مأمون فندي.. مصدر سعودي مقرّب

مأمون فندي، رئيس مؤسسة شركاء فندي وهي مجموعة بحثية ونخبة تفكير في واشنطن العاصمة، يقدّم نفسه على أنه خبير في السياسات العربية، والارهاب والتطرف الاسلامي، وقضايا الامن االاقليمي في الشرق الاوسط.

مأمون فندي

أعدّ رسالة الدكتوراة حول المعارضة السياسية في السعودية تحت عنوان Saudi Arabia and the Politics of Dissent وقد صدر في نيويورك العام 1999، وقد بدا فندي أكثر تحرراً في رسالته عبر تقديم قراءة نقدية للنظام السعودية والمعوّقات الحقيقية أمام الانتقال به الى دولة وطنية مكتملة، حيث يرى فندى بأن السعودية دولة بلا وطن.

كتب فندي عدداً من المقالات والبحوث حول السعودية وتتسم بطابع نقدي ونشرت في مجلات أكاديمية وبحثيّة مثل ميدل ايست جورنال تناول فيها الحركات الاسلامية الاحتجاجية في السعودية سواء السلفية أو الشيعية. ولكن سنجد ان تحوّلاً دراماتيكياً بدأ منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، حيث تبدّلت لهجة فندي بصورة فجائية، وتميل بوضوح نحو الدفاع وتبرير المواقف السعودية. كان محسوباً على الخط الناصري القومي التحرري، ولكنه خضع تحت تأثير الشبكة المالية السعودية التي كان يديرها الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق، بوظيفة ترويج وجهات النظر السعودية والمشاركة في الحملات الاعلامية ضد خصوم العائلة المالكة.

شعر فندي بأنه قد بلغ شأناً كبيراً وسط الفريق الاعلامي والاكاديمي السعودي، وربما هي الثقة المفرطة التي دفعت به لأن يتصرّف وكأنه ناطق رسمي بإسم السفير السعودي في واشنطن إن لم يكن بإسم العائلة المالكة، وهو ما أوقعه في المطب الذي وقع فيه ملهمه وراعيه الرسمي الامير بندر، والذي يهدد مكانة فندي بالزوال.

المطب كان عبارة عن كلام قاله مأمون فندي بأن أمراء سعوديين أخبروه بأن إسرائيل قدَّمت للسعودية خدمات من أعظم الخدمات في التاريخ. وأضاف فندي، في حديث لتلفزيون BBC2 البريطاني في نهاية شهر آب الماضي، أنه كان ضمن الوفد السعودي الذي زار أميركا في بداية الحرب اللبنانية، الذي ضمّ أيضا الأمير تركي الفيصل والأمير سعود الفيصل والأمير بندر بن سلطان، مؤكداً أنهم قالوا له بالحرف الواحد إن إسرائيل قدّمت لهم خدمات من أعظم الخدمات في التاريخ الحديث، مثل القضاء على الجماعة الناصرية في حرب 1967م، وإقناع أمريكا بغزو العراق وتخليصهم من صدام حسين، وضّحت بأبنائها وسلاحها من أجل القضاء على حزب الله.

وسأل فندي بدوره الأمراء بندر وتركي وسعود إن كان بوسعه نقل الحديث المذكور عنهم، فسمحوا له بذلك.

تصريحات فندي أثارت استياءً واسعاً في الاوساط الاعلامية والسياسية والشعبية العربية دفع به الى نفي ما قاله للتفزيون البريطاني، وقام بتوزيع بيان يرد فيه على الخبر الذي نشره موقع (الخيمة) على شبكة الانترنت في 27 سبتمبر. وقال فندي (في اطار الحملة الإعلامية المغرضة التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية في الآونة الآخيرة، تم الزج بإسمي في خبر ملفق وعاري من الصحة عن وجودي ضمن وفد سعودي زار أمريكا في بداية الحرب اللبنانية وحديث لي عن هذه الزيارة مؤخراً في تليفزيون BBC2 وذلك على الرغم من أنني لم أتحدث للـBBC منذ شهور)، وقال (علي ان أؤكد أنني لم أكن ضمن اي وفد سعودي الى أمريكا ولا إلى اي دولة اخرى. كما أنني لم اتشرف بلقاء الأمراء المذكورين في الخبر في سياق أي وفد رسمي او غير رسمي. كما أنني أؤكد على أنني لم اعلق لأي وسيلة إعلامية على أي لقاء اسرائيلي سعودي).

بيان فندي دفع برئيس تحرير صحيفة القدس العربي عبد الباري عطوان الذي كان ضيفاً في البرنامج نفسه الى جانب رجل دين يهودي ممثلا لوجهة النظر الاسرائيلية، الى كتابة مقالة بعنوان (الاتصالات السعودية الاسرائيلية) نشرتها (القدس العربي) في السابع من أكتوبر، أورد فيها تفاصيل البرنامج التلفزيوني مع بي بي سي 2. وذكر عطوان بهذا الخصوص ما نصه:

كنت شخصيا ضيفا في برنامج نيوز نايت الذي يعتبر واحداً من أهم البرامج السياسية التلفزيونية التي تبثها محطات هيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي). وأذيع البرنامج علي الهواء مباشرة في الاسبوع الاخير من آب (اغسطس) الماضي في ذروة العدوان الاسرائيلي علي لبنان. وكان مصدر مفاجأتي بث البرنامج، قبل الحوار المباشر، تقريراً مسجلا ظهر فيه البروفسور مأمون فندي الذي يعتبر من اهم الكتاب المقربين من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وقال فيه، بالصوت والصورة، إن أحد اعضاء الوفد السعودي الذي التقي الرئيس بوش والسيدة كوندوليزا رايس يوم الاحد 21 آب (اغسطس) قبل انطلاق الأخيرة في جولة شرق أوسطية، أبلغه أن السعودية واسرائيل باتتا تقفان في خندق واحد واستخدم تعبير in the same page وقال نقلاً عن هذا المسؤول الذي سمح له بترديد ذلك إن اسرائيل هي أكثر دولة قدمت خدمات للمملكة العربية السعودية، خدمتها عندما أطاحت بجمال عبد الناصر الد أعدائها بهزيمته بشكل مهين عام 1967، وخدمتها عندما أطاحت من خلال حلفائها في واشنطن، بعدوها اللدود الثاني صدام حسين، عندما حرضت على غزو العراق واحتلاله، وهي الآن تحارب لهزيمة حزب الله عدو السعودية اللدود أيضا. يضيف عطوان: أعضاء الوفد السعودي الذي نقل البروفسور فندي عن أحدهم هم الامراء سعود الفيصل وزير الخارجية، تركي الفيصل السفير في واشنطن، وبندر بن عبد العزيز مستشار الامن القومي.

الصفحة السابقة