وجـوه حجازيـة

(1) مؤنسة خاتون (779 - 851هـ)

هي فاطمة؛ وتُسمّى مؤنسة خاتون. ابنة المحدّث الشمس محمد بن علي بن محمد بن علي بن ضرغام بن علي بن عبدالكافي البكري الغضائري المكّي الحنفي، ويعرف بابن شكر.

ولدت بمكة المكرمة، وسمعت على والدها الكثير من الحديث، كما سمعت من النشاوري وابن صديق، وأجاز لها الحافظ ابن رجب، والبرهان القيراطي، ومحمود بن الشريشي، ومحمد بن احمد بن عمر بن النعمان، وابن الذهبي، وابن العلاني.

حدّثت وأجازت للسخاوي، وكانت خيّرة صالحة. توفيت رحمها الله بمكة المكرمة(1).

(2) زين العابدين المنوفي (... - 1151هـ)

زين العابدين بن سعيد المنوفي المكّي. أديب فاضل، وأحد السادة المشهورين بالفضل والعلم.

ذكر في (تنزيل الرحمات) بأنه توجه لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1150هـ. ترجم له زبارة في ملحق (البدر الطالع) بقوله: (ورد من مكة الى اليمن مع والده في أيام المهدي، صاحب المواهب، فأعجب بكمالاته، ومازال حاله ينمو حتى تولى الوزارة للمهدي، وأفاد أموالاً جليلة، ودنيا عريضة طويلة، ثم كان من أكابر أعيان الدولة المتوكلية والموزرين لها، وولي بيت الفقيه من أعمال تهامة مراراً، ثم تغيّر عليه المتوكل القاسم بن الحسين، فرجع الى مكة بثروة عظيمة، ومات سنة ست وخمسين ومائة وألف هجرية).

وقال الشيخ عابد السندي في مجموعته: وأما الشيخ العلامة زين العابدين المنوفي، فكان على جانب عظيم من العلم والأدب، وأتى الى اليمن، واجتمع بالشيخ الزين بن محمد المزجاجي ولازمه، وما زال يتردد عليه مدة إقامته باليمن، ثم رجع الى مكة، ولما وصل الشيخ زين المزجاجي أكرمه إكراماً عظيماً، وطلب جميع أعيان مكة فكان جمعاً عظيماً مباركاً(2).

(3) عبدالله نيازي (1300 - 1363هـ)

عبدالله بن محمد نيازي النمنكاني، ثم المكي الحنفي. ولد بمدينة نمنكان، وطلب العلوم على علماء بلده، وأخذ عنهم في النحو والصرف والبلاغة والفقه وأصوله، منهم في نمنكان الشيخ عبدالأحد مخدوم، والعلامة أولوغ جان توره، والعلامة عطاء الله. ثم تنقل من اجل طلب العلم ما بين فرغانة وكاسان وأفغانستان، ومنهم في هذه البلدان الشيخ ملا خوجه، والشيخ ملا عرب، والشيخ برهان مخدوم منطقي. قرأ عليهم البلاغة والمنطق والأصول وصحيح البخاري.

قدم مكة المكرمة سنة 1330 هـ، وتوجه بعد أداء النسكين لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأقام في المدينة المنورة خمس سنوات، وأخذ عن علمائها، منهم حسين بن أحمد المدني، قرأ عليه الهداية وصحيح البخاري، واستفاد منه كثيراً. ومن المدينة رحل الى الشام ثم الى أزمير وقونية والإسكندرية والقاهرة والهند سعياً لطلب العلم والإستزادة، فقرأ أمهات السنن وشرح معاني الآثار والهداية والتوضيح، وتفسير البيضاوي وغير ذلك.

من مشايخه في راندير المفتي مهدي حسن، والمحقق حسين احمد الرانديري، وهو عمدته في الرواية والحديث. وحصل من شيوخه الإجازة بالتدريس.

هاجر الى مكة المكرمة سنة 1344هـ، وعُيّن في نفس العام مدرساً بالصولتية، فدرس فيها الحديث والتفسير والبلاغة، وتصدى للتدريس بالمسجد الحرام، فعقد حلقة التدريس بالمسجد الحرام أمام باب التكية المصرية، وأخذ عنه الشيخ جعفر الكثيري، والقاضي الشيخ علي حمود والشيخ محمد ياسين عيسى الفاداني وغيرهم.

توفي رحمه الله بمكة المكرمة. وله: المنحة الإلهية في سلسلة كتب السنة المحمدية، فتاوي(3).


(1) محمد عبدالرحمن السخاوي، الضوء اللامع، جـ 12، ص 128. وعمر ابن فهد، إتحاف الورى، جـ4 ص 276. ومعجم الشيوخ ص 323، وفيه الشهير والدها بابن شكر (بالشين).

(2) عبدالله مرداد ابو الخير، مختصر نشر النور والزهر، ص 200. ومحمد بن محمد زبارة، ملحق البدر الطالع في الجزء الثاني من البدر الطالع، ص 94؛ وفيه أنه توفي سنة 1156هـ. وعبدالرحمن الجبرتي، عجائب الآثار في التراجم والأخبار، جـ2، ص 38، وفيه أنه توفي سنة 1151 ورثاه السيد جعفر البيتي بما هو مثبت في ديوانه. واخيراً عبدالله بن محمد غازي، نظم الدرر، ص 83، وفيه كلام الشيخ عابد السندي.

(3) محمود سعيد ابو سليمان، تشنيف الأسماع، ص 358. وعمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص 183. وعبدالله بن محمد غازي، نثر الدرر بتذييل نظم الدرر، ص 49. وعمر رضا كحالة، مستدرك معجم المؤلفين، ص 436. ومحمد ياسين محمد عيسى الفاداني، قرة العين في أسانيد شيوخي من أعلام الحرمين، جـ 1، ص 233.

الصفحة السابقة