من عاصفة الحزم الى إعادة الأمل الى الهدنة

فشل عدوان الرياض، فانتقمت من المدنيين!

محمد السباعي

لا مكان مثل (تويتر) يمكن من خلاله قراءة الرأي العام الشعبي في مملكة آل سعود. فقد أصبح تويتر الوسيلةالشعبية الأولى (وهي تسبق الفيس بوك) في التعبير عن الهموم والآراء، وفي البحث عن التحولات في الإتجاهات السياسية والفكرية والنفسية للمواطنين. لا عجب أن تجد مثقفي البلاد وناشطيها وحتى مسؤوليها لهم مواقعهم على خارطة هذا الوافد الجديد في صحراء الاستبداد. المملكة من الخارج شيء مختلف، تصنعه الدعاية الرسمية الحكومية، أما في الداخل فهناك عالم متلاطم من الأفكار والنشاطات والإبداعات ترسم صورة أخرى لها ولشعبها ولنظام الحكم فيها. في كل عدد نختار بعضاً مما يشغل المواطنين ويستقطب اهتمامهم، من خلال متابعة الهاشتاقات. هذا العدد، كما قبله، كان اهتمام الرأي العام بموضوع الحرب العدوانية على اليمن، وتداعياتها على الداخل السعودي، وهذا بعضٌ منها.

# إعادة الأمل

كما كان إعلانها مفاجئاً، كذلك كان إعلان إنهائها مفاجئاً!

عاصفة الحزم توقفت بعد أن حققت أهدافها، كما يقول احمد عسيري المتحدث بإسم العدوان السعودي على اليمن؛ وأضاف بأنه تمّ استبدال العاصفة بشعار جديد وعمل جديد هو (إعادة الأمل)!

لمن؟

لليمنيين الذين قتل منهم آلاف الأبرياء من النساء والأطفال المدنيين.

الأمل لبلدٍ دمّرت القاصفات السعودية بناه التحتية من جسور وطرق سريعة ومستشفيات ومدارس وقواعد عسكرية ومخازن أغذية وجسور وغيرها!

إيقاف الحرب كان صادماً رغم انه كان مجرد تكتيك؛ فأيّ مراقب يدرك أن أهداف الحرب لم يتحقق منها شيء: لا أعيد هادي الى صنعاء؛ ولا استسلم أنصار الله ومعهم الجيش واللجان الشعبية وغيرهم من القوى السياسية تحت ضغط القصف السعودي المكثف؛ ولم يتراجعوا او يتخلوا عن أسلحتهم.

فهل كان إيقاف عاصفة حزم آل سعود هزيمة؟ وكيف يمكن أن يكون انتصاراً؟

لا بدّ أن يميل مؤيدو النظام مع تقلباته! إن قال نصراً فهو نصر، وإن قال حسماً فهو حسم. الشيخ القطامي يقول انه خلال تسعين يوماً فقط (استفتح سلمان عهده بالعزم، وتوسّطه بالحزم، واليوم يختمه بالحسم)! والشيخ عبدالله المقحم أبى إلا أن يطربنا بأنشودة نصر زائف فقال:

قُدْنا بحمد إلهِ النصرِ عاصفةً

للحزمِ ثم بَعثْنا أجملَ الأملِ

نصرانِ حُزْناهما في عزّ أُمّتنا

وتلك عادتُنا من سالفِ الأزَلِ

لكن ليس بالشعر يتحقق النصر على الأرض واقعاً!

حمد البكر، لاحظ التواضع السعودي جهلاً منه فقال: (السعودية رغم النصر تُعلنُ انتهاء عاصفة الحزم بدون أي ضجيج إعلامي او مزايدة خطابية او تشفّي. انه منتهى الرقي)! بل هو منتهى الجهل والكذب. وأما الدكتور حمد الماجد فبدل أن يندهش من واقع الهزيمة، اشتغلَ عرّاباً لنصر لم يتحقق، فقال بأن الرياض حققت بعاصفتها تعزيزاً لهيبة ومكانة وقيادية ملوكها، وأنها وحدت الصف العربي والاسلامي، وانها حشرت ايران في زاوية ضيقة. وحتى لو افترضنا ان هذا صحيحاً وهو ليس كذلك، فإن هذه المنجزات الهوائية، ليست من أهداف عاصفة الحزم!

الدكتور فهد العرابي الحارثي، خريج السوربون، ورئيس تحرير مجلة اليمامة الأسبق، وصاحب هاشتاق دعوة الحرب: (انها الحرب) وهاشتاق (لطماً على الانوف) لم يشعر بلطمة الهزيمة، بل كابر موضحاً ان الخطوة التالية ستكون (مساعدة اليمنيين على الحياة)! مضيفاً بأن العاصفة لم تتوقف والحرب ماضية لتخليص اليمن! أيضا فإن الناشطة خلود الفهد رأت في استمرار الحرب هزيمة لكل الأطراف، وان النصر تحقق من العاصفة، لأنه تصدت لعدوان ولم تخلّف مآسٍ! كأن قتل الآلاف وكل الدمار لم يكن كافياً لندرك حجم المأساة.

وبادر خالد المهاوش فرحاً بالانتصار فقال (علي صالح والحوثي انتهو سياسياً)! والذي حدث عكس ذلك تماماً. وأطربن خالد الحجي بشعر شعبي بمناسبة الانتصار المتوهّم:

افرحيْ يا ديرتيْ ثُمْ عَيِّديْ

لا نهونْ ولا نِهانْ ولا نِهينْ

الشيخ سعد الدريهم لاحظ ان المعارضين للنظام فرحون بهزيمته، وهو يعتقد بتحقق النصر فقال: (لغة المعارضين السياسيين بعد عاصفة الحزم لغة بائسة تنمّ عن حنقٍ وخذلان)؛ لكن يبدو أنه تراجع بعد تدبّر فقال في تغريدة أخرى بأن الإنتصار يتحقق حين تفرض إرادتكَ، وتضع شروطك التي ترتضيها. وهذا بالطبع لم يتحقق، كما يعلم الدريهم. وزعم رئيس تحرير الشرق الأوسط، سلمان الدوسري، بأن عاصفة الحزم حققت انتصاراً ميدانياً وسياسياً ودبلوماسياً وهي تقترب من انجاز الأهداف المرسومة.

وبسبب التشكيك في تحقق النصر السعودي، والاعتراض على ايقاف الحرب قبل تحقق أهدافها، رد فهد الضويري عليهم بأن حالهم يشبه حال الصحابة الذين اعترضوا على صلح النبي عليه السلام في الحُدَيْبِيَةْ. والصحفي عبدالعزيز الصويغ لم يكلف نفسه عناء التدقيق نصراً او هزيمة، فهو مع الوطن حرباً او سلماً (يقصد انه مع آل سعود في كل قرار).

الشاعر العشماوي الذي لمع نجمه كداعية لجهاد أفغانستان، لم يفوّت فرصة النصر المُسَعْوَد فقال:

سَلْ الأرضَ عن حزمٍ وعزمٍ وهمّةٍ

وعاصفةٍ تجتازُ كلّ العوائقِ

ومقياس النصر لدى الشيخ المتطرف محمد الشنار هو ان الحرب (بدأت فجأةً، وانتهتْ فجأةً ونحنُ في أمن وأمان ولله الحمد)! والمستشار القانوني خالد القويز ذهب به عريضة مطالباً المواطن: (ارفع راسكْ، أنتْ سعودي)! مع أن مثل هذه الهزيمة تذلُّ لها الرؤوس والأعناق، هي كذلك حتى لو تحوّلت الى نصر حقيقي، على شعب مسالم لم يبادر بالحرب او حتى يردّ عليها!

قبل أن يعلن اللواء عسيري إيقاف العاصفة، كان المفتي يحدد هدفها وهو: (إذلال الأعداء، وإعادة الهيبة للإسلام).. وم أن أعلن عن النصر الكاذب حتى أخذ له صورة (سيلفي) مع جمع من الصحفيين احتفاءً بالمناسبة!

الطبيبة ريم رأت في الإنسحاب بدون تعريض الجنود السعوديين للخطر نصراً! تقول ذلك جادّة! والمغرد مازن لازال غير مصدق: (حربٌ تبدأ وتنتهي ولا يشعر بها شعبها؟)، في حين تعتقد الدكتورة مضاوي الرشيد التالي: (كما بدأت انتهت. حربٌ مبهمة لم تُسعِف اليمني، بل زادت من مأساته، ويستمر الصراع على السلطة بدعم خارجي ولكل دولة مرشّحها). ويخلص المحامي اسحاق الجيزاني بأن توقف الحرب السريع بكبسة زر يدل على أن (قرارنا ليس بيدنا مع الأسف). وتلتقط نادية كردي الخيط فتسأل: (ليش أُوقفت عاصفة الحزم؟ أيش هالحرب اللي تبدأ فجأة وتنتهي فجأة؟ الى أمس وكان فيه تهديدات بتفجيرات؛ واليوم استدعاء الحرس الوطني. شكلنا استسلمنا)، اي الظاهر اننا استسلمنا في المعركة.

المعارض عمر بن عبدالعزيز يسخر: (انتصرنا بَسْ ما قضينا على الحوثي، ولا جِبْنا راس علي صالح، ولا رجّعنا شرعية هادي، وما طلّعنا الحوثي من صنعاء). أي لم نحقق اي من أهداف الحرب المُعلنة. وأكمل: (جاري تحويل الخطب والمواعظ من أحداث غزوة بدر، الى صلح الحُدَيْبِيَةْ).

الدكتور عبدالخالق عبدالله، مستشار حكام ابو ظبي يقول ان الحرب بدأت وانتهت بشكل مفاجئ ووعد مَنْ يعرف المفاجأة القادمة، بسيارة (بِنْتْلِيْ) يقول ذلك ساخرا. وللمغردة غصّات الحنين نداء أخير: (على السادة المحللين لعاصفة الحزم، التوجّه الى تحليل مبارة برشلونة). يعني طلَعَتْ تحليلاتكم، فالصو!

ايضا رأى الناشط الحقوقي حسن العمري ان لا جديد في الحرب سوى نهايتها، ودعا الله ان يرحم شهداء العدوان السعودي، وقرّر بأن اي حرب تتم بدون موافقة نواب الأمّة، ولا تمثّل ارادة الشعب، هي مغامرة غير محسوبة بمصير الشعب تؤدي غالب الى كوارث.واذا توقفت الحرب فعلاً، فإن العمري يرى أن وقت محاسبة مَن اتخذ قرار الحرب دون موافقة الأمة، قد آن. ومثل العمري، لاحظ الناشط الحقوقي يحي عسيري ان المصفقين للحرب المستهترين بالدماء، لازالوا يدورون حول أنفسهم باحثين عن مخرج، وترحم على الضحايا. أما الإخواسلفي محمد الحضيف، فقد آلمه أن رأى فرحة لدى خصومه المذهبيين بسبب اعلان ايقاف عاصفة الحزم وتفسيرهم إياها على أنها هزيمة لآل سعود؛ مع انه يعتقد مثل ما يعتقدون حيث قال: (الأعمال التي تتوقف عند المنتصف آثارها السلبية أخطر من أعمال لم تبدأ).

المغردة الأحسائية وداد تسخر فتقول بأن سبب انتهاء عاصفة الحزم، هو أن صلاح الدين قرّر أن يتوجّه الى فلسطين، وتقصد وزير الدفاع السعودي. لكن من سخرية القدر ان يقدم الشيخ الوهابي ابراهيم الفارس وقت اعلان الهزيمة وصفة لحكامه آل سعود بكيفية إسقاط ايران، وذلك عبر: تفكيك خلاياها الخارجية؛ ودعم المعارضة الداخلية الايرانية؛ ودعم الدعاة الذين يدعون الرافضة للحق!

الناشط حمزة الحسن يرى أن الهزيمة المتوقعة للرياض في حرب اليمن ليست هزيمة وطن، وليست هزيمة شعب، وليست هزيمة جيش، بل هي هزيمة قيادة سعودية وحكم فاسد وفاشل؛ وتابع بأن الهزيمة تنتظر ثأراً محلياً يخشاه الأمراء، وتنتظر تنازلاً سياسيا من المشكوك أن يقوموا به، وتنتظر ضحّية لن تكون غيرهم. وتوقع ان يوجه الأمراء في معركتهم القادمة الى الداخل، ونصح بأن من يشعر بآلام الهزيمة، فليفجّرها بوجه من صنعها وقاد الوطن والشعب والجيش اليها؛ ودعا الشعب والنخب الى محاسبة آل سعود: فهذا وقت محاسبة الأمراء على فشلهم في السلم والحرب، هذا وقت الضغط عليهم من اجل الإصلاح السياسي الذي اختفى بإسم مكافحة الإرهاب وبإسم حرب العدو في الخارج.

# عاصفة الحزم

لم تتوقف الحرب بإعلان نهاية عاصفة الحزم، فقد كان خدعة سعودية. مجرد اعادة التسمية لحرب حاقدة. بل زاد القصف السعودي والتدمير بإسم الأمل! انتهت عاصفة الحزم اسماً لا على أرض الواقع، كما أن هاشتاق (عاصفة الحزم) بقي فاعلاً يحوي انتصارات سعودية لا أول لها ولا آخر، والبركة في (عاجل العربية)، وعاجل الحدث، وعواجل المواقع الالكترونية السعودية الحكومية. لكن، مع هذا، فإن زخم التعاطف مع الحرب آخذ بالإنحسار، بسبب طول المدّة، ورتابة التقارير الإخبارية، وعدم قدرة الضربات الجوية على احتواء التمدد الحوثي، والذي يكاد يسيطر على كل المدن اليمنية الكبرى.

هناك من أراد أن يأخذ المعركة الى الداخل ضد معارضي الحرب، خاصة المواطنين الشيعة، كما يفعل مشايخ الوهابية المتطرفون. لكن ظهر لنا غيرهم ممن يزعمون الحرية والليبرالية ودولة القانون، والأغلبية الساحقة منهم ينتمون الى حاضنة النظام في نجد، من المحتكرين للسلطة والدين والاعلام والقضاء والعسكر وكل شيء.

حسين شبكشي، الصحفي في مجموعة الآبحاث والتسويق يغرد: (جاري إعداد قائمة بأهم المؤسسات التجارية في السوق السعودي التي لملاكها تعطاف وتأييد لتنظيم حزب الله الإرهابي، وسيتم بثّها هنا تِباعاً)! والإعلامي وليد الفراج في مجموعة ام بي سي يفاخر نابشاً التاريخ الدموي للوهابية فيقول: (أجدادنا وصلوا كربلاء، والحديدة، وآباؤنا حرروا الكويت، والأحفاد في الحدّ الجنوبي).

استثارة الذاكرة التاريخية اليمنية المُثقلة بمآسي الماضي التي سببها اكثر من عدوان سعودي، سيجعل من شعب اليمن خصما، ان لم يكن عدواً لعقود ماضية) يقول حمزة الحسن؛ فقصف المدنيين اليمنيين، يعني ان الرياض (فرطت بما تبقى لها من رصيد لديهم). كما يعني ان الرياض خسرت معركة قلوب اليمنيين؛ والحرب المفتوحة سعوديا على اليمن تنتج عداءً مفتوحاً مقابلاً سيبقى لعقود قادمة. الحروب المدمّرة لا يمكن أن تُنسى بسهولة.

وينصح الباحث والصحفي طراد العمري السعوديين بعدم تحويل الصراع السياسي الى دين، ومن يفعل فإنه (لا يعرف مدى العبث، وحجم الجريمة المرتكبة). ويعتقد موقع اعتقال المتخصص في معتقلي الرأي في السعودية أن (صناعة الأعداء فنّ لا يجيده إلا الحمقى. القتل يورث القتل)، ووصف الموقع الملك سلمان بأنه هتلر.

اما رئيس تحرير الشرق الأوسط الأسبق عثمان العمير، فدخل المعركة مؤيدا كما هو متوقع، خاصة وهو يرى خطراً على وجود الكيان السعودي نفسه، ورأى بأن الوقت ليس وقت تصفية مع الإخوان، مع انه من أشد معارضيهم. قال: (مرحباً بهم، المعركة واحدة، والعدو واحد، حين تكسب صوتاً فقد حررتَ شبراً). وطالب العمير، غامزاً من قناة دبي، أن تصادر الدول التي تخزّن بنوكها بلايين علي عبدالله صالح، أن تصادرها لتمويل عاصفة الحزم.

تلقف جمال خاشقجي، المقرب من أجهزة الأمن وتركي الفيصل، مع انه ذو ميول إخوانية، تلقّف الدعوة فغرد: (في الأزمات لا نجد سنداً افضل من أحزاب الإسلام السياسي)؛ وتمنى وروج مراراً ان تلتفّ عاصفة الحزم فتصل الى سوريا، بعد النصر في اليمن طبعا!

الإخواسلفي، الشيخ السعيدي، انتقد من يقلل من شأن الانتصارات التي تحققت، واعتبرها قلوباً تشرّبت الهزيمة ولم تعد تميّز رائحة النصر. وزميله الآخر المقحم غرّد شعراً بالنصر:

إيرانُ تبكي اليوم خيبَتها

وتضجُّ بالأحزانِ واللطمِ

قُصفتْ بركلِ العالمين كما

قُصِفتْ بعاصفةٍ من الحزمِ

وفي حين تكرر البروفيسورة مضاوي الرشيد موقفها من الحرب فتقول: (أعارضُ حرباً على أفقر بلد عربي، وقصفاً على رؤوس مواطنيها، وتدميراً لأطفالها ومستقبلهم).. فإن الصحفي سليمان الضّحيّان يحذر: (نصف حرب يعني انتحار. كل حوار مع تفوّق احد المحاورين بالسلاح هو استسلام)؛ ويضيف داعياً الى مواصلة الحرب: (عاصفة الحزم هي اول حرب سعودية، وأي تقهقر او عدم حسم، او تراجع، أو عدم تصميم الى النهاية، هو بمثابة صكّ عار في تاريخ السعودية). السؤال هل تملك السعودية ضمانة النصر، انها أقرب الى الهزيمة. وبتحليل حمزة الحسن، فإن المسار السياسي السلمي للحرب لم يتبلور، والحرب البرية ستكون حتمية إن لم تقبل الرياض حواراً على أساس أهداف أدنى بكثير مما رفعته السعودية. انها حرب خطأ وخطيئة، مغامرة ومقامرة، فاشلة اخلاقيا وانسانيا وعسكريا ولن تعيد نفوذ آل سعود الضائع في اليمن.

وبالنسبة للدكتور فؤاد ابراهيم، لو أن دولة شنّت حرباً ظالمة كما فعل آل سعود، وقامت بتعيين رئيس لها، ونائباً له، بحجة استعادة الشرعية، لجرى استحضار أديان العالم لإدانتها. لكن ما تفعله الرياض مغفور. لكن ما حدث في مجلس الأمن يمثل نصراً للدبلوماسية السعودية، يقول المغرد المالكي؛ ومدير قناة العربية تركي الدخيل يدعونا الى أن نفهم بأن السعودية تغيرت بعد عاصفة الحزم، هي الآن سعودية جديدة.

# قذائف هاون تسقط على نجران

بعد أربعين يوماً من القصف السعودي المتواصل على كل المدن اليمنية الرئيسية، وتدمير البنية التحتية، وحصار الشعب اليمني جوا وبحرا وبرا، حتى باتوا يعيشون بلا ماء او كهرباء او دواء أو غذاء، وانقطعت وسائل الدعم الاغاثي الخارجي ولم ينقطع القتل.

بعد كل تلك المدة، ردّ اليمنيون على العدوان فاحتلوا مواقع عسكرية داخل الأراضي السعودية، واستولوا على مدافع وصواريخ وأسلحة، وقتلوا جنوداً. فردّت الرياض بقصف لم تشهده اليمن من قبل، خاصة على محافظة صعدة والمدن الحدودية، وقتل العشرات من اليمنيين في منازلهم، فردّ اليمنيون بقذائف على نجران، المدينة التي تبعد عن الحدود اليمنية بعشرات الكيلومترات.

كان الرد اليمني مفاجئا للمواطنين السعوديين العاديين، فـ (العصابة الحوثية) حسب التعبير الرسمي غير قادرة على الهجوم. وما زاد المفاجأة أن مواقع أخرى في جازان تم قصفها يمنياً كلما غالى السعودي في القصف على المدن انتقاما لفشله.

كثيرون دعوا وهددوا بردّ قاس، يقول احدهم: (ستكون نهاية الحوثي على يد السعودية)؛ والمتحدث الرسمي باسم الحرب، اللواءعسيري يقول: (أي حوثي يقترب من الحدود إنتحاري. لأننا نضمن عدم عودته حيّاً)!

لكن للمواطنين قراءتهم الخاصة. الدكتور فؤاد ابراهيم يرد على كلام عسيري من ان قصف الهاون على نجران لن يمر دون رد، بالقول: (ماذا كانت قوات التحالف تفعل طيلة اربعين يوماً؟ هل كانت توزّع مواد إغاثية مثلاً؟!). والمغردة دلال تقول: (ما يضحكني إلاّ اللي يقول نَبِيْ الرد يكون قاسي! يا حلوين لا تطلعوا بمنظر الأبرياء. ترى عاصفة الحزم فعل، وهجوم الحوثي ردّة فعل. ولكل فعل ردة فعل). أيضا فإن المغردة ليان الحربي تعلق: (في اليمن سقطو ضحاي نتيجة القصف. واليوم سقطت علينا قذائف. أليس لأرواح الشعوب قيمة؟). وتضيف: (لا شعبنا يستحق تلك القذائف، ولا شعب اليمن يستحق القصف). اما المغردة البندري العتيبي فتقول بأن ليس هناك أسخف من الذين يكتبون قصائد التمجيد في وقت تقصف فيه نجران، (المدينة شبه مشلولة، متوقفة عن الحياة، والأهبل يكتب قصيد. لو فيكم خير ما جابوا جنود من السنغال).

المغرد سالم يكتب: (بالأمس نجران، واليوم جازان. الأبرياء تحولت حياتهم الى الجحيم، والمجرمون ـ يقصد آل سعود ـ ينامون في قصور النعيم)؛ وإحداهن تغرد: (حتى الجيوش المؤجّرة ما جابَتْ هَمْها. موت وخراب ديار) وانتقدت من تسميهم (البعران) الذين يهللون لعاصفة الحزم. والمغردة سميرة الزهراني تصل الى نتيجة: (لو تحققت أهداف عاصفة الحزم بالفعل، وتمت السيطرة على الحوثيين كما قالوا، ما سمعنا الآن قذائف هاون تسقط على نجران). في حين تعلق روان: (ما في حرب بدون خسائر، والخسائر ما تشمل أرواح الأمراء والواصلين. انها تقتصر على المواطنين فقط).

وداد منصور تكتب توريةً: (اسرائيل ترى دائما ان من حقها ضرب الفلسطينيين ومحاصرتهم وتجويعهم، وحين يردون تُزلزِل الدنيا وتبيّن أنها مظلومة مُعتدى عليها. عيب يا إسرائيل)! وهي تقصد طبعاً السعودية. وتضيف ساخرة: (نضربهم ـ أي اليمنيين ـ نصف الليل، ويردّون علينا نصف النهار. وِشْ هالإستهزاء بمشاعرنا الوطنية)!

المغرد المعارض غانم الدوسري يقول أنه لو كان هناك مجلس شورى منتخب لحَجَرَ على الملك لأنه عرّض حياة المواطنين للخطر، وكذب عندما قال ان عاصفة الحزم حققت أهدافها. والنجراني محمد آل حطاب، يقول: (نجران تستقبل قذائف هاون من الخارج؛ وقذائف التشكيك من الداخل)! مشيراً الى اتهام السلطة ومشايخها شعب نجران وهم اسماعيليون من قبيلة يام، ويزيد تعدادهم على المليون نسمة، بأنهم مشركون وكفار وخونة ايضاً. مغرد آخر قال: (نجران في البَلَد، زَيْ حمّال الأسيّةْ. طول السنوات مهمّشة، وفي الحروب هي «درعنا الواقي». الله يحفظ نجران وأهلها). ومثله تعليق حمزة الحسن، المعارض: (الآن يمدحهم من كفرهم واستنقص شأنهم. تكونُ وطنياً ومسلما وقت حاجتهم لذلك. حين تنتهي الحاجة ويزول الخطر، تعود فتصبح بنظرهم كافراً)! ويتابع: (سمعنا بكائيات على نجران وأهل نجران من الذين يكفرونهم بالأمس، ويهجّرونهم من بلادهم، ويغيّرون الديمغرافيا بالطرد مثل اسرائيل). وقدم الحسن رؤية من قصف نجران فقال: (التصفيق لحرب العدوان سهلٌ، مادام الخصم يحترق بنيرانها، لكن للحروب وجوه بشعة، تطال الجميع. حان وقت الدعوة لإيقافها)؛ وذكر المواطنين فقال: (صمت كثيرون عن قصف المدن اليمنية وقتل أهلها. شاهدوا الضحايا على شاشات التلفاز ولم يتألّموا. هل نعي ما هي الحرب؟). وأكمل: (أوقفوا العدوان على اليمن. فالدم يجرّ الدم، والقصف يجر القصف، لن تتدمر مدن اليمن وتبقى مدننا سليمة. لن يتشردوا ونحن آمنون). وختم: (من ظنّ أن لا ردّ على جرائم العدوان على اليمن، أو ان الضحية لا تستطيع الرد، عليه الآن أن يعيد حساباته وخططه).

# قصف جازان ونجران

خسرت الرياض عدن عسكرياً، فاتجهت للضغط أكثر على المدنيين اليمنيين بالقصف قتل وتدميرا!

تفاجأت بالهزيمة، فدعمت القاعدة اكثر وأكثر، وبدت أكثر استعداداً لخوض حرب بريّة بعد أن فشل الإنزال العسكري في عدن، وقتل عدد مم يسمى جنود التحالف.

قصف الرياض للمدنيين المتصاعد كلم تصاعد وقع الهزيمة، دفع بالقبائل المتواجدة على الحدود السعودية ذاقت مرارة القتل والعنف السعودي، بالتوغل شمال في الأراضي السعودية، وقصف نجران وجازان وم حولهما، والاستيلاء على ثمانية مواقع عسكرية على الأقل حتى الآن، بعضه لازال تحت سيطرة رجال القبائل.

القصف حمل إذلالاً للرياض غير متوقّع، فثارت ثائرته سيم وانه أعلنت نصره المبكر في اليمن دون أن تط شبراً من أراضيه. فم كان منه ال التصعيد وتحويل المدن اليمنية الى ركام، خاصة المحافظات الحدودية: صعدة، وحجة، والجوف، فضلاعن صنعاء والحديدة وعدن ومأرب، التي هاجمه الطيران السعودي بل هوادة موقعاً مئات القتلى والجرحى، في عملية انتقامية وثأر لكرامة الرياض التي مُرّغت في التراب عسكري مرتين: إحداه على الأراضي اليمنية ضد حلفائه القواعد والدواعش وبعض الإخوان، والأخرى على الأراضي السعودية نفسه التي طاله القصف والتهجير أيضاً.

حاول مؤيدو النظام ابتداءً حجب أخبار قصف نجران، ثم اضطر النظام الى الاعتراف ولكن مع التقليل من شأن م جرى، ثم تحول الاعتراف الى غضب عارم ودعوات الى الانتقام.

هن بعض ردود الفعل الشعبية على قصف المدن السعودية.

أحمد المعني يقول: (ان من جيزان، ومفرقعات الحوثي ل نسمع به إل من الإعلام. ننام ونحن واثقون أن الحوثي أجبن من تخطّي شبر من حدودنا). وابن مسعد يقول عن هاشتاق: قصف الخوبة بجازان: (هذ الهاشتاق كاذب لزعزعة الثقة فيأمن البلد، ل تعيدو تغريد اي اخبار في الخوبة، فأصدقاء لي هناك يحلفون أن الوضع آمن). وتحت ضغط الأخبار المتواصلة، صرح المتحدث باسم حرس الحدود بأن ل وجود لعناصر حوثية داخل الحدود السعودية.

صور القصف وصلت الى تويتر، ثم قيل ان من بثه من الجنود او رجال الأمن اعتقلوا. ما اعتبرته السلطة اشاعات صارت حقيقة، وم عاد بالإمكان النفي، خاصة مع استمرار دفق المعلومات وتواصل القصف حتى يوم الهدنة.

الدفاع المدني اعترف بقصف سجن نجران، ومقتل اربعة وجرح ١١، من بينهم قائد دورية تابعة للسجن. أفنان تكتب عن حالها: (أصوات الطيارات اللي م هدأت لوحده رُعب. يارب لطفك). والمغرد المعارض عمر بن عبدالعزيز أكد سقوط القذائف ونصح: (ليس من مصلحة الوطن تضليل الناس ونفي الأخبار. دعواتكم لأهل نجران وجازان واليمن).

مطار نجران أغلق، والمدارس والجامعات ايضا، وبد الناس بهجر المدينة. يقول مغرد: كيف دخل الحوثيون لنصّ الديرة ول أحد انتبه؟ وبقي البعض يجادل بأن نجران وجازان آمنة رغم استمرار هطول القذائف والصواريخ، في حين طالب مهتمون بالمعتقلين بنقل السجناء الى أماكن أخرى.

مع استمرار القصف قال المتحدث عسيري بأن م تقوم به جماعة الحوثي في نجران انتهاك صارخ لمواثيق الأمم المتحدة، فيرد مغرد: (على أساس ان م تقومون به في اليمن من صحيح البخاري ومسلم)! وأحلام تخاطب الأمراء: (تقتلون نساءهم واطفالهم ليل بالطائرات، فيرد رجالهم على جنودكم بوضح النهار) وتضيف: (رد متوقع بعد اربعين يوماً من القصف البربري المتواصل وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيه وتدمير بنية بلد كامل).

الاعلامي جمال خاشقجي علق على القذائف التي تسقط على نجران بالقول: (انه مجرد عملية تلفزيونية محدودة الأثر، ول تأثير له على مجريات الحرب. ل تنشغلو بها)؛ ومثله يرى المهندس خالد الشريف فم جرى مجرد (طلقات عبثيّة بلا رؤية وهدف عسكري) وأن غرضه تسجيل (موقف اعلامي)! وعبدالرحمن أب الخيل يرى أن قصف جازان ونجران دلالة عى ان الحوثي في الرمق الأخير حيث (تزاد حركة الشاة فترفس ثم تهد وتموت).

وتمنى ياسر الجنيد عدم تضخيم وقع القصف وحجمه، فالأمور بسيطة، ول يجب ان نخلق من حركات محدودة عملاً كبيراً للحوثي. اسامة الزين ينفذ الأمر الرسمي فيقول: (ارجو عدم ذكر اي خبر الى أن يأتي بيان رسمي… فهناك متابعة من قبل العدو لتويتر)! فيرد العقيل: (الان العالم بتويتر يجيبون اخبار عاجلة عن نجران، ووكالة انبائن واس تتكلم عن مجلس المنافسة. صح النوم ي هووو).

أيض يقول الاعلامي فائق منيف، بأن الصواريخ التي تهبط على نجران عبثية غير مؤثرة لج اليه من ضاق عليه الخناق في ساحة المعركة، واضاف بأن تأثيره هو اشاعة الهلع ونصح المغردين بعدم تضخيم الحدث بم يخدم العدو.

تتألم المغردة ليان الحربي فتقول: (عشان شرعية هادي يموت الشعب في اليمن، ويعيش اهل نجران في خوف، وتخلّو الحقد يكبر بين الشعبين؟)؛ وتضيف: (جيزان ونجران وكل الحدّ الجنوبي م لهم ذنب يموتوا. وقْفو هالحرب دام العاصفة حققت اهدافه زي م قلتوا. بلاش الحقد يزيد والنار تمتد لمناطق ثانية). سالم المري خشي على السكان وطالب بنقلهم لمساكن آمنة؛ والقحطاني رأى اخلاء مناطق الحد الجنوبي لانه مناطق حرب؛ واحمد يسخر من استئجار كل شيء في السعودية بم فيه مقاتلين يحاربون ويموتون بالنيابة عنّا.

المعارض حمزة الحسن لاحظ ان السلطات دعت منذ بدء الحرب الى عدم نشر اخبار بحجة انه تساعد العدو الذي ضرب جيزان ونجران واحتل مواقع، وقال بان الهدف هو (عدم نشر أخبار هزيمة آل سعود). واضاف: (اخبار الجنوب تأتي رسمي بالقطّارة، والدعوات تقول: ل تنشروا، ل تصوروا، ل تستمعو ال للإعلان الرسمي) كل ذلك تغطية ع م يجري بنجران وجازان. وأكمل بأن الاعلام الرسمي يقود المواطن من نصر لآخر، ومن مجزرة الى اخرى باعتباره نصراً. وتوقع: (سيستيقظ المواطن من التخدير الرسمي ولكن على وقع هزيمة كبيرة).

تسخر ديم فتقول: (شعبن مِنْ كُثُر م يردد: أمن وأمان، أصابو البلد بالعين)! ام الحقوقي إبن نجران علي آل حطاب فصوّر الوضع هكذا: (أصبح أهل الجنوب يتوقعون قصف القنابل كم يتوقعون هطول المطر)!

يخاطب محمد السعد دعاة الحرب بالقول: (هذه هي الحرب ي من طبلتم لها. الضحية أبناء الشعب. هي حرب جرّكم اليه سلمان. واصلو وخلّون نشوف مزيد من التطبيل)، واضاف بأن الشعب متفاعل مع مباراة كرة القدم بين النصر ولخوي اكثرمن تفاعله مع ضحاي القصف: (الشعب مغسول مخّه بالكورة).

# ثأر نجران

ثأرا لكرامة آل سعود وجيشهم الذي مُرّغ في التراب، كان من المتوقع الانتقام، لكن اعلام آل سعود سماها ثأراً لنجران! والنجرانيون رفضوا استخدام اسمهم في هكذا حروب قذرة. جنّد آل سعود أنفسهم للإنتقام اعلاميا وسياسيا وعسكريا بقتل المدنيين وتدمير المدن وجعل صعدة وغيرها مدناً مستباحة عسكريا وامروا اهلها بالخروج.

(آن الأوان لدفن عبيد الفرس وحمير طهران أحياء) يقول احد الطبالين؛ ثانٍ يدعو لاجتياح برّي واجتثاث الحوثيين؛ ثالث يقول ان المعركة لم تعد من اجل الشرعية بل (من أجل مسح الحوثيين من الوجود)! آخر قال بضرورة قصف المدن اليمنية وكأنها لم تقصف لأكثر من اربعين يوماً.

وتتالت دعوات الانتقام الهمجي: (نريد مسح صعدة عن الخارطة!) قال مغرد رسمي، وآخر فرح فقال: (اليوم نبيد صعدة من الوجود علشان نربّي كل من يعتدي على أرضنا). صحفي كويتي هو فؤاد الهاشم دخل على الخط وغرّد: (فلنهتف جميعا.. بالإف ١٦ يا سلمان.. من صنعاء لطهران)!

مثل هذا الغضب هو ما روج له الاعلام الرسمي: عاصفة غضب سعودية على صعدة، تقول صحيفة الشرق الأوسط في مانشيتها الرئيس. عسيري يهدد: كل صعدة هدف عسكري؛ انها عملية مفتوحة؛ والعربية تقول باستعلاء وفوقية ان تدمير صعدة من اجل توجيه عقاب قاس لمن تجرأ على السعودية. أيضا قامت السلطات بتحشيد قوة ضاربة باتجاه الحدود مع تضخيم دورها في الانتقام، بالاضافة الى القاء منشورات تدعو اليمنيين لهجر مدنهم؛ فالقصف سيكون بلا توقف وعلى مدار ٢٤ ساعة، حسب متحدث رسمي. مجلس الوزراء السعودي يستنكر قصف نجران وجازان، في حين يجيز لنفسه قصف كل المدن اليمنية طبعا.

في تغريداته على تويتر، روّج مدير العربية تركي الدخيل لما أسماه عملية ثأر نجران؛ وبررها بسقوط التواهي مستخدماً صوراً لمجزرة لم تقع، وانما سرقت الصور من ليبيا وغيرها!

واضح ان الرياض كانت تخطط لمجزرة بتغطية امريكية غربية، وبحسب الاكاديمي اسعد ابو خليل فإن ما قيل ونشر بمثابة (اعلان عن جريمة حرب مبيّتة). رفض كثير من اهالي صعدة هجر منازلهم، وبعضهم لم يستطع، وحذر فؤاد ابراهيم بأن العرب والمسلمين واحرار العالم لن يغفروا لآل سعود مجازر الإبادة المبيّتة.

قبل ان يبد القصف تمنى احد المواطنين من الملك اصدار امر بإيقاف استهداف صعدة وحصر القصف ضد القيادات ومنازلهم. مغرد آخر قال بأن آل سعود خلقوا لأنفسهم هدفاً جديداً بديلا عن اهداف عاصفة حزنهم، الا وهو تدمير المدن من اجل ان يشعر الموالون بالإنتفاخ من انهم أدّبوا خصمهم، ورأى في قصف المدن هزيمة اخلاقية.

وبد القصف، فطلب احد المشايخ الوهابيين من مغردي النظام بأن يدعو الله لنصر المجاهدين ضد الرافضة!

صبّ آل سعود حمم دباباتهم ومدافعهم وصواريخ طائراتهم على كل المدن اليمنية، خاصة تلك المجاورة للحدود. تساقط الأطفال والنساء في مذابح لا أول لها ولا آخر. صورٌ مفجعة تم تناقلها على تويتر يستحيل ان ترى واحدة منها في قناة العربية او الجزيرة او قنوات النفط الأخرى وهي بالمئات. انها مجازر السعودية مملكة الإنسانية، كم تُسمّى. وكل القتل وتدمير المستشفيات وتحويل أحياء المدن الى أنقاض على رؤوس ساكنيها جزءٌ من إعادة الأمل كما يسميها آل سعود وإعلامهم. لقد ذُبحت الإنسانية، ولم يصفق لها سوى الوهابيون الذين يجيزون كل فعل مشين مادام الاخر مختلفاً معهم مذهبياً، مع ان القتل شمل كل اليمنيين، شوافع وزيدية، ولكن الإنتقام السعودي لا علاقة له بدين او مذهب او أخلاق او انسانية. حقا لقد حطم آل سعود الرقم القياسي! والاعلام السعودي يفاخر بذلك، وفي كل ثانية كان هناك خبر عاجل لما يفعله صقورهم البواسل كما يقولون.

لم تكتف الرياض بذلك، بل فجرت قبر السيد حسين الحوثي الذي استشهد في ٢٠٠٤، ثم قبر والده بدر الدين الذي توفي في ٢٠١٠، ثم فجرت قبر ومسجد الإمام الهادي مؤسس دولة الزيدية والذي توفي قبل اكثر من الف عام، ما يثبت ان دوافع الرياض ليست سياسية فحسب بل طائفية ايضا.

السؤال: لماذا يجري كل هذا بإسم ثأر نجران، وهو هاشتاق اطلقته قناة العربية وتبناه الاعلام السعودي؟ مع ان نجران يسكنها قبائل يام وهي اسماعيلية يكفرها آل سعود ومشايخهم. هم يريدون ان يضربوا اسفينا بين الزيدية والاسماعيلية، مثلما ارادوا بين الزيدية والإثني عشرية في السعودية، وبين الزيدية والشافعية.

الحربية ليان تسأل: وهل (ستردون على اليمن وتقصفوه باسم ثار نجران؟ عشان أيش تحطّوها براس أهل نجران اللي هم مع اليمن أهل ورَحِم وحدود. انها سياسة مقرفة). آخر يقول: لماذا لم تسموه (انتقام آل سعود أو ثأر آل سعود من اليمن؟). ثالث يرى أن مروجي الهاشتاق مرضى متعطشون لسفك الدماء، ولكن أهلها ردوا بهاشتاق مقابل (ثأر نجران هو السلام).

نعم.. ثأر نجران هو السلام، يقول طه اليامي؛ ويضيف انهم يستهدفون نجران بهذا الهاشتاق ويتم اقحامها كمجتمع وجغرافيا في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل. ويختم بأن تطورات اليمن لم تشكل تهديدا للسعودية، بل الحرب، ولكن لا يلام اليمنيون. يامي آخر يقول أنهم اختاروا تاريخهم الداعي للسلام؛ واليامي راكان يقول: ليس خائناً ولا جبانا من يدعو للسلام وحق الدماء والحل السلمي. (القتلى اخوتنا، يقول مهدي، والسلام مصيرنا)؛ يضيف: رسالتنا واضحة: لا للحرب لا للدمار. والنجرانية نور تقول: (تأبى نجران ان تكون صفقة طائفية وسلعة للمتاجرة)؛ وبنت يام تدعو للوقوف ضد الحرب (لن تجد منا من يفخخ مؤخرته). وتضيف بأن هاشتاق ثأر نجران ساءها كثيراً.

ودعا ظافر ومانع اليامي في رسالة معدّة لتوقيع آخرين، الى وقف الحرب، والسلام والتعايش، وحذرا من تحويل نجران الى ساحة تصفية حسابات، مؤكدين على وجود مقرات لتنظيم داعش فيها، ووصفا الحرب بأنها مشبوهة واهدافها مريبة، وأسبابها مفتعلة، ونتائجها كارثية.

فشل آل سعود في مواجهة الأحياء فقصفوا الأموات!، يغرد حمزة الحسن؛ والناشط الحقوقي الدكتور حسن العمري قال: (القصف العشوائي لصعدة وانتهاج سياسة الأرض المحروقة ينبيء عن غضب وهروب للأمام في ظل تعذّر تحقيق أهداف الحرب رغم عدم شرعيتها).

الأميرة وضحى بن سعد علقت على تغريدة تقول بسقوط مئات القتلى الأبرياء اليمنيين: (ليته ما يبقى يمني واحد، وجنوب السعودية بعد) اي انها تريد التخلص من المواطنين الجنوبيين أيضاً.

الصفحة السابقة