# أمر ملكي ضد التيارات المتطرّفة

بعد بضعة أيام من نشر موافقة الحكومة على قانون مكافحة الإرهاب في الصحيفة الرسمية (أم القرى)، جاء أمرٌ ملكي عاجل بسجن المدنيين والعسكريين الذين يقاتلون في الخارج في حدود دنيا ٣ و ٥ سنوات على التوالي، و٢٠ الى ٣٠ سنة كحد أقصى. وشدد الأمر الملكي على معاقبة كل من يدعم التطرف والإرهاب من كل التيارات الفكرية والدينية، ما يعني ان القرار يشمل كل الأطياف السياسية في البلاد، بحيث بدا الأمر الملكي وكأنه موجه للداخل اكثر من الخارج، خاصة وأن حملة اعلامية سبقت الأمر الملكي قادها الإعلام السعودي ضد مشايخ متهمين بأنهم من السروريين او الاخوان المسلمين او من يسمون بمشايخ (الصحوة) بأنهم وراء التطرف وارسال المواطنين للقتال الى جانب القاعدة، في محاولة لتبرئة الأمراء انفسهم مما يجري، وللقول بأنهم مع الحرب الدولية على الإرهاب.

هذا كان موضوع الهاشتاق، وهذه بعض التعليقات.

(١٠) الناشط محمد العتيبي قال: (التطرف يكافح بالحرية والعدالة وليس بالقمع)، (٧) والشيخ الدويش يرى ان الأمر الملكي يستهدف من أسماهم (بغال الليبرالية)، فيما حذر حمزة الحسن: (لا يفرحنّ ليبرالي أو يساري أو حداثي أو شيعي بالامر، فالتصفيق له يعني: أُكلتُ يوم أكل الثور الأبيض)، موضحاً أن الأمر الملكي ليس صحوة متأخرة بل جريمة ينوي الأمراء القيام بها بعد ان استنفذوا غرضهم من القاعدة في سوريا.

ولاحظت ريف التميمي أن كل الأوامر الملكية اصبحت فضفاضة مطاطية وتقدر تلبس أي مقاس. ودعا الدكتور تركي الحكومة السعودية الى ان تحاسب نفسها أولاً، فقد دعمت الإرهاب منذ تأسيسها حتى يومنا هذا. ولأن المستهدف الأكبر هم (اخواسلفيون)، دخل الإماراتيون على الخط مؤيدين ومحرّضين، فرد العتيبي على أحدهم: (اذا انت رضيتَ بأن يندعسَ على وجهك، لا تحاول تفرض عبوديتكَ علينا). وتساءل زيد الرفاعي: (من صنع هذه التيارات وجعلها تتغلغل في المجتمع؟ اليس الحكومة؟)؛ إذن الأمر هكذا كما يقول الوصيبعي: (منديل زائد ولاّعهْ. ولّعْ بالممنديل. جيب مويَهْ وطفّي المنديل. سيصفقون لك لأنك طفيتها، وينسون أنك انت اللي مولّعها)!

الأكاديمي خالد الدخيل رأى ان الأمر الملكي محاولة (لاستباق تداعيات حروب في المنطقة على المملكة)، ولاحظ الدخيل تعبير (تيارات فكرية متطرفة) وميّزها الأمر الملكي عن (التيارات الدينية) والغرض من التعميم ان يشمل القمع اي فكر أو موقف سياسي معين.

في نهاية الأمر، هذه هي سياسة الأمراء: (اذا احتاجت الإرهاب دعمته، واذا لم تحتجه حاربته. لقد اعادت سيناريو أفغانستان، فقط غيّرت الدمى). نعم (رعا النظام الإرهاب من صغره وسقاه وشجّع عليه وتبرّع له، وآخر شيء تنكّر له كأنه لا يعرفه. قصة قصيرة حزينة).

الصفحة السابقة