المهذار أبو الكلام

الحكواتي وأبـوا الـكـلام وأُمـُّهُ!

منذ الستينيّات الميلاديّة، وولي العهد الجديد، ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الى آخر الألقاب، الأمير سلطان بن عبد العزيز، يلقب بأنّه (أبو الكلام)!

لقد أطلق عليه اللقب الملك فيصل، كما قيل، وقد تلذّذ الأمير بذلك اللقب ولازال.

لقد أطلق عليه اللقب، لا لفصاحته، ولا لقدرته الخطابيّة، وإنما لكثرة كلامه.

لم يكن الأمير خطيباً مفوّهاً، ولا متقناً للعربية كسيبويه ونفطويه وابن حمار! حتى يستحق لقب (أبو الكلام).

الحكواتي!

ولكن الأمير لم يلتفت فيما يبدو الى حقيقة أن من يطلق عليه ذلك اللقب إنما كان يريد التهكّم والسخرية ليس إلاّ!

ومع أن الخادم الراحل كان هو الآخر كثير الكلام، خاصة قبل أن يصاب بالجلطة في منتصف التسعينيات الماضية، إلاّ أن البعض وصفه بـ (الحكواتي) الداهية!

فهو يكثر من الكلام بغية منع الآخر من التعبير عن نفسه، أي عدم إتاحة الفرصة له ليقول ما يريد، في حال عرف الخادم الراحل ما يدور بذهن صاحبه المتحدث.

ونظراً لكثرة الحكي، قال بعض المواطنين، أن الجلطة تلك كان سببها (الرغي) وقد ارتاح المواطنون منه مذ أصيب.

الأمير سلمان كما الأمير نايف، أمير الرياض ووزير الداخلية على التوالي، يعتبران نفسيهما متحدثين لبقين أيضاً.

وقد انتشرت في المملكة في الأشهر الماضية تقليداً صوتياً لكلام فطاحلة اللغة وأرباب الفصاحة من الأمراء، وكان من بين من تمّ تقليد صوته سلمان وعبد الله وسلطان.

فصيح العائلة المالكة!

وحين انتشر تسجيل التقليد عبر الإنترنت والجوال، قيل أن مقلّد الأصوات (النجدي) الساخر قد اعتقل.

فالأمير سلمان يبلع نصف الكلام، وسلطان يبلع ربعه، أما الملك المفوّه الحالي فيضيف إليه بسبب التأنّي، كما سخر أحدهم!

ولأنّه لا يوجد لقب لأمير الرياض، فنقترح أن يُسمّى بـ (أُمّ الكلام)! على أن يشارك نايف أخاه سلطان (أبوّة الكلام)!

هنيئاً لهم جميعاً بهذه الألقاب.

بيد أن (فصيح العائلة) الحقيقي هو الملك الحالي، فقد قيل أن هناك مشكلة في لسانه تمّ علاجها قبل بضع سنوات، كانت تمنعه من الحديث بسبب التأتاة.

وحين خفّت التأتأة، تبيّن أنه لا يعرف القراءة، وإنما يتهجّى الحروف والكلمات كطالب في الصف الأول الإبتدائي. مع أنه متخرّج من (مدرسة الوالد المؤسس)!

هل استمعتم الى خطابه يوم 19/11 في الرياض أمام منتدى الطاقة؟

أمّ الكلام!

لقد كان بحق (فصيح العائلة المالكة!).. حتى البسملة لا يجيد قراءتها في جملة واحدة بل يقطّعها تقطيعاً رغم المران المتكرر قبل يوم العرض!: بسم... الله.. الرحمن.. الرحيم!

وهل سمعتم مقابلة (العربية) مع ولي عهده سلطان في نفس اليوم؟

فرغم تلقينه الأجوبة مسبقاً، ورغم انه اعتاد على ذكر القوالب اللغوية، فإنه فقد فصاحته هذه المرّة، فصحّ عليه القول: يا زينك ساكت بس!

التعليم في الكبر كالنقش على الماء!

والأفضل لعجزة آل سعود، أن يصمتوا ولا يفضحونا أمام العالم بجهلهم.

عليهم أن لا يتحدثوا الى الصحافة ولا الى القنوات الإعلامية المسموعة والمرئية.

وإذا كان ولا بدّ، فليستعيضوا عن ذلك بالأوامر الملكية والبيانات وليعطوا وزير الإعلام قيمة الساعات الإضافية ليقرأ بالنيابة عنهم.

الصفحة السابقة