المملكة المتجدّدة

كيف تطلبون الإصلاح والتجديد بهذه الوجوه المعتّقة؟ وجوه وعقول تعيش القرون الوسطى، وتتعامل مع البلاد كمزرعة.

هذا الخادم ما مات إلا بعد أن أصبحت المملكة (رميماً)! لقد حوّلها الى عجوز تقارب الموت مثله، لقد أصبحت كسيحة مثله ولما تزل كذلك.

أمضى الخادم 23 عاماً ملكاً متوجاً (1982ـ2005).

وقبلها أمضى سبع سنوات ملكاً فعلياً غير متوّج (1975-1982).

وقبلها أمضى 13 عاماً وزيراً للداخلية.

وحين مات كان عمر الخادم، خادم الحرمين والشعب، نحو 87 عاماً فقط. أي أنه مات محنّطاً، بعد أن حنّط الدولة معه!

أما هذا الشاب النضر!، فعمره اليوم 85 عاماً فقط.. لكن لا تستعجلوا الحكم!، فعقله يوزن جبل أحد وجبل ثور وجبال الهملايا جميعاً!

لم يتولّ مناصب كثيرة، فهو كان ولازال يتولى منصب رئيس الحرس الوطني طيلة 46 عاماً فقط (1962ـ2008) وقد عمل على تجديد الحرس كبوابة لتجديد المملكة التي امتطى ملكها بالكاد!

لازال لدى هذا الشاب ما يعطيه للمملكة: تجديداً وإصلاحاً كما يقولون. لا يحتاج هذا الملك الشاب جداً لوقت طويل حتى يتعلّم الحكم بسرعة، فأمامه شوط طويل حتى يتعرف على أبجديات القراءة، أما الكتابة فقد تركها لأكثر أجيال العائلة السعودية شبابية ووعياً. على يد هذا العملاق ستتحول المملكة الى مزرعة للتقدم والرفاه والحرية والديمقراطية!.

أما هذا الأمير الوسيم، الذي لن تجد شعرة بيضاء في لحيته ولو حاولت قرناً، فإنه من أولئك المخضرمين الذين لم يجد الدهر بمثلهم. حسبكم أنه لا يوجد وزير دفاع في العالم معمّر مثله، فهو وزير دفاع لمدة 46 عاماً أيضاً، كصاحبه السابق الملك، حيث التنافس بينهما على تحطيم الأرقام القياسية. الأمير سلطان، ولي العهد، من أهم أدوات التجديد، وقد جدّد الخزانة السعودية، بمعنى فرّغها من محتواها، وملأها هواءاً نقيّاً وعطراً فوّاحاً يشمّ على مسافة عام.

ويقف على رأس المجددين من طبقة الفحول الأولى، سيّدي صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف، مخترع مزاين الأبل، ومزاين الصحوة، ومزاين السلفية والوهابية، وهو حفظه الله لا يحب المناصب، ويؤمن بتولية الكفاءات وتجديد الدماء، ولذا فهو يفكر بالإستقالة من منصبه حين يصل الى كرسي الملك، ولن يحتفظ مثلما يفعل أخويه الملك وولي العهد بمناصبهما العسكرية.

سيّد الوهابية حيوي نشط، فهو مداوم فعلاً على تجديد دمه كلّ أسبوعين، حريصاً على أن لا يتأخر لئلا يبهت وجهه أمام الصحافة والكاميرات التلفزيونية. والمستقبل أمام هذا الأمير الذي يضرب بيد من حديد باسم الله والإسلام كل الأعداء، مفتوحٌ جداً، خاصة وأنه لا يزيد في العمر عن 79 عاماً، وهو لما يمضي سوى بعض الوقت في وزارة الداخلية، فقط 33 عاماً، أي منذ 1975 وحتى اليوم 2008م. ولا ننس هنا أن هناك الكثير من المعجبين بشخصيته، فالتجديد الحقيقي للدولة بدأ بوزارة الداخلية، التي تسيطر على العامّة بوسائل وتقنيات علمية لا توجد في أي جهاز للدولة.

ومن شباب الطبقة القائدة المجدّدة لمجد آل سعود ودولتهم، سيدي صاحب السمو الملكي، أمير منطقة الرياض، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الذي تولى أمارة الرياض قبل ما يقرب من ستين عاماً فقط، ولا زال ثابتاً في موقعه كالجبل ما يهزّك ريح، وهو أهم الأبناء الشباب للملك المؤسس، إذ لا يزيد عمره عن 74 عاماً.

إذا اجتمع البطارقة الأربعة الأموات ولكن لا يشعرون، وانضمّ اليهم مشعل وبدر وعبدالرحمن، وكلّ نافس صاحبه بحجم كرشه المغطى بالمشالح المذهّبة، وبسواد لحيته المصبوغة بأفخر الألوان السوداء المجدّدة للشباب، وبوجهه المنتفخ من كثرة ما يكرع من أفخر أنواع (ماء الحياة!) تكتشف من خلال الصورة فحسب أي مستقبل ينتظر مملكة آل سعود.

دولة ذاهبة بكل معنى الكلمة، لا تجديد ولا دماء حيّة، ولا عقول نظيفة، ولا علم ولا فهم.. مملكة تسير نحو حتفها.

الصفحة السابقة