للضعفاء الجنّة، ولآل سعود الحكم والمتعة!

اشتعلت الحرب في اليمن، بعد أن فشل السعوديون في الحصول على نصر على طاولة المفاوضات في الكويت. فما لم يؤخذ بالحرب، لن يأخذوه بالتفاوض. وحتى الإتفاق الثنائي مع انصار الله في ظهران الجنوب بعدم مهاجمة المدن السعودية، مقابل عدم مهاجمة صنعاء والمحافظات الحدودية اليمنية، لم تلتزم به الرياض، وحاولت احتلال ميدي للمرة الخامسة، وباءت بالفشل.

قصفت الرياض بعنف المدن اليمنية، في تعز ومأرب وصنعاء وصعدة وحجة وغيرها. فجاءها ردّ بالصواريخ الباليستية، واسقاط طائرات اباتشي، وقتل العشرات من جنودها، وإسقاط اكثر من عشرة مواقع عسكرية، والسيطرة على مدينة الحثيرة السعودية وغيرها. وفيما كان الاعلام السعودي وخطباؤه يحرّضون على المزيد من الحرب لاحتلال صنعاء، كتب الصحفي جمال خاشقجي: (لو استطاع الحوثي ايذاءنا أكثر لفعل، هل هذا جار يؤمن جانبه؟). بامكان اليمنيين ان يقولوا ذلك أيضاً، فالرياض لم ترسل لهم بطائراتها الورود، وانما القنابل والصواريخ والمرتزقة والمدرعات وجيوش من عشر دول، وحاصرتهم جوعا، وقتلت اطفالهم ونساءهم وابرياءهم ودمرت المستشفيات والمدارس والبنية التحتية.

الداعية الخشلان يهنئ عوائل الضحايا بمقتل فلذات اكبادهم، وكأنهم قتلوا في معركة كرامة ضد الصهاينة، ثم يدعو الله النصر لأسود التوحيد والسنّة، على اعتبار ان المعركة بنظر الوهابية دينية، وان الخصم لا بد ان يكون كافراً. وفي وقت يحرض مشايخ الوهابية على الجنّة، ويذهب الضحايا في أكثرهم من الجنوب، فإن هؤلاء الإخواسلفيون يقضون عطلهم في اسطنبول، وأما الملك وحاشيته فيستمتعون باجازاتهم في اوروبا والمغرب.

الصفحة السابقة