ويكيليكس تكشف ماوراء القناع

برعاية أمريكية: أمراء ينظمون حفلات الرذيلة والمخدرات والجنس

محمد فلالي


(مشهد الإحتفال تحت الأرض في جدة: شباب سعوديون مرحون تحت حماية أميرية). كان هذا هو عنوان وموضوع الوثيقة الأميركية رقم 09JEDDAH443 والمؤرخة في 18/11/2009 وصادرة عن القنصلية الأميركية في جدة. تكشف الوثيقة حقيقة أن الأمراء السعوديين يقفون وراء ترويج المخدرات وإشاعة الفحش بغية التوصل الى سواسية بين (القمة) التي يمثلونها، والقاعدة التي يحكمونها، بحيث لا تستطيع هذه القاعدة الإعتراض على ممارسات كبار الأمراء. هناك سياسة تخريب متعمّدة للأخلاق، ينظر اليها الأمراء كدرع حامٍ لهم في حال انكشف المستور عنهم. هذا هو نص الوثيقة الفضيحة التي نشرتها ويكيليكس:

1 ـ ملخّص: خلف ستار المحافظة الوهابية في الشوارع، فإن حياة الليل تحت الأرض بالنسبة لشباب جدة مزدهرة ونابضة. فهناك تنويعة كاملة من المغريات الحياتية والملذات متوفّرة: الكحول، المخدرات، الجنس، ولكنها خلف الأبواب المغلقة. هذه الحرية في الإنغماس في تجارب الجنس الجماعي ممكنة ببساطة لأن الشرطة الدينية تبقى بعيدة حين تحتوي الحفلات على حضور أو رعاية أحد الأمراء وحاشيته من الحاضرين الموالين له، مثل ليلة الهلاوين التي حضرها كونجين أوفس (تمّت إزالة التفاصيل). خلال السنوات القليلة الماضية، دفعت نزعة المحافظة الزائدة للمجتمع الخارجي في السعودية، حياة الليل ومشهد الاحتفال في جدة الى ممارستها سرّاً بصورة أكبر.


احتفال النخبة مثل بقية العالم: فقط تحت الأرض

2 ـ معاً بحضور أكثر من 150 شاباً وشابة سعودية تتراوح أعمارهم بين العشرينيات وبداية الثلاثينيات.. قبل مكتب القنصل الأميركي العام دعوة لحضور حفلة هلاوين سرية في مقر إقامة الأمير xxx في جدة فيxxx . وفي داخل البوابات، عبرت الـ xxx رجال الأمن، وبعد تفتيش العباية، بدا المشهد كما لو أنه مشابهٌ لنادي ليلي في أي مكان خارج المملكة: خمر وفير، وعشّاق يرقصون، ودي جيه على الطاولة الدوّارة لتشغيل الموسيقى، والجميع يرتدون بدلاً. تمويل الحفل جاء من شركة راعية، xxx وهي شركة أميركية لشراب الطاقة، وكذلك من ضيافة الأمير نفسه.


الضريبة، حضور الخوي يبقي الشرطة الدينية على الشاطىء

3 ـ رجال الشرطة الدينية (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) لا يمكن رؤيتهم، وحيث أن الدخول يخضع للضبط عبر قائمة أسماء ضيوف موضوعة بدقة، فإن مرتادي الحفل لم يبدوا خجلاً في استعلان شهواتهم الخاصة.

وبحسب شاب سعودي من عائلة رجل أعمال مشهورة في جدة، يحاول السعوديون إقامة الحفلات في بيوت الأمراء أو بحضور الأمراء، لأن ذلك يوفّر رادعاً كافياً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أن تتدخّل. هناك أكثر من عشرة آلاف أمير في المملكة، ولكن بمستويات ورتب مختلفة (صاحب السمو المالكي، يشير الى التحدّر المباشر من الملك عبد العزيز، وصاحب السمو يعني التحدّر من فروع غير مباشرة للعائلة الحاكمة من آل سعود).

مضيفنا في تلك الليلة الأمير xxx وهو يعود في جذوره الى ثنينان، أخ محمد بن سعود، أمير الدرعية ونجد (1725 ـ65)، أي ستة أجيال من السلف المباشرين للملك عبد الله. وبالرغم من أن الأمير xxx هو xxx ليس في خط التوارث على العرش، ولكنه يتمتع بقصر منيف، وسيارة فارهة، ومرتب مدى الحياة، وحاشية أمنية (ملاحظة: معظم قوات الأمن الخاصة بالأمير xxx هم من الشباب).

(ملاحظة: من الممارسات المألوفة بالنسبة للأمراء السعوديين أن يتربوا مع حرّاس مستأجرين من نيجيريا وبعض البلدان الأفريقية الذين يقاربونهم عمرياً، ويبقون مع الأمير حتى مرحلة البلوغ. ويقال عنهم خوي، وهي مشتقة من الكلمة العربية أخ. حيث يمضى الأخ والأمير حياتهما معاً بما يخلق رابطة قوية من الولاء).


توفّر سوق سوداء للخمر، والعاهرات، والمخدرات

4 ـ كان مشروب الكحول (الخمر)، رغم حظره بحسب القانون السعودي والعادات، وفيراً في البار المليء الخاص بالحفلة، والمزدحم من قبل معربدي هلاوين. نادلو البار الفليبينيون يقدّمون مزيجاً من الخمر المحلي يدعى (صديقي). وفيما خصص الرف العلوي لزجاجات الخمر للعرض على امتداد منطقة البار، فإن المحتويات الأصليّة قد جرى استهلاكها وتم استبدالها بـ (صديقي). في السوق السوداء، فإن زجاجة (سميرنوف) تصل قيمتها الى 1500 ريال سعودي في حال توفرها، بالمقارنة مع 100 ريال للفودكا المصنّعة محلياً. وعلمت من لسان أحدهم بأن عدداً من الضيوف هن في الحقيقة فتيات عاملات، وهو أمر مألوف في مثل هذه الحفلات.

بالإضافة إلى ذلك، وبالرغم من أن الكوكائين والحشيش لم يشاهدا بصورة مباشرة، فإن استعمالهما شائع في هذه الدوائر الإجتماعية، وقد شوهدا في مناسبات أخرى.

5 ـ تعليق: الشباب السعودي يتمتع بحرية اجتماعية نسبية، وينغمس في ممارسات جنسية، ولكن ذلك خلف الأبواب المغلقة فحسب، وبين الأغنياء فقط. الاحتفالات ذات طبيعة كهذه وبهذا الحجم يعتقد بأنها ظاهرة جديدة نسبياً في جدة. شرح أحد المصادر، وهو شاب سعودي، بأنه في السنوات القليلة الماضية، كان نشاط نهاية الأسبوع هو تنظيم مواعيد غرامية داخل بيوت الأغنياء في مجموعات صغيرة. ليس مألوفاً في جدة بالنسبة للمساكن الخاصة الباذخة بأن تشتمل على بار في الطابق السفلي تحت الأرض، ومراقص، ومراكز ترفيه، ونوادي. وبحسب شخص سعودي ثري فإن زيادة نزعة المحافظة لمجتمعنا في السنوات الماضية دفعت التفاعل الإجتماعي الى داخل بيوت الناس.

الصفحة السابقة