الطريفي.. وزير متعدد الفضايح!

حقاً كما يقول المواطنون: (عادل الطريفي ـ الذي هو وزير الإعلام ـ جاب العيد)؛ أي أنه أتى بالعيد في غير وقته وزمانه؛ وهو تعبير عن اجتراح المعجزات في زمن لا يوجد فيه معجزات؛ أو بمعنى أصحّ فإن الطريفي (خبّص كثيراً).

كان الطريفي مع الأمير محمد بن سلمان في زيارته لليابان والصين مؤخراً. وفي اليابان عقد الوزير الشاب الطريفي البالغ من العمر ثمانية وثلاثين عاماً مؤتمراً صحفياً، أثار عليه الداخل بشكل كبير.

لم تكن حالة الطريفي طبيعية وهو في المؤتمر. البعض أشار الى أنه تحت تأثير المُسكِر.

في المؤتمر قال الوزير انه سمع تعيينه وزيراً من التلفاز! مؤكدا حقيقة ان آل سعود يعينون ويقيلون الوزراء دون علمهم، وغالباً ما يسمعون خبر إقالتهم من التلفاز أيضاً؛ كما حدث للوزير أحمد زكي يماني، والوزير غازي القصيبي، وغيرهما.

وقال الطريفي في مؤتمره، ان اول عمل قام به كان كتابة خطاب الملك، وانه عكف على تقليد خطابات غربية، ولكن محمد بن سلمان لم يقبل الخطاب وطالب بتعديله حتى يكون موجهاً للغربيين، وليس للمواطنين!

ايضاً اشار الوزير الى ان الملك مريض، وان الوزير نفسه يقرأ الصحف عليه يومياً! كما تحدث عن ولي نعمته الأمير محمد بن سلمان بأنه صغير، أو لنحسن الظن: أكثر شبابية من الوزير نفسه. للعلم ان محمد بن سلمان يبلغ من العمر ٣٠ سنة فقط، وبيده كل مقدرات الدولة وملفات سياستها المحلية والخارجية.

لم يكن الوزير في مؤتمره الصحفي متزنا حتى. وألقى على الصحفيين خطبة عصماء، ثم أتبعها بقصيدة شعر، من حسن الحظ انه لم يقل انه كتبها كما فعل سابقاً.

هناك من يتصيد أخطاء الوزير وهم أغلب المثقفين الذين أساء اليهم مراراً. وهناك من لديه أجندة سياسية كالإخواسلفيين.

الاخواسلفي مالك الأحمد سخر فقال: (قصيدة عربية لليابانيين. متّع سمعك وبصرك)! والشيخ سعد الغنيم استعار حادثة ابي حنيفة مع الجاهل الذي كان يلبس عمامة كبيرة: (هل لأبي حنيفة أن يمدّ رجله؟)؛ وعلي الحميد يخاطب الطريفي: (من الممكن ان تصعد بك الواسطة الى القمة؛ لكن يستحيل أن تبقيك هناك). والدكتور احمد سالم الشهري يعترف بفضل الوزير الطريفي فيقول: (أنا أرى هذا الرجل له فضل عظيم علينا، لأنه يذكرنا بقرب يوم القيامة) وذلك بناء على الحديث النبوي: (إذا وُسِّدَ الأمرُ الى غير أهله فانتظر الساعة).

لكن من الواضح ان الصحفيين والكتاب الرئيسيين لم يعلقوا على مؤتمر الوزير الطريفي. لقد صمتوا خشية منه، ومن المؤكد انهم كانوا يتابعون جلده على مواقع التواصل الاجتماعي بتلذّذ. وكما قال المعارض حمزة الحسن، فإنه لم تسقط الوزير سرقته لقصيدة شوقي، كما لم تسقطه عاصفة الاعتراض على منعه الاديب النابغة حسين بافقيه من الكتابة؛ ولكن كما يعتقد الحسن: (أظن أن مؤتمره الصحفي سيسقطه هذه المرّة).

حقاً لم تسقط الوزير السروق قصيدة اهتبلها. ولكن لن يطول به المقام وبيد من عيّنه محمد بن سلمان.

وبعد المؤتمر الصحفي للوزير شكك كثيرون في قدراته اصلاً: (أجل تقول لي انه كان رئيس تحرير الشرق الأوسط، ومدير قناة العربية؟… اممممم). يعني ما يستاهل المنصب وليس كفؤا له. 

وكما تقول مغردة (يجيبونهم لنا على انهم مثقفين، ويحلق شَنَبَه على الصفر ـ يعني متطور ـ وفي الأخير يطلع سَبيْكَةْ). أي جاهل. مغردة اخرى تقول ان الطريفي ما ينفع يكون وزير اعلام بل (ينفع وزير الترفيه) لأنه (ينكت بالإنقلش بَعَدْ ما هوْ بالعربي. ضحكته لحالها ترفيه)!

ووصف ماجد آل لحيان الوزير بأنه ساذج، وقال أنه (لا يُلام. قام الصبح، ووجد نفسه وزير)، وبهذا يُلام من عيّنه وقرأ CV سي في الطريفي.

وخاطب الأسلمي الوزير بالتالي: (معاليك يجب ان يشاهد فيديو المؤتمر الصحفي اكثر من مرة، لكي تصدّقنا بأنك جِبْتْ العيد. ما عليك ترى ما بقى إلا تغني شَيْلَةْ). معلق أعادنا الى الماضي فقال: (كيف يقهقه معالي الوزير، وقد قال الأصفهاني في كتاب المعاني: إذا قهقه الوزير، فيجب أن يقهقه الجميع)؟. 

لكن من أقسى النقد ما قاله عبدالرحمن القعيط: (يُحسب لهذا الوزير الوسيم، أنه فضحنا بالفصحى والروسي، والإنجليزي. انه وزير متعدد الفضايح)!

الصفحة السابقة