استقالة الامير بندر.. منصب قادم!

استقال غاضباً أم لمنصب قادم؟

وضع الامير بندر حداً للشائعات التي سرت في وسائل الاعلام الغربية وشبكة الانترنت بتقديم استقالته في نهاية يونيو الماضي، بعد أن شغل منصب سفير السعودية في واشنطن لما يزيد عن عشرين عاماً. وكانت السفارة السعودية قد قللت من شأن الشائعات حول استقالة الامير بندر وقالت بأنه يتمتع بإجازة، دون أن تذكر المكان الذي كان يقضي فيه الامير بندر إجازته. وقد تحدثت أنباء عن أن الاخير قد أمضى فترة طويلة في المغرب، وقد وردت أنباء عن أن الامير بندر ترك السفارة لفترة طويلة دون تحديد الاسباب، وذكرت مصادر مقربة من الامير بأن خروجه من السفارة جاء إثر خلاف بينه وبين الأمير عبد الله الذي قلل من شأن الامير بندر خلال زيارته الاخيرة للولايات المتحدة، ولم يلتزم بقائمة نصائح كان اعدّها الامير بندر سلفاً في التعامل مع الادارة الاميركية الجديدة.

تجدر الاشارة الى أن الامير بندر تجاوز دوره كسفير للسعودية في الولايات المتحدة وحاول أن يلعب في أحيان كثيرة دور وزير الخارجية، وأحياناً دور الوسيط الدولي. بعض المصادر أرجعت تحفظ الامير عبد الله على الامير بندر منذ اضطلاعه بالوساطة التي قام بها قبل أكثر من عام بين الجماهيرية الليبية والولايات المتحدة وبريطانيا، في قضية لوكربي المعروفة.

مصادر سياسية ذكرت أن الامير بندر يغادر من بوابة السفارة ليدخل من بوابة الوزارة، وقيل بأن الامير بندر ينتظر تعيينه في منصب وزير الخارجية، خلفاً للامير سعود الفيصل الذي يعاني من المرض الى جانب خبو بريق المنصب بعد أن تقاسمه عدد من الأمراء الذين يمارسون في بعض الاحيان دور وزير الخارجية. مصادر اعلامية بريطاينة نقلت عن مصادر سعودية أن الامير بندر يسعى الى الحصول على منصب حكومي رفيع في المملكة، كمنصب رئيس جهاز المخابرات الشاغر منذ عدة اشهر.

الامير بندر، عميد السفراء العرب والذي أطلق عليه وصف (غاتسبي العرب) لنشاطه وسخائه تولى منصبه كسفير لدى الولايات المتحدة في عام 1983 في عهد الرئيس رونالد ريجان، ونجح في إقامة علاقات متينة مع الرؤوساء الاميركيين وبخاصة مع آل بوش. وقد نقل مايكل مور في فيلمه فهرنهيت أن بندر قريب جداً من عائلة بوش حتى أنهم يعتبرونه فردا من العائلة ويطلقون عليه اسم بندر بوش من باب التدليل.

لكن الامير بندر واجه صعوبة بالغة في الحفاظ على تماسك التحالف الاستراتيجي ومتانة العلاقة بين الرياض وواشنطن، وهي مهمة أصبحت أشد صعوبة وتعقيداً عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

يشعر الامير بندر، كما يهمس أحياناً للمقربين منه، بأن مكانته التي حظي بها بين النخبة السياسية الاميركية بفعل نشاطه الدبلوماسي الدؤوب تؤهله للحصول على منصب رفيع. وقد يدرج ذلك في ترتيبات مابعد وفاة الملك فهد، وتقاسم التركة السياسية بين الجناحين الرئيسيين.

الصفحة السابقة