ارفعوا الحظر عن حرية التعبير وليس فقط عن كتب القصيبي

أصدر وزير الاعلام السعودي عبد العزيز الخوجه قراراً برفع الحظر المفروض على جميع كتب زميله وزير العمل غازي القصيبي بالسعودية وذلك قبل وفاته بإسبوعين. وذكرت صحيفة (الجزيرة) في 2 أغسطس بأن الخوجه أعلن أنه تم التوجيه بفسح جميع كتب وزير العمل السعودي الراحل الدكتور غازي القصيبي. وقال الوزير خوجة عبر صفحته على (فيس بوك) في الاول من أغسطس: (ليس لائقاً ألا تتوفر نتاجاته الفكرية والأدبية في مكتباتنا)!

وكان القصيبي قد دخل في فترة من الفترات في صراع مع دعاة ومشايخ أثمرت قصائد هجائية في الوزير وكتباً ألفت ضده، لكن ذلك لم يقلل من القيمة الأدبية والشعرية لما يكتبه. وجاء إعلان خوجة في ظل ظروف صحية صعبة كان يمر بها الوزير الراحل غازي القصيبي الذي كان يرقد في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض الى أن وافته المنية. وللقصيبي عدة روايات، مثل (شقة الحرية) و(دنسكو) و(أبوشلاخ البرمائي) و(العصفورية) و(سبعة) و(سعادة السفير) و(الجنيّة)، أما في الشعر فلديه دواوين (معركة بلا راية) و(أشعار من جزائر اللؤلؤ) و(للشهداء) و(حديقة الغروب).

الخوجة أشار أيضاً الى أن دواوينه هي الأخرى محظورة في السعودية، لافتاً الى أن المزاجية كانت وراء منع كتب القصيبي. وجاء في صحيفة (الحياة) في 4 أغسطس الجاري أن وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبد العزيز خوجة قال إن دواوينه ممنوعة في السعودية (منذ زمن بعيد)، قبل توليه الحقيبة الوزارية، لكنه تعهد بألا يفسح دواوينه (ما دمت في موقع المسؤولية لأن هذا التصرف غير مسؤول ويعد استغلالاً مشيناً للمنصب).

واعتبر خوجة – في تصريحات لموقع (وكالة أخبار المجتمع السعودي) على شبكة الإنترنت – أن بعض مؤلفات الدكتور غازي القصيبي التي أمر خوجة بفسحها أخيراً ظلت ممنوعة منذ فترة طويلة (لأسباب – من وجهة نظري – كانت مزاجية، أو لأن تلك المؤلفات سبقت عصرها أو لم تتحملها معدة المجتمع في ذلك الوقت). وجاءت تصريحات خوجه رداً على انتقادات وجهها إليه في الموقع نفسه الروائي السعودي عبده خال – إنه وجه إدارة المطبوعات في الوزارة بأن الأصل في النتاج الإبداعي والفكري والأدبي هو الفسح وليس المنع.

وشدّد على أن معايير المنع هي أربعة: الإساءة للذات الإلهية، الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، الإساءة إلى المؤسسة السياسية السعودية، والإساءة إلى الوحدة الوطنية عن طريق التخوين أو التكفير أو العنصرية، واشترط في كل من تلك المعايير أن تطبق (بعيداً عن التأويل والتعسف). وأكد خوجة أنه لا يحق لأحد أن يصادر كتاباً من صاحبه في مطارات المملكة.

وكان عبده خال طالب الوزير بمساواة مؤلفات السعوديين بمؤلفات القصيبي، قائلاً إن القصيبي ليس (خياراً) ونحن لسنا (فقوساً). وذكر ان المنع ليس له ما يبرره.

ردود الفعل على قرار الخوجه بشأن إفساح كتب القصيبي ورفع الحظر المفروض عليها في داخل المملكة لم تكن مريحة للخوجه، لأن ضحايا حرية التعبير والنشر كثرٌ ولم يكن القصيبي وحده نموذجاَ لهؤلاء. وإن ما يقوم به الخوجه ليس منّة منه أو من ولاة أمره، لأن حرية التعبير حقً أساسي ارتبط بتكوين الانسان ووجود آلات التفكير والكلام والكتابة.. فالمطلوب أن ترفع الحكومة الحظر عن الحرية وليس عن كتب المرحوم القصيبي فقط.

الصفحة السابقة