وقال ان ما يحصل في سوريا والعراق واماكن اخرى يثبت بان العداء الطائفي اخذ منحنى لا يستطيع حكام المملكة السيطرة عليه. واشار الى ان قيام ارهابيين مرتبطين بداعش بتنفيذ عدة عمليات انتحارية استهدفت المساجد الشيعية العام الماضي هو خير دليل على ذلك.

كما اعتبر الكاتب ان المشكلة الحقيقية ليست فقط ان السعوديين على استعداد للتعايش مع الطائفية الدموية، بل اصبحوا مدينين بالفضل اليها ايضاً. واضاف ان اعتناق قادة المملكة للطائفية بهذا الشكل المتهور يفيد بان لا خيار آخر امامهم، وعليه توقع المزيد من الاضطراب. كما لفت بالوقت نفسه ان كل ذلك يجب ان يوضح لكل من يعتقد بان السعودية قوة استقرار في الشرق الاوسط، بانها ليست كذلك.

مطالبة ادارة اوباما بادانة واضحة للاعدامات السعودية

هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز نشرت مقالة حملت عنوان «اعدامات السعودية البربرية» والتي رجحت أيضاً ان الحكام في السعودية كانوا يدركون مسبقاً ان اعدام الشيخ نمر النمر سيؤدي الى ردود فعل غاضبة في المنطقة. كما اشارت الصحيفة الى ان الحكام السعوديين ربما كانوا يعولون على رد فعل غاضب من ايران وغيرها، بغية ابعاد الانظار عن المشاكل الداخلية واسكات المعارضين. وقالت الصحيفة ايضاً ان تحالف اميركا القديم مع آل سعود ليس سبباً لعدم الادانة الواضحة لهذا «المسار المتهور والخطير»، والذي يكون عبر رد فعل اقوى من الدعوة التي وجهتها واشنطن لكل من السعودية وايران بضبط النفس.

كما اشارت الصحيفة الى ان الاعدامات الاخيرة ليست حالة غريبة في السعودية، حيث هناك سجل «كئيب» في مجال حقوق الانسان يشمل قمع النساء، وكذلك اتباع المعتقدات الدينية غير الوهابية. ولفتت الصحيفة الى ان الشيخ النمر كان من اشد المنتقدين للنظام، ومناصراً لحقوق الاقلية الشيعية في المحاظفة الشرقية، لكنه لم يكن من مؤيدي اللجوء الى العنف.

و شددت الصحيفة على انه لا يمكن للادارة الاميركية التغاضي عن افعال مثل هذه التي تؤجج الكراهية الطائفية وتقوض مساعي استقرار المنطقة و»تنتهك حقوق الانسان بصورة فجة”.

هندرسون: الرياض فشلت في تمييز نفسها عن داعش

الباحث المختص بالسعودية Simon Henderson كتب مقالة نشرت على موقع «معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى» اليميني المقرب من اسرائيل، رأى فيها انه على واشنطن التحرك لمنع تعريض الحرب على داعش والاتفاق النووي مع ايران للخطر، نتيجة اعدام الشيخ نمر النمر، وقطع العلاقات بين الرياض وطهران.

 

واعتبر الكاتب ان الاتفاق النووي كان تحت الضغط أصلاً بسبب تجارب ايران للصواريخ البالستية، حيث قال ان حلفاء واشنطن الاقليميين قد «راقبوا بقلق» بينما تم اعداد المزيد من العقوبات ضد ايران قبل ان يتم تأجيلها.

الكاتب رأى ان على واشنطن التحرك بسرعة لمنع حدوث مواجهة دبلوماسية كاملة ذات ابعاد عسكرية، لكنه لفت الى انه ربما فات الاوان، حيث قال انه قد تم تقويض سمعة اميركا في المنطقة، عندما اجرت وحدات البحرية الايرانية مناورات في مضيق هرمز تزامناً مع دخول حاملة Harry Truman منطقة الخليج. وقال ان هذه الحادثة، الى جانب التردد الاميركي بفرض العقوبات على ايران على خلفية تجارب الصواريخ البالستية، قال انها اعطت الانطباع لحلفاء واشنطن الخليجيين بان الولايات المتحدة غير مستعدة لمواجهة ايران وكذلك غير فاعلة في هذا المجال.

من جهة اخرى شدد الكاتب على ان كل ذلك من غير المرجح ان يخفف القلق الدولي حيال اساليب السعودية القاسية، حيث اعتبر ان الاعدامات الاخيرة التي قامت بها السعودية تقوض محاولاتها الرامية الى تمييز اساليب قصاصها عن تلك التي تمارسها داعش. كما قال ان المملكة تبدوا عاجزة عن فهم الانطباعات السلبية للطرق التي يمارس بها الاسلام داخل المملكة.

كذلك تطرق الكاتب الى اعلان السعودية الشهر الفائت انشاء تحالف لمحاربة داعش، حيث اشار الى ان هذه الخطوة تنسجم والفكر الاميركي الذي يعتبر ان القوة السنية هي السبيل الافضل لمحاربة داعش. كما تحدث عن قيادة السعودية تحالف عربي ضد الحوثيين «المدعومين من ايران» في اليمن، وذلك «بدعم اميركي لوجستي واستخبارتي». وتطرق ايضاً الى مساندة السعودية المقاتلين المعادين للرئيس السوري بشار الاسد في سوريا. غير انه رأى بالوقت نفسه انه وبالرغم من التاريخ الطويل للعلاقات الاميركية السعودية، فان هذه العلاقات تواجه ضغوطاً حقيقية وربما يجري اعادة النظر فيها، اقله من جانب الرياض.

وهنا لفت الى ان التقارير السعودية الصادرة اواخر نوفمبر الماضي اشارت الى ارجحية تنفيذ احكام الاعدام الاخيرة. وقال ان الدبلوماسيين الاميركيين وكما يبدو قد حذروا نظراءهم السعوديين من العواقب الاقليمية المحتملة لاعدام الشيخ النمر، الا انه تم تجاهل هذه التحذيرات.

وفي الختام شدد الكاتب على ضرورة ان تتحرك واشنطن سريعاً لنزع فتيل التوتر في الخليج، وقال ان التصدي لما اسماه «الشغب الايراني» بشكل اوضح من المفترض ان يجدد تأكيد السعودية بدعم واشنطن ضد داعش والتحدي المتمثل بايران – وان ترافق هذا الدعم احياناً مع النقد.

الإعدامات السعودية تهدف لصراع أمريكي إيراني

الباحث الاميركي الايراني المعروف Trita Parsi كتب مقالة نشرت على موقع وكالة «رويترز» رجح فيها ان تكون السعودية قد ارادت تصعيد التوتر الاقليمي جراء اعدام الشيخ نمر النمر. واشار الكاتب الى ان الرياض قامت باعدام الشيخ النمر بنفس اليوم الذي انسحبت فيه بشكل احادي من اتفاق وقف اطلاق النار في اليمن. واعتبر انه في حال نجحت السعودية بجر الولايات المتحدة الى النزاع والوقوف الى جانب المملكة، تكون حينها قد حققت اهدافها.

 

كما رجح الكاتب ايضاً ان تكون السعودية قد علمت بشكل مسبق ان اعدام الشيخ النمر سيؤدي الى اهتياج في المنطقة ويزيد حدة التوتر مع ايران. ولفت الى ان السعودية طالما عارضت المبادرات الدبلوماسية التي شاركت فيها ايران – سواء كانت حول سوريا او الملف النووي – والتي تهدد (من منظار السعودية) بتطبيع دور ونفوذ ايران الاقليمي. واشار بهذا السياق نقلاً عن مسؤولين اميركيين الى ان الرياض كانت قد نجحت باقصاء ايران من محادثات جنيف حول سوريا من خلال التهديد بمقاطعتها في حال مشاركة ايران. كما استشهد بمصادر البيت الابيض التي قالت ان الرئيس اوباما اضطر الى الاتصال شخصياً بالملك سلمان من اجل اجبار السعوديين على المشاركة في محادثات فيينا حول سوريا التي اجريت الخريف الماضي (و التي شاركت فيها ايران).

الكاتب قال انه بات لدى السعوديين المبرر المثالي لابطاء وتقويض وربما افشال هذه المحادثات بعد قطع العلاقات مع ايران، اذا ما اختار السعوديون القيام بذلك. و رأى الكاتب انه ومن منظار السعودية فان التطورات الجيوسياسية في المنطقة منذ ما يزيد عن عقد من الزمن لا تخدم مصالح الرياض، كما اعتبر ان صعود ايران وقرار واشنطن التفاوض والتوصل الى تسوية مع طهران حول ملفها النووي انما زاد من حالة الهلع السعودي.

كذلك قال الكاتب ان الرياض ربما تحاول تصنيع ازمة – وربما حرب حتى – على امل ان تغير المسار الجيوسياسي في المنطقة لصالحها. واعتبر ان الجائزة للسعودية في هذه الحالة ستكون اجبار الولايات المتحدة على الوقوف الى جانبها واعاقة اي تحسن في العلاقات بين واشنطن وطهران، واستشهد في هذا الاطار بما نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن احد المقربين من الحكومة السعودية الذي قال انه «في مرحلة ما، قد تجبر الولايات المتحدة على الوقوف مع طرف معين (اما السعودية او ايران)؛ وهذا ربما سيهدد الاتفاق النووي”.

وعليه حذر الكاتب واشنطن من عدم الوقوع بهذا الفخ، ولفت الى انه ومن منظار الولايات المتحدة، فان نشاطات السعودية «المزعزعة للاستقرار» تثبت صوابية الاتفاق النووي مع ايران. واشار الى ان احد المكاسب الاساسية للاتفاق الذي لم يصرح به المسؤولون الاميركيون هو انه يقلل من اعتماد اميركا على السعودية. وفي نفس السياق اعتبر ان حل الملف النووي والعودة الى الانخراط مع ايران يزيد من خيارات واشنطن في المنطقة.

بناء على ذلك، اكد الكاتب انه من الافضل لواشنطن لعب الدور التوازن بين السعودية وايران بدلاً من ان تكون ملزمة بـ «الدعم الكامل لمغامرات السعودية الاقليمية”. الا ان الكاتب تساءل في الوقت نفسه عما اذا كان من الممكن لواشنطن ان تواصل وقوفها خارج هذه المعركة، مشيراً الى المخاوف التي اعرب عنها مسؤولو ادارة اوباما من ان الازمة «التي اوجدتها السعودية» تؤثر على الحرب ضد داعش والعملية الدبلوماسية في سوريا.

و قال الكاتب انه اذا كانت اولوية واشنطن هزيمة داعش وغيرها من الحركات الجهادية، فإن التوازن بين «ايران التي تعارض بشدة داعش، والسعودية التي لعبت دوراً لا يمكن نفيه بالترويج للتطرف الجهادي.. قد لا يكون الرد المناسب”.

تهور سعودي نابع من الخوف وإعدام النمر خطأ

كتب الصحفي الاميركي المعروف «ديفيد اغناتيوس» مقالة نشرت بصحيفة واشنطن بوست اعتبر فيها ان قرار السعودية تنفيذ الاعدامات الاخيرة انما يدل على ان المملكة فقدت توازنها. وقال ان خوف المملكة من صعود ايران ادى بها الى اعدام رجل دين شيعي معارض، الامر الذي اثار اعمال الشغب في ايران، وادى الى قطع العلاقات الدبلوماسية، وتصعيد حاد «في العداء الطائفي» الذي يجتاح المنطقة.

 

ورأى الكاتب ان سبب اتخاذ السعودية هذه الخطوة يعود الى كونها خائفة، حيث انها محاطة بالمتطرفين السنة التابعين لداعش و»المتطرفين الشيعة المدعومين من ايران» بحسب تعبيره. كما لفت الى ان السعودية غارقة في «حرب مكلفة وغير ناجحة في اليمن»، وزيادة على ذلك، فإنها لا تثق «بالراعي والحامي الاميركي»، ويعود ذلك جزئياً الى دور الولايات المتحدة باتمام الاتفاق النووي «الذي انهى عزل ايران”.

ومن رأي الكاتب، فإن البلدان التي تشعر انها معرضة للخطر، غالباً ما ترتكب اعمالاً متهورة وغير منتجة، وان هذا هو ما حصل مؤخراً مع السعودية. فحتى داخل العائلة هناك معارضة من أمراء سعوديين كبار لخطط ولي ولي العهد محمد بن سلمان في المجال الاقتصادي وغيره.

ويعتقد الكاتب ان اعدام الرياض 47 شخصاً الاسبوع الماضي جاء في سياق مساعي القيادة السعودية لاظهار عزمها،لافتاً الى ان اغلب الذين اعدموا كانوا من الراديكاليين المتحالفين مع داعش والقاعدة وغيرها من الجماعات المتطرفة، رغم ان الانظار الدولية ركزت على الشيخ نمر النمر. واشار الى اعتقاد بعض المراقبين ان قتل النمر يعود جزئياً الى اعطاء غطاء لاعدام الراديكاليين السنة، لكنه اضاف انه وبغض النظر عن الدافع، فان إعدام النمر كان خطأ. واعتبر الكاتب قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران ودفع دول عربية خليجية اخرى الى القيام بالمثل قد فاقم المشكلة، ومن رأيه فإن قرار قطع العلاقات هذا كان رد فعل مبالغ فيه.

وتابع الكاتب بأن رغبة السعودية بالتصدي لما تسميه بالهيمنة الايرانية كان قد اصطدم اصلاً بالمشاكل في اليمن، حيث تكلف الحرب المملكة قرابة مليار دولار كل شهر، دون ان تكون الرياض قد حققت الكثير «سوى الانقاض على الارض». فضلا عن أن الحوثيين نجحوا في توجيه ضربات في المناطق الحدودية السعودية.

وفي المحصلة، فالكاتب يرى ان الهدف السياسي الاميركي الاشمل يجب ان يعتمد تخفيف حدة التصعيد بين طهران والرياض، وان على واشنطن كبح جماح كلا الطرفين؛ موضحاً ان السعودية انخرطت في نزاعات لأربعين سنة، وأنها بسبب مخاوفها اعتمدت تمويل الارهاب والمدارس الجهادية ومؤسسي القاعدة وامراء الحرب السوريين. ومع هذا يشدد الكاتب الى أن قلق الرياض اكثر من طهران، وان السعوديين بحاجة الى الطمأنة بان واشنطن تساندهم، في حين ان يجب على السعوديين بناء مجتمع لديه ما يكفي من الثقة الذاتية لمحاربة التطرف في الداخل والخارج.

إعدام النمر غير إنساني ومستفزّ

صحيفة لوس انجلس تايمز وصفت اعدام السعودية للشيخ نمر النمر بالعمل «غير الانساني والمستفز الذي صعّد التوتر مع ايران» وعقّد كذلك مساعي التوصل الى حل تفاوضي للحرب الاهلية السورية. واعتبرت الصحيفة ان هذا العمل كان يستحق ادانة قوية من الولايات المتحدة، وهو ما لم يحصل.

الصحيفة رأت ان الشيخ النمر كان سجيناً سياسياً اكثر مما كان ارهابياً، والرياض تعتبر المعارض السياسي مرتكباً لجريمة سياسية ويصنّف ضمن قائمة الإرهاب. وشددت الصحيفة انه كان من المؤكد بان اعدام النمر سيثير غضب الشيعة داخل السعودية وخارجها، وان قرار تنفيذ الاعدام انما يفيد بان الملك سلمان اما كان لا مبالياً للعواقب، او مصمماً على استفزاز ايران.

وتابعت الصحيفة بأنه يمكن تفهم عدم رغبة الادارة الاميركية تقويض الدعم السعودي للمفاوضات حول سوريا، إلا ان الخوف على المحادثات وكذلك العلاقات التاريخية بين واشنطن والرياض لا يبرران رد الفعل الخجول من قبل الولايات المتحدة على الإعدام.

واشنطن حذّرت الرياض سرّا من تداعيات إعدام النمر

مجلة «فورين بوليسي» نشرت تقريراً قالت فيه ان حرب السعودية الدبلوماسية التصعيدية مع ايران، انما هي جزء من مسعى جديد لعرقلة ما تعتبره الرياض تحول اميركي تجاه طهران،غير ان التقريررجح بالوقت نفسه ان لا ينجح هذا المسعى. واعتبر التقرير ان ذلك يعود الى كون الادارة الاميركية قد قررت بان الاتفاق النووي مع ايران هو اهم للمصالح الاميركية ولارث الرئيس، مقارنة مع صون التحالف القديم مع السعودية. كما اضاف ان تأجيل فرض المزيد من العقوبات على ايران (على خلفية التجارب الاخيرة للصواريخ البالستية) وبغض الطرف عن دور طهران العسكري في العراق، انما اثار مخاوف الرياض وغيرها من الدول الخليجية التي تخشى التهميش والإهمال.

ان تردد الادارة الاميركية فيما يخص تجارب الصواريخ الايرانية قد أكد المخاوف السعودية من ان اوباما باشر بتحول استراتيجي تجاه ايران وتخلى عن الحلفاء العرب التقليديين. الباحث الامريكي والدبلوماسي السابق ولي نصر رأى أن «القضية الاكبر هي انه ومن خلال التحدث مع ايران، اكدت الولايات المتحدة حقيقة انها لم تعد تعتبر العالم العربي ذا اهمية استشنائية”.

ولفتت فورن بوليسي الى أن دعوة الولايات المتحدة الى الهدوء وحث كلا الطرفين (الرياض والسعودية) الى اتخاذ خطوات لنزع فتيل الازمة، كان يعني عدم الإصطفاف علناً مع اي من البلدين.

وفي هذا السياق فإن وزير الخارجية الاميركي جون كيري قد تحدث مرتين على الاقل مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف منذ اندلاع الازمة الاخيرة بين طهران والرياض، كما تحدث كذلك مع نظيره السعودي عادل الجبير وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. لم يكن من الممكن في السابق تصور الحكومة الاميركية وهي تقارب اي ازمة بين السعودية وايران بهذا الشكل المتوازن، لم يكن ليحدث هذا لولا العلاقة بين كيري والدبلوماسيين الاميركيين مع نظرائهم الايرانيين والتي ابتنيت خلال مسار المفاوضات النووية، والتي ازعجت الرياض.

عبثاً حاولت واشنطن ترميم علاقاتها مع السعودية بعد الاتفاق النووي الإيراني، وقد اختار البيت الابيض عدم توجيه تحذير علني للرياض من مغبة اعدام الشيخ النمر، واصرت على توجيه التحذيرات سراً.

الإندبندنت: محمد بن سلمان ساذج يلعب بالنار

كتب باتريك كوكبيرن في الإندبندنت البريطانية مقالاً واعتمد على معلومات في مذكرة استخباراتية ألمانية نُشرت نهاية ديسمبر الماضي عن الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، وصفته بالحماقة والرعونة.

عنوان مقالة كوكبيرن يكفي لمعرفة محتواه: (الأمير السعودي الساذج المتعجرف يلعب بالنار). وقد حذرت الاستخبارات الألمانية من أن ابن الملك المفضل محمد بن سلمان أصبح مصدراً للخطر، وأن السعودية تعتمد سياسة متهورة في الفترة الأخيرة. وأنها أضحت تنتهج خيارات أكثر عدوانية وسياسة محبة للحروب، كالحرب في سوريا واليمن.

ونقلاً عن كوبيرن، فإن المذكرة وصفت «محمد بن سلمان - البالغ من العمر 29 عاماً والذي يتمتع بنفوذ عال، والمعروف بأنه الابن المفضل للملك سلمان الذي يعاني من داء الخرف - بأنه سياسي مقامر يعمل على شل العالم العربي من خلال تورطه بحروب بالوكالة في سوريا وايران». ويضيف كوكبيرن من اجنبه بأن (وكالات التجسس لا تقوم في العادة بالكشف عن مثل هذه المعلومات والوثائق لوسائل الاعلام وتنتقد فيها حليفا قويا ومقربا لها كالسعودية». مُبيّناً أن (تحذيرات وكالة الاستخبارات الألمانية تعد إشارة على زيادة المخاوف من أن السعودية أضحت ورقة غير مضمونة).

وختم كوبيرن بالقول إن «المغامرات الخارجية التي بدأها الأمير محمد لم تكن ناجحة وليس هناك أي بوادر تشير إلى نجاحها مستقبلا».

صانداي تايمز: «هل سيدمر هذا الملك بيت آل سعود»؟

صحيفة الصانداي تايمز نشرت موضوعا لافتا به صورة للملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز تحت عنوان «هل سيدمر هذا الملك بيت آل سعود»؟ تناولت فيه اعدام الشيخ نمر النمر، والإعدامات المستمرة والمتصاعدة في عهد الملك الحالي سلمان. وقالت الصحيفة بأن صرخات المعترضين على قتل نمر النمر قد وصلت للساسة في كل الشرق الاوسط ليبادر بعضهم بتهديد آل سعود. وتضيف الصحيفة انه لم تمر سنة كاملة حتى الآن على تولى الملك سلمان البالغ من العمر 80 عاما منصبه ورغم ذلك تعد هذه السنة واحدة من أسوأ السنوات في تاريخ المملكة. وتابعت بان العالم الغربي اصبح يدرك حاليا ان الفكر الوهابي الذي بنيت عليه المملكة هو سبب التطرف الذي يجتاح المنطقة. يتوازى هذا مع الادلة والاشارات العديدة التى توضح وجود مشاكل في العائلة السعودية المالكة بسبب السياسة التمييزية التى ينتهجها سلمان ومحاباة ابنه المفضل محمد بن سلمان التي تولى منصب وزير الدفاع رغم ان سنه لم يتخط الثلاثين عاما وعين وليا لولي العهد.

الإندبندنت: الإعدامات السعودية داعشية!

 

صحيفة الاندبندنت مقالا لروبرت فيسك حول الموضوع نفسه بعنوان «الإعدامات في السعودية مثل تصرفات تنظيم الدولة الاسلامية فماذا سيفعل الغرب؟». قال فيه بأن ما حدث من اعدام 47 شخصا بهذا الشكل في المملكة العربية السعودية يعد تصرفا مشابها لممارسات تنظيم «الدولة الاسلامية» وهو تصرف غير مسبوق لبدء السنة الجديدة في المملكة على خلاف الاحتفالات المبهجة في دبي المجاورة. ويضيف فيسك ان قيام المملكة باستخدام مقاطع من القرآن لتبرير هذه الاعدامات يؤكد انها تستخدم نفس اسلوب التنظيم الداعشي.

ويرى فيسك بان آل سعود ربما لم يكونوا يستهدفون من الاعدامات سوى استفزاز ايران والشيعة في مختلف انحاء العالم لاشعال صراع طائفي اكثر قوة على غرار ما يفعل تنظيم «الدولة الاسلامية». واضاف بأن مقولة ماكبث «الدم يقود لمزيد من الدم» تنطبق على الحالة السعودية بكل تأكيد والتى تقود حملة لمكافحة الارهاب لكنها تستبيح اراقة الدماء، سواء دماء الشيعة او السنة على حد سواء.

ويقارن فيسك بين التصرف السعودي وتنظيم «الدولة الاسلامية»، قائلا إن التنظيم ايضا يقطع رقاب من يرى انهم مرتدون من السنة ورقاب الشيعة والمسيحيين في العراق وسوريا على حد سواء. مؤكداً بأن الاجراءات السعودية ضد الشيخ النمر هي نفسها التي كانت ستستخدم ضده لو كان في قبضة التنظيم الداعشي.

الصفحة السابقة