ابن لادن أمر بتصفية وزير الداخلية

هل كانت القاعدة تريد تصفية أمراء حقاً؟!

محمد شمس

الخبر الذي نشرته صحيفة الخبر الجزائرية في 11/1/2009م، والمتعلق بأوامر صدرت من ابن لادن لقتل وزير الداخلية السعودي وأمراء آخرين أثناء رحلات قنص في الجزائر، يحمل قدراً من الإثارة، ويلقي بعض الضوء على موقف القاعدة إجمالاً من رجال الحكم السعودي. فقد لوحظ أن القاعدة في السعودية بشكل عام لم تتعرض ولو في حادثة واحدة ولو بشكل عرضي لأحد من الأمراء الكثر، وعددهم بالآلاف، وقد فسر الأمر حينها بأنه لم يتوفر اجماع بين التيارات السلفية يجيز قتل الأمراء ويتعرض للمسؤولين، ولكنه أجاز قتل العاملين لدى حكومة الأمراء.

والى هذا اليوم، هناك أسئلة مازالت قائمة بين التيار السلفي تقول: هل عجز رجال القاعدة الذين يمثلون قاعدة الحكم الإجتماعية والقريبة من السلطة عن اصطياد أحد الأمراء؟ ولماذا لم يقوموا بخطف أحد الأمراء ليبادلوا به معتقليهم في سجون وزارة الداخلية؟. مثل هذه الأسئلة تظهر في المنتديات السلفية، ما يشير الى أن القاعدة استثنت الأمراء السعوديين من ضرباتها، وتوجهت للأجانب وحتى المواطنين والموظفين الصغار لتفجر فيهم وتقتلهم، وأكثرهم إن لم يكن كلهم من الأبرياء.

الرشيد: من ضحايا ابن لادن

الآن صحيفة الخبر الجزائرية تقول بأن ابن لادن كان يخطط لقتل الأمير نايف، فإذا صح هذا، فإنه يزيل بعض اللبس (وليس كله) حول رؤية القاعدة تجاه الأمراء. وقد تكون القاعدة مرت بمرحلتين: الأولى امتدت الى عام 2002 واستثنت الأمراء السعوديين من الهجمات، والثانية ما بعد عام 2002م، حيث جاءت الأوامر من ابن لادن بقتل رؤوس الأمراء. وربما هناك تبرير لعدم الوصول الى الأمراء الكبار، ولكن ماذا عن المسؤولين من الأمراء الصغار؟.

يقول خبر جريدة الخبر الجزائرائية أن التحقيق في قضية اغتيال الشاعر السعودي طلال الرشيد بصحراء الجزائر في 2003، أكد أن قيادة تنظيم القاعدة في أفغانستان حرّضت منذ عام 2001 على تصفية الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية السعودي، أو أحد كبار الأسرة السعودية، أثناء ممارسة هواية صيد طائر الحبارى في الصحراء الجزائرية.

وكشف مصدر عليم، حسب الصحيفة، أن التحقيق في قضية اغتيال الأمير السعودي طلال الرشيد والاعتداء على موكب أمير آخر سعودي هو ابن أخت الملك عام 2003، والذي نفذه الإرهابي بلمختار مختار، أقنع المسؤولين الجزائريين باتخاذ قرار منع صيد طائر الحبارى في الجزائر.

وجاء القرار، حسب مصدرنا، لدواع أمنية بحتة، ولم تكن له أية علاقة بالمتطلبات البيئية، حيث اقتنع المسؤولون الجزائريون منذ إلقاء القبض على أحد المتورطين في جريمة الاغتيال التي وقعت في نوفمبر، بأن المطلوب لم يكن الشاعر بل رأس أحد الأمراء الكبار في الأسرة الحاكمة السعودية. وتشير معلومات تسربت من تحقيق، تواصل، حسب مصدرنا، على مدى سنتين بعد الجريمة، إلى أن حسان حطاب، قائد الجماعة السلفية للدعوة والقتال، أمر في 2002 الجماعات الإرهابية المتمركزة في جبل الفعدة غرب ولاية الأغواط، وجماعة جبل بوكحيل في الجلفة بقيادة عبد القادر بن مسعود، المدعو مصعب أبو داوود، وجماعة الإرهابي تومي الناصر المدعو أبو فراس السوفي في جبل مشونش ببسكرة، برصد تحركات الأمراء السعوديين خلال رحلات الصيد (المفناصة). وكان التركيز في البداية على بادية ولاية البيض القريبة من جبال الفعدة، وهي المنطقة المفضلة لدى أمراء سعوديين منهم وزير الداخلية الأمير نايف، لكن الظروف الأمنية المحيطة لم تكن مشجعة على القيام بعمل إرهابي بهذا الحجم.

وحسب ذات المصدر، فإن التواجد المكثف لقوات الدرك الوطني الجزائرية في محيط أمراء سعوديين كبار ومنهم وزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز، ومسؤولين آخرين، حال دون تنفيذ اعتداءات ضدهم. وتداولت المصادر الأمنية قبل 5 سنوات، روايات كثيرة حول اغتيال الشاعر السعودي، وظهر فيما بعد أن جماعة إرهابية مكونة من ما بين 18 و25 فردا، شاركت في العملية عبر رصد تحركاته في مناطق دائرة مسعد بولاية الجلفة، وتمت عملية الرصد بتنسيق مباشر مع قادة الجماعة السلفية، فور وصول موكب الأمير. وكان الإرهابيون قد أخذوا مواقعهم قبل يومين بالقرب من المكان الذي كان متوقعا أن يعبر منه موكب الشاعر الصياد، بهدف إعداد الكمين.

وقال المصدر إن المحققين يملكون قرائن قوية بأن الجماعة الإرهابية التي نفذت الاغتيال كانت تعتقد بأنها بصدد نصب كمين لأحد كبار أمراء الأسرة الحاكمة السعودية، وقد أخذت جهاز هاتف الثريا الخاص بالأمير السعودي لأمير الجماعة، لتقدمه كدليل على نجاح العملية، ثم اكتشفت أن الأمر يتعلق بالشاعر طلال الرشيد فقط. وبعد أشهر قليلة من التحقيق والتحري، أوصى مسؤولو أجهزة الأمن الجزائرية أعلى السلطات بضرورة منع أمراء الخليج من الصيد في براري الصحراء، حفاظا على سلامتهم.

الصفحة السابقة