الرأي العام السعودي:

استياء شعبي، وتوتّر حكومي

محمد السباعي

لا مكان مثل (تويتر) يمكن من خلاله قراءة الرأي العام الشعبي في مملكة آل سعود. فقد أصبح تويتر الوسيلةالشعبية الأولى (وهي تسبق الفيس بوك) في التعبير عن الهموم والآراء، وفي البحث عن التحولات في الإتجاهات السياسية والفكرية والنفسية للمواطنين. لا عجب أن تجد مثقفي البلاد وناشطيها وحتى مسؤوليها لهم مواقعهم على خارطة هذا الوافد الجديد في صحراء الاستبداد. المملكة من الخارج شيء مختلف، تصنعه الدعاية الرسمية الحكومية، أما في الداخل فهناك عالم متلاطم من الأفكار والنشاطات والإبداعات ترسم صورة أخرى لها ولشعبها ولنظام الحكم فيها. في كل عدد نختار بعضاً مما يشغل المواطنين ويستقطب اهتمامهم، من خلال متابعة الهاشتاقات. هذا العدد، كما قبله، كان اهتمام الرأي العام بموضوع الحرب العدوانية على اليمن، وتداعياتها على الداخل السعودي، وهذا بعضٌ منها.

هيكل يهاجم السعودية

في العديد من هاشتاقات الرأي العام السعودي، هناك نزعة
دفاعية عن النظام.

لا عجب من ذلك، فجيش النظام الالكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي فاعل في الدفاع والمواجهة والحضور. اذا لا يكاد احدهم ينبس ببنت شفّة حتى يتلقفه جيش النظام السعودي اضافة الى حزبه السلفي، وأحيانا يتعاضد معه الإخواسلفيون، فينهالون عليه شتماً وتجريحاً.

في مقابلة له مع رئيس تحرير صحيفة السفير اللبنانية، ناقش فيها تداعيات الاتفاق النووي الايراني مع الغرب، وقال فيما يخص بالرياض التالي: (السعودية في أزمة لا أعرف كيف ستكون نهايتها أو كيف ستتطور وكيف ستؤثر على نظام الحكم فيها. أما البدائل فلا بدائل! ولا أحد عنده سلطة تخوله ان يكون البديل). واضاف فيما يتعلق بعدوان السعودية على اليمن: (سيغرق السعوديون في مستنقع اليمن. عندما تدخّل عبد الناصر هناك كان يساعد حركة تحرر فيها وليس لديه حدود ملاصقة لها، أما السعوديون فلديهم باستمرار مطالب من اليمن ولقد استولوا على محافظتين فيها. اليمن مرهق، وسترهق السعودية حتماً في دخولها في حرب مع اليمن، ولكنها حذرة جداً، ولن يتوغل السعوديون في الداخل اليمني. سيواصلون الضرب من الخارج. وهم يعرفون المصائب الموجودة هناك). واكمل: (السعودية ودول الخليج أضعف من أن تشاغب على الاتفاق النووي، ولكن يمكنها أن تشكو الى الأميركيين وتعاتبهم وهم يعتبرون توقيع الاتفاق خيانة لهم). 

كان ما قاله هيكل كافياً لفتح النيران عليه سعودياً وإخوانياً.

صلاح مخارش وصف هيكل بأنه (هيكل عظمي بيخرّف. جدّي زمان حكّى أبويا عنه، وأبويا حكّاني عنه، وأنا حكيت ابني عنه، وهو لازال بيخرّف)؛ والشيخ سعد التويم، ذكّر النجديين ـ حكام السعودية ـ بأن مصر دائماً عدوّة لحكمهم، بدءً بحملة محمد علي باشا التي قضت على الدولة السعودية الأولى ودمّرت عاصمتهم الدرعية، كما (سعوا ـ اي المصريين ـ في خراب الدولة الثانية، وحاربوا الثالثة بقيادة جمال عبدالناصر). واستنكر وصف هيكل لدول الخليج بأنها (هامشية) مذكّرا أيضاً بوصف السيسي لها بأنها (أنصاف دول).

هناك مغرد اسمه سلطان الجوفي، وهو اسم مفتعل، ويتبع المخابرات السعودية، وهذا علّق بأن (هيكل ينبح) منذ عاصفة الحزم، والدكتور الهدلة العامل في وزارة الداخلية ايضاً، وصف هيكل بأنه (أجير ومخرف.. تعودنا نباح مثل هذا الهيكل الذي انقرض). في حين حمّل مغرد ثالث الحكومة السعودية المسؤولية: (كلبكم اللي ربيتوه تحمّلوا عضّته). السؤال: منذ متى كان هيكل تربية سعودية؟ هذا المغرد يعيش عالما افتراضياً! والمغرد ابو نور لفت النظر الى أن هيكل يهاجم السعودية منذ الستينيات هو وعبدالناصر، وقد هلكت الناصرية، وبقيت السعودية.

عائشة العتيبي ترى أن هيكل هاجم السعودية، لأن الأموال توقفت عنه منها، وذلك بعد وصول سلمان للحكم: أي (بعد تصحيح قيادتنا للأوضاع الخاطئة، غضب الشحّاتون ورئيسهم) وتقصد السيسي. واضافت: (اصبح معروفاً للكل ان القلم المصري يعمل لمن يدفع أكثر. أرخص قلم هو القلم العلماني المصري). ومثل ذلك قول ماجد: (ضاحي خلفان، الجفري، هيكل.. تكلموا في وقت واحد.. فتّش عن شراء الذمم بالدرهم الإماراتي).. اي ان الإمارات هي التي تدفع ثمن الحملة الإعلامية على السعودية، وهي النغمة التي يكررها إخوان الخليج، والإخواسلفيون أيضاً، ومن ورائهم قطر وإعلامها.

وازاء الهجوم على مصر، وشعب مصر، وحكومة مصر، وتاريخ مصر، تألم المغرد المصري خالد عبدالآخر فقال: (نويتُ الرد على سفالات كلاب آل سعود، لكن بصراحة لا داعي لذلك، لأنني لا أرى غضباً مصرياً: من حقّ الكلاب أن تنهش جثّةً بلا صاحب).

المغرد عبدالله السعيدي يبين سبب غضب هيكل برأيه: (السعودية حررت عدن، وعبدالناصر حبيب هيكل تمّ سحله في اليمن، لذلك هو زعلان)! أما الإخواسلفي المتطرف محمد الحضيف فعلق على كلام هيكل بالتالي: (السيسي يطلق كلبه العجوز)؛ ويلاحظ ان الاخوان عامّة يروجون لصراع بين مصر والسعودية، لعل حكم الإخوان يعود، ولكن الله وحده هو من يحيي العظام وهي رميم.

الاعلامي وليد الفراج يخاطب هيكل بالتالي: (السعودية حقيقة مختلفة، هزمت كل توقعاتك)؛ وعبداللطيف آل الشيخ وصف هيكل بأنه (شاهد زور على العصر) ربما نكاية ببرنامج الجزيرة، جزيرة الشر، التي روت شهادته.

ومن اعلامي لآخر، هذا إبن وزارة الداخلية، الاعلامي عبدالعزيز قاسم، يصف هيكل بالكذاب، وتساءل كيف يكون هيكل ناصري قومي ويدافع عن الفارسي الصفوي، واضاف ضمن نظرية شراء الأقلام: (سلمان أخرجهم عن طورهم بهذا الحزم، وأغلق الصنبور). وتابع قاسم فوصف هيكل على شاشة احدى القنوات بأنه (عجوز خرف، أحنقه سلمان، فدفعه سيده لينبح)، ويقصد بالسيد: السيسي، حيث يرى اخوان الخليج وبعض طاقم الحكم السعودي، بأن كل ما يُنشر في اعلام مصر موجّه من السيسي للضغط على الرياض.

الوهابي الشيخ المؤيد، قال أن تصريحات هيكل مجرد (محاولة ايرانية فاشلة للتغطية علىت هزائم الحوثيين)؛ وعوض القرني، أحد أهم رؤوس الاخوان في السعودية، قال عن هيكل بأنه (ثعلب ناصري هَرِم، من أيام فتنة سيّده الهالك، وهو يهلوس ويحلم بزوال السعودية. مُتْ بغيظك كما مات سيدك). وتساءل القرني: (هل تسويق هيكل لنظام الملالي هو للبحث عن حليف يتبنى تحقيق هدف تاريخي للفاشية العسكرية وهو اسقاط السعودية؟)؛ وقد ردّ عليه الصحفي حمود ابوطالب فقال: (ليس ثمّة فرق كبير بينه وبين من يحاول اسقاط السعودية لصالح نظام الخلافة والغاء الوطن لصالح فكرة الأمّة). 

 وأخيرا فإن يرى الصحفي سعود كاتب هيكل هكذا: (لا يوجد كاتب عربي مارس الكذب والتدليس لأكثر من نصف قرن كاملة كما مارسه هيكل).

الملاحظ ان أحداً لم يدافع عن هيكل، او يجرؤ على فعل ذلك ازاء هذا الهجوم الموتور عليه، رغم ان لهيكل اصدقاء سعوديين.. لكن رسالته وصلت لآل سعود وكتابهم وقد قرأوها جميعاً وتألموا منها!

مصادرة كتب ابن باز وابن عثيمين في مصر

قاد الخوف من الوهابية منذ تفجيرات سبتمبر ٢٠٠١ الى اغلاق مراكز ومعاهد دينية وهابية كما في موريتانيا وغيرها، ومُنعت كتب مشايخ الوهابية حتى في بلد مثل المغرب، وصار الحذر من الفكر ومشايخ الوهابية سمة المرحلة. الآن تتضاعف المخاوف، خاصة في الدول التي تنشط فيها داعش. مصر، ومن خلال وزارة أوقافها صادرت كتب ابن عبدالوهاب وابن باز وابن عثيمين وغيرهم من مساجد عديدة في القاهرة، في رسالة ادانة لما تنطوي عليه من تحريض وتكفير ودعوة للعنف والدم. 

خبر المصادرة صار هاشتاقا لدى التيار السلفي والإخواسلفي المعادي للسيسي. بعض المسعودين توقع بسبب هذا الحدث الجلل ان صاعقة ستحل على اهل مصر الآن ـ يسخر احدهم؛ وأمير سعودي اعتبر ذلك تعدياً على دين الله، وبداية لسقوط الحاكم السيسي. في حين يسخر مغرد: (هي وصّلت كتب الشيخين يا سيسي! بن باز الصدّيق؛ وبن عثيمين الفاروق). 

عبدالله المقحم يسأل أدعياء السلفية: (ماذا لو كان الذي منعها أردوغان؟)، في اشارة الى ان معارضتهم للسيسي هي السبب؛ والكاتب احمد عدنان يؤكد ان الفتاوى موجودة على النت، لكن ما قامت به الوزارة المصرية له صفة رمزية، وهو فعل لصالح مصر. اما المتطرف الشيخ سعد الدريهم فيرى مصادرة كتب مشايخ الوهابية (أدعى لانتشارها)؛ والهويمل يشتم شيخ الأزهر لأنه قال: (الوهابية منحرفو العقيدة)، ويرى في المصادرة نوعاً من المؤامرة، قامت به قوى انقلابية هي: الكنيسة والصوفية والعلمانية! ايضاً وجه سلطان التميمي غضبه للصوفية التي تناصبها الوهابية العداء.

الشيخ حسن فرحان المالكي رأى نقد الكتب أكثر اهمية من منعها، فالحظر ليس حلاً، فتوفر النقد الموضوعي كفيل بإبطال مفاعيل اي كتاب أو رمز متطرف. ولاحظ مساعد الكبيري ان ابن عثيمين ينسف مفهوم الوطن، وكأنه يؤيد منع كتبه؛وخالد يرى ان من حق مصر منع الكتب، مثلما تفعل السعودية نفسها. 

ضاحي خلفان يهاجم السعودية

السعودية والإمارات هما الأكثر شراسة في مواجهة جماعة (الإخوان المسلمون). الأولى تريد ان تحملها مسؤولية العنف الوهابي الداعشي لتبرّيء مذهبها ونفسها منه، كما ان جماعة الاخوان قد تأتي بحكم بديل في المنطقة ينعش إخوان الخليج ويجعلهم بديلاً حتى في السعودية. والإمارات لديها رد فعل قوي ضد الاخوان منذ ان قمعتهم على أرضها بعد عقود من التحالف (جمعية الاصلاح). الدولتان اللتان تخشيان من نشاط مواطنيها المنتمين لجماعة الإخوان، وضعتا الأخيرة بكل أصنافها وتفرعاتها على قائمة الأرهاب، كما انهما كانتا اهم دولتين شاركتا في اسقاط حكم الإخوان في مصر. الآن، وبعد وصول سلمان الى كرسي العرش، جرت محاولات للتوفيق بين الرياض وجماعات الإخوان، وفتح صفحة جديدة، فالطرفان يحتاجان اليها، خاصة بعد عدوان الرياض العسكري على اليمن.

الرياض، أطلقت سراح جواز سفر سلمان العودة، المتهم بأنه رأس الإخوانية في السعودية، واستقبلت مؤخراً كلاً من خالد مشعل ووفد حماس، وأيضاً عبدالمجيد الزنداني، رأس التجمع اليمني للإصلاح او (اخوان اليمن). هذه الخطوات سببت امتعاضاً في الإمارات، فتحرك رأس المواجهة على تويتر، رجلهم ضاحي خلفان، أو هكذا يقال من قبل المغردين السعوديين.

غرد خلفان فقال بأن: (الزنداني والعودة والقرضاوي.. رموز الإخونجية كلهم في أحضان دول الخليج. وين تبون الأحوال تستقر؟!)، مؤكداً ان (احتضان الإخوان كاحتضان الثعبان). كما شنّ خلفان هجوماً كاسحاً فاضاف: (اذا بايع اخوان الخليج حكام الخليج، فسأرفع عنهم النقد، لكن طالما أن بيعتهم للمرشد، ونظرتهم بأن الحاكم الخليجي لا مشروعية له، فسأظلّ ضدّهم). وتابع محذراً: (الإخوان الخليجيون ينتظرون اللحظة الحاسمة، إنهم على أهبة الاستعداد لتغيير الأشرعة عندما تهبّ الرياح)، موضحاً (ما عرفته عن الإخوان الخليجيين أن حكام الخليج عندهم، أبغض خلق الله في أرضه، لكن لم تحن الفرصة لهم بعد). وتوقع خلفان أن (الإخوان في الخليج هم من سينشر الفوضى الخرّاقة في الخليج). وعليه لا يكفي الاطاحة بحكم الاخوان في مصر، فـ (تنظيم الاخوان اليوم أُطيح برؤوس مصرييه فحسب، وبقي أذنه في الخليج يتحركون. الخليج اليوم يربّي تنظيم الإخوان الخليجي في معظم دوله). زد على ذلك ـ حسب ضاحي خلفان ـ فإن (الجهاديين الخليجيين لبّوا نداء الإخوان وأضحوا دواعشاً). وألمح الى أن الرياض أضحت مرتعاً لهم من خلال الاشارة الى الحوادث الداعشية الأخيرة في السعودية: (ماذا حلّ بالدواعش، اللي تقتل زوجها، واللي يقتل خاله، واللي يقتل والده)؛ واخيراً جاء ضاحي خلفان بصورة للزنداني مع علي صالح وهما يعتمران في مكة وقاله: هذا هو (الزنداني الذي هاجمتموني بشأنه، كيف كان وكيف هو الآن).

إخوان الخليج الملسوعين من ضاحي خلفان والمنحازين لقطر، أنشأوا هاشتاقاً للهجوم عليه باسم: (ضاحي خلفان يهاجم الملك سلمان). لم يقولوا انه هاجمهم، ولم يردوا على كلامه بقدر ما أرادوا تحريض ال سعود عليه ومواجهة دولة الإمارات، وهذه ليست المرة الأولى التي يفعلون فيها ذلك. ومع ان ضاحي خلفان أوضح: (لم أتطرق لخادم الحرمين الشريفين، وأعتبره رمزاً من رموز الأمة الذين أعتزّ بهم) وأن الهجوم عليه (محاولات يائسة للإخوان)، فإن الأخيرين شنّوا عليه هجوماً خشناً في اللفظ والمعنى.

نايف بن عرويل هاجمه شعراً، واصفاً إياه بالنذل الذي لبس ثوباً ليس ثوبه، وامتدح سلمان (ابو فهد) واصفاً اياه بأنه صقر العروبة. والاعلامي ذو الميول الإخوانية سلطان الجميري قال صادقاً: (تستطيع جس نبض الإمارات تجاه المملكة عن طريق خلفان. ومثله الإعلام المصري، يعطي فكرة عن توجه الحكومة المصرية). ويضيف: (الواضح ان هناك ضوءً أخضرَ للهجوم). والشيخ النجيمي الموظف في الداخلية وبطل لجنة المناصحة، وجه كلامه لخلفان بأن السعودية دولة مستقلة حرة فيمن تستقبل وأنها لا تقبل الوصاية من أحد. والشيخ محمد الفاضل علق: (الهجوم على السعودية صار بالجملة، فنوري المالكي يهاجم، وهيكل يهاجم، وضاحي خلفان يهاجم، وأنا أقول: عندما يهاجمك أمثال هؤلاء، فاعلم أنك على الحق).

ومن جانبه خاطب الشيخ خالد الصقعبي خلفان فقال: (عندك دحلان، وولد صالح، ومواخير فساد تحرسها وتحميها. ألَكَ وجهٌ تتكلم بعد هذا، أخزاك الله). ومثله ثامر الشريفي الشمري غرد: (اذا كانت بلادي تحتضن بعض الإخوان، فبلادي لم تحتضن يوماً من  الأيام عاهرة، ولم تحتضن يهودياً). مغرد سمّى نفسه سقراط علق على تغريدة خلفان بشأن العودة والزنداني والقرضاوي فقال: (راح فيها ضاحي خلفان. التغريدة طبيعية، بسْ قساوسة الإخوان وقطيعهم يجيّرون الكلام كعادتهم على الملك او الحكومة). وهناك مغرد ذو ميول صدّامية علق: (حبّ سلمان للعماء وأهل الدين، أغاظ ضواحي تل أبيب وضاحيهم، الذي يتفق والحوثي في الإساءة للملك والمملكة).

مشعل في السعودية

وكان الاخوان الخليجيون قد بالغوا في الترحيب بزيارة وفد حماس برئاسة خالد مشعل، فوضعوا عدة هاشتاقات بالمناسبة، بل وبالغوا أيضاً فيما أسفرت عنه الزيارة التي قيل أنها لمجرد العمرة أو تحت يافطتها على الأقل. ويلاحظ انه لم تُنشر اخبار رسمية او صور لتلك الزيارة او لقاءات لحماس مع المسؤولين السعوديين. جمال خاشقجي ـ ذو الميول الإخوانية ـ اعتبر نفسه متحدثا باسم حماس فأبلغنا بأن اجتماعات مشعل مع مسؤولين سعوديين والملك تبشر بالخير وبعودة المياه الى مجاريها؛ وزاد: (تحدثت مع خالد مشعل، وعبر عن خالص امتنانه للقيادة قائلاً أن لقاءاته كانت ناجحة ومبشرة، ومؤكداً تأييد حماس لمشروع عربي اسلامي تقوده المملكة)، والاخواني احمد سعيّد عبر عن حماسته شعراً:

وسلمانُ إنْ قالها يفعلِ

فلسطينُ في القلبِ لم تذبُلِ

الى القدس في دربها سائرونَ

ولا بدّ للدربِ من مشْعَلِ

نعم سائرون الى القدس عبر صنعاء! ودمشق! وربما طهران ايضاً!

لكن الكاتب خالد الوابل نصح اخوان السعودية والخليج أنه (لا يجب ان تُقحموا المقاومة في خلافاتكم الأيديولوجية، ولا يجب على المقاومة ان ترضى بهذا التصنيف). اما الحقوقي علي آل حطاب فرأى التالي: (يا جماعة، خلّونا ننسجم مع مبادئنا، بالأمس نحارب الإخوان، وحاسبينهم على قوائم الإرهاب، والحين ضيوف كرام)؟! وهناك شيخ جامي ـ بتعريفهم ـ اسمه نايف القرني، هاجم حماس ووفدها ووصفهم بالمرتزقة. فردت احداهن على الطاعنين في حماس: (اللي يقولون عن حماس ارهاب وكذا، رجاءً أكرمونا بسكوتكم. قرفنا فعلاً من حثالة متصهينة).

ولأن الخير يأتي كلّه تباعاً، فقد قدم الى الرياض عبدالمجيد الزنداني فارّاً من اليمن، ومعه شحنة تصريحات تؤيد العدوان السعودي على بلده. وقد احتفى به عوض القرني وبقية المحسوبين على الإخوان، مؤكدين أن الزنداني (يدعم عاصفة الحزم). لكن مغرداً يمنياً جاءنا بوليمة يتصدرها الشيخ الزنداني، وعلّق بأن الأخير (ترك الجبهة والحور العين، وهرب الى الرياض، وأن الصورة تؤكد أنه تعرّض لحصارٍ وجوعٍ شديدين).

# رجال الهيئة يوزعون ورود في العيد

حقاً، إنه أمرٌ مفاجئ، أن يتصدّر مجموعة من رجال هيئة المنكر الشوارع فيوزعون وروداً حمراء وغيرها على المواطنين في محافظة الرس بالقصيم، بمناسبة العيد. توزيع الورود حرام، سواء على المرضى أو غيرهم، هذا ما تقوله فتاوى مشايخ الوهابية. فما عدا مما بدا؟ هل كان اجتهاداً من رجال الهيئة؟ وهل يمكن للمواطنين ان يقوم بمثل ما قاموا به ام ان الفعل حكرٌ عليهم؟ وهل يجوز توزيع الورود الآن في المستشفيات والمناسبات أم لا؟ أفتونا مأجورين!

المغرد لافي بن طلال افتتح هاشتاق (رجال الهيئة يوزعون الورد)، فقال: (إهداء الورد للمرضى حرام، وتوزيع الهيئة للورد بالعيد حلال. سبحان الله)! والمعارض حمزة الحسن علّق: (الجماعة تطوروا.. يوزعون ورود حمراء! هذا هو الشغل الصحيح، مو تروحوا توزعون أكفان في المستشفيات. الله يزيد في هداكم!). غير أن المغردين رأوا في فعل الهيئة تجميلا لقبحهم، فقال عبدالعزيز السلمان: (والله لو يجون يِهَمْزوني ـ اي يمسّجون جسدي ـ فإن الهيئة هي الهيئة، جهاز متسلط عنيف، ضد الحياة والفرح والبهجة). وتسأل الحقوقية عزيزة اليوسف: (ممتاز، هل يعني ذلك السماح بتوزيع الورد في أيام أخرى، فلا يكون بدعةً؟). وأبو شهاب حاول الردّ شعراً:

أتحملُ وردةً يا وهابي، أم قنبلةْ؟

كيف ننسى تكفيركم يا شرذمةْ

وزِّعوا الرؤوسَ في المرّةِ القادمةْ

وأضاف: (لو وزّعتم ورود هولندا كلّها، لما استطعتم إزاحة جزء من الفكرة التي يعرفها الناس عنكم). ومن السخط على الهيئة تعليق بن كريشان: (انها وردة مفخخة. يودّون من خلالها استعطاف الشعب بعد أن ركلهم ورفض وصايتهم. بالمناسبة إهداء الورود حرام) حسب الفتاوى الوهابية طبعاً، ومن أعلى جهة: انها اللجنة الدائمة للإفتاء وعلى رأسها المفتي آل الشيخ، وهناك فتاوى مشابهة من الشيخ بن باز وأعضاء اللجنة الآخرين.

ويسأل مغرد: (أليست هذه بدعة ـ اي توزيع الورود؟ أم ان التبديع سلاح، كما سد الذرائع، يطلقونه ـ مشايخ الوهابية ـ كيف شاءوا؟). ويسخر الاعلامي الحميدان: (لا فرح إلا فرحنا ـ اي نحن المشايخ، ولا ورد إلا وردُنا)! وسلمان يقول: (لا تمنع عني الورد، ثم تُعطيني وردة)؛ ويرى مغرد بان فعل رجال الهيئة ناشز بالقياس الى سلوكهم العام: (يا شَيْنْ السّرْجْ على التّيس)! والشمرية كوكا تسخر: (لا يجوز التشبّه بالكفار بطريقة معايدتهم. نسأل الله الهداية لهم ـ اي لرجال الهيئة ـ من هذه البدعة)! ومثلها يستخدم عزيّز النصوص بالطريقة التي يستخدمها المشايخ في مكافحة خصومهم، وهي ذات النصوص التي يعتمدونها: (قال رسول الله: ولو دخلوا جحرَ ضبٍّ لدخلتموه. نسأل الله أن يهديهم ويرجعهم الى إيمانهم). 

الا ان المغرد عبدالله بن عبّاد رأى توزيع الورد من قبل رجال الهيئة حسناً (لعل الله يُخرج من أصلابهم مَنْ يؤمنُ بالجمالِ والحبِ والتسامحِ والعقلانية). وتخاطب الناشطة خلود الفهد رجال الهيئة موزّعي الورود: (أحسنتم، ليتكم تدعون لله بالكلمة الطيبة والتعامل الحسن. لستم ملائكة، ولسنا شياطين). وتوقع مغرد لو أن من وزّع الورد غير رجال الهئة لاعتقلوه؛ وقال آخر بأنه يتوقع بأن الورد كان قد تمت مصادرته من قبل رجال الهيئة بحجة نشر الفساد والتشبه بالكفار. والدكتور رضا بخش يصرخ في رجال الهيئة: (لا نريد ورداً. فقط اتركوا الناس في حالهم. اتركوا التدخل في الحريات الشخصية. اتركوا الإنكار والإكراه في مسائل الخلاف).

وسألت المغردة رغد: (ماذا لو كان موزع الورد فتاةً؟) ماذا سيفعل بها رجال الهيئة؟ وأخيراً يعلق محمود الجهني: (لم يعد للورود قيمة. فقد أفسدوا رائحته وجماله)!

مشاري الذايدي: أغلقوا تويتر

كانوا ثلاثة حبايب: منصور النقيدان، وعبدالله بن بجاد العتيبي، ومشاري الذايدي، وقيل ان معهم رابع. وكانوا متطرفين وعمدوا الى احراق محلات تسجيلات فيديو بالرياض، وكادوا يقتلون آخرين، وادخل الذايدي السجن لأيام او اسابيع بتهمة التكفير. الحمد لله! الآن احتواهم آل سعود، وصاروا مؤمنين بولي الأمر، وحلقوا لحاهم، ونسوا أمر الدين بالجملة في سلوكهم، وإنْ بقيت ثقافتهم الدينية، يعيدون انتاجها لخدمة ولي الأمر أطال الله في عمره.

كتب الذايدي مقالاً في الشرق الأوسط عنوانه: (امنعوا تويتر من هذا)، دعا فيه الى منع داعش من ثمرات الانترنت، وسخر من القائلين بأن داعش والقاعدة هي نتيجة القمع السياسي، وفقدان الحرية في مهلكة الانسانية، ورد على القائلين بعدم حجب تويتر لأن حجبه لا يمنع تمدد داعش، فقال: (هذا هراء، بل المنع هو الحل).

ليس غريباً قول الذايدي هذا، فهو لم يكن أول طبال ولا آخر طبال يدعو الى حجب تويتر والواتساب وغيرها. بعضهم مشايخ وبعضهم جنود مباحث السلطة الاعلامية.  مادفع احدهم الى تسميتهم بالمتطرفين التنويريين! وهو مصطلح خاطيء، فهؤلاء متطرفون رسميون لا علاقة لهم بالتنوير من قريب او بعيد.

أحمد بن سعيّد الإخواني السعودي، وافق على اغلاق تويتر شرق ان يسبق ذلك اغلاق وسائط التصهين مثل العربية والشرق الأوسط؛ وفضيلة الجفال ردت على الذايدي بمقالة؛ والاعلامي مالك نجر يخاطب الذايدي: (ما وِدِّكْ بعد نمنع التلفزيون والانترنت ونقفّل المساجد؟). وقال الإعلامي سلطان الجميري مشيرا الى الذايدي: (واحدْ تاريخه ما بين “حرق” و “غلق”. وشْ ممكن يطلع منه؟ تويتر ليس البلجون). والبلجون اسم محل تسجيلات الفيديو الذي احرقه الذايدي ايام تطرفه. وخاطب عبدالعزيز السلمان الذايدي: (حرقتَ محلات الفيديو ولم يكن هناك مواقع تواصل اجتماعي، فلا تلصقوا عاهات المجتمع بالتكنولوجيا). ويرى الكاتب خالد الوابل المصيبة ليس في الدعوة لاغلاق تويتر، بل في ان يكون الدواعش في تويتر اكثر اقناعاً من المشايخ والمثقفين. وقرّع عبدالرحمن الكنهل، الذايدي: (قبل التحوّل لم يعجبه فيديو البلجون فأحرقَه. بعد التحوّل، لم يعجبه تويتر ويطالب بإغلاقه. نفس العقليّة. فقط غيّرَ الإتجاه). وبتعبير الطبيب الماجد بأن قول الذايدي اغلقوا تويتر جاءت على وزن أغلقوا او فجّروا محلات الفيديو يوم كان مطوّعاً. وخاطب الصحفي فاضل العجمي، الذايدي: (أبْلَشْتْنا يا مشاري. ما سلمنا من تطوعك يوم كنت تحرق محلات الفيديو، ولا سلمنا من ليبراليتك اللي تدعو للتضييق علينا)؛ وبتعبير مغردة: (المتطرف متطرف بلحية او بدون).

الشيخ العمري المتطرف وجدها فرصة لينتقم من خصمه: (هذا مطلب طبيعي جداً ـ يقصد اغلاق تويتر ـ بعد ان اصبحت مقالاتهم الرخيصة مبتذلة لا فائدة منها الا في مسح الزّجاج)؛ والمغردة اشواق تقول ان سبب دعوتهم لمنع تويتر هو انهم (يَبون العالم ترجع بالغصب تقرأ لهم. الحين صارت الجريدة سفرة. يعني مقالك هذا فوقه قِدْر شوربة). الصحفي المقرن اعتبر الذايدي من الكتاب الذين كان الناس مجبرين على قراءتهم قبل أن يأتي تويتر، ويصبحوا ماضٍ غير مأسوف عليه. وفي خضم هذا كله تصرخ نورة في المغردين: (توقفوا عن جعل الحمقى مشاهير). وعبدالرحمن العقيل يقول ان الذايدي يدعي الليبرالية والحريات ثم يطالب بقمع ومصادرة آراء الناس؛ اما الشخص فيختم: (في وطننا شبّاك وحيد اسمه تويتر، يدخل منه احيانا الغبار، ويدخل منه دائماً الهواء والنور).

# أمير يخوِّن أهل القطيف

انقسم المسلمون، شيعتهم وسنّتهم، وكما هي العادة في تحديد يوم عيد الفطر المبارك، فأعلنت الرياض وعدد من العواصم العربية والاسلامية العيد يوم الجمعة؛ فيما أعلن النصف الآخر من المسلمين ان العيد يوم السبت، لأنه لا يمكن علمياً رؤية الهلال يوم الجمعة بالعين المجرّدة، أي أنه مستحيل. تونس ـ وحسب مفتيها ـ تراجعت عن عيد يوم الجمعة، ورأى المفتي ان الافطار يوم الجمعة خطأ لم يستطع تصحيحه مبكراً. وبالنسبة للشيعة، فهم ايضاً انقسموا سواء داخل السعودية او خارجها بين يومي الجمعة والسبت، إلا أن الوهابيين المتطرفين التكفيريين الذين هم في الأساس لا يرون أن الشيعة مسلمون، حولوا سهامهم عليهم داخل المملكة، كما حولوها على أهل سلطنة عُمان، لأنهم لم يأخذوا بمرجعية السعودية الدينية في تحديد يوم العيد! واعتبر الوهابيون عدم الأخذ بقول مشايخهم بأن يوم الجمعة عيدٌ، خيانة وطنية، ووضعوا أكثر من هاشتاق بذلك، من بينها هاشتاق: (القطيف تخالف عيد الوطن) مع أنهم تكفيريون ولا يؤمنون بالوطنية ولا بالعيد الوطني في الأساس! ويرونها وثنية كما يرون حرمة العيد الوطني! ثم انبرى أمير فشكك بوطنية المواطنين الشيعة في السعودية، فظهر هاشتاق (أمير يخوّن القطيف). وتعدّى ثالث على عمان، فظهر هاشتاق: (عمان تخالف السعودية)، فردّ آخرون بهاشتاق: (السعودية تخالف عمان).

الأمير خالد آل سعود، رأى التالي: (على من يعيش على أرض المملكة أن يلتزم بأنظمتها الشرعية)؛ وأضاف بأن مخالفة القطيف وحتى الأحساء (خيانة للوطن، لا يمكن السكوت عنها). اعترضت ريما القطيفية على الأمير لاستسهال التخوين؛ وقال آخر: (إذا أمير وكلامه هكذا، فلا نلوم المُغيّب فكريا حين يفجر نفسه بعد التهديد والوعيد للقطيف). وتساءت أحلام: (اين الملك سلمان من معاقبة توعد بها مثيري الطائفية، أم انها تقف عند البلاط الملكي؟). وسكينة تعلق على قول الأمير: (خيانة لا يمكن السكوت عنها): (طيّب أيش تبي تسوّي؟ هل ستسجن كل أهل القطيف؟ أم ستسلّط أحداً يفجر فيهم؟). 

وتواصلت التعليقات فقال سالم: (يا ناس، يا عالم.. هل من أحد يُفهّم هالثور وأمثاله الجهلة، أن حب الوطن والإنتماء لا يعني عدم الإختلاف، وان الوطن ليس حكراً على أحد). وتألمت مغردة فقالت: (مسكين يالشيعي. كلما اختلفت مع احد السعوديين يخوّنك. لو تقول ما تحب الكبسة، قالوا: خاين). وتضيف موجهة كلامها للأمير: (سموّك يبي يفطر على زُحَل او بلوتو؟ أنت حر. احنا خَلْنا على هلالنا ومراجعنا، واللهُ لا يضيرنا ولا يضيرك). واوضح محمد عياد بأن (الخيانة تكون في بيع الأوطان، وليس في اختلاف الأديان). في حين يخفف رضا الوطء على المواطن الشيعي فيقول: (عزيزي القطيفي.. لا تكترث، فالتخوين في السعودية بلا ضوابط ولا أعراف. التخوين واقعٌ علينا منذ أمد. لن نكترث لهم). وليان الحربي تحدثت عن الضغط على القطيف من الجمهور الوهابي المتطرف والمشايخ والأمراء واضافت: (الله يعين أهل القطيف قد أيش متحملين الضيم). ونرجس تقول: (الشيعة ما يدرون من وين يلقونها. من الأمراء؟ ولاّ من شيوخ المنابر؟ مو مشكلة.. مِتْعَوِّدَةْ)!

وفي هاشتاق (القطيف تخالف عيد الوطن)، انبرى الشيخ المتطرف محمد البراك فقال بأن مخالفة القطيف (ليس لعدم ثبوت الرؤية، ولكن لأجل المخالفة فقط.. وهذا يدلّ على أنهم يتخذون دينهم لهواً ولعباً). مع ملاحظة ان هذا الشيخ، لا يرى الشيعة مسلمين، بل كفرة وزنادقة في الأساس! 

الصحفي انس زاهد يستغرب، (اذا اصبح الاختلاف في رؤية الهلال أخطر من قتل الأبرياء بمن فيهم الأطفال، فتأكد ان ما يحدث قد تجاوز طموحات ابليس نفسه)؛ ويضيف: (لم أرَ فكراً مناهضاً للدين معادياً للوطن كما رأيت في هذا الهاشتاق). والناشطة الحقوقية نسيمة السادة اوضحت ان هناك بين اهل القطيف من عيّدَ يوم الجمعة، لكن الإختلاف عصيّ على استيعاب الطائفيين. وأدلى المفكر محمد علي المحمود برأيه فقال بأن (أعداء الوطن هم أصحاب الفكر الذي يُنتج الشباب المتطرف الذي يرفع السلاح على الوطن، وليس من يصوم أو يفطر وفقاً لمذهبه)،  واكمل: (اصلا المتطرفون يرون أن كلمة عيد الوطن بدعة، والبدعة عندهم اكبر من كل الكبائر. ما اغبى المتطرف عندما يتذاكى).

المغردة هنادي السديري ترى المشكلة هنا: (للأسف السعودي عنده نظرية أن السعودية مركز الكون). ابداً ليس السعودي، وانما الوهابي السعودي، وأكثرهم من نجد وهم أقلية. والمغرد أحمد يسخر من مشايخ التطرف الوهابي واتباعهم فيقول: (يا حليلهم مَحَاوِرْ الكون. يَبون عُمان تعيّد معهم، ويبون الشيعة والإسماعيلية يعيدون معهم.. مو كذا يا بابا). واضح بندر السكيت: (لنا اصدقاء من المذهب الشيعي، عيدهم كان معنا اليوم، ولنا أصدقاء عيدهم بالغد، رغم أن مذهبهم واحد. إذن ما شأن الوطن هنا؟). والبلوشي منصور له رأي: (قطيفي وطني ولاؤه للبلد، صائم اليوم، خير من سنّي معيّدْ وولاؤه لدول خارجية. العبادة ما لها علاقة بالوطنية). واعتبر الرميح اختلاف العيد طبيعي منذ عشرات السنين، وان من وضع الهاشتاق يهدف لخدمة الأعداء بتحقيق فتنة طائفية. 

عائشة الغامدي تقول التالي: (دا مشْ عيد الوطن، دا عيد المسلمين أجمعين. بيختلفوا في رؤيته؟ امر طبيعي ومشروع. المزايدة على الوطنية حقارة). والمغرد عقيل وضع هاشتاقات بتعليقاتها:

القطيف تخالف عيد الوطن، فهم عملاء ايران

عُمان تخالف السعودية، فهم عملاء إيران

بشار يوافق السعودية، يصير عميل لمن؟

مشيراً الى ان سوريا عيّدت يوم الجمعة ايضاً مع السعودية!

ونختم بتغريدة لاما القطيفي إذ تقول: (أنا عيّدت الجمعة. وأمي وأبي أكملوا صيامهم، وكثير من بيوت الشيعة كذا. حسب منطق الغبي صاحب الهاشتاق: المفروض الإخوة يقاطعوا بعضهم البعض)، وتساءلت: (حتى العيد يُفرض بالقوّة؟ حتى الأفراح بالغصب؟ عقلية داعش باقية وتتمدد).

الصفحة السابقة