السعودية.. مملكة الطوائف والدواعش!

محمد السباعي

لا مكان مثل (تويتر) يمكن من خلاله قراءة الرأي العام الشعبي في مملكة آل سعود. فقد أصبح تويتر الوسيلة الشعبية الأولى في التعبير عن الهموم والآراء، وفي البحث عن التحولات في الإتجاهات السياسية والفكرية والنفسية للمواطنين. لا عجب أن تجد مثقفي البلاد وناشطيها وحتى مسؤوليها لهم مواقعهم على خارطة هذا الوافد الجديد في صحراء الاستبداد. المملكة من الخارج شيء مختلف، تصنعه الدعاية الرسمية الحكومية، أما في الداخل فهناك عالم متلاطم من الأفكار والنشاطات والإبداعات ترسم صورة أخرى لها ولشعبها ولنظام الحكم فيها. في كل عدد نختار بعضاً مما يشغل المواطنين ويستقطب اهتمامهم، من خلال متابعة الهاشتاقات. وهذا بعضٌ منها.

# خصم على موظفة شيعية

حُمّى الطائفية في المملكة المسعودة تتسعّر بأوامر وحماية رسمية. فالنظام الذي حوّل معاركه السياسية الداخلية والخارجية الى معارك مذهبية، كان يدرك بأن ذلك سيتحوّل الى تفجيرات في مساجد المواطنين الشيعة، والى تصاعد التمييز الطائفي الذي تمارسه السلطة، وصار يمارسه كل من هبّ ودبّ من أنصارها المذهبيين والمناطقيين.

هاشتاقات عديدة مرّت علينا في الأشهر الماضية وكلها ذات خلفية طائفية، وشملت كل مناحي الحياة، بما فيها دعوات (نَحْر ملايين المواطنين الشيعة: شرقاً وجنوباً وغرباً). هذا ولازال النظام ودعاته يقولون بأنه لا توجد سياسة تمييز وتحريض طائفي. كل يوم هناك قضية طائفية ضحيته مواطنون، وهذا لم يعد شيئاً جديداً وإن تصاعد في عهد سلمان المتحالف مع وهابييه التكفيريين، والمؤيد لأفعالهم، والمتشاغل عن معاقبتهم، وكيف يفعل غير ذلك مادام رأس السلطة يمارس الطائفية ولا يجرّمها؟

أبرار العسيف، موظفة فنية في مستشفى الولادة بالدمام، انطلق جوّالها لينبهها الأذان بدخول وقت الصلاة، فكان هذا كافياً لمعاقبتها وخصم مبلغ من راتبها، مضافاً اليها الطائفية والبجاحة في القرار العلني الذي ينص ان السبب هو (رفع صوت الجوال على أذان شيعي)! انه انتهاك ل يمثل سوى قمّة الجبل الجليدي. لكن البعض يشنّع بأن المواطنين الشيعة يهولون الأمر ويضخمون المشاكل حتى بعد أن سفكت دماء العشرات منهم في المساجد على يد الدواعش المحليين.

الناشطة عزيزة اليوسف تأسف بأنه (عندما يحدث تفجير في الشيعة، نتسابق لإثبات بأن الشيعة والسنة إخوان، لكن في الممارسات اليومية تظهر التعصبات. التناقض خصوصية سعودية). والمغردة وداد منصور سخرت فقالت: (عَشَانْ ما يصير لي مثل اللي صار لأبرار العسيف، قررت أخَلِّي نغمة جوالي: يا مطوع، لا تِرَوّعْ). وتساءلت: (متى يعي هؤلاء الهَمَجْ الحمقى أن هناك شيء إسمه: حرية شخصية، وحرية دينية؟).

(داعش تفجّر مساجدنا لأننا كفار ومشركين، ويأتي موظف يخصم على موظفة عَلَشَانْ رفع صوت الأذان الشيعي. الفكر واحد) تقول التاروتية ندى. اما الكاتبة والناشطة امتثال ابو السعود فقالت متحدية: (حيثما أكون، وبين من أكون، سأتعبّد الله وفق مذهبي، غير مرائية ولا وَجِلَةْ). واضافت: (ربما لن يتورع مسؤولو الأجهزة الحكومية عن معاقبة موظفة شيعية لأنها تصلي مُسْبِلَةً يديها).

مغرد غضب فقال: (يا للسخرية.. دولة يحدث في هذا ولا يُعاقب فاعلة، لا تتمنَّى ولا تتشرّف بأن تنتمي اليها). وحمدت المغردة زينب الله بأن جعل ما يجري لها تكفيراً عن الذنوب، فلازال مسعودون يقولون: (احمدوا ربكم، شيعة وعايشين بالسعودية)! فهذه البلاد لا قوانين فيها، وخصمك القاضي الوهابي فمَنْ تُقاضي؟ وتضيف على لسان مجلس الشورى وهو يرد على المواطنين الشيعة: (قلن لكم م في تمييز طائفي، قلتو نَبِيْ قوانين. اشغلتونا! يالله نكمّل دراسة بول البعير).

الأحسائية دلال قالت: (يرتفع صوت الأذان في مساجد الشيعة، فيفجّروهم. يرتفع صوت الأذان في عملهم، فيُخصَم من راتبهم. هنيئا لنا هذا الوسام في حبّ الله). وعبدالله يقول تهكماً: (حطْ أغنية وقت الأذان م أحد يكلّمك. تحطّ أذان شيعي، فأنت تزعج السلطات والوزارة، وفيها تعطيل للعمل).

الكاتبة رائدة السبع تصرخ في آل سعود: (اتركوا الشيعة في حالهم، ألا يكفي الدواعش؟)؛ وتسأل: (يفجرون لأنن كفار ومشركون، ويخصمون من رواتبنا عشان الأذان. أحد فاهم حاجة يا جماعة؟). وحسب فهد المطيري الذي لم يجد تعليقاً سوى: (كل ما نقول هانَتْ، جَدَّ علمٌ جديد)!

ويتساءل المحامي الصقعبي: هل وصل الاحتقان الطائفي الى هذا الحد؟ على ماذا استند المسؤول وهو يخصم راتب شهر من موظفة؟ ويرد المغرد عبدالله (طيّب وحنّا السنّة، جوّالاتنا كلها فيها أذان سنّي، وصوتها عالي في المستشفيات والمساجد ليش ما يعاقبونا بالحَسْم؟). والمغردة أحلام تقول بأن الطائفيين يعترضون على أذان في الجوال، بينما جوّالاتهم تحتفظ بمقاطع وصور إباحية.

ما كادت تهدأ أزمة الموظفة في المستشفى، حتى ظهرت قصة أخرى. ففي لقاء رياضي بين نادي الخليج بسيهات في المنطقة الشرقية، ونادي الرائد في بريدة معقل الوهابية، هتف جمهور الأخير طائفياً ضد الفريق السيهاتي. إيمان علقت: (شيوخهم على المنابر يصرخون، وهم على مدرجات الملاعب يهتفون). واياد بو خمسين علق: (تُشتَم فيسكتون؛ يُحرّضون عليكَ فلا يُعاقَبون؛ وبعد التفجير كلّهم يستنكرون)! وتساءلت فاطمة: (كل يومٍ يُساء الينا. أين الوطن؟). وتضيف: (في أرضنا مطلوب أن نهتف: إخوان سنّة وشيعة. وفي أرضهم ـ أي بريدة ـ مطلوب أن نسمع جملة: يا رافضي يا قذر).

# تصديق إعدام الشيخ النمر

يريد ال سعود أن يعدموا عدداً من المواطنين الشيعة ممن لا تهمة قتل قاموا بها، وإنما تعزيراً لأنهم خرجوا على إمام المسلمين سلمان، وأنهم أثاروا الفتنة، وغير ذلك من الإتهامات. الأمراء يريدون توجيه ضربة قاصمة للحراك السياسي المستمر منذ أكثر من أربعة أعوام وذلك عبر الإعدامات الجائرة. كما يريد الأمراء المساواة بين إرهاب داعش والنشاط السلمي السياسي المعارض، وكذلك محاولة تمرير اعدامات بحق داعشيين ينتمون لحاضنة النظام عبر إعدام مواطنين شيعة أبرياء معهم!

هناك ستة وعشرون شاباً طلب المدعي العام اعدامهم، وقد حُكم على عدد منهم بالإعدام فعلاً، بينهم الشيخ نمر النمر، الذي صادقت محكمة الإستئناف على اعدامه، وكذلك ابن أخيه علي وآخرين الذين اعتقلوا وهم دون الثامنة عشرة من عمرهم.

تسأل قناة الحرة متابعيها: هل تثبيت حكم الإعدام على الشيخ النمر، انتقام أم تنفيذ للعدالة؟ في اشارة الى ان الأمراء يريدون الإنتقام من الشيخ النمر لأنه هاجم الأمير نايف ودعا عليه بعد موته. وحين صدق الإستئناف على اعدام الشيخ النمر، غرد أخوه محمد بذلك، ونددت بالأمر الصحافة العالمية، وتنادى الحقوقيون للتنديد بالحكم القراقوشي.

قالت مغردة: (إعدم الشيخ النمر هو اعدام لكل شريف، ولكل ضمير حي. والقبول بالحكم خذلان للحق والعدالة). وقالت اخرى:(لن يتقدّم عن أجله ثانية ولن يتأخر ثانية، ولكلِّ اجلٍ كتاب. كل م في الأمر أن طريقة نهايته ستحدد مكانته في التاريخ). وقالت ثالثة مخاطبة الأمراء ومن يناصر طغيانهم: (اتفقتم او اختلفتم مع الشيخ النمر. أحببتموه أم كرهتموه. فإننا جميعاً نعرف أنه رمزٌ للمنطقة وللشيعة، وأن المساس به سيثير العالم).

الكاتب حسن آل حمادة يذكرن بأن الشيخ النمر كان يدعو لمسيرات مطلبية يرفض استخدام العنف فيه وهو القائل: زئير الكلمة أقوى من أزيز الرصاص. ومحمد النمر شقيق الشيخ، دعا المواطنين الى الاستماع الى خطب الشيخ على اليوتيوب إنْ كانوا يبحثون عن حقيقة اتهامات السلطة. وبشأن إبنه علي فقد توقع إعدامه وان الحل بيد الملك.

من جانبه حذر الشيخ عباس السعيد من أن المصادقة على أحكام الإعدام تصب الزيت على النار وتهدد الأمن والإستقرار. والدكتور فؤاد ابراهيم رأى أن تنفيذ حكم الإعدام يعني إعلان حرب ليس على طائفة بعينها، بل على كل طلاب الحرية، وان من يرضى او يصمت فهو شريك في التمهيد لإعدامات أخرى. اما وليد سليس الناشط الحقوقي، فتمنى ان تكون تصريحات وزير الخارجية البريطاني بشأن إيقاف اعدام الشاب علي النمر صحيحة.

في الإتجاه الآخر، فإن معظم التعليقات التي باركت حكم الإعدام جاءت من مشايخ التطرف، ومن الغرف السوداء التابعة لوزارة الداخلية، حسب الدكتور المعارض فؤاد ابراهيم. المتطرف الشيخ سليمان الدويش انتشى بخبر المصادقة على حكم إعدام الشيخ النمر واعتبر الخبر من (أجلّ الأخبار وأسعدها). ورأى مخبر في تويتر أن اعدام الشيخ (يعزّز الوحدة الوطنية بلا شك)! وآخر شمّري يقول انه ينتظر تنفيذ حكم الإعدام بحق الشيخ بفارغ الصبر، ويتمثل بقول الحجاج: (إني أرى رؤوساً أينعتة وحانَ قِطافها).

وجاء المغرد الرقعان على طريقة عضو الشورى عيسى الغيث فقال: (قضاء المملكة ولله الحمد قضاءٌ نزيه)! واضحة النزاهة في بلد النزاهة والعدالة المُسعودة!، وهذ طائفي يتبع الداخلية يسقط الآية الكريمة على المواطنين الشيعة: (اقتلوهم حيث ثَقِفْتُموهُم). وأخيراً يتمنى الغامدي أن يُصلبَ الشيخ بعد قتله، ووصف المدافعين عن الشيخ النمر بأنهم مجرمون خونة.

لكن وللعبرة.. من سلّ سيف البغي قُتل به. ومن يسترخص الدمّ سيأتي على مُلكِه؛ ومن يؤيد القتلة سيناله سيفهم الأجْرَبْ.

# لماذا أكره الليبراليين؟

هي بلد الكراهية، ومشايخها مشايخ الكراهية والعنف والتحريض، وأيديولوجيتها التكفير والدم والهدم. أتباع آل سعود يكرهون كل الأديان، كل الأقوام، كل المناطق، لا يرضون عن أحد: عنصرية وقبلية طاغية، مضاف اليها التكفيرية، وزيادة على ذلك هناك الجهل المقيم الذي يبرّر كل الجرائم. هذا الهاشتاق، لماذا أكره الليبراليين، وضعه السلفيون لضرب خصومهم، وكأنهم أبقوا أحداً لم يكرهوه، ويكفروه ويهددوه بالعنف.

الليبرالية عند مشايخ السلطة ورجال مباحثه تعني(الدعارة، والمسبح المختلط، والسكر، والجنس). والليبراليين مجرد مزبلة، وأولياتهم الاختلاط، وفصل الدين عن الدنيا! المغرد القفاري يقول ان الليبرالي اسم جامعٌ لكل ما على الأرض من شرّ، فهو يكره وطنه ويحقد على دين أهله!

وتأكيداً على الجهل المتفشي تقول احداهن بأن الليبراليين ل يهاجمون ال أهل السنّة والجماعة، لأنهم الحاجز الوحيد بينهم وبين شرعنة الدياثة والفجور! والشيخ بدر الشمري يحتاج الى مجلدات ليكتب عن مخازي الليبرالية والليبراليين، ولن تكفي أيضاً، فهم يتسامحون مع كل احد إلا المشايخ (يقصد مشايخ الوهابية). أكثر من هذا، فإن السبيعي يرى الليبراليين مجرد تمديدات مجاري، مهمتهم نقل قاذورات أعداء الدين الى بلاد المسلمين!

واضح ان الشعب المُسعود لا يفقه ما يقول، ولا يعرف عمّاذا يتحدث في الأساس! المهم ان الليبرالي مغضوب عليه من المشايخ وآل سعود، لأنه بنظر آل سعود يدعو للحرية السياسية والمساواة والحقوق، وبنظر المشايخ لأنه مجرد فاجر داعر يكافح سيطرة الوهابية على المجتمع.

المفكر محمد علي المحمود، وهو يفقه في الدين أكثر من معظم المشايخ إن لم يكن كلهم، كتب العديد من التغريدات حول الموضوع، قال مجيباً على سؤال: لماذا اكره الليبراليين، ولكن بلسان الجهلة والمكفراتية:

(لماذا اكره الليبراليين؟ بصراحة لا أدري، لكن شيخي قال: هم خطر على الإسلام، فكرهتهم) وأضاف: (شيخك يقصد أنهم خطر على خطاب الدجل الذي يأكل به). وهناك اجابة أخرى تقول: (لأن الليبراليين يدعون الى الحرية، وأنا من أعداء الحرية. ولأنهم يدعون أيضاً الى الاستقلالية الفكرية، وأنا من رعاع أتباع الوعاظ)!

المغرد عبدالله بن عباد قدم اجابات ايضاً، ولكن ساخرة: لماذا أكره الليبراليين والشيعة والنصارى، وفي الحقيقة أكره كل المذاهب والتيارات، فلأنها تختلف عني. بل أكره كل الكون لو كان مختلفاً (انه مذهب الكراهية). وفي اجابة أخرى: (أكره الليبراليين لأنهم يحاربون دعاة الجهاد، ولا يريدون أن ينكح المجاهدُ السَبيّةَ التي حارب وتعب حتى حصل عليها بعد أن قتل زوجها)!

وتسأل بنت المنصوري مستنكرة كإجابة على كرههم لليبراليين: (وهل تحبّون شيئاً اصلاً؟ أنتم دينكم ومنهجكم وفلسفتكم الكراهية، فلا غرابة ان تكرهوا كل شيء لا يشبهكم). زينب لها نفس الإجابة، فأنت تكرههم (لأنك تكره الألوان، فترى الحياة أبيضاً واسود، وتريد من الجميع ان يكونوا قطعاناً خلفك، يرونها كما تريد أنت). والعلويط يقول أن (هذه الكراهية تسيء لك أيها السائل، فكأنك تقول أكره الحرية، واذا كرهت الحرية، فأنت متسلّط، او تهوى أن تكون محبوساً).

# الجن يعاشر النساء

نعم الجن يعاشر النساء، والدليل قوله تعالى: (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان)؛ ومن ينكر ذلك لا يملكون دليلا شرعيا ولا علمياً ولا عقلياً. هذا ما يقوله الشيخ حمود العمْري. لكن المغرد طنف يخاطب الشيخ العمري: (لو تحلف كتير إيمان.. ما راح أصدق الحلفان). والسبب هو أن هناك تفسيراً آخر للآية، فذكر الجان إنما كان لتأكيد استبعاد حدوث المعاشرة السابقة، وهو غرض الآية وليس الهدف الحديث عن إنسي يعاشر جنية.

مطوع سيّس الموضوع ضد خصومه فقال: (الجن والشياطين تعاشر الليبراليين وتأكل معهم وتتتحدث أيضاً). وكان الشيخ العريفي قد جاء بقصة مشاركة الجن للإنس الطعام، وأن أحدهم كان يحب الرز، وأن بين الجن (روافض) وهم أسوأ الجن! وشيخ ثالث قال أن جنّياً أعلن بصريح العبارة ان جماعته من الجن يحترقون في حال ذُكر إسم الشيخ عبدالعزيز بن باز المفتي السابق. وعلق أحدهم: (يا مطاوعتنا.. خفّفوا البهارات بسوالفكم شوي. أجل جنّي يحترق من اسم ابن باز؟). زيادة على ذلك، هناك احد المشايخ روى أن الجن يحضرون دروس الشيخ ابن باز.

لكن اغلب التعليقات كانت ساخرة. الكاتبة هيلد اسماعيل تسأل: (م في جنّي يشتغل سائق، يودّين المشاوير بسرعة، ويردن بعيد عن الزّحمَةْ؟)؛ وإيمان مستعدة للزواج من جني إذا يعرف يسوق سيارة (وبالمرّة أبغى أقول: هبركا دبرا، وأطلع من السعودية). وآخر يقول بأن الجن يعاشرون النساء، ثم يلدن قضاة يسرقون ٢٠٠ مليون؛ في اشارة الى الشيخ السلفي الذي برر سرقته بأن جنياً تلبّسه حين السرقة! وهذه هي نفس اشارة سهيل اليماني الى ذلك السارق فقال: (بما أنهم يزورون الصكوك ويسرقون الأراضي، فإن معاشرة النساء أهون من لطش مئات الملايين من ريالات الإنس)؛ وهذا ما دفع سعيد الزهراني للقول: (مسكين هذا الجنّي. حمّلوه كل كوارثهم. آه لو تكلم، لكان بصق في وجه بعض من تاجروا به، وصارت حساباتهم الجارية منتفخة).

اما عمار فيريد أن يتزوج جنّية، وهو يسأل عن (حَمُولَةْ طيّْبَةْ). السؤال من نور يقول كما الجني يتزوج انسيّة: (لماذا الصبايا الجنّيات الجميلات لا يعاشرن الرجال؟). والصحفي ابراهيم القحطاني يقول: (أنه رغم كل هذ الإبداع، يأتينا مخرج ويقول ان هناك نقصاً في الأفكار، وكتّاب السيناريو).

# لماذا يكره الناس الهيئة

فعلاً.. لماذا يكره المواطنون هيئة الأمر بالمنكر؟ والجواب متعدد كما نرى. لأنها تمثّل خطاً أيديولوجياً واحداً، وهي لا تمثّل الآدب العامة للمجتمع المتدين ككل. يقول المفكر المحمود؛ ولأنها تنتهك حرياتهم الفردية ببجاحة، بزعم الحفاظ على تقاليد السلوك العام. والمغرد السلمان يرى السبب في كره الهيئة هو (أن النفس البشرية جُبلت على الإعتزاز بالنفس، والكرامة، والحرية، لذلك فالإنسان الطبيعي يرفض من يحدّ او ينتهك أي منها). والشيخ بيل يقدم حلاً عملياً: (جرّب تنتقد رجال الهية ذات مرة وستعرف لماذا يكره الناس الهيئة). ورائدة السبع تعتب: (م خلّو لهم صاحب. الله يهديهم).

صوت العدل يكره الهيئة لأنه (تفرد عضلاتها على الشعب فقط، وغير مسموح لرجالها الإقتراب من الأمراء والمسؤولين). لكن المغرد ماهر المنصور يلفت النظر الى قضية هامة لكرهه الهيئة وهي أن (سبعين سنة من وجود الهيئة لم تُحسِّن من سلوك المجتمع، ولازالت المرأة لا تأمَنْ على نفسها حتى وهي تقود السيارة. فما الفائدة منها؟). اما العمري فيكره الهيئة إذ (لا نرضى بجهاز ديني يستدرج المواطنين بصور خليعة). وبالنسبة للأكسجينة، فهي تكره رجال الهيئة (لأن لديهم تصريح رسمي للعمل كدواعش)؛ أو لأنهم دواعش فعلاً.

الصفحة السابقة