نايف مصاب باللوكيميا

ووارثو فهد يتصارعون على ثروته

الملك الخيخة

قالت مصادر موثوقة قريبة الصلة من الأمير نايف، وزير الداخلية، أن الأخير مصاب فعلاً باللوكيميا (سرطان الدم) وهو في بدايات الإصابة؛ وأنه يجري له تبديل للدم كلّ ستة أشهر. وكان المواطنون قد لاحظوا ـ من خلال المتابعة على شاشة التلفزيون ـ أن الأمير نايف يظهر في بعض الحالات مسودّ الشفة، مجهداً الى أبعد الحدود، وفي ظهور آخر، يبدو أكثر حيوية ونشاطاً.

على صعيد آخر، قال مقربون من الملك الجديد، أنه منح أبناء الملك الراحل فهد بن عبد العزيز فرصة شهر تنتهي في حدود العشرين من شهر ديسمبر الحالي، لكي يتفقوا على تقسيم الإرث الكبير الذي تركه لهم والدهم، وإلا فإنه سيشكل لجنة لفضّ التنازع بين الأبناء والبنات على الإرث، على غرار اللجنة التي شكلت لحسم مثل هذه المواضيع بين أبناء الملك سعود وبناته والذين بلغ عددهم ما يقرب من 130 شخصاً!، وكذلك على غرار اللجنة التي شكلها فهد لحل التنازع حول الإرث بين أبناء الملك خالد أيضاً.

وتضيف المصادر، بأن ما تركه الملك من ثروة أكبر بكثير مما كان متوقعاً. فقد قيل أن الملك فهد كان أحد أكبر أثرياء العالم وأنه يمتلك نحو أربعين مليار دولار؛ لكن الذي ثبت بعد موته أن الأموال فقط تصل الى نحو 190 مليار دولار، حوّل ما كان منها موجوداً في البنوك الأجنبية الى بنوك محليّة تحت إشراف مدير مكتبه وإبنه عبد العزيز، هذا عدا
سلطان: لازالت اليد معروضة للتقبيل
ما يمتلك من عقارات وشركات وأسهم مسجلة بأسماء مختلفة. وقد قيل أن سبب الخلاف بين أبناء وبنات الملك فهد (خاصة بين عبد العزيز وسعود) يعود بالتحديد الى أن الكثير من تلك الأموال (النقد) قد اختفت، وهناك اتهام مباشر لعبد العزيز (عزيّز/ الطفل المعجزة!) بالإستيلاء عليها.

على الصعيد نفسه، فإن قصور الملك فهد المنتشرة في كثير من بلدان العالم خاصة في اوروبا، قد سُجّلت قبل موت الملك لصالح زوجته المفضلة (ام عبد العزيز/ الجوهرة بنت ابراهيم) الأمر الذي أثار سخطاً كبيراً بين الوَرَثَة الذين طعنوا في التمليك باعتبار ان الملك حينها كان فاقداً للأهليّة غير مدرك لما يجري حوله.

وتشير المصار الى أن حصّة كل إبن من أبناء الملك فهد ستكون في حدود العشرين مليار دولار لكل واحد منهم.

وتقول المصادر المطلعة، أن الأمير سعود بن فهد، والذي قيل بأنه أكثر أبناء الملك فهد اتزاناً، والذي انسحب من الحياة السياسية، كنائب لرئيس الإستخبارات العامة، بدا بعد موت والده مستعداً لأن يصبح شخصية مرموقة اعتماداً على ما يمتلك من مال، وما سيرثه من أبيه.. وقال أحد المقربين منه، بأن الأمير سعود يرى مثله الأعلى في الوليد بن طلال، الذي بنى لنفسه سمعة كرجل أعمال ناجح، وشخصية عالمية يشار اليها بالبنان، قد يوظفها فيما بعد لتعزيز مركز سياسي
نايف: مصاب باللوكيميا
له في المستقبل. ولهذا ـ يضيف ذلك المقرب ـ بأن الأمير سعود بن فهد أخذ ينفق في الآونة الأخيرة الكثير من الأموال، وبدا مستعداً للقيام بعدد من المشاريع الدعائية والإعلامية، كما أسس شركتين في الآونة الأخيرة لكي يستثمر أمواله فيهما، وقال بأن الأمير يفكر في تأسيس محطة فضائية خاصة به.

من جهة أخرى، قال إصلاحيون سعوديون، بأن الملك عبدالله لم يزل ملكاً ضعيفاً للغاية، وأن السديريين يسيطرون على مفاصل الدولة، وأنه لا أمل في المستقبل الكبير في قيام مشروع إصلاحي تتبناه العائلة المالكة بالتوافق أو بفرض طرف من الأطراف. وقال هؤلاء، بأن الملك لم يستطع أن يفرض أبسط القرارات على إخوته، وضربوا مثالاً على ذلك بأن الملك كان قد أصدر أمراً ملكياً بمنع تقبيل اليد، وقيل أن ذلك كان موجهاً ضد سلطان، المهووس بتقبيل الناس ليده، ولكن الأخير لم يتوقف حتى الان، وهو يظهر على شاشة التلفزيون السعودي، والأمراء والخويا والمواطنون يقبلون يده. وفضلاً عن هذا فإن أبناء سلطان (بندر وخالد) منحوا سلطات قوية لا توازي السلطات التي منحت لتيار الملك عبد الله، اي أن التيار السديري نجح بالفعل في امتصاص هجوم الملك الجديد الضعيف، وتحديد صلاحياته.

الملك فهد، عبّ من الدنيا ما استطاع، وجمع أموالاً أكثر من أموال قارون، ولكنه غادرها مواجهاً ربّه بقماشة بيضاء لا يزيد سعرها عن ريالات معدودة.

حبّذا لو اتعظ أبناء الملك السابق وأبناء الملك الحالي، والأمراء، والناس أجمعون من هذه المفارقة!

الصفحة السابقة