المرأة (وعبيد العبيد)

قالها الأمير نايف في زيارته الأخيرة للكويت، بأن المرأة السعودية لن يكون لها حق الإنتخاب ولا الترشح في الإنتخابات البلدية القادمة، والتي سيكون نصفها الأول بالتعيين ونصفها الآخر بالتحايل! ليؤدي جميع المنتخبين دوراً رئيسياً في تلميع وجه آل سعود خارجياً، وفي تضليل الرأي العام المحلي داخلياً، الى حين على الأقل. حيث سيثبت زيف الإنتخابات وأنها أقلّ من أن تقدّم فائدة عملية للمواطن، أو تكسر حدّة احتكار السلطتين الدينية والسياسية كما احتكار الخدمات والثروات.

إنتخابات نصفية! ونساء بلا دور! ومن غير الأمير نايف ليبلغ الشعب بهذا الإنجاز العظيم؟!

من غير الأمير نايف قادرٌ على التلوّن بأكثر من وجه؟

فهو المدافع عن الوطن ضد التطرف والإرهابيين، وهو في نفس الوقت أشد مناصري السلفية الوهابية، والأكثر صراحة في إعلان ذلك، ولذا لا غرابة أن تجد المديح من قبل الوهابيين موجه له ولإبنه!

والأمير نايف محافظ سياسياً ولا يخفي ذلك بل يحمل كرباجاً ضخماً أينما حل وارتحل! وهو في نفس الوقت يريد تسويق نفسه كرجل إصلاح، مع أنه لا يحب ـ كما قال هو ـ سماع كلمة إصلاح، وطالب الصحف باستبدالها واستخدام كلمة (تطوير).. ولكن كان صعباً تحمّل هذه الرقابة من رئيس المجلس الأعلى للإعلام (نايف) حتى من صحيفة خديوية كـ (عكاظ). صحيح أن ذلك المجلس قد حلّ، ولكن في الممارسة، أكثر الصحافيين يخشون الشخصية المتوحشة التي تسكن وزير الداخلية.

والتطوير بعرف نايف هو اعتقال الإصلاحيين الذين اعتبرهم فئراناً يجب ضربهم ليختبئوا، فالمُلك حق خاص لآل سعود، لا ينازعهم فيه أحد إلا وأخذوا رأسه. ومن حسن حظ الإصلاحيين، كما يكرر نايف، أنه لم يعذبهم، وأنه لم يفعل شيئاً سوى حبسهم، ومصادرة جوازات سفر زملائهم وفصلهم من وظائفهم. أما قمّة التسامح عند وزير الداخلية، أو رجل الأمن الأول كما يحب أن يسمّى، فهو أن يقبل بإعادة جواز سفر أحد المواطنين! هذا التسامح لا يقاس مع تلك الأميرة الغبيّة التي طالبت أعمامها بأن يقطعوا الكهرباء عن سكان الرياض وغيرها، فالكهرباء كما قالت إنجاز قدمه آل سعود، وأرادت أن تكتشف كيف سيعيش المواطنون المعارضون لحكم آل سعود بدونهم أو بدون إنجازاتهم (الكهربية)!

ورجل الأمن الأول، مهووس بإبنه محمد الذي أصبح الرجل الثاني في وزارة الداخلية متخطياً كل وكلاء الوزارات وحتى عمه أحمد نائب وزارة الداخلية، وصار الإبن المدلل رجل الأمن القوي.

أما الإبن الآخر سعود، فبعد أن تشاجر مع ابن عمه محمد بن فهد إبان توليه نيابة إمارة المنطقة الشرقية، وقد كان الخلاف حول الصلاحيات وحول تقاسم السرقات، اضطرّ الى الإستقالة، وطالب بتعيينه سفيراً في أسبانيا، وقد تحقق له ذلك قبل نحو عام.

هكذا تتوزع السلطة، وهكذا تتوسع دائرة المشاركة الشعبية في السلطة!

أما زوجته السديرية المدللة، فقد أصبحت (سوبر وومان) وسبق لها أن اختطفت أختها من طائرة سعودية كانت متجهة الى العاصمة الأردنية عمان، بعد أن قامت بعملية تخديرها. ولم يكن الأمر سوى أن الزوجة أرادت أن تلتحق بزوجها من آل الشعلان (مشايخ الرولة)، فكانت السوبر وومان يومذاك مديرة مطار جدة والآمر الناهي فيه!

أليس هذا اعترافاً من الأمير وزير الداخلية بدور المرأة السعودية! هذا نموذج لمرأة يمكن أن تمتلك سلطة بأكبر مما يملكه أصحاب العقال والشوارب!

حقوق مرأة في السعودية ـ الوهابية!

هذا مستحيل!

وهل امتلك الرجال أصحاب الشوارب حقوقهم، حتى تستطيع أن تأخذ حقها؟!

المرأة التي لا تستطيع أن توقع على وثيقة إجراء عملية لها أو لإبنها، والتي لا تستطيع أن تذهب الى غرفة الولادة بدون إذن وزير الداخلية ـ كما أوصى في أحد تعميماته الأخيرة ـ هل يحق لها أن تترشح وأن تنتخب حتى في نصف انتخابات بلدية تافهة بمقاييس كل الدنيا!

المرأة السعودية مضطهدة ومحرومة من أبسط حقوقها، من قبل مجتمعها، ومن مشايخ الوهابية، ومن سلطة آل سعود المهيمنة على كل مناحي الحياة.

المرأة الحرّة تخرّج أجيالاً حرّة!

وفي مملكة العبيد، لا أحرار، حتى السلطة الحاكمة، والعائلة المالكة، هناك من يستعبدهما، ولكنه هذه المرة أجنبي!

بمعنى آخر: فإن الشعب المسعود، يصدق عليه مقولة أنه (عبد للعبيد)!

الصفحة السابقة