فظائع الطائف وتربة

بعد مجزرة الطائف واقتحام المدينة، وصف شاهد عيان الجيش الوهابي بالقول:

''طفقوا يطلقون بنادقهم في الأسواق وهم يطوفون المدينة.. وراح العربان والإخوان يطرقون الأبواب ويكسرونها فيدخلون البيوت ثم يعملون فيها أيدي السلب، وكانوا يقتلون في سبيل السلب.. وقُتل مفتي الشافعية الشيخ الزواوي وأبناء الشيبي.. أما الشيخ عبد القادر الشيبي، سادن الكعبة، فقد نجا من الإخوان بحيلة ظريفة... بكى عندما وقع في أيديهم، فسأله أحدهم وقد استلّ السيف فوق رأسه: وليش تبتسي (تبكي) يا تسافر (يا كافر)؟ فأجابه الشيخ: أبكي والله من شدّة الفرح، أبكي يا إخوان لأنني قضيت حياتي كلها في الشرك والكفر، ولم يشأ الله أن أموت إلاّ مؤمناً موحّداً!! الله أكبر! لا إله إلا الله''!!

وأخرج في اليوم التالي الأهالي نساءً وأطفالاً وشيوخاً من المدينة وسيقوا الى حديقة شبرا وحبسوا هناك مدة ثلاثة أيام، وكانت النساء سافرات لأول مرة مع الرجال، ومكثوا أياماً بدون طعام أو ماء. أما عبد العزيز فيزعم أنه بكى حتى تبللت لحيته! حين سمع بما وقع من جرائم ومذابح وزعم أن ما قام بها جيشه لم يأمر به، وينقل الريحاني أنه دفع عشرة آلاف ليرة تعويضات للضحايا، عن كل ضحية عشر ليرات، أي أن عدد الذين قتلوا من الأبرياء ألف إنسان على الأقل.

لم يكن ليسقط الحجاز بدون صدمة مجزرة أو مجازر، تمهد للوهابيين الدخول الى مكة، فكانت عاملاً رئيسياً في تدمير السلطة في الحجاز.

ونقل عن شاهد عيان هو الشريف عودة بن هاشم ما رآه في تربة: ''رأيتُ الدم في تربة يجري كالنهر بين النخيل، وبقيت سنتين عندما أرى الماء الجارية أظنّها والله حمراء، ورأيت القتلى في الحصن متراكمة قبل أن طحت من الشباك''.

إطبع الصفحة الصفحة السابقة