رهط الكراهية يدمّرون مدينة الرسول

محمد الأنصاري

طوفان يجتاح المدينتين المقدستين: مكة المكرمة والمدينة المنورة. تدميرٌ لآثار الإسلام، وتاريخ رسوله الكريم، وتعدّ على مجاوري البيت الحرام، ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

د. فائز جمال: إنهم يبيدون المدينة!

طوفانٌ وهابيّ أعمى، متحالف مع أمراء السياسة والمال، يأتي على كل شواهد الاسلام الحيّة فيزيلها؛ ليصل اليوم الى المرحلة الثانية بإزالة أهل المدينتين المقدستين وإبعادهم عنها، بل ونهبها من ملاكها من خلال لجنة التثمين، وكل ذلك بحجة توسعة الحرمين، وإذا بالتوسعة تتحول الى أبراج لطواغيت الدين والسياسة، يستثمرونها لتدر عليهم المليارات من الدولارات.

محنة تعيشها مكة والمدينة منذ سنوات، حيث لا صوت يعلو فوق هدير التركتورات.

الظلم في تصاعد مستمر، لم تفلح في لجمه مناشدات يائسة الملك، فأبناؤه شركاء في الجريمة، ولذا لم يبق سوى الجأر بالألم من سكان الحجاز المتضررين وبعض المتعاطفين معهم، على مواقع التواصل الاجتماعي، بين الفينة والأخرى، لعلّ وعسى يُنقذ ما تبقى من إرث الإسلام وتراثه، وتنقذ بعض الحقوق الضائعة الى أهلها، وإن كان ذلك مستبعداً. فآل سعود لا يسمحون بالتنفيس عن الغيظ في صحافتهم الفاشلة.

الدكتور فائز جمال يقولها بالمكشوف: (المدينة المنورة تتعرض لإبادة، ومحو لتاريخها، وتهجير لسكانها، وهو ما لم تتعرض له أي مدينة في الدنيا). نعم، هنالك مدينة تُمحى بلا مبرر، غير الجشع الملكي. وكما الدمار غير المسبوق في مكة، هناك دمار في المدينة المنورة، حيث المشاهد تتكرر فلا ترى سوى المباني يتم طرحها ارضاً وأخرى تنتظر دورها في بني النجار وغيره من احياء مدينة الرسول، حيث خطوات
بحجة التوسعة: مصادرة وتدمير، لبناء ابراج يتملكها الأمراء!
إزالة املاك المواطنين ظلماً، وانتزاعها عسفاً، تسابق الزمن، كما يقول الشيخ عبدالله الحصين. هذا ليس من تخطيط وزارة المالية كما يرى الدكتور فائز جمال، بل هو عمل مقامات أعلى وأكبر، هم عظام الرقبة: أي الأمراء الماسكين بزمام المال والسلطة والسلاح.

الحجازي أشرف ابو ندا، يستصرخ المواطنين لوقف تغوّل الرأسماليين الذين يغتصبون املاك جيران مسجد رسول الله بحجة تطوير العشوائيات. مركزية المدينة المنورة هدمها الطغاة بكل بساطة، لتقوم ابراج الأمراء ـ الملاك الجدد ـ عليها. حقاً انه أمر محزنٌ مُبْكٍ حين تزال حارات المدينة وشوارعها وآثارها لتبنى مكانها أبراج لعليّة الحكم النجدي.

الصحفي محمد معروف الشيباني، وكما فعل سابقاً، وهو ابن المدينة المنورة، يستصرخ الملك تجميد اجراءات الهدم الى حين حل ازمة سكن مئات الألوف من اهل المدينة الذين صودرت املاكهم! وابن المدينة الآخر: الصحفي جمال خاشقجي سلك طريقاً آخر يعبر فيه عن عدم رضاه مما يجري، فاقترح الغاء مشروع ما سمي بالتوسعة، وحجته ان الموجود كاف، ثم إنه ترشيد للنفقات. المهم: (نترك جيران الحبيب المصطفى في حالهم) حسب قوله. لكن المال يصم آذان الأمراء ومشايخهم!

عمر المضواحي: اوقفوا رهط الكراهية

في تدمير أروقة المسجد النبوي بحجة توسعته، اختفت أمور كثيرة. يسأل السيد سمير برقة: أين اختفت الجماليات من النُّجف والشمعدانات والقناديل التي كانت تزين المسجد والروضة الشريفة؟ لم يبقَ الا القليل من اثار مدينة الرسول، فإذا طمست (ستكون السيرةُ مسطورة، بعد ان كانت منظورة. وليس الخبرُ كالمعاينة) كما يرى عبدالله كابر.

الصحفي عمر المضواحي حذر بأن هناك نقاشاً حول مقام ابراهيم عند الكعبة توطئة لإزالته، كما حدث مع بئر زمزم. والمقام جاء فيه قول الله تعالى: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى). وطالب المضواحي بمراجعة الآراء المفرطة في التشدد التي سمحت بإزالة مساجد وجبال وأمكنة تعطّرت بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة والمدينة وما بينهما؛ محذراً من ان إيلاف المال والعقار يستغل الفتاوى الوهابية (لمسح تاريخنا وإخفائه تحت بروجٍ مُشيّدة).

ويشن الصحفي المكّي عمر المضواحي حملة على (رهط الكراهية) ممن يدمّرون آثار الإسلام فيقول: (هناك أجندة واضحة لطمس وإزالة كل أثر نبوي في المدينة. الى متى صمتكم عن رهط الكراهية؟)، ويقصد بهم مشايخ الوهابية. ويضيف: (هم يهدمون الأمكنة النبوية وآثارنا التاريخية المشتركة بدم بارد، ثم يزعمون ان فعلهم لتطهير عقيدة أهلها المسلمين). ويتابع: (لا يعرف رهط الكراهية من مكة إلا شنآن ظنونهم، بأن كل من ينافح عن هويتها وقدسيتها، هو مظنّة شرك، أو صاحب طريقة بدعيّة، تهدد بيت عنكبوت إيمانهم). ويختم: (كل المؤسسات الدينية وفروعها في مكة والمدينة تحمل راية بدعية الأمكنة النبوية والتاريخية فيها وتحمي رهط الكراهية).

الصفحة السابقة