القاضي العلامة السيد أبو بكر بن أحمد الحبشي

ولد رحمه الله في رجب عام 1320هـ، وفي الثانية من عمره سافر به والده الى لحج لزيارة جده لأمه السيد علوي بن أحمد السقاف، ثم رجع مع والده الى مكة عام 1323هـ فنشأ في حجر والده وجده السيد حسين بن محمد الحبشي مفتي الشافعية المتوفي عام 1330هـ، فبدأ يقرأ القرآن على يد الشيخ أحمد حمام وفي عام 1326هـ صحب والده الى لحج ثم رجع والده وظل أبو بكر تحت رعاية جده السيد علوي السقاف.

ولما ولي إمارة مكة الشريف حسين بن علي، طلب السيد علوي من لحج فتوجه مع عائلته ومن ضمنهم حفيده السيد أبو بكر وذلك عام 1327هـ، فظل تحت رعاية والده بمكة فواصل قراءة القرآن على يد شيخه أحمد حمام.

وفي عام 1330 هـ توفي جده لأبيه السيد حسين الحبشي مفتي الشافعية وفي عام 1332هـ ألحقه والده بمدرسة الفلاح بقسم الحفاظ، فحفظ القرآن وجوّده برواية حفص على الأستاذ حسن بن محمد سعيد، ثم قرأ القرآن وجوّده بروايتي عاصم وحفص على السيد أحمد بن حامد التيجي وأجازه. ثم بدأ في الدراسة وارتشاف شتى العلوم المقررة من علماء الفلاح الأعلام، فكان يترقى في كل عام من صف الى صف، الى أن أكمل دراسته ونال الشهادة الإبتدائية ثم الثانوية وشرع يلقي بعض المواد في بعض الصفوف.

وفي عام 1343هـ رحل الى جدة واشتغل بالتدريس بمدرسة الفلاح ثم رجع الى مكة عام 1344هـ وعاد الى مدرسته مدرساً بها مقتبساً من أساتذتها ديناً وتقوى وورعاً وزهداً.

وفي عام 1345هـ سافر رحمه الله الى حضرموت مع والده، فبهره ما فيها من علماء أعلام، فأخذ ينتقل من بلد الى أخرى طلباً للعلم وارتشافاً من مناهله العذبه، فأخذ عن جملة من علماء حضرموت وأجازه منهم: السيد شيخ بن محمد بن حسين الحبشي، والسيد محمد بن علي بن محمد بن حسين الحبشي، والسيد محمد بن هادي السقاف، والسيد حسن بن محمد بلفقيه، والسيد عبد الله بن عيدروس العيدروس، والسيد عبدالله بن محمد الحداد، والسيد محمد بن سالم السري، والسيد عمر بن محمد مولى خيله، والسيد زين بن عبد الله العطاس، والسيد محمد بن سالم بن أبي بكر العطاس، والسيد عمر بن طاهر بن عمر الحداد، والسيد عبد الله بن هارون المحضار، والسيد مصطفى بن أحمد المحضار، والسيد عمر بن حسين الحبشي، والشيخ سالم بن أبي بكر با سويدان، والسيد عبد الله بن علوي البار، والحبابة سيدة بنت السيد عبد الله بن حسين بن طاهر، والحبابة خديجة بنت السيد علي بن محمد بن حسين الحبشي، والسيد عبد الله بن طاهر الحداد والسيد حسين بن أحمد البار، والسيد أحمد بن محسن الهدار، والسيد المعمر علي بن حسين البيض، والسيد علوي جنيدي، والسيد عبد الرحمن بن محمد من آل الشيخ أبي بكر بالمكلا.

وفي عام 1348هـ سافر رحمه الله الى بمباي للعلاج فقام المحسن الشيخ محمد علي زينل علي رضا مؤسس مدارس الفلاح بما يجب نحو خريج مدرسته من عناية ورعاية وعلاج الى أن تم شفاؤه فعاد الى المدينة المنورة عام 1349هـ. فأخذ العلم عن كبار علمائها وأجازوه، منهم السيد علي بن علي الحبشي والشيخ عبد الباقي اللكنوي والشيخ عبد الرحيم البغدادي والشيخ عبد القادر شلبي، ثم عاد الى مكة المكرمة عام 1350هـ حيث عين مديراً لمدرسة الفلاح وظل قائماً بإدارة الفلاح معلما وهادياً وناصحاً ومرشداً متغلباً على العقبات التي وضعها المصطادون في الماء العكر، متكلا على الله معتمداً عليه وحده الى عام 1361هـ حيث نقل الى القضاء.

ولم تشغله إدارة الفلاح عن مواصلة طلب العلم وانتهال المعرفة، فقد قرأ على عمه السيد محمد بن حسين الحبشي فتح الإله وشرح ابن القاسم على متن أبي شجاع، ومنهاج الطالبين ببعض شروحه، وإيضاح المناسك، ورسائل السيد عبد الله بن حسين طاهر، وبعضاً من الجامع الصغير. وحضر دروس العلامة الشيخ أمين سويد الدمشقي التي كان يلقيها على المعلمين بمدرسة الفلاح في تفسير البيضاوي وجمع الجوامع وشرحه.. وقد أجازه عامة. وقرأ على الشيخ عبد الله زيدان التفسير، وأخذ عن الشيخ عمر حمدان فتح الباري وسنن أبي داود ومسند الإمام أحمد والفقيه السيوطي كما أخذ عنه جملة من السلسلات وأجازه إجازة عامة، وقرأ عليه منتخب كنز العمال وموطأ الإمام مالك.

وسمع منه الأوائل السنبلية، وأخذ عن السيد عبد الحي الكتاني بالمسجد الحرام أربع مسلسلات وأجازه إجازة عامة. كما قرأ الأوائل السنبلية على الشيخ عبدالله غازي وأخذت عنه المسلسلات التي في فتح القوى وأجازه إجازة عامة. وقرأ الأوائل العجلونية على السيد أبي بكر بن سالم العطاس، وأخذ عنه مسلسلات فتح القوى، وسمع منه خطبة عقد اليواقيت.

وهكذا قضى السيد أبو بكر الحبشي معظم حياته في طلب العلم ونشره، وقد شغله التعليم والقضاء عن التأليف، فليس له من المؤلفات سوى:

1 ـ خلاصة السير لسيد البشر (صلى الله عليه وسلم) وهي ألفية في السيرة النبوية نظمها عام 1340هـ.

2 ـ رسالة صغيرة في الصلاة لصغار المبتدئين.

3 ـ ثبت كبير.

ظل رحمه الله في القضاء بمكة قائماً بواجبه في نزاهة وتحر في القضية قبل بت الحكم فيها خشية من الله الى أن توفي عام 1374هـ فرحمه الله وأسكنه واسع جنانه.

الصفحة السابقة