وجـوه حجازيـة

عبدالحميد بن علي قدس (١٢٨٠- ١٣٣٤هـ)

عبدالحميد بن علي بن عبدالقادر بن عبدالله قدس المكي الشافعي.

ولد بمكة المكرمة، ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم، ومجموعة من المتون في النحو والفرائض والعقائد والمنطق والفقه وغير ذلك. وأخذ عن علماء عصره بمكة السيد أحمد دحلان، والسيد عثمان شطا، كما لازم السيد بكري شطا، وقرأ عليه عدة كتب في عدة علوم.

أيضاً، قرأ على السيد حسين حبشي في أصول الفقه والحديث والتفسير وغير ذلك، وأجازه اساتذته بسائر مروياتهم، واذنوا له بالتدريس، فدرّس بالمسجد الحرام، وبمنزله.

تكررت رحلاته الى مصر، وأخذ عن علماء الجامع الأزهر الأفاضل؛ كما أخذ عن الشيخ محمد سليمان حسب الله، والشيخ عمر باجنيد، والشيخ عبدالرحمن دهّان، والشيخ سعيد يماني من علماء مكة المكرمة.

كان رحمه الله نشيطاً في التأليف والنشر؛ فقد ألّف عدة كتب، انتشرت بين طلاب العلم في الحجاز والشرق الأقصى. وقد أوفدته الحكومة العثمانية مع هيئة من وجهاء وعلماء مكة المكرمة والمدينة المنورة لحضور حفل افتتاح الخط الحديدي، الذي ساهم في الإكتتاب فيه المسلمون؛ فسافر الى لبنان سنة ١٢٢٤هـ، ومثّل بلاده مع زملائه خير تمثيل.

كان رحمه الله عالماً وشاعراً. وله من المؤلفات: نفحات القبول والإبتهاج في قصة الإسراء والمعراج؛ رسالة في البسملة من ناحية البلاغ؛ منظومة في الآداب والأخلاق الإسلامية؛ فتح الجليل الكافي في العروض والقوافي؛ كنز النجاح والسرور في الأدعية المأثورة التي تشرح الصدور؛ لطائف الإشارات على تسهيل الطرقات لنظم الورقات (في اصول الفقه)؛ إرشاد المبتدي في شرح كفاية المبتدي؛ الأنوار السنيّة في شرح الدرر البهية؛ ودفع الشدة في تشطيرة البُردة؛ والذخائر القدسية؛ وطالع السعد الرفيع (شرح لبعض المدائح النبوية)(١).

عبد الحميد بن أحمد الخطيب (1316 - 1380هـ)

ولد بمكة المكرمة، واعتنى به والده. ساهم بنصيب وافر في النهضة العلمية حتى منحه الشريف حسين وسام النهضة من الدرجة الثانية. بعد احتلال آل سعود للطائف ومكة، وفي أواخر عهد الحسين رحل الى مصر، فاشتغل بالصحافة ونشر عدة مقالات في الأهرام والمقطم والوطن، واشترك في عدة جمعيات خيرية، ثم أسس جمعية الشبان الحجازية الخيرية.

عاد بعدها الى مكة المكرمة وعيّن عضواً بمجلس الشورى، وكان الى جانب عمله الوظيفي يلقي دروساً دينية بالمسجد الحرام، ومحاضرات دينية واجتماعية فيه وبجمعية الإسعاف بمكة، وينشر في الصحف المقالات الضافية في محاربة العادات السيئة والدعوة الى الله والرجوع اليه. ثم عين وزيراً مفوضاً في باكستان منذ استقلالها، ثم سفيراً فيها، ورأس وفد المملكة في حفل تسليم السلطة من هولندا الى الحكومة الأندونيسية، وهناك أقام له طلاب والده الأندونيسيين حفلات تكريم في كل بلد ينزل بها. توفي رحمه الله بدمشق.

له: سيرة سيد ولد آدم (نظم السيرة النبوية من ألفي بيت)؛ تائية الخطيب في سرّ تأخر المسلمين وحكمة التشريع الإسلامي؛ مناجاة الله (منظومة في التوحيد الخالص وعقائد السلف الصالح في حب الله ورسوله ـ مجموعة قصائد)؛ الإمام العادل، أسمى الرسالات؛ مستقبلك في يدك (ثلاثة أجزاء)، قصيدة الإستغاثة الكبرى، تفسير الخطيب(2).

محمد طاهر الدباغ (1308- 1378هـ)

ولد في الطائف، وتلقى تعليمه الإبتدائي بمكة المكرمة، ثم رحل الى الإسكندرية فالتحق بمدارسها حتى نال فيها الشهادة النهائية، ثم عاد الى مكة المكرمة وتلقى على علماء عصره في المسجد الحرام، ولازمهم وأجازوه في التدريس بالمسجد الحرام، فدرس مدة من الزمن ثم التحق مدرساً بمدرسة الفلاح بمكة، ثم مديراً لها فقام بواجبه بعزم وحزم، وقد تخرج في عهد إدارته عدد من طلاب العلم الذين شغلوا مناصب مهمة في الحكومة، ثم تعين في عهد الشريف الحسين بن علي مديراً لمالية جدة ومعتمداً لمعارفها.

بعد احتلال آل سعود للحجاز، قام برحلات الى مصر واليمن ومنها الى الهند، ثم الى جاوا، ثم عاد الى بلده فأسند له الملك عبد العزيز إدارة التعليم في المملكة (مديرية التعليم) وكان أول ما فكر فيه هو تنظيم الإبتعاث الى الخارج للدراسات العليا المتنوعة، فأسس مدرسة تحضير البعثات بمكة التي أثمرت وهيأت الطلاب الى الإبتعاث للدراسة في الخارج والذين عادوا الى وطنهم وكان منهم الطبيب والقاضي والمهندس والأديب. قضى عشر سنوات في المعارف كان خلالها مثال الجد والنشاط والنزاهة وقوة العزيمة، ثم نقل الى الشورى حتى أُحيل على المعاش فسافر الى مصر وأوربا لغرض العلاج، ثم عاد الى مصر فتوفي رحمه الله في القاهرة (3).


(١) عمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص ١٥٧؛ وعبدالله مرداد ابو الخير، مختصر نشر النور والزهر، ص ٢٣٦؛ وخير الدين الزركلي، الأعلام، جـ ٤، ص ٥٩؛ وعمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، جـ٥، ص ١٠٥؛ وعبدالله بن محمد غازي، نظم الدرر، ص ١٩٣.

(٢) عمر عبد الجبار، سير وتراجم، ص 179. وانظر: كحالة، عمر رضا. مستدرك معجم المؤلفين، ص 340؛ وكذلك كيفي عدنان. هذه بلادنا ـ 19، ص 277؛ باسلامة، محمد أبو بكر، في حياتهم، البلاد، 15/2/1404هـ، ص 10-11. ابن سلم، أحمد سعيد. موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين، جـ1، ص 308. أعلام المكيين، ج1، ص 14.

(٣) عبد الجبار، عمر. سير وتراجم، ص 282. المغربي، محمد علي. أعلام الحجاز، جـ1، ص 289. الفاداني، محمد ياسين، قرة العين في أسانيد مشايخي من أعلام الحرمين الشريفين، جـ1، ص 220، وفيه الأديب اللغوي السيد طاهر بن مسعود بن طبيب بن الحسن الإدريسي الشهير بالدباغ كأسلافه مدير المعارف السعودية.

الصفحة السابقة