وجـوه حجازيـة

محمد بن شيخان (١٠٥١هـ - ١١٢٢هـ)

محمد بن عمر بن سالم بن أحمد بن شيخان بن علي بن أبي بكر، المعروف بان شيخان. ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، وحفظ مجموعة من المتون في شتى علوم المعرفة. أخذ عن الشهاب أحمد بن عبدالله بن عبدالرؤوف المكي علوماً شتى، ولازم علي بن أبي بكر بن الجمال المكّي، والسيد محمد الشلي، وأخذ عن الشيخ محمد بن سليمان المغربي الردّاني، عدّة علوم وأجازه بمروياته.

درّس بالمسجد الحرام، وصار أحد أعيان فضلاء مكة المكرمة. له في الأدب طول باع، وفي العربية سعة اطلاع، وأخذ عنه عبدالرحمن الذهبي الدمشقي، نزيل مكة المكرمة، وترجم له الذهبي في رحلته. قال: (وصحبته مدة تزيد على أربعين سنة حضراً وسفراً).

توفي رحمه الله بمكة المكرمة(١).

علي ابن الشيخة (٨١٧هـ - ٨٧٨هـ)

هو علي بن أيوب بن ابراهيم بن عمر، نور الدين البرماوي الأصل، المكي. يُعرف بابن الشيخة. وقد عُرف بابن الشيخة لكون أمه ـ واسمها فائدة ـ كانت شيخة رباط الظاهرية بمكة المكرمة. ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، فقرأ القرآن الكريم على ناصر الدين السخاوي المقريزي وجَوّده؛ واشتغل يسيراً في الفقه على ابراهيم الحلبي؛ وسمع الحديث على ابن الجزري، وابن سلامة، والشهاب المرشدي، والتقي بن فهد، ولازم قراءة الحديث عند أبي الفتح المراغي، وقرأ البخاري عليه وعلى القضاة أبي اليمن، والبرهان السوبيني، وأبي حامد ابن الضياء.

ولي مشيخة بالزمامية. وتوفي رحمه الله بمكة المكرمة(٢).

علي بن الصبّاغ (٧٨٤هـ - ٨٥٥هـ)

علي بن محمد بن أحمد بن عبدالله، نور الدين الأسفاقسي، الغزّي الأصل، المكي المالكي. يُعرف بابن الصباغ. وقد ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، فحفظ القرآن الكريم ومجموعة من المتون في الفقه والنحو وغير ذلك، وعرض على الشريف عبدالرحمن الفاسي، وعبدالوهاب بن العفيف اليافعي، والقاضي جمال الدين بن ظهيرة، وعلي بن محمد بن أبي بكر الشيبي، ومحمد بن سليمان بن أبي بكر البكري، وسمع بمكة المكرمة من أبي بكر بن الحسين المراغي، وأخذ الفقه والنحو عن الشريف عبدالرحمن الفاسي، وأخذ عن عبدالواحد المرشدي ولازمه كثيرا وانتفع به. كتب الخط الحسن وعلّق بخطه كثيرا.

توفي رحمه الله بمكة المكرمة.

له: العبر فيمن شفه النظر؛ والفصول المهمة في معرفة الأئمة وفضلهم ومعرفة أولادهم ونسلهم(٣).

عبدالله بن صديق (١٢٧٠هـ -١٣٢٥هـ)

عبدالله بن عباس بن جعفر بن عباس بن صديق الحنفي المكي. ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم، واشتغل بطلب العلم. قرأ على والده ولازم حضور دروسه في المسجد الحرام في الفقه والتفسير والحديث، وأخذ عنه وأجازه بمروياته. كما قرأ على السيد أحمد دحلان، وأخذ عن الشيخ محمد بن إبراهيم المصري الشهير بأبي خضير، وأخذ عن الشيخ يوسف الخربوتي.

أُجيز بالتدريس بالمسجد الحرام، وولي منصب الإفتاء الحنفي سنة ١٣١١هـ على أن تُصدّق كل فتوى تصدر منه مِن قِبَلِ والده، والشيخ أحمد ابو الخير. انتدبه الشريف علي الى صنعاء مع هيئة يرأسها من كبار علماء مكة المكرمة، للتوسط بين الأتراك والإمام يحيى، فتوفي في صنعاء رحمه الله(٤).


(١) محمد خليل المرادي، سلك الدرر، جـ ٤، ص ٦٨؛ وعبدالله مرداد أبو الخير، مختصر نشر النور والزهر، ص ٤٥١؛ وعبدالرحمن مشهور، شمس الظهيرة، جـ١، ص ٣٣٠.

(٢) عمر بن محمد بن فهد، إتحاف الورى، جـ٤، ص ٥٧٤؛ ومحمد بن عبدالرحمن السخاوي، الضوء اللامع، جـ٥، ص ١٩٥.

(٣) عمر بن محمد بن فهد، إتحاف الورى، جـ٤، ص ٣١٣؛ ومعجم الشيوخ، له، ص ١٧٨، وفيه السفاقسي. وانظر محمد بن عبدالرحمن السخاوي، الضوء اللامع، جـ٥، ص ٢٨٣؛ واسماعيل باشا البغدادي، هدية العارفين، جـ١، ص ٧٣٢؛ وخير الدين الزركلي، الأعلام، جـ٥، ص ١٦١؛ وعمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، جـ٧، ص ١٧٨؛ ومحمد الحبيب الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص ١٣٣.

(٤) عبدالله ابو الخير، مختصر نشر النور والزهر، ص ٣٠٤؛ وعبدالله بن محمد غازي، نظم الدرر، ص ١٩٨؛ وعمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص ١٤٣.

الصفحة السابقة